أزهـــار, القائمين, ريـاحـيـن
بسم الله الرحمن الرحيم
أزهـــار و ريـاحـيـن للصائمين القائمين
1- أهلاً رمضان :
أقبل الشهر الكريم، أقبل الشهر العظيم، أقبل شهر الخير والبركة، أقبل شهر المغفرة والرحمة، أقبل الشهر الذي أنزل الله تعالى فيه القرآن، أقبل الشهر الذي يتفضل الله تعالى فيه على الصائمين بالعفو والرضوان، فمرحباً به! مرحباً شهر الصيام، مرحباً شهر القيام، مرحباً شهر الصدقة والجود والكرم، مرحباً شهر الندى وحسن الشيم، مرحباً فقد طال اشتياقنا إليك، مرحباً فقد طال انتظارنا لمقدمك، مرحباً فقد تعلقت قلوبنا بظهور هلالك: (اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى)*. اللهم آمين. * دعاء رؤية الهلال
2- البركة في رمضان :
البركة منحة إلهية يسبغها الله على الطائعين من عباده، فمتى أطاع العبد ربه بارك له في عمره فجعله يتقلب من طاعة إلى طاعة، وبارك له في أولاده فأصلحهم له وجعلهم بارين بوالديهم، وبارك له في ماله وفي بدنه وفي نفسه فعاش مطمئناً سعيداً، منشرح الصدر، راضياً بما أعطاه الله. وفي شهر رمضان نرى ذلك يتحقق في حياة الطائعين، فنرى الطمأنينة في أنفسهم، والبركة في أجسادهم، فتجدهم يتحملون الشدائد ويطيقون من قيام الليل وتلاوة القرآن ما لا يطيقه غيرهم، كما نرى البركة في أوقاتهم حتى أن أحدهم ليختم المصحف مرات عدّة في هذا الشهر الفضيل، فهنيئاً لهم برمضان وهنيئاً لهم بالبركة في شهر البركات.
3- لا للرياء :
الصيام تجربة هائلة للنفس لتستعد للقيام بالمهام الجِسام في شهر رمضان من جهاد وبذل وتضحية وعطاء في سبيل الله. والصوم ينمي في النفس رعاية الأمانة، والإخلاص في العمل لله جل وعلا، وأن يقصد بصومه وجه الله تعالى، وهذه فضيلة عظمى تقضي على رذائل المداهنة والرياء والنفاق التي طالما عانى منها الإنسان. كما أن الصائم لا بدله من استحضار النية في الصيام -كحاله في سائر العبادات- ولا بدله أن يكون صومه إيماناً واحتساباً لله، وألا يكون صوم رياء ولا سمعة أو استحياء من الناس وتقليد لهم، فالصوم عبادة وليس عادة، لذلك فإن الله قد رتب الأجر العظيم لمن صام امتثالاً لأمر الله وطلباً لثوابه، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه.
4- هنيئاً لأهل الذِّكر في رمضان :
الصائمون أكثر الناس ذكراً لله عز وجل، فهم أهل التسبيح والتهليل والتكبير والاستغفار، الصائمون إذا طال النهار عليهم قصروه بالأذكار، وإذا آلمهم الجوع أذهبت لوعته الأذكار، فهم من ذكرهم لله في متعة، ومن تسبيحهم لله في سعادة، يذكرون الله فيذكرهم (فاذكروني أذكركم)، ويشكرونه فيزيدهم (لئن شكرتم لأزيدنكم)، الصائم الذاكر لله أسبق الناس إلى الخيرات، سريع إلى الجنة، بعيد عن النار، سجلاته مليئة بالحسنات، مفعمة بالخيرات. هنيئاً له.
5- المحتاج طريقك إلى الجنة :
عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل فلرسول الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. والجود صفة إلهية،خصوصاً في شهر رمضان، حيث يجود سبحانه على عباده بفتح أبواب الجنان، إغلاق أبواب النيران، وعتق رقاب كثير من عباده من النار. فهنيئاً لمن كان من أهل الجود في رمضان: فأطعم الطعام للصائمين، وعطف على المسكين، ورحم الأرملة واليتيم، وكسى العاري الفقير، وأسعف المريض السقيم، وهدى الحيارى من الضالين.
