النجمات, الوحيد, صحفي, سرّهن
يقول فولتير "السر الوحيد الذي تستطيع المرأة أن تحتفظ به هو عمرها"، فما بالك حين يأتي من ينتزع هذا السر قسراً من المرأة، وما بالك أن تكون هذه المرأة نجمة، رأسمالها شكل جميل في عصر الصورة؟
فغالباً ما تحرص الفنّانات العربيات على إخفاء أعمارهنّ الحقيقيّة، خصوصاً أن مباضع جرّاحي التجميل أتاحت لهنّ فرصةّ لمسابقة الزمن، لتتوقّف أعمار معظمهنّ عند الثلاثين، رغم أنف الجمهور الذي عليه أن يصدّق أنّ أنّ الفنّانة التي بدأت مسيرتها الفنيّة منذ عشرين عاماً، لم تتخطّ بعد العقد الثالث من عمرها!
وغالباً ما تنشر المجلاّت الفنيّة قائمة بأعمار الفنّانات، فيضيف بعضها سنوات إضافيّة على أعمار اللواتي لا يوافقن مزاج المجلّة، وينقص سنوات عدّة من أعمار نجماته المفضلاّت، ما أفقد هذه القوائم مصداقيّتها، خصوصاً مع لجوء معظم الفنّانات الشهيرات، من خلال معارفهنّ إلى تصغير أعمارهنّ في جوازات السّفر، خوفاً من تسريب الرقم عبر متعهّدي الحفلات ومديري الأعمال إلى وسائل الإعلام!
مؤخراً قامت إحدى المجلات بنشر قائمة بأعمار النجمات العربيّات، وكان من الطبيعي أن تحتل رأس القائمة السيّدة صباح بسنواتها ال83، وذيلها نانسي بسنواتها ال24، لكن ما لم يبد منطقياً هو نشر جوازات سفر الفنّانات المعنيات بالتقرير، في تحقيق استغرق الإعداد له أشهر عدّة، بغير معرفة صاحباتها، ما يتعبر تطفلاً على أمور شخصيّة تحاول الفنّانات إخفاءها، ولو بدا الأمر غير منطقي.
فما أن نشرت قائمة الأعمار، حتى بدأت المنتديات الفنيّة بتناقل الخبر، وبدا وكأن بورصة الفنانات ترتفع صعوداً كلّما نقصت أعمارهنّ، ومن البديهي أن بعض الفنّانات شعرت بالغيظ من كشف ما حرصت على إخفائه لسنوات، ومنهنّ من شعرت بالانتصار على زميلاتها، خصوصاً حين تعلن المجلّة أن عمر مادلين طبر لا يتجاوز ال29 سنة، مقابل 46 سنة للطيفة.
المجلّة اعترفت بأنّ عمر الفنّانات في العالم العربي يعتبر خطاً أحمر، بينما يعتبر الأمر عادياً في الغرب، ويبدو أنّ اختراق هذا الخط لن تستفيد منه حتى النجمات الأصغر سناً، حين يأتي من يذكّرها بتلك القائمة بعد سنوات، عندما يصبح إخفاء سنواتها الإضافيّة من ضرورات النجوميّة.
بعض النجمات يعتمد خطّة وقائيّة، فيعلنّ عن أعمارهنّ الحقيقيّة في خطوة استباقيّة، كي لا يظهرهن بمظهر المخادعات أو المتصابيات، وبعضهن يدفعن ثروات خياليّة مقابل تزوير جوازات سفر تنقص أعمارهنّ، وما أن يدب الخلاف مع مديري أعمالهنّ حتى تبدأ سلسلة نشر الفضائح بالكشف عن عمر الفنّانة في محاولة لتشويه صورتها، كما فعل زوج الفنّانة مي حريري الذي ما أن وقع الطلاق بينهما حتّى أعلن أنّ عمر مي 43 سنة، فما كان منها إلا أنّ أعلنت عن استعدادها لنشر جواز سفرها لتؤكّد أنها من مواليد العام 1974.
وأياً تكن خلفيّات تلك الفنانات، يبدو خرق خصوصيّاتهن من الأمور المعيبة، خصوصاً حتى تصحو الفنّانة لتكتشف أنّها وقعت في حرب خاسرة، في مجتمع يقيس رونق المرأة بحسب سنوات عمرها.
ففي حين تفتخر النجمة العالميّة نيكول كيدمان أنها عروس في الأربعين من عمرها، تجهد نجماتنا في محاولة إخفاء أعمارهنّ، خصوصاً أن معايير الشيخوخة في مجتمعنا العربي تبدأ باكراً، ربّما حيث ينتهي زمن المراهقة ويبدأ سن الشباب في الغرب. فهل نلوم النجمّات؟
tq,g wptd dsgf hgk[lhj sv~ik hg,pd]