الموضوع: حكاية "بوش" مع "الكحول" !!

الكحول, بوش, حكاية

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



بوش

لم تكن السنوات الماضية سهلة على الرئيس الاميركي جورج بوش، بل يمكن القول إن الأشهر الأخيرة من العام كانت مدخلا "لإزعاج إعلامي" إضافي بالنسبة إلى الرئيس الأميركي الذي لطالما شكل مادة دسمة للصحافة الأميركية والعالمية للتندر بهفواته وخطاباته وإجاباته على أسئلة الصحافيين. شكلت الأشهر الأخيرة من العام 2006 مدخلاً جديداً لمادة قديمة جديدة عن بوش، فعجت شبكة الإنترنت حينها بمقاطع من خطاب لبوش يظهره متلعثماً لا يقوى على إخراج الحروف من فمه ويميل برأسه يميناً ويساراً في جهد واضح لعدم التفوه بما قد يندم عليه لاحقا. وذيلت المقاطع بعبارة "بوش يعاود الشرب" أو "رئيسنا ثمل مجددا" أو "بوش الثمل".




بين بوش والخمر علاقة طويلة، فتاريخه حافل بإدمانه على الكحول التي قال إنه أقلع عنها نهائياً في عيد ميلاده الأربعين، لكن صحيفة الناشيونال إنكوايرر كشفت عقب إعصار كاترينا أن الرئيس عاود الشرب مجدداً.




وتروي الصحيفة كيف كشفت السيدة الأولى زوجها وهو يعاقر الخمر خلسة في مزرعة كروفورد في تكساس فهرعت إليه صارخة "جورج توقف" لتعيد بعد ذلك على مسامعه ضرورة ألا يعاود معاقرة الخمر واعدة إياه بمرافقته بشكل دوري حين تسمح الظروف في أسفاره لمراقبته. لكن ما لم تعلمه السيدة الأولى حينها كما تقول الصحيفة إن بوش كان قد بدأ ومنذ أسابيع شرب الخمر خلسة.




بعض المواقع الإخبارية ذهبت إلى أبعد من ذلك مؤكدة أن بوش يمزج بين الكحول والعقاقير المضادة للكآبة، "مزيج خطر لأي شخص عاقل فكيف ببوش" على حد تعبير بعض المعلقين. واستندت تلك المواقع إلى معلومات مسربة وملاحظات خاصة، منها:

- عدم القدرة على تذكر أحداث ما زالت "طازجة"، إضافة إلى التصرفات العدائية ونوبات الغضب المتكررة أمام العاملين.
- التلعثم المتكرر وعدم استيعاب أسئلة الصحافيين بشكل دقيق.
- آثار "غير مبررة" ودورية لضربات وأورام على وجهه.
- قلة الصبر
- تصرفات طفولية وغير مسؤولة
- ردود فعل مبالغ فيها.




يذكر ان هذه الصفات غالبا ما تستعمل لتبيان نمط تصرفات المدمنين على الكحول.
ومن لا يذكر حادثة بوش الشهيرة حين حاول تفادي الصحافيين فهرع إلى باب مقفل ليعود ويواجههم بابتسامة عريضة. حينها ربطت وسائل الإعلام الأميركية بين "الحادثة" وصور سابقة من المناسبة نفسها أظهرت بوش يتناول شراباً تقليديا من الحليب الممزوج بالكحول، واعتبرت "مزحة" الباب المقفل دليلا على أنه كان على الأرجح مخموراً.




ولعل الرواية الاحدث حول ارتباط بوش بالخمر برزت عقب تقرير بيكر – هاملتون. فتعليق بوش الشهير "إيران وسوريا تعلمان ماذا عليهما أن تفعلا" بعد أقل من 24 ساعة من صدور التقرير أثار موجة من الاستغراب حينها.




ونقل عن لورنس إيغلبيرغر الذي كان وزيراً للخارجية في عهد جورج بوش الأب بعد سؤاله عن رد فعل بوش الإبن على تقرير بيكر هاملتون "رد فعله كان وكأنه يقول لنفسه "أين كأس شرابي؟". لقد كان مشحونا (مخموراً) قليلاً كانت الساعة مبكرة صباحاً، أنت تعرف".




وفي كتاب جوستن فرانك "الرئيس على أريكة التحليل النفسي" يقول المحلل النفسي الذي حاول بناء بروفيل سيكولوجي له انطلاقا من حياة بوش وتفاصيلها وعلاقته المضطربة مع والده.