شهر رمضان فرصة سانحة للمتصدقين الباذلين المعطين: * ففي الناس صائم لا يجد كسرة خبز ولا مذقة لبن * وفي الناس صائم لا يجد بيتاً يؤويه ولا مركباً يحمله * وفي الناس صائم لا يجد من يجبر خاطره ويواسيه * فهل تكون أنت عثمان هذا الزمان
6- ليل الصائمين قصير لذيذ :
يشعر المسلم في شهر رمضان بفرق ظاهر بين أدائه للعبادة في رمضان وفي غيره من الشهور، ففي رمضان يظهر الشوق إلى الطاعات، والرغبة في الإقبال على الله، والخشوع في الصلاة، والبكاء عند سماع القرآن؛ وكيف لا يكون ذلك كذلك وهو شهر تُصَفَّد فيه الشياطين، وتفتح فيه أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران، لذلك قال جبريل عليه السلام لرسول الله: من أدركه رمضان فلم يُغفر له فبُعداً له، قُل آمين، فقال رسول الله (آمين). لذلك فإن في شهر رمضان أحلى الليالي للعابدين، وأغلى الساعات للطائعين حين يقوم المؤمنين في جنح الظلام والناس لاهين، فيستحقون بذلك بشارة رسول رب العالمين: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه).
7- البيت في رمضان :
البيت المسلم بيت أسس على التقوى، وقام على الأعمال الصالحة، وترعرع أهله على امتثال أمر الله. الوالدين فيه يستشعرون أمانتهم ومسؤوليتهم تجاه أولادهم وبناتهم، ويستشعرون في ذات الوقت بعظيم الأجر الذي أعده الله لهم إن قاموا بتلك المسؤولية والأمانة، وأي أجر أعظم من الوقاية من النار (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة). وإذا كان البيت أمانة في كل الأيام والشهور فهو في رمضان بحاجة إلى رعاية أكثر، ووقاية أعظم، ولنتذكر في رمضان:
* حاجة الأبناء إلى التوجيه للمحافظة على الصلوات.
* حاجة الأبناء إلى التوجيه لتلاوة القرآن ورعاية الضعفاء.
* حاجة الأبناء للبعد عن أماكن الفتنة والفاحشة والرذيلة.
* حاجة الأبناء لحسن استغلال الأوقات وتنظيمها.
ولنتذكر كذلك:
* أن أكثر حوادث المرور تقع في رمضان.
* وأن أكثر حوادث الطرق تحصد أرواح الشباب.
* أن أكثر الأماكن إفساداً للشباب والفتيات هي الأسواق.
* كثيراً من المعاكسات الهاتفية والمغازلات تكون في ليالي رمضان.
فهل نحن منتبهون
8- النوم في رمضان :
النوم نعمة من نعم الله، وآية من آياته الدالة على قدرته سبحانه، إذ هو سببٌ لحصول الراحة والشعور بالطمأنينة، (ومِنْ آياتِهِ مَنَامُكُم باللَّيْلِ والنَّهارِ وابْتِغاؤكُم من فَضْلِهِ إنَّ في ذَلِكَ لآياتٍ لقومٍ يَسْمَعُون) والله سبحانه وتعالى إنما جعل الأصل في النوم أنه بالليل لأن الليل موطن الراحة والسكينة ، وقال (وجَعَلَ نَوْمَكُم سُبَاتاً وَجَعَلَ اللَّيْلَ لِبَاساً * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً) إلا أن بعض الناس أحال الليل في رمضان إلى نهار، والنهار إلى ليل ، فتجده يسهر طوال الليل وينام طوال النهار؟! ولو كان السهر في طاعة الله ومرضاته لكان مأجوراً على ذلك، ولكن السهر عند بعض الناس يكون على متابعة القنوات الفضائية، ولعب الكرة والبلوت، والذهاب إلى الأسواق بغير حاجة ولا ضرورة!!
