حوار ـ عثمان أبوبكر ماليحوار
تصوير: إبراهيم عبدالكريم
رغم أن السيد جابرييل كالديرون مدرب فريق الاتحاد لكرة القدم توقف باختياره وقناعته عن الحديث للإعلام الرياضي بكافة أشكاله، ومع أنه لايوجد قرار إداري يمنعه عن ذلك، وباءت محاولات إخراجه عن صمته خلال الفترة الماضية بالفشل من قبل العديد من وسائل الإعلام، قررت أن أستثمر لقاء (التعارف) الودي الأول الذي يجمعني به برغبة مني إلى عمل صحفي لم أتصور أنه سيتحول إلى (حوار ضخم) يمكن اعتباره حيث طرحت عليه كل الملاحظات التي لدي، وكل الاستفهامات والانتقادات المباشرة وغير المباشرة التي تحيط به، ونقلت إليه الكثير من الأراء التي قيلت بحقه وما يدور عنه من كل الجوانب الفنية والتدريبية والشخصية، وفي الوقت الذي كنت أتوقع أن يتحول اللقاء الودي إلى حوار وعمل صحفي فوجئت به يجيب على كل الأسئلة من غير تردد أو تحفظ سوى سؤال واحد تحفظ عليه ثم أجاب باختصار فكان حواراً يتحدث عن كل التفاصيل قال الرجل أنه الأول من نوعه له في المنطقة صراحة ومساحة وعمقاًوهذا (الجزء الأول من الحوار):
البداية
* سأبدأ معك من الآخر، من مشهد مثير بالنسبة لنا حينما (ذرفت عيناك) بعد نهاية مباراة النصر الأخيرة دموعاً ماذا كانت لماذا بكيت؟
ـ كانت دموع الحزن، فقد كان شعوري في تلك اللحظة مثل شعور أي اتحادي، وربما أكثر، ولم يكن حزني لعدم التأهل، عدم التأهل أمر محزن، ولكنني كنت حزيناً على فريق أدى كل شيء، وفعل كل ما هو جميل ومطلوب في كرة القدم، ولكن أحياناً الكرة غير عادلة لا تمانع في أن تخسر أمام فريق جاء ليدافع أمامك.
* لكن الدفاع ليس خياراً سيئاً اليوم لأي فريق كرة قدم؟
ـ نعم هذا صحيح، وليس مسؤولية الفريق المدافع أمامك أن تخسر، وليس مسؤوليتنا كيف يلعب غيرنا، وإنما الخسارة مسؤوليتنا، لأننا أهدرنا الكثير من الفرص، وفي كرة القدم إذا تسامحت في فرص التسجيل أمام مرمى الخصم سينعكس ذلك عليك في مرمامك، وهذا ما حصل، ولذلك كنت حزيناً جداً، حزين للاعبي فريقي لأنهم فعلوا كل شيء إلا التسجيل، وحزين لهذا الجمهور الاتحادي الكبير الوفي الذي جاء يؤازرنا منذ وقت مبكر، وكنت تواقاً جداً لأرد لهم التحية بالفرحة واهدائهم الفوز، ولكن لم يكن يوم اللاعبين.
* هي إذا لم تكن (دموع التماسيح) سيد كالديرون؟
ـ أنا لا أكذب، ولست بحاجة لأن أكذب، وإنما تعابير الوجه هي التي تتحدث، لقد كانت دموعاً تلقائية، ولو استطعت لحبستها، فأنا أفضل أن يكون تعبيري بعملي وليس بأي شيء آخر، حقيقة تألمت كثيراً لنفسي، ولكنني تألمت أكثر للاعبين والجماهير، رأيت دموع اللاعبين والجماهير وسقوطهم وبكيت من غير شعور لهم.
أنا المسؤول
* الهزيمة كانت الخروج المرير من ثاني البطولات، والكثيرون يحملونك المسؤولية؟
ـ لن أتهرب من تحمل المسؤولية، أتحمل الخروج وحدي، ولكن دعني أقول لك أن هذا العام هو الأصعب لفريق الاتحاد، في الموسم الماضي عندما تسلمت الفريق، قمت بدراسته وحللت صفوفه، وتعرفت على الأعمار الدقيقة للاعبين، وكان القرار الصعب الذي اتخذته مع إدارة النادي ورجالاته، هو أن تتم عملية (إحلال) لاعبين في الفريق من نفس أبناء وقاعدة الفريق، مع التفكير في نفس الوقت في حصد البطولات، وهذه من أصعب العمليات في كرة القدم، أن تقدم لاعبين شباب جدد وأن تبحث عن البطولة في نفس الوقت.
