تحقيق - م. أمان الخالد(جريدة الرياض):
حدثت في المجتمع السعودي الكثير من التجارب الغريبة التي قلما نجدها في مجتمعات أخرى، وذلك نظراً لما يتميز به مجتمعنا عن باقي المجتمعات بشهادة الكثير من الخبراء الذين عاشوا بيننا، فالمجتمع السعودي مجتمع شاب متفتح نحو التقنية ومتقبل لكل وسائل العصر الحديث وهو قادر على استيعابها والتعامل معها واتقانها بسرعة مذهلة فعلا وذلك مقارنه مع مجتمعات اوروبية وآسيوية كبيره يغلب عليها كبار السن ويقل فيها التفاعل الشديد مع تطورات العلم والتقنية، ولكن هناك دائما جوانب سلبية او استغلال سلبي لكل شيء بما في ذلك التقنية الحديثة التي وفرت وسيلة سريعه للتواصل بين الناس في مجتمع متماسك متقارب كما هو الحال معنا، ومن ذلك تلك الشائعات الغريبة التي ظهرت على رسائل الجوال القصيرة، فالعديد من الناس فوجئ برسائل غريبة ومحيرة تأتيه من المقربين إليه، فتارة تحذر من وجود مرض وتارة خبر لا يمكن ان يصدقه عقل بل ان الوضع وصل الى حد غير معقول، فهل يعقل ان ينتقل الايدز مثلا في الشمام وهل يعقل ان تتصل بأرقام فينفجر الجوال ويبدو ان ذلك استخفاف بعقول الناس، فمن يقف وراء هذه الرسائل وكيف نتصرف معها عندما تصلنا وكيف نميز بين الصالح والطالح فيما ياتينا من رسائل، وهنا نلتقي مع مجموعه من الشباب لنرى وجهات نظرهم وكيفية تفاعلهم مع هذه الرسائل.
نحن بحاجة الى جهات حكومية تساعدنا
في البداية يقول عادل الجهني ان استخدام الجوال في بث الشائعات ظاهرة سيئة للأسف استخدمها البعض لبث معلومات خاطئة قد تسبب الرعب والبلبلة في قلوب الناس فمستقبل الرسالة لا يعلم مدى صحة هذه الرسائل ومن هو مصدرها ولهذا ياتي في تصوره انها قد تكون حقيقية فلا يدري أن كان يتفاعل معها ام يتجاهلها، ويضيف نحن بحاجة الى جهة مسؤولة مسؤولية تامة عن مراقبة مصادر هذه الرسائل، وعن توقعاته ان تكون هناك جهات معينة تقف وراء مثل هذه الرسائل يقول الجهني انا لا اعتقد ان هناك جهة محددة تقف وراء بث الشائعات فقد تكون من أحد الاشخاص العابثين كما انه ما تزال هناك امكانية ان يكون الموضوع صادقاً فالكثير يؤمن بالمثل القائل ان الشائعات دائما حقيقية.
ظاهرة غير حضارية
والوعي هو الحل
اما نايف ابراهيم العوين فبدأ حديثه قائلا بأن هذه الظاهرة هي ظاهرة غير حضارية وتدل على قصور في الوعي وقراءة الاحداث لدينا، وتستخدم هذه الطريقة في الحروب النفسية ضد المجتمعات القوية والمتماسكة مستغلين بذلك تقنيات حديثة وجديدة على المجتمعات لدراسة مدى تقبل المجتمع لها ومدى تفاعله الايجابي او السلبي معها، ويضيف العوين ان السعودية (حفظها الله) لها أعداء كثيرون للأسف ولا نستغرب ان يكون هناك اعداء يبثون مثل هذه الشائعات وهي عدة انواع منها الصحي والاجتماعي او في مجال الاسهم وتعطي معلومة كاذبة في الغالب، بل وغير منطقية، وكما يقولون فالشائعة مأخوذة من اسمها اي انها تشيع بين الناس وان كان غالبها غير صادق.
وعن كيفية التمييز بين الصادق والكاذب منها يقول نايف اولا يجب ان نحلل الرسالة منطقيا وان نحاول التأكد من صحتها ومنطقيتها وتقبلها للعقل والعلم قبل ان نفكر في اعادة ارسالها لمن يعز علينا وذلك حتى لا نكون مشاركين في عملية التضليل، فالمجتمع عبارة عن شبكة فعندما ارسل الرسالة لأخواني فانهم يرسلونها الى اصدقائهم وانسابهم ثم تنتقل الى بقية افراد المجتمع وهكذا ولهذا فهي مسؤولية كبيرة، كما ان هناك وسائل اخرى مثل الانترنت حيث يمكن ارسال رسالة لمليون شخص دفعة واحدة فتنتشر الرسالة بسرعة هائلة بين الناس، ولا شك ان هذه الشائعات لها اثر سلبي على حياتنا فقد تأتي رسالة صادقة ومهمة فلا تجد من يهتم بها.
هل تستفيد الشركات
من هذه الرسائل؟
اما الاستاذ سامي المعمر فهو يرى ان مثل هذه الشائعات قد تصدر من شركات ذات أهداف تجارية منها من يستفيد من خبر لزيادة بيع بضاعة معينة او لفت الانتباه لها ومنها شركات الاتصالات التي قد تستفيد من تكرار الرسائل وهكذا، ولهذا فهو يرى ان هناك اهدافا من وراء هذه الرسائل المضللة، ولا يخفي المعمر قناعته باهمية وجود جهات رسمية تكون من مسؤولياتها متابعة هذه الرسائل ومعرفة مصدرها واهدافها. اما محمد العقيل فيبدأ الحديث قائلا انها فعلا ظاهرة سيئة وغير صحية على المجتمع وتدل على تدن في المستوى الفكري لدي بعض الناس الذين يتناقلونها بدون تفكير، ولا يجب ان نستغرب ان يكون هناك جهات تجارية او غيرها تقف وراء بعض هذه الاخبار والمعلومات الكاذبة بغرض تحقيق بعض المكاسب والمصالح الشخصية، كما ان هناك أيضا رسائل من أشخاص عاديين بهدف اثارة البلبلة، وهي في غالبها غير صادقه الا ما ندر.
وعن ما يجب فعله تجاهها يقول يجب اولا التأكد من صحة المعلومة قبل ارسالها الى اي شخص آخر، ويتحقق ذلك حسب المعلومة وحسب علاقاتك مع الناس، او بالاتصال بالشخص المرسل وسؤاله عن مدى ثقته في الخبر وهكذا نتفادى او نقلل من فرصة انتشار الشائعة.