الدول, العربية, الوحدة, النفوذ, صراع, على
بسم الله الرحمن الرحيم
تمر الدول العربية بمرحلة خطيرة جدا تنذر بعودة التفكك ونمو التحالفات الموجهة ضد بعضهم البعض وظهر ذلك بوضوح على سطح الأحداث والخوف من أن استمراره قد يساهم في إحداث تغييرات إقليمية ليس بيد أمريكية هذه المرة لكنها بيد عربية خالصة!
الأوّلة اليمن!
صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أشارت إلى أن اليمن تخوض حربا ضد أتباع الحوثيين (الشيعة) منذ فترة ولكن وبعد زيارة الرئيس اليمنى "علي عبد الله صالح" لأمريكا مؤخرا حدثت بعض التغييرات إذ وجهت اليمن اتهامات صريحة لكل من ليبيا وإيران بدعم "الحوثيين" بالمال والسلاح وأن هناك أدلة على ذلك وهو ما استدعى أن تقوم اليمن بسحب سفيرها من ليبيا وردت عليها الأخيرة بالمثل.
وإذا كانت اليمن قد أصبحت تجمعها علاقات قوية الآن مع أمريكا بعد أن قدمت لها دعما في حربها ضد الإرهاب، فإن حقيقة الأمر تشير إلى أن المستهدف من وراء ما حدث بين ليبيا واليمن هو إيران التي تحاول الولايات المتحدة تطويقها وتضييق الخناق عليها في أكثر من مكان، حتى لو جاء ذلك على سبيل "ضربة كتف" لليبيا بعد ما تردد عن تعاون بينها وبين إيران.
والثانية السعودية!
الأمر لم يقف عند اليمن فحسب، "لوفيجارو" أوضحت أن الخلافات فيما بين طرابلس والرياض مستمرة منذ المُلاسنة الشهيرة بين "القذافي" والملك "عبد الله" في قمة شرم الشيخ 2002 وهو ما أدى إلى ظهور تنافس بين الدولتين في جهود الوساطة بين الدول العربية والاستعراض الدبلوماسي، فالسعودية (ذات التوجه السني) قامت مؤخرا بوساطة ورعاية إتفاق بين تشاد والسودان وهو ملف كانت ليبيا (ذات التوجه الإفريقي ثم الشيعي مؤخرا)، تعتبره من ضمن أولوياتها، وأثار ذلك حفيظتها وهو مادفع "القذافي" يسخر علنا من تلك الوساطة السعودية.
والثالثة مصر!
الصحيفة الفرنسية استمرت في عرض خريطة التنافس العربي قائلة أن هناك "شبه تنافس منسق" في العمل السياسي بين السعودية ومصر فالأولى قامت مؤخرا بجهود في منطقة الشرق الوسط أهمها الملف اللبناني حيث تقوم بجهود الوساطة بين المعارضة والحكومة وقامت برعاية واستضافة اتفاق مكة بين فتح وحماس وأخيرا اتفاق تشاد والسودان وهي كلها ملفات كانت ضمن أولويات السياسة الخارجية المصرية، ورغم نفي كلا الجانبين لهذه المنافسة والتأكيد على وجود تنسيق بينهما فإن بوادر المنافسة واضحة، حيث ظهرت الخلافات إلى السطح وتمثل ذلك في الرفض المصري لإقامة جسر يربط بين السعودية ومصر قبل أيام قليلة من وضع الملك "عبد الله" حجر أساس المشروع رغم أن الجانب المصري كان هو الأكثر استفادة من تنفيذ هذا المشروع.
التنافس مطلوب ولكن!
دكتور "عماد جاد" الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أكد أن التنافس مطلوب طالما يخدم القضايا العربية ولكن لا يجب أن يكون هذا التنافس على دور الزعامة والقيادة في المنطقة، أو أن يكون بداية التحالفات التي تكون سببا في تفكك الدول العربية وهو ما تريد حدوثه أطراف خارجية لتنفيذ أجندتها الخاصة.
وأضاف "جاد" أن السعودية ومصر تربطهما علاقات عميقة ووطيدة ولكن هناك توزيع أدوار فليس من المطلوب أن تظل مصر دائما أبدا هي من تتحمل عبء حل كل القضايا العربية؛ فتنوع الأراء مطلوب، وشدد على وجود تنسيق دائم بين الرياض والقاهرة وهو ما انعكس على موافقة القاهرة على نقل القمة العربية الأخيرة من شرم الشيخ إلى الرياض.
نقلآ عن [بص وطل]
Fhg],g hguvfdmD wvhu ugn hgkt,` ,Yfjuh] uk hg,p]m!