* لماذا أين مكمن الصعوبة إذا امتلكت الأدوات؟
ـ سؤالك جميل جداً مكمن الصعوبة في أن اللاعب الصاعد من الصعب السيطرة على أدائه ووتيرة مستواه، فهو يبقى أسيراً لأمور عدة أدائية وشخصية وإعلامية وأسرية أيضاً، وبالتالي يتفاوت مستواه من مباراة لأخرى، ويصعب السيطرة على مستواه بسبب نقص الخبرة، ولعل هذا ملاحظ على بعض لاعبينا، على سبيل المثال نايف الهزازي والصبياني والبقية، وهذا طبيعي جداً ويحدث في كل العالم، ومع الأيام واكتساب الخبرة سيتلاشى ذلك، وذلك يحتاج إلى وقت، وقد ترون ذلك واضحاً في العام التالي للاعب، وإن كان ذلك يعتمد على ذهنية اللاعب وتركيزه، ومساعدة الآخرين له وعدم تجاوبه مع المؤثرات الأخرى.
* المؤثرات الأخرى ماذا تعني بالضبط؟
ـ أعني ألا ينجرف مع الأضواء، ولا يأخذه الغرور أو تستهويه الشهرة، وأن يتجاوب أكثر مع التعليمات ويتدرب أكثر، ويحافظ على صحته ومستواه، ويبقى متواضعاً وغير ذلك سيهدم كل ما بني وما حصل عليه ووصل إليه.
أعمل المشترك
* وهل يبقى فريق مثل الاتحاد بدون بطولات وينتظر إلى عام مقبل؟!
ـ لا ذلك ليس شرطاً، نحن نعمل لتجديد الفريق، ونعمل من أجل البطولة، ولكن حتى نحصل عليها لابد أن تواجهنا مطبات وصعوبات ولأبد أن نتغلب عليها سوياً، وعندما أقول سوياً أعني ما أقول، اللاعبون والإداريون والجمهور وحتي الإعلام، لابد أن نعمل جاهدين على تجاوزها، وأن نتوقع مع ذلك مشاكل تصادفنا مثل ما حصل لنا في المباراة الأخيرة.
* ماذا تعني بالضبط بما حصل في المباراة الأخيرة، وقد خسرتم في الميدان؟
ـ أقصد سوء الطالع الذي لازمنا أمام المرمى من خلال الفرص التي سنحت لنا، صنعنا سبع فرص على الأقل، ولم نسجل منها، يا صديقي لا أبالغ إذا قلت إن فريقي في هذه المباراة كان مثل فريق برشلونة أكثر فريق يصنع الفرص أمام المرمى، ولكنه لايسجل النهاية سيئة مع الأسف.
القناص هو الحل
* هذا مأخذ عليك، الفريق يهدر الفرص أمام المرمى ولانجد علاجاًهذا عملك؟
ـ نحن نعمل بشكل دائم لحل هذه المعضلة، وفق امكاناتنا، لكن الحل المثالي لإهدار الفرص أن تأتي بمهاجم قناص يسجل من أنصاف الفرص، أو أن ننتظر حتى ينضج أكثر مهاجمونا الشباب ويستوي عودهم وتكتمل خبراتهم ومن ثم نجني الثمار.
* ما الذي عملته تحديداً في هذه المشكلة لعلاج أهدار الفرص؟
ـ عملت واجبي قدر المستطاع، ويساعدني اللاعبون جميعاً على ذلك، حالياً نعمل وفق إمكاناتنا، وجميع اللاعبين يبذلون أقصي ما لديهم وأكثر، ولكن الخبرة تنقصهم، وواجبي أن أعمل مع الفريق الموجود والعناصر التي أمتلكها قدر المستطاع، وهذا يعتمد على التجاوب الشخصي للاعبين وطموحاتهم، وما هو موجود أنا فخور بهم جميعاً ويحفزونني على العمل والتطوير.
قصة الاستقرار
* يسجل عليك التغيير المستمر في تشكيلة الفريق مباراة بعد أخرى، وعدم استقرارك على تشكيلة حتى الآن؟
ـ الحديث في هذا الجانب مبالغ فيه كثيراً، والتغيير في التشكيلة عملته، ولكن في مباراتين فقط، مباراة النصر في الرياض في الدور الأول، ومباراة الوطني في جدة، وكان ذلك مقصوداً، أما غير ذلك، فلم يحدث أن غيرت إلا لأسباب فنية، مثل نقص في اللياقة أو عدم الجاهزية بعد العودة من الإصابة، أو لعدم بذل لاعب المجهود المطلوب منه خلال تدريبات الأسبوع، فلا أستطيع المغامرة به في المباراة، هل هذا عدم استقسرار؟ إنه عمل فني.
* غيرت التشكيلة أو غيبت اللاعبين ـ حسب تعبيرك ـ في مباراتي النصر والوطني في الدوري متعمداً لماذا؟
ـ ببساطة من أجل الحفاظ على اللاعبين، فقد كانت لدينا ثلاث مباريات قوية متتالية، وفي انتظارنا مثلها، وليس هناك وقت كافٍ لإراحة بعض اللاعبين، حتى يصلوا إلى المباريات الكبيرة مرتاحين، وأعتقد أن هذا أثمر وشاهده الجميع بوضوح، خاصة في مباراة الشباب التي تلت مباراة النصر وظهر ذلك من أول خمس دقائق.
الأمر واحد
* يسجل عليك أيضا التغيير في مراكز اللاعبين، واشراك بعض اللاعبين في غير خاناتهم؟
ـ نعم يحدث ذلك أحياناً ولأسباب مثل إصابة لاعبين وأحياناً لظروف المباراة، وأيضاً حسب أداء الفريق المقابل، فأحيانا يحصل مثلاً تبديل بين هشام بوشروان وسلطان النمري، يتقدم أحدهم ويتأخر الآخر، وأحيانا أوعز إلى هشام أن يلعب في الجهة اليمني لأنه يملك قدرات وإمكانات الاختراق بشكل زاوية من اليمين ويسدد باليسرى وأعتقد أنه وفق وسجل من ذلك، لكن الحكم على مثل هذه التبديلات من قبل بعض المحللين والجماهير يعتمد مع الأسف على نتيجة المباراة، وليس على فاعلية الأداء الذي قدمه اللاعب، فإذا فزت اعتبروا أن ما حدث صحيحاً وموفقاً، وإذا خسرت اعتبروا أن ما فعلته سيئاً و(تخبيص) مع أن الأمر واحد، فقط النتيجة اختلفت.
* لكن نحن نتحدث عن أمر أصبح عاماً تقوم به في الفريق، مثل وجود عبيد الشمراني قلب الدفاع في الظهير الأيمن، ومناف صانع الألعاب الأيسر لاعب محور، صالح الصقري الظهير تحوله إلى وسط أيسر وهشام بوشروان الأشول يميناً، وهكذا، هذا هو سؤالي؟
ـ هذا يحصل لأسباب وسأشرح لكأحيانا يكون لدي نقص في الوسط، ولايكون أمامي غير أن أشرك الصقري، والصقري سبق وأن لعب معي في المنتخب السعودي لاعب وسط أيسر أمام كوريا الجنوبية وأدى مباراة كبيرة وفاز منتخبكم، أسامة المولد لعب في بطولة آسيا مع الفريق ظهير أيمن، وأحيانا ألعب بالصقري وسط وعدنان يسار عندما أرغب في زيادة الناحية الدفاعية في الجهة اليسري أو لنقص لاعب في اليسار وما يحصل في اليسار يحصل أيضاً في الجهة اليمني حسب الظروف والنقص.
* لانشاهد ذلك في الجهة اليمني، هو غير واضح أو أنه لا يحدث مثل ما هو واضح في الجهة اليسري؟
ـ بل حدث عندما كان لدي نقص لاعب في الهجوم، قدمت محمد نور من الجهة اليمني ولعب مناف في الوسط إلى جوار كريري وحديد وكان هناك تبادل مراكز بين اللاعبين واستطعنا الفوز على الشباب وبنتيجة كبيرة، وهنا لم يتحدث أحد عن تغيير المراكز أو وضع اللاعبين في غير خاناتهم، مع أنها كانت من أكثر المباريات وضوحاً، أما لماذا فلان الفريق فاز وعلى من على الشباب، وتخيل لو أننا خسرنا؟
التقنية العالية
* لكن هذه أصبحت فلسفتك(التغيير المستمر) وواضح جداً اهتمامك بها؟
ـ هذا يسجل لنا، يسجل للاعبي فريقي، ويظهر كم لديهم من تقنية عالية، وتجاوب كبير، وأيضاً تضحية من اللاعبين من أجل فريقهم، وهذا يحدث من اللاعبين الكبار وانظروا إلى كثير من فرق العالم تجدون أمثلة كثيرة من هذا النوع، أحياناً يشرك المدرب لاعباً في غير مركزه فلا يؤدي جيداً، ويكون هناك لاعبون كثر غيره وفي مراكزهم ولايؤدون جيداً، لكن بعض الإعلاميين والمحلليين لايرونهم أو لاينظرون إليهم، وإنما يركزون ويتحدثون عن لاعب واحد فقط، لأنه لعب في غير مركزه، حتى إذا أدى قبلها عشر مباريات بشكل ممتاز في نفس المركز الذي ليس مركزه.
* الظهير الأيمن مشكلة المشاكل للفريق، لم تحلها حتى الآن إلا بلاعب مؤقت رغم وجود الطريدي وأنت من رفضت الدوخي؟
ـ كان الحل المثالي للفريق في الظهير الأيمن هو طلال عسيري، مع وجود الطريدي بديلا عنه. بعد إصابة عسيري لم يستطع الطريدي أن يرتقي بثقته في نفسه إلى مستوى اللعب أساسياً في فريق كبير مثل الاتحاد، ولم يقنعني بأداء متطلبات هذا المركز، خاصة في النواحي الدفاعية الأولى بالنسبة لمركزه، والأداء الهجومي ليس المطلوب منه أولاً، فهناك من يؤديه، ولذلك بحثت في الظهير عن لاعب يؤدي مهام الدور الدفاعي، والطريدي لاعب صاحب خامة جيدة، ولكنه بحاجة إلى أن يبذل مجهوداً أكبر ليرتقي إلى مستوى اللعب في الخانة خاصة من النواحي الدفاعية، وهي التي تجعلني أفضل عبيد عليهعبيد أقل في النواحي الهجومية، لكنه قوي دفاعياً، وهذا واجبه الأول ولذلك فضلته،لأحافظ على قوة الدفاع، وهو مع ذلك ليس الحل المثالي، ولكني أتعامل مع ماهو متوفر لدي.
التقييم الفني
* ولكنك تصر على هذا رغم أنه ينتقص ويقلل من تقييمك عند المراقبين والمحلليين؟
ـ إذا اعتبرنا أن إشراك اللاعب في غير مركزه لحاجة الفريق هو عمل سيىء، فهذا يعني أن البرتغالي مورينيو هو مدرب سيىء لأن مورينيو أشرك (زانتي) الذي يلعب منذ عشرين عاماً في الظهير الأيمن في مركز المحور مع انترميلان هذا لايعني أن يستمر اللاعب على ذلك وإنما كان بحاجة له ففعل واستجاب اللاعب لأن تقنيته عالية وهذا ما أفعله مع مناف ويرفضونه، أيضا ميسي نجم الأرجنتين أشول ويلعب مع برشلونة في الجهة اليمني حاله حال هشام معي، إيضاً أسبانيا بطلة أوروبا ومن أحسن المنتخبات في العالم، وتلعب بأربعة لاعبين في الوسط لهم نفس المواصفات والتقنية وجميعهم في أنديتهم يلعبون في مركز المحور الدفاعي وهم (انستا وشافي في برشلونة وماركو سينا لاعب الإنتر وإيلنسو لاعب ليفربول) ولكنهم يلعبون الأربعة جميعها وسوياً في أسبانيا في الوسط في المنتخب الإسباني (بطل أوروبا) وصاحب التصنيف المتقدم جداً وليتني أعرف رأي إخواننا المحلليين السعوديين في هذا الوضع، أنا أحترمهم جميعاً وأتقبل آراءهم، ولكني أتمنى أن يشاهدوا ويتابعوا الكرة الحديثة في العالم ويتعرفوا جيداً على مراكز اللاعبين وستتغير نظرتهم، وهذا سيخدم اللاعب والكرة السعودية ويصب في مصلحتهم.
