الجزء الثاني.
ناظرت للمرايه بغروروهي تكمل اللمسات الاخيرهدارت حول نفسها بخيلاءلازم اليوم بالذات تكون في اجمل صوره.
حتى تخرس ألسنة كل من شمت بها بعد طلاقها.وتتباهى بزواجها حتى لو كان من واحد متزوج.ويكبرها بعشرين سنه.
انتبهت على صوت الشغاله من ورى الباب
عواطف: امينه ادخلي
من خلال انعكاس صورتها على المرايهشافت في عيونها الانبهاروالاعجاب اللي ما حاولت تخفيهوهي تتأمل جمالها الفاتنوقوامها الرشيق
وهالشي ارضى غرورها
عواطف :خير.وش عندك؟
امينه:هدا.بابا يقول انته ينزلعشان قهوه
التفتت عواطف :عنده احد
امينه:فيه ماما كبيرعبد الرحمنوبس
عواطف:ناصر.فيه
امينه وهي تهز راسها:لا لا ما فيه ناصر
عواطف باشمئزاز بعد ماقربت منها امينه:طيب ياللا فارقي انتي وريحتك الخايسه
امينه بعد ما لفت يمين وشمال حتى تتأكد من ثبات عطرها.:لا مدام انا يهط عطر هلووو.
عواطف بصوت اقرب للهمس:العيب مهوب في العطر.العيب فيك انتي ياصاحبة العطر
كانت امينه تهز راسها بعدم فهم
اكملت عواطف كلماتها بصوت عالي: شوفي .ابي كل شي تمامصديقاتي بعد ساعه كله يجي
امينه: ان شاء الله مدام
عواطف: ام عبد الرحمن.يخلص طبخ.
امينه :كله كلاص
وقبل ما تطلع امينه
عواطف: تعالي انتي اسمك امينه!!!
امينه بعدم فهم: مافيه معلوم مدام.
عواطف وهي تأشر بيدها:اسم مال انتي في جواز امينه؟
امينه وهي تكمل هز راسها:لا مدامهذا ماما كبيريسمي انا امينه
عواطف:كانت حاسه انه مهوب اسمكعجوز وقرويه هالموضي. :وش اسمك؟
امينه: لا.اسم امينه هلوووو مره.
عواطف بعصبيه : اقول فارقي انتي وخشتكحتى انتي مااثمرت فيك الدراهم اللي تاخذينها منيوهالماما الكبير حتى انتي تموتين على تراب رجليهاياللا اذلفي.
امينه وهي تبتسم: مافيه معلوم كلام
عواطف وهي تأشر لها على الباب:اطلعي برى
تنهدت بعصبيه بعد ما طلعت وهي تقلدها: مافيه معلوم مدام.اذا ما بغت تجاوب هزت هالراس وما فيه معلوم مدام
شهقت بفزع وهي تسمع صوت من خلفها
"وش فيه القمر يكلم عمره"
عواطف وهي تمسك على صدرها بخوف مصطنع:سعدحرام عليك.روعتني
قرب منها وهو يتأملها باعجاب ممزوج بفخر
"ماعاش اللي يروعكياعوعو"
عواطف بنعومه : سعدوش عوعو!!!
سعد:ادلعك ياعمري
عواطف :حرام عليكاذا الدلع كذا ماابيه
سعد وهو يضحك: طيب ولا تزعلين يافوفو
عواطف وهي تبتسم:ايه.فوفو حلو.هاوش رايك في شعري بعد ما صبغته؟
سعد: وش رايي في ايش .ولا ايشبصراحه انا اسعد مخلوق انه الله وفقني في زوجه بجمالك ورقتك
عواطف : وانا اسعد مخلوقه انه الله عوضني بزوج في رجاحة ورزانة عقلك
سعد: افا.مافيه شي يميزني الا رجاحة عقلي
عواطف: لا ياعمريكلك على بعضك تتميز عن كل الرجالاصلا اللي يشوفك مع عيالك يقول انت اخوهم الكبيروبصراحه اللي يشوفك مع ام عبد الرحمن يظنها امك.
