الموضوع: أسئلة برسم الفنان حكيم

أسئلة, الفنان, حكيم

عندما احتفل المطرب الشعبي حكيم باختياره لتمثيل المنطقة العربية بين مطربي حفل توزيع جائزة نوبل للسلام نهاية العام الماضي، كان السؤال المكرر لحكيم عن المبرر القوي الذي يجعله يخرج تماماً من سوق الأغنية المصرية، ويتفرغ فقط للدويتوهات مع المطربين الأجانب، حكيم كالعادة أجاب بأنه يريد نشر الموسيقى العربية عند الجمهور الأجنبي وأنه حقق بالفعل نجاحات تستحق هذا الغياب، ووعد بالعودة مرة أخرى لمكانته التي لا يريد أن يعترف أنها تأثرت بالفعل ويكفي أن مغني بحجم سعد الصغير هدد تلك المكانة في شهور قليلة .
لكن وعود حكيم بالعودة لم تتم، حتى البومه الذي أعلن أنه سيصدر بداية هذا العام تأجل هو الأخر، لا لشئ سوى لإنشغاله بدويتو جديد عن التفرقة العنصرية مع المطرب اللاتيني دون عمر صاحب أغنية "دالي " الشهيرة، لكن لأن حكيم لا يريد الإستماع إلى كلمات النقد مرة أخرى، تعامل مع زيارة دون عمر بالطريقة التي عفا عليها الزمن في الدعاية، فاستقبله في المطار ودعا المصورين الصحفيين لحضور الإستقبال، وذهب هؤلاء دون أن يعرفوا أسم المطرب الضيف على وجه الدقة، فلازال هناك من النجوم من يعتبرون فلاشات المصورين كافية لإحداث الضجة المنشودة، مع أن الصور تنشرها الصحف لعدة أيام، بينما الأغنية هي التى تبق، لكن حكيم لا يفكر بهذه الطريقة رغم كل ما تعلمه من الأجانب الذي غني لهم طويلاً، فلم يكتف بالمطار، بل دعا المصورين –أيضاً – إلى جولة سياحية في الأهرامات لتصوير دون عمر وكأنه أول مطرب عالمي يصل إلى مصر، ثم كانت "الثالثة ثابتة" عندما أعلن عن مؤتمر صحفي كبير، شهد مهازل لا حصر لها في التعامل مع الصحفيين، بمعنى أدق الصحفيين الحقيقيين، فدون عمر لم يعرف بالتأكيد أن الصحفيين الذين جلسوا أمامه بالعشرات لا يمثلون الصحافة الفنية في مصر، فالمسئولين عن الترويج لحكيم، لم يكلفوا أنفسهم عناء دعوة الأقلام الصحفية الموثوق فيها، بل اكتفوا بالمصورين للمرة الثالثة، وقنوات التلفزيون بالطبع، ثم نشروا خبراً عن المؤتمر الصحفي في الصحف اليومية كالأهرام والمصري اليوم، ونشر هذا الخبر كان مقدمة للمهازل التي حدثت، فكل الفنانين وشركات الإنتاج في مصر امتنعت منذ سنوات عن نشر الخبر كوسيلة لدعوة الصحفيين بسبب هجوم مدعى الصحافة و أشخاص مغمورين على مكان الحفل والجلوس في المقاعد الأمامية أملاً في رؤية النجوم والحصول على الهدايا وخلافه، وهو ما حدث تماماً في مؤتمر حكيم، لكن المطرب الشعبي تعجب عندما قال له الصحفيون أنهم لم يحصلوا على البيان الصحفي فقال لهم أن هذه الشكوى تكررت من قبل فمن يحصل عليها إذن ؟، دون أن يدري أن معاونيه هم الذين يفسدون الأمر بالسماح لكل من هب ودب بالدخول، لتبدأ المواقف البايخة التي لم يفهمها دون عمر والحمدلله، مثل أن يقوم شخص يدعي أنه صحفي ويؤكد أنه سعيد بسبب أن جيرانه يقولون له يا حكيم لأنه عاشق للمطرب الشعبي، ويلقي قصيدة شعر معدة خصيصاً لصاحب الحفل، أو أن تقف فتاة وتقول لدون عمر "أنت أمورر أوي أحلى من الكليب" وطبعا كل هؤلاء ليسوا صحفيين بالأساس،بينما حصل الصحفيون على إجابات لأسئلتهم بصعوبة شديدة، منها أن شريف صبري سيخرج الكليب الذي سيحمل عنوان "تيجي تيجي"، وستصور بين الأهرامات ومنطقة خان الخليلي، وأن مؤلف الكلمات باللغة العربية هو أمل الطائر، والملحن وحيد المليجي، الذي ترك مقعده هو الأخر ليرحب بدون عمر على الملأ، وكأنه متفرج وليس مشارك في العمل، وعندما سُأل حكيم عن سر تقديم أغنية عن التفرقة العنصرية بين البيض والسود رغم أنها قضية لا تشغل بال المصريين والعرب، كان صريحاً بشدة وقال أنها تشغل بالهم هناك وأنه يريد الدخول في مسابقة الجرامي بهذا الكليب، ثم كان أكثر صراحة عندما قال أنه لن يقدم دويتو مع مطرب عربي لأنه الروح ستكون واحدة ولن يشعر الجمهور بأي تجديد، وهنا ذكره الحاضرون بدويتوهات كثيرة نجحت لمطربين عرب، فتفضل مشكوراً بتقديم قائمة تضم ثمانية مطربين قد يتعاون معهم لو كان لديه وقت وهم " جورج وسوف، عاصي الحلاني، محمد فؤاد، بهاء سلطان، نانسي عجرم، ديانا حداد،شيرين عبد الوهاب، أمال ماهر" .
وأخيراً، لو كان الهدف من كل ما تم هو جائزة الجرامي والجمهور الغربي، فلماذا يهتم حكيم بجمع المصورين وأشباه الصحفيين من أجل الاحتفال بأعماله الجديدة، فلماذا لا يذهب إلى اميركا اللاتينية ويقول هناك أنه سعيد بالتواجد في بورتريكو بلد دون عمر، بدلاً من كلام دون عمر المكرر عن سعادته بالوجود في مصر .

---

Hszgm fvsl hgtkhk p;dl