* كيف ذلك سيد كالديرون؟
ـ لابد أن تثقوا في إمكانات اللاعب السعودي، في تقنيته، وفي ذكائه، وإمكانية أن يخدم فريقه في أكثر من مركز، ولا تكرسوا في اللاعب الموهوب الذي يلعب في المحور أن يبقى في مركزه وهو يستطيع أن يكون صانع ألعاب، ولا في الظهير أن يبقى مدافعاً وهو يستطيع أن يلعب في الوسط، إن ذلك أفضل لتسريع اللعب وديناميكية الكرة، وأيضاً أفضل لإفساح المجال أمام مواهب أخرى.
النظرية والواقعية
* قد يعتبر البعض أن كلامك هذا مثالي ويقوله مدرب (نظري) ومحاضر في الفيفا؟
ـ أنا صحيح محاضر في الفيفا، لكن كرة القدم (لغة عالمية) والمدرب الجيد هو من يحاول أن يخرج من لاعبيه أقصى ما لديهم من طاقات، وليس من يحصرهم ويبقيهم في زوايا ضيقة.
* لكن ذلك لايعني أن (يخترع) المدرب كما تفعل سيد كالديرون حسب أقوال بعض الصحفيين والمحللين؟
ـ أبداً لا أخترع، وإنما أحاول أن أتوافق مع قدرات اللاعب وإمكاناته وأيضاً استجابة اللاعب، على سبيل المثال لو خيرت بين اللعب بسعود كريري ومناف أبوشقير في الوسط الأيمن وفضلت مناف، هنا يكون الاختراع، لأن الخيار الأول يجب أن يكون لسعود فهو بدأ يميناً والعكس صحيح، ولكن إذا كان سعود غير موجود فهنا سيكون الخيار مناف، وهذا ليس تأليفاً ولا اختراعا، وشرحت لك لأنني سبق وأن لعبت بالثلاثي مناف وحديد وكريري في الوسط ولكل لاعب واجبات ويتبادلون المراكز وفقا لذلك، وكل لاعب يتمركز وفقا لواجباته وقدراته، وفي النهاية يؤدون عملاً جماعياً لصالح الفريق.
* أنت باعتبارك محاضراً في الفيفا يسجل عليك أنك مدرب نظري؟
ـ كيف ذلك، ما أقوم به هو عمل ميداني وأكثر المباريات التي لعبناها حتى الآن، حتى التي خسرناها كنا نقدم عملاً تكتيكياً ونكون الأفضل فيها، ليس في كامل المباراة، لكن غالباً نسبة الأفضلية تكون لنا حتى ونحن نخسر، وإذا كنا الأفضل وليس لدينا عمل تكتيكي، فماذ تسمي عمل الذين يخسرون أمامنا.
نحن فريق هجومي
* أنت ماذا تسمي وصول كل الفرق إلى مرماك وتسجيلهم في شباك الفريق، خاصة الفرق الصغيرة؟
ـ بصراحة نحن فريق هجومي، لعبنا يعتمد على الهجوم وتكتيكنا يقوم على ذلك، مع الحرص على التوازن، ولأننا فريق هجومي يحصل اندفاع من لاعبينا في بعض المباريات أمام الفرق الصغيرة ودفاع أقل، ولذلك يسجل فيناً وأنا ضد ذلك، لكن فريق يملك لاعبين مثل نور وهشام وسلطان والهزازي ومناف وانضم اليهم ريناتو لابد أن يكون فريقاً هجومياً، وهناك من يحمي مناطقهم الخلفية، هذا خيارنا وللآخرين خيارهم.
