سعودية, إيرانية, إسرائيلية, والأسباب, ونعود
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما بين تحركات الرباعية الدولية واجتماع الرباعية العربية عادت من جديد المبادرة العربية التي أقرتها قمة بيروت عام 2002 لتطفو على سطح الأحداث، فنظرا لمكانة المملكة العربية السعودية خليجيا وعربيا وإسلاميآ وإقليميآ ودوليا، ولأنها صاحبة المبادرة تسعى إسرائيل لأن تستغل هذه الفترة لتطبيع العلاقات معها مما يؤدي إلى التطبيع مع باقي الدول العربية والإسلامية تباعا مما يتيح إمكانية تشكيل لوبي جماعي في منطقة الشرق الأوسط ضد النفوذ الإيراني.
الرياض/تل أبيب من السر إلى العلن!
صحيفة لوبون الفرنسية أكدت أن الأمير "بندر بن سلطان" سفير السعودية السابق في أمريكا لمدة 22 عاما ومستشار الأمن القومي السعودي الحالي تعتبره الدبلوماسية الأمريكية والإسرائيلية شخصية محورية في دبلوماسية الشرق الاوسط، خاصة وأن له علاقات قوية مع الأمريكان ومسئولين إسرائيليين منذ عام 1990مكنته من إلقاء محاضرة في المؤتمر السنوي لمنظمة الأيباك التي تضم أقوى المنظمات اليهودية نفوذا في أمريكا.
وأضافت أنه يقف وراء التقارب السري بين الرياض وتل أبيب منذ حرب لبنان الثانية ولعب دورا بارزا في عقد اتفاق مكة بين فتح وحماس ويقوم بمجهود لإنهاء الصراع الداخلي في لبنان، ويتوسط حاليا بين طهران وواشنطن وقد تعددت لقاءاته السرية برئيس الوزراء الإسرائيلي "إيهود أولمرت" منذ حوالي ستة أشهر، ويقوم حاليا بعقد جلسات تمهيدية بين الجانبين لتقريب وجهات النظر حول المبادرة السعودية للسلام، وعزز ذلك اللقاء العلني الذي تم في واشنطن بين السفير السعودي الجديد والقريب جدا من العاهل السعودي "عادل الجبير" ونائب وزير الدفاع الإسرائيلي لتخرج اللقاءات السرية إلى العلن وستتوج رغم نفي الجانبين بعقد قمة علنية في أبريل القادم مع باقي الرباعية العربية وبرعاية الرباعية الدولية وذلك لتبديد المخاوف السعودية من نقض الوعود الإسرائيلية كما هي عادتها دائما.
مبادرة سعودية قبل التعديل!
أضافت لوبون أن السعودية في قمة بيروت عام 2002 قد أعلنت مبادرة لحل الصراع العربي الإسرائيلي وافقت عليها جميع الدول العربية وأصبحت مبادرة السلام العربية، وتنص على تطبيع كامل للعلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل مقابل انسحاب الأخيرة من الأراضي التي احتلتها عام 67، إلى جانب قيام دولة فلسطينية مستقلة تكون عاصمتها القدس وتسوية مسألة اللاجئين الفلسطينيين.
وذكرت الصحيفة أن السعودية وبعد مشاورات أمريكية وإسرائيلية وعربية ومستجدات دولية وإقليمية رأت ضرورة إدخال بعض التعديلات على المبادرة وتتضمن موافقة إسرائيل على كل بنود المبادرة والدخول في مفاوضات، ثم بدء التطبيع ووقف التحريض ضد إسرائيل في وسائل الإعلام والتعليم وفتح سفارات وإقامة علاقات تجارية وعدم انتظار حل القضية الفلسطينية.
وبعد التعديل!
في حين كشفت صحيفة ليبراسيون الفرنسية عن أن تعديل المبادرة العربية من وجهة النظر الأمريكية والإسرائيلية هو التطبيع أولا ثم حل القضية الفلسطينية وليس العكس؛ حيث طالبت "تسيبي ليفني" وزيرة الخارجية الإسرائيلية الدول المعتدلة بعدم تعليق إقامة علاقات كاملة مع إسرائيل على تسوية الصراع مع الفلسطينيين، وقالت: "السلام سيأتي بعد ذلك".
من جانبها دعت وزيرة الخارجية الأمريكية "رايس" إلى تعديل المبادرة العربية لتكون أساسا للدبلوماسية النشطة وأنها ضرورة للعرب.
أما "أولمرت" فقد رحب بعقد أي لقاء مع الدول العربية المعتدلة التي لم تطبع علاقاتها مع تل أبيب، في إشارة تحديدا للإمارات والسعودية، أما "شارون" فقد سبق وأن وصف هذه المبادرة بأنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به.
والسبب إيران!
أكدت ليبراسيون أن هذا التحول السعودي الذي يوازي إلحاحا إسرائيليا وضغطا أمريكيا جاء من أجل وضع حد لتعاظم النفوذ الإقليمي لإيران، والذي شكل تهديدا صريحا لدول منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى وجود مؤشرات قوية على قرب توجيه أمريكا ضربة عسكرية لإيران قد تجبر الأخيرة على القيام برد فعل انتقامي تجاه دول المنطقة والتي ترتبط بعلاقات قوية مع واشنطن، مما دعا إلى الإسراع بإيجاد تحرك مضاد للحد من النفوذ الحالي والنوايا المتسقبلية لإيران، وهو ما دفع طهران للإعلان عن رغبتها في توقيع اتفاقية دفاع مشترك مع دول الخليج في محاولة منها لإجهاض التقارب السعودي الإسرائيلي.
البحث عن وسيلة نجاح مزدوج
دكتور "طه عبد العليم" نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أكد أن التعديلات على المبادرة العربية التي طالبت بها أمريكا وإسرائيل يأتي في محاولة منهما للبحث عن وسيلة نجاح مزدوج بعد أن باءت كل وسائلهما السابقة بالفشل الذريع في العراق ولبنان، وسبب ذلك تزايدا في معدلات المعاداة لهم في العالم، فالتطبيع بين الرياض وتل أبيب سيتبعه تطبيع مع باقي الدول العربية التي سوف تقوم بإعادة تقييم لسياستها الخارجية تجاه إسرائيل، وسيحل التعاون مكان المقاطعة، والصداقة محل العداء، وبهذا لن يتبقى سوى عدو واحد فقط هو إيران، وهو ما قد يضمن لأمريكا حشد الجهود العربية ضد توسع النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط،وبذلك تكون أمريكا قد ضمنت عدم تعرض مصالحها في منطقة الشرق الأوسط للخطر، وضمنت سيطرة الدول العربية على الأوضاع داخلها لمنع حدوث قلاقل خاصة من الشيعة المنتشرين في دول الخليج، كما ضمنت مساعدة الدول العربية لها للخروج من ورطتها في العراق.
مع تحياتنا لكم / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
loh,t su,]dm ,,u,] Ysvhzdgdm ,hgHsfhf Ydvhkdm!