سعد :لا عاد مهوب لهدرجه
عواطف ببرود :هذا رايي احس ام عبدالرحمن اكبر منك.
سعدوهويحاول يتجاهل نبرة السخريه اللي في صوتها:لا انا اكبر منها
عواطف: ماادري اشلون قدرت تتحمل ثمانيه وعشرين سنه مع انسانه اميه وجاهلهوانت انسان متعلملا ومدير مدرسه سابق
سعد بحزم: عواطفقلت لكتراها ام عيالي.وما ارضى عليهاوكل من في البيت بيضيعون لولاهاشوفي انتي مثلا ما قدرتي تطبخين لضيوفك العشا .وش كان سويتي من غيرها.
عواطف بلامبالاه: ولاشي المطاعم في كل مكان
سعد: ماعلينا من هالكلام اللي انتي عارفه انه يزعلينيخلصيناانتظرك تحت
وقبل مايوصل للباب ابتسم لها: انتي عارفه القهوه ماتحلى الابوجود الحلوين.
عواطف بعد مارسمت ابتسامه رقيقه: ياللا نازله بعد شوي.
بعد ماسكر الباب جلست على طرف السرير بقهروبصوت اقرب للهمس
"مادام انه يحبها ليش يتزوج عليهالكن ماعليه ياسعد اذا ماخليتك تنسى هالعجوز مااكون انا عواطف"
.
.
.
.
.
.
.
بعد ما طلع من الغرفه ناظر للمرايه اللي معلقه على الجدار.دقق في الشعر النابت بلونه الابيض.من بعد زواجه وهو دايم يتفحصه ويكافح ظهوره بالصبغه
لاينكر انه احساسه بالثقه واعتداده برجولته يزيدلما يسمع كلماتها العذبهواطرائها ومديحها جدد بزواجه منها شبابه.
ناظر المرايه بعبوس وفي خاطره
انا باقي للحين شابعمري خمسينسن النضوج الفكر .والجسدي بعدوبعدين حتى هي مهيب صغيره عمرها ثلاثين.فرق عشرين سنه بس
تذكر وهو يبتسم.
اليوم مر على زواجه اكثر من ثلاثة اشهريعتبرها الاسعد والاجمل في حياته
زواجه من ابنة عمه موضي كان زواج تقليديارضاء للاهلفهو ابن القريه اللي راح المدينه وتعلم وتخرج مدرس.وظيفه كانت تعتبر مرموقه بين افراد قريته.بعد زواجه كان يحس بينهم حاجزوفجوه تزيد يوم بعد يوم
واللي زاد هالفجوه تصرفاتها اللي كان يشوفها ساذجه
كانت الكفه تميل في صالحه .
هو المتعلم وهي الجاهله
هو الشاب الوسيم
وهي المتواضعة الجمال
اكيد هو ما يكرهها.لكن مايحبها
يعزها
يحترمها
يقدرها
لكن حب!!
شعور لم يجربه الا مع عواطف
ابتسم وهو يسمع صوت خطواتها بكعبها العالي.صوت كان يمقته
لانه يسبب له صداع.لكن غيرت عواطف كثير من مفاهيمه وقناعاته
اللتفت وكانت تمشي بخيلاءبعد مارسمت على وجهها احلى واعذب ابتسامه.
صحيح انه كثير من تصرفاتها لا تعجبه
لكن مع الايام اكيد بيقدر يغيرها
رسم على وجهه قناع الاب الوقاروالزوج الرزين
وهو ينزل خلفها.
::::::::::
حست راسها بينفجر وهي تحاول تضبط اعصابهاومارح تحقق له امنيته بسهوله.كل هالتصرفات علشان يعاقبها على كذبتها
تنهدت وبصوت جاهدت انه يكون طبيعي.
