تواضع, رجاء, رفعه
في كواليس أحد البرامج المنوعة الجديدة كانت الفنانة الصاعدة رجاء خريجة برنامج أكس فاكتور والتي يمكن تلخيص كل رصيدها الفني بألبوم وأغنية واحدة مصورة ناجحة، والتي لم يمض عليها في القصر زمن سوى من مبارح العصر، أدهشت الجميع بتصرفاتها العصبية التي لم توفر أحداً من كادر البرنامج إبتداءاً من فريق العمل (إعداد، وإنتاج، وإخراج) وإنتهاءاً بالمايسترو قائد الفرقة الموسيقية (الذي أسر لنا بعد البروفات بأنها لا تجيد الإستلام وتلومه والعازفين على قلة خبرتها).
ولم تقتصر تصرفاتها العصبية هذه على فريق العمل في البرنامج فقط، وإنما إمتدت خلال التصوير لتشمل الفنانين المشاركين معها في الحلقة، حتى أن احد الفنانين الشباب الذي يكتسح الساحة الغنائية اليوم في مصر، والذي كان من ضيوف الحلقة - والذي أجل موعد سفره رغم إرتباطه في مصر بعقود عمل أخرى تفهماً منه لظروف التصوير، وظروف زملائه الآخرين المشاركين معه- هذا النجم الخلوق أبدى ذهوله من تصرفها خلال التصوير وإسلوبها في مقاطعة الآخرين خلال الحوار بفظاظة.
وكان تعليق مساعدة المخرج بأنها ستضطر لمنتجة بعض الأجزاء من الحلقة لتحافظ على صورة الفنانة الصاعدة أمام الجمهور " لخيرها" لأن الغرور مقبرة الفنان ومن سيشاهد الحلقة سيشعر بأنها كانت الوحيدة التي لم تنسجم بين مجموعة الضيوف وبدت نافرة جداً.
على رجاء أن تدرك أن الإحترام لا يفرض وإنما يكتسب، وأن الفنان الحقيقي هو الفنان الذي يتمتع بالثقة بالنفس ودماثة الخلق والتواضع ومحبة واحترام الاخرين قبل الموهبة وجمال الصوت، فما فائدة الصوت الجميل عندما يكون مقترناً بشخصية عصبية، ومكروهة، ومغرورة تنفر المستمع، والمشاهد، والإعلامي، وأي شخص يعمل في هذا المجال. فالنتيجة حتماً ستكون أنها لن تجد من يكتب عنها بالخير، أو يقرر إستضافتها في برامجه، أو يقبل بالظهور معها في حلقة مستقبلاً.
وعليها أن تدرك جيداً أن للعمر الفني والنجومية حق ، وأن الفنان يبدأ صاعداً ليتدرج ويصبح نجماً أولاً وليس العكس . ونجاح أغنية لها وهو نجاح لم يتبلور بعد ومن المبكر اعتباره مؤشراً على إستمرارية فنية ناجحة، هذا النجاح الفتي لا يلغي التاريخ الفني والتراتبية والمقامات التي يفترض بها أن تحرص على إحترامها خلال إحتكاكها بمن سبقها من أجيال فنية، أو من سبقها بالعمر الفني والنجومية، لتنال إحترام زملائها وزميلاتها في الوسط الفني.
نصيحة لفنانة ربما تكون تعد بالكثير: "لا تدعي البخار يعصف برأسك فيطيره من فوق كتفيك، ولا تكتبي نهاية مسيرتك الفنية قبل أن تبدأ، وتواضعي فإن من تواضع لله رفعه".
v[hx gv[hx lk j,hqu ggi vtui