* نعم للآخرين خيارهم، فالهلال مثلا يملك أسماء وعناصر أفضل مما هو موجود لديك ـ مع كامل احترامي ـ لكل اللاعبين ولايسجل في مرماه مثل ما يسجل في مرمى فريقك؟
ـ مدرب الهلال اختار الدفاع أسلوبا له فهو يلعب برأس حربة واحد ويدافع بستة لاعبين وثلاثة لاعبين يدافعون ويهاجمون، وأحترم جداً هذا الخيار وهو قد لا يحتاج إلى أكثر من ذلك، فهو لديه تقنية التهديف في فريقه عالية، من ثلاثة فرص يسجل اثنتين، وقد يسجل الثلاثة، لكن شخصية الاتحاد تختلف.
سباق البطولة
* من شخصية الاتحاد إنه فريق بطولات، وهذا مالا يبدو أنه سيتحقق معك؟
ـ سبق وأن قلت أن هذا العام الاتحاد قد يعاني لأنه في موسم (الإحلال) ودخل على تشكيلة الفريق ما بين خمسة إلى ستة لاعبين جدد، أي ما بين خمسين في المئة إلى أكثر من التشكيل الأساسي، ولهذا قد يعاني الفريق فعلا، لكننا نبحث عن البطولة بقوة، ونحن نعمل بكل مالدينا من إمكانات لذلك بجهد وطموح لاعبينا ودعم رجالات النادي ووقفة الجماهير وإذا استمر ذلك سنصل، ما لا نستطيع فعله أن نكون ضد الوقت، ولا أحد في الدنيا يستطيع أن يكون ضد الوقت، ومع ذلك ننافس أندية كبيرة وقوية مثل الهلال.
* كنت متقدماً على الهلال نقطياً وتأخرت، والجماهير الاتحادية تخشى أن يتكرر سيناريو العام الماضي ويخسر الفريق البطولات؟
ـ أؤكد لك رغم عملية الإحلال في الفريق فإننا منافسون شرساء وأقوياء ومتمسكون بذلك بحثاً عن البطولات أمام منافسين مثلنا فيهم قوة وشراسة، فريق الهلال من أقوى المنافسين على البطولات، وهو فريق مستقر وتشكيلته ثابتة تقريباً منذ عامين، ودعم صفوفه بلاعبين محترفين على مستوى عالٍ وأسعارهم كبيرة، وأضاف إليهم أسماء أخرى في فترة التسجيل الثانية، ومع ذلك بقينا معه في الصف وننافسه، ونعمل على أن نتجاوزه بقوة وعزيمة.
* الهلال صرف على محترفيه أكثر من مئة وخمسين مليون ريال، كيف لاتريده أن يكون قوياً وشرساً ومتقدماً؟
ـ ونحن أقوياء بأبناء النادي وسنكون أكثر منه شراسة، إذا صبروا على سلطان وهزازي والصبياني والزبيدي وعسيري وبقية أبناء الفريق، ولو صرف الاتحاديون مئة مليون على لاعبين من المحترفين الأجانب لدعم أبناء النادي لكان الدوري محسوماً لهم من الآن ولتوقفت الانتقادات الشديدة الموجه للفريق.
النقد أساسي
* سيد كالديرون هل يزعجك الانتقاد الذي يوجه إليك من الإعلام صحافة وقنوات فضائية؟
ـ أنت تعرف رأيي، وأرجو ألا تتواضع كثيراً ولا تنشر كلامي هذا، فأنت صحفي كبير تمتدح المدرب كما تنتقده، وأيضاً تمتدح اللاعبين كما تنتقدهم، وأنا يترجم لي ما تكتبه، والنقد لا يزعجني أبداً، بل العكس النقد أمر أساسي وليس ثانوياً في كرة القدم، ولكن في العالم حولكم النقاد والمحللون يدافعون عن المدربين الهجوميين ويمتدحونهم أكثر مما يهاجمونهم.
* هذا طبيعي (قاطعته) لأنه دفاعاً عن متعة كرة القدم؟
ـ هذا ما أود قوله، الإعلام الرياضي خاصة المحللين يجب أن يدافعوا عن (جمالية) كرة القدم، وما يحصل لديكم أن السعادة كبيرة بالفرق التي تلعب دفاعاً، حتى وإن حققت النتائج واحتفاء بمدربيها، مع أنهم بما يتوفر لديهم من إمكانات يمكن أن يحققوا الأفضل لو اعتمدوا الهجوم خياراً لهم.
__________________