"حمد اخوي حبيبيترى بتعب موترك من هالسرعه"
حمد وهو يضحك :موتري اللي بيتعبولا شي ثاني
ندى:اصلا انا احب السرعه اموت فيها.
حمد وهو يناظرها بنص عين: صحيح!!!
وقبل ماتردشهقت وهو يقطع الاشاره بسرعه جنونيه
وما قدرت تتحمل اكثر
وما حست بنفسها الاوهي تصارخ: يمـــــهنزلنيانت اصلا مجنونا.وين الشرطهعنك وعن امثالك.رجعني البيت .ياللا رجعني
هدى السرعه لما حس بنشوة الانتصاركان لازم يرفع ضغطها حتى ينتقم لنفسه.
حمد: اللحين بوصلك لبيت عمتك وانا مرتاااح.ياجبانهتصيحين من شوية سرعه
ندى: تصدق انا من اول كنت شاكه انك انسان عاقلاللحين تأكدت انك مجنونكل السرعه الجنونيه بس علشان اصيحموت قهرماصحت ولارح اصيح من اشياء تافهه مثلكياتافه.
حمد وهو يبتسم: الصراااخ على قدر الالم
ندى وهي تقلده:الصراخ على قدر الالم
كانت مقهوره منه وما حست لما وصلت لبيت عمتها
حمد بعد ما وقف :بتنزلين اللحين ولا ارجعك البيت.
ندى: رجعني البيت ومن له خلق ينزل
حمد: اعترفي.رفعت ضغطك صح
ندى: يااخي انت تافهه تصدق
حمد : اذا انا تافههفاانتي التفاهه تقطر منك تقطر
ندى بضحكه مصطنعه: ها ها هاياسخفك
ووفاء.مثل مااقنعتها توافق عليكبظل وراها حتى تطردك من حياتها شر طرده
حمد: هذاك من اول.الموضوع اللحين طلع من يدك وامي بتكلم امها.وتجي الموافقه رسميياللا انزليورايي اشغال.ياجبانه.
فتحت الباب وقبل ما تحط رجلها على الارض.
حمد: لحظه انتظري شوي.
ناظرت اخوها اللي يناظر شخص طلع من بيت عمتها.الظاهر انه واحد من عيال زوج عمتها
سمعت حمد وهو يكلم نفسه:يابغضي لك والله
واضح انه بينهم عداوه.لان نظرات الواقف عند الباب ما تقل عن نظرات اخوها كلها كره وعداوه
ندى لما طول الوضع : بتطول على هالحالهتدري رجعني البيت احسن.
حمد: يخسى الاهويرجعني من بيت عمتي
طل من الدريشه ووجه كلامه للواقف: وبعدين ترى معنا حريم يبون يدخلون
مر من جنب السياره وبصوت هامس وبنظرات كلها كبرياء: دايم محتمي بالحريم
حمد بغضب وهو يفتح باب السياره: يخسى الا انت يا.
قطع حمد كلاماته وجمد في مكانه لما سمع صوت ابو عبدالرحمنوفي المقابل كمل الاخر طريقه بلا مبالاه
" هلا والله ومرحبا تفضل ياحمد حياك"
ارتاحت ندى لظهور زوج عمتها في الوقت المناسبلانه كان ممكن تصير كارثه لو التقى الاثنين
كانت عارفه اخوها متهور وعصبيومن هيئته الثاني مايقل عنه كانت تحس نبضات قلبها تدق مثل الطبول خوفها من سرعه اخوها مااثر فيهامثلبعد ما خلصت صلاة العشاء مدت رجلينها المتعبه على سجادتها.ومسحت دمعه الم.
استغفرت ربها وقامت بتثاقلكان لازم تعود نفسها على وجودها الدائم في حياتها
وتتحمل نظرات زوجها اللي يختلسهامن وقت لاخرلهانظرات كلها حب هيام
يستمع لها بكل انصات ويحاورها في كل شئحتى في مشاكله اللي تحدث له مع الجيران او المعارف.
كانت زمان تحلم بنظرات حب ومالقتهافتمنت نظرات اعجابوكانت مستحيلهورضيت اخيرا بنظرات احترام يتخللها نظرات شفقه
في شبابها حاولت ان تقرب المسافه اللي بينهموتزيل الحاجز اللي انبى في حياتهم
دخلت محو الاميهوما قدرت تكملها.لما شافت السخريه اللي يوجهها لها كل ما دخل البيت وشافها منكبه على دروسها
رضيت بنصيبهاوراحت تبحث عن السعاده المفقوده في تربيتها لاطفالها.حتى كبروا وصارت علاقتها بزوجها يغلفها الاحترام المتبادلحتى دخلت عواطف حياتهم وقلبتها رأسا على عقب
واحيت في داخلها مشاعردفنتها في حتى ظنت انها ماتت .
الحب.والغيره
مشاعر تحس بالعار لانها تجتاح كل كيانها وهي في هالسن.
" يمهوش هالازعاج ؟!!!"
جاها صوت خلود
ام عبدالرحمن بااستغراب:ازعاج !!
جلست خلود على طرف على سرير امها: ايه ازعاجالظاهر سندريلا عندها حفله.وشغاله هي صديقاتها ردح ورقص.بعدين ابوي اشلون يطيعها في كل شي قلنا عزيمه مايخالف .مهوب
قاطعتها ام عبد الرحمن :روحي غرفتك.ومارح تسمعين اي ازعاج.خلي التجسس والتنصت.
خلود وهي تشهق: انا جاسوسه
ام عبد الرحمن: ايه .
قربت خلود من امها وحبت راسها: يمه انا اسفه سامحيني على كل اللي قلته اليوم
ناظرتها ام عبد الرحمن بنظرات حانيه: اذا تبين اسامحكذاكري دروسك اللي من جيتي اليوم من المدرسه مافتحتيها.
خلود: بس كذا.بذاااكر وبذاااكرحتى تقولين بس خلاص
ابتسمت ام عبد الرحمن: انسي .اقول بس خلاص.
خلود: صادقه يمه. لو انك شعبان عبد الرحيم على غفله
ام عبدالرحمن بااستغراب:شعبان وشو.
خلود:ابد سلامتك يمهبروح اذاكر.بس اذا طولت وانتي زهقتي من القعده بالحالكناديني. وانا اجي اسولف معك.ونوسع صدورنابلا مذاكره بلاهم.
وقبل ما تطلع سمعت امها.
ام عبد الرحمن بعد ما جلست على السرير: طيب تعالي بكلمك في موضوع
رجعت خلود وجلست قبال امها.
خلود: امري يمه.
تنهدت ام عبد الرحمن: خلودمتى بتغيرين طبعك مع عواطف
خلود: اذا طلعت من بيتنا هالساحره.
ام عبدالرحمن: مهيب طالعه
خلود: بتطلع ان شاء اللهلو على القبر.
ابتسمت ام عبد الرحمن: كلنا بنطلع على القبرلكن مااحد يدري متى يومه
خلود: ان شاء الله هي اولواحنا عقبها بستين سنه
ام عبد الرحمن: المهمتراها مهيب سهله.وماانتي قدهاشوفي اشلون تتمسكن قدام ابوك.حتى تظهر قدامه .مسكينه ومظلومه
فكرت خلود في كلام امها اللي كان معها حق فيهعواطف قدام ابوها غيرطيبهوحنونه وتحاول تظهر قدامه بالمظلومه من خلود وامها.
تنهدت خلود بقهر: ما عندي قوة اعصابها هالمجرمهبس لعيونك بحاول.افففف كان بحياتنا مصيبه وحده صارت مصيبتن مع هالعواطف.
ام عبد الرحمن: تقصدين ناصر.
خلود: ايه هو فيه غيره
زفرت ام عبد الرحمن بحرقه وهي تتذكر ناصر.وتتحسر على حياته الفارغه واحلامه المبعثره وطريقه المسدود
يتبع