وقبل التطرق إلى "عقدة الإبن من بوش الأب" لا بد من التطرق إلى الجزء المتعلق بإدمان بوش على الكحول. يروي فرانك سيرة بوش ويتابعه منذ طفولته المبكرة وعلاقته المضطربة بوالديه ويتوقف كثيراً عند الفترة الماجنة من حياته التي استمرت حتى سن الأربعين حين "وُلد ثانية" على يد المبشّر الأصولي بيلي غراهام، فترك إدمان الكحول وارثاً، على الأرجح، أضراراً بالغة تؤثر في سويّته وسلوكياته.




ويخلص المحلل إلى أن مجموعة الأحداث في حياة بوش انتجت "رجلاً يتمتع بتحديات نفسية بالغة وغامضة ومتأصلة، وهي تحديات تجعل من سلوكه العام طريقة في معالجة مخاوفه يجعله بحاجة إلى الكحول لتهدئة الانفعالات".

جورج بوش وزوجته لورا




بين الأب والإبن



منذ أقل من شهرين انتقد بوش الأب وسائل الإعلام معتبراً أنها قاسية على "ابنه" بدون مسوغ وذلك في دفاع علني مباشر لم يتكرر مجدداً من الأب ولم يجد رد فعل من الإبن.
مما لا شك فيه أن العلاقة بين الرجلين معقدة إلى حد بعيد، وحاول علماء النفس السياسي بلورة العلاقة بين هذين الرجلين اللذين قادا حربي العراق الأولى والثانية.




يقول علماء النفس السياسي إنه ليس سراً أن جورج الإبن يحاول إظهار التفوق على الأب كسباً لرضى الأم – كما يرى جوستن فرانك - خصوصاً في ظل تدخل العائلة مراراً لإنقاذه مالياً ومعنوياً الأمر الذي جعله أكثر إصراراً على الحزم في القرارات التي تردد والده أمامها عله يخرج من إطار صورة الإبن المعتمد على العائلة وبلورة أخرى أكثر استقلالية واعتماداً على النفس.




فبوش - ووفق نظريات علم النفس السياسي - ينظر إلى العالم كأنه مدمّر سلفاً نتيجة من سبقه في السلطة (وبينهم والده) وبتأثير الأشرار الأجانب وكل مخالف في الرأي. وتؤدي هذه النظرة إلى توليد قدرة تدميرية تبحث عن تحقيق نفسها. ولطالما كرر بوش أن "أباه" هو الأب الذي في السماء وليس على الارض. تصريحات تتكرر في "الكليشهات" الحربية الدينية التي يعتمدها بوش. فجزء منها مرتبط بإيمانه "المستحدث" وجزء آخر بمحاولة إزالة أي أثر لوالده في حياته.




لكن التحولات الأخيرة أثبتت فشل بوش بالتفوق على الأب فها هو جيمس بيكر وروبرت غيتس - أصدقاء الوالد - يحلون محل الوزراء الذين أحاط الإبن نفسه بهم وكانوا على عداء مع الأب وعلى رأسهم رامسفلد.




يميل بعض العلماء إلى تبسيط الصورة فيرون أن "الطفل" بوش سيمانع ويعاند أمام عودة تأثير والده لكنه في نهاية المطاف سيأخذ بحل سيفرض عليه وسيتوقف عن إيذاء نفسه وغيره. فالتحليلات السابقة ترتكز جميعها على معطيات نفسية بعيدة عن السياسة والاقتصاد والمصالح الداخلية والخارجية التي قد تحكم اي قرار يتخذه بوش وادارته.




خلاصة قد تكون غاية في بساطتها حين تطبق على المواطن العادي الذي لا يملك سلطة تحديد مصير شعبه وشعوب عدد كبير من الدول.




يقول فرانك "لو أن أحداً من مرضاي كرّر أمامي أشياء وفعل أشياء أخرى، لكنت أردت أن أعرف لماذا يفعل ذلك. وقلقي سوف يتزايد إذا ما اكتشفت أنه اعتاد استعمال كلمات تخفي معانيها الحقيقية وتؤثر في شخصيته وتحجب جوهر أفعاله. أما إذا أبدى هذا المريض وجهة نظر متعالية ومتصلّبة تتصف بتمييز مبالغ في تبسيطه بين الصواب والخطأ، الخير والشر، الحلفاء والأعداء، فسوف أتساءل عن قدرته على إدراك الحقيقة بشكل عام. لكنه ليس أحد مرضاي. إنه رئيسنا".




تعقيب طريف على خبر معاودة الرئيس الأميركي معاقرة الخمر على أحد المواقع التي نشرت الخبر يقول "هذا ما كان ينقصنا. أن يكون بوش مخموراً".


تحياتى

---

p;hdm "f,a" lu "hg;p,g" !!