مهم, الثقة, بالنفس, وأهل
الثقة بالنفس قضية الثقة بالنفس ربما تكون من أهم المكتسبات الذاتية لكل شخص ، ذلك لأن الشخص لا يستطيع التقييم الصحيح للأمور إلا من خلال اكتساب الثقة بنفسه ، والثقة بالنفس يصنعها : 1- العلم والمعرفة . 2- صحة المسار ، وهذا ما تختلف فيه درجة الثقة بالنفس ، وأغلب الناس لديهم ثقة بالنفس لكنها في الواقع مجرد اسم ، أو يمكن أن نسميها ثقة نفس غير فاعلة ، وهذه تمثل المرحلة الدنيا – يعني الأقل – في مستويات الثقة بالنفس . إن الله عز وجل يكسب المؤمن به ثقة ومنعة تجعله يقتحم غمار الحياة معلقاً أمله ورجاءه وتوكله على خالقه فيكتسب بذلك ثقة تفوق الثقة العلمية والمعرفية التي يصنفها أرباب السلوك في كتبهم . بل وينسف جميع المستويات العليا التي يتشدقون بها ، لأنها ثقة من نوع آخر ، إنها الثقة بالوصول إلى النهايات الحميدة وهي رضا الله والجنة . وهذه القضية للأسف ، قليل ممن ألف أو كتب في موضوع الثقة ، يتحدث عنها كنتيجة للثقة بالنفس والسير بخطى ثابتة . وقد تصفحت كتباً كثيرة تتحدث في مثل هذا الشأن فوجدتها لا تربط قلب المسلم بالله تعالى ، وكأن الإبداع عندهم أن يصل الإنسان إلى مرحلة عالية في الدنيا يذكره الناس فيها بالخير ، بينما تهمل تماماً جانب العمل للآخرة ، ويقولون مثلاً : كيف تكون محبوباً لدى الكل ؟ كيف تصنع الابتسامة في أفواه الغاضبين ؟ كيف تزرع ابتسامة في قلوب مكتئبة ؟ وغيرها من الأسئلة . وهذه كلها قضايا وأمور مطلوبة لكن الهدف عندهم مربوط بمجرد الدنيا ، وهذا هو وجه اختلافنا معهم كمسلمين . وهذا هو قصارى معرفتهم لما يجلب الثقة بالنفس . إن الثقة بالنفس هي أعظم أداة يواجه بها المسلم نكد الحياة وتنغيصها ، ولا يمكن أن يتحصل الإنسان عليها إلا إذا كان مستمسكا بحبل الله المتين وصراطه المستقيم . ومما يقال إن أعظم كاتب أمريكي استطاع أن يرجع الابتسامة لآلاف الأمريكيين لكنه مات في النهاية منتحراً ، لأنه اكتشف أخيراً أنه يدعو الناس لتصنع الابتسامة ، فالابتسامة عنده تتوقف عند الهدف الدنيوي وأما نهاية الابتسامة الحقيقية فليست في حساباته . وفي الإسلام ( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) ، فالابتسامة عندنا مربوطة بالآخرة ولذلك يحفزنا لها شيء عظيم وهو رضا الله تعالى عنا ، والجنة . ومن خرجت منه الابتسامة لهذا الأمر العظيم فستكون صادقة مؤثرة .
الثقة بالنفس وعلاقتها بالسعادة كل منا يتمنى السعادة وبعضنا يعيشها وربما من يدعيها أكثر ممن يعيشها ، والعلاقة بين الثقة بالنفس والسعادة علاقة وجود فلا وجود لأحدهما دون الآخر ، ذلك أن المسار الذي يسلكه كل منا ، يحدد صحته الطريقة التي نسير عليها . وهذه الطريقة لابد وأن تكون نتاجاً لإحساسنا بأنفسنا ، هل هي سعيدة وواثقة من صحة مسارها ، أم أنها كئيبة وتقطع الطريق لمجرد أنها وجدت نفسها فيه ؟ الناس بين هذين التصورين يعيشون مختلفين . فمنهم الذي يعيش سعيداً ويحقق أهدافه في الدنيا وفق المنهج الرباني الصحيح ، وهؤلاء درجات فمنهم السعيد حقاً ومنهم أقل من ذلك ، لكنه يدور في فلك السعادة رغم قلتها . ومن الناس من يتخبط في حياته سالكاً طرق الحياة دون سعادة تذكر ، منغمساً في شهواته ولذاته معتقداً أنها سعادة حتى إذا أغرق نفسه في خضم لجج الخطايا وجد أنه لم يحقق نداء الفطرة داخل نفسه ، فأكمل ما تبقى له من عمره كئيباً ثم يموت إما منتحراً أو غير ذلك دون أن يشعر بقيمة الحياة الحقيقية . وبين الفئتين فرق كبير في تحقيق الثقة بالنفس رغم أن المعطيات الحياتية ربما تكون في صالح الثاني ممن لم يشعر بقيمة الحياة ، من المال والمنصب ووسائل الرفاهية ، والسبب في ذلك أن في النفس مقياساً للسعادة لا يمكن أن يتقبل تلك المعطيات دون فهم صحيح لحقيقة الحياة الدنيا ، وبالتالي ففقدان الثقة بالدور الحقيقي في الحياة ينعدم مما يؤثر على الثقة بالنفس التي تعاملت مع تلك المعطيات تعاملاً مادياً صرفاً ، بينما الثقة الحقيقية بالنفس تعني أن يكون القلب الحي هو القائد والدليل للتعامل مع الدنيا تعاملاً إيجابياً . هذه القضية واضحة تمام الوضوح لكل مسلم مؤمن بالله تعالى ، ولم يكن ثمة خلل يواجه المسلم من الناحية المعرفية ، لكن المشكلة التي تواجه أغلب المسلمين هي أنهم ابتعدوا بأنفسهم عن التمسك بالإسلام ، فكان أن فقدوا تلك الثقة ، أو ابتعدوا عنها بسبب تفريطهم بإيمانهم وانسياقهم وراء حطام الدنيا الزائل . والثقة بالنفس بهذا الاعتبار هبة من الله تعالى لا يعطيها إلا من يستحقها ، ولا يستحقها إلا من كان متبعاً للنبي صلى الله عليه وسلم في شؤون حياته كلها . إن تحقيق السعادة ليس مربوطاً بدرجة عالية من العلم أو الفهم ، بل بالعمل ، ومن جمع بين علو العلم والعمل فذاك من أسعد الناس وهو من أكثرهم ثقة بنفسه .
hgerm fhgkts lil ,Hil lk hglil