ثم ينام في النهار مع تفويت للصلوات والأعمال وتضييع للالتزامات الأسرية والوظيفية والمدرسية؟! فإذا عتبت على أحدهم قال لك : (النوم سلطان) ولا شك أن هذا القول غير مقبول، لأن النوم الذي لا يلام بسببه العبد هو النوم الذي لا تفريط فيه، أما النوم الذي يكون سببه ترك وقت النوم، وهو الليل، وإحالة النهار، وهو وقت المعاش، إلى وقت نوم، هذا ليس بعذرٍ يُتْرَكُ بِسببه عمود الدين، ورُكْنُه العظيم، الذي لا يقبل الله من العبد عملاً إلا به، وهو الصلاة. فانتبه، أخي رعاك الله، إلى هذا الأمر، فإنه يجب علينا الانتباه إليه.
9- مربية الأجيال في رمضان :
المرأة المسلمة هي مربية الأجيال وصانعة الرجال ودورها في رعاية أبنائها وبناتها في شهر رمضان لا يقل عن دورها في سائر الشهور والأيام، فهي القائمة على تربية أولادها وحسن توجيههم وإرشادهم لما فيه الخير والصلاح، ومن أهم ما تقوم به المرأة المسلمة تجاه أولادها أن تعودهم على الأعمال الصالحة التي يتعدى نفعها للآخرين فمن ذلك أن تعودهم على أن يقدموا الإفطار للمحتاجين من الصائمين وأن يباشروا ذلك بأنفسهم من خلال الموائد الرمضانية التي تزخر بها المساجد في شهر رمضان، وأن تحثهم على العناية بنظافة المساجد وتفقد المصاحف فيها واستبدال التالف منها بمصاحف حديثة وأن ترغبهم في تطييب المساجد بالبخور خصوصاً قبل صلاة القيام، كما يجب على المرأة المسلمة أن تحث أولادها على تفقد الفقراء والمساكين في الأحياء الفقيرة وإيصال الصدقات والزكوات إليهم، كما تحبب إليهم زيارة الأيتام في جمعيات البر والأرامل في الأربطة والمصابين في المستشفيات. كل ذلك من أعمال الخير التي يتعدى نفعها للآخرين والتي تستطيع الأم أن تحث أبناءها على اغتنامها في هذا الشهر الفضيل.
10- رمضان كريم:
شهر رمضان شهرٌ مبارك فتح الله فيه من أبواب الخير للإكثار من الحسنات وتكفير الخطايا والسيئات، ومع ذلك فإن بعض الناس يرى أنه شهر يتسامح الله فيه عمن يفرط في الواجبات أو يرتكب المحرمات ؟!
فتجد أحدهم إذا نام عن الصلاة المكتوبة ونبه إلى ذلك، بادر إلى قول: رمضان كريم.
* وإذا غش أحدهم في تجارته ولامه أحدٌ في ذلك، قال: رمضان كريم.
* وإذا اغتاب مسلماً، وحدثه أحد عن حرمة الغيبة، قال : رمضان كريم.
* وإذا نام عن عمله أو ذهب وقصر في أدائه وعوتب في ذلك، قال: رمضان كريم.
إذن فعلينا أن لا ننسى بأن العمل الصالح يزداد حسناً في الأزمنة الفاضلة مثل شهر رمضان، والعمل السيئ يزداد سوءً، وأن نتذكر كذلك بأن الحكمة من مشروعة الصوم: اعتياد التقوى بفعل الخيرات وترك المنكرات واجتناب الشبهات، ولنتذكر قول النبي عليه الصلاة والسلام: (من لم يدع قول الزور، والعمل به، والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري.
11- التسوق في رمضان :
رمضان شهر الإكثار من العبادات، بل والتفرغ لها، خاصة في عشره الأواخر، إلا أنَّ المرء يعجب من إهدار بعض الناس لأوقاتهم فيه، ما بين نوم لساعات طويلة، إلى إقبال شديد على التسوق، خاصة في العشر الأواخر منه، حيث الاجتهاد في العبادة هو المشروع في حقِّ المسلمين، لذلك لا بد أن نراعي الأمور التالية عند التسوق في رمضان:
1- يجب على المسلم أن يحسن توزيع وقته في رمضان بحيث يعطي كل ذي حق حقه فلا يضيع صلاة القيام مثلاً للذهاب مع أهله للأسواق.
2- التوسعة على العيال في رمضان وفي العيد من الأمور المباحة والمطلوبة شرعاً ولكن ذلك لا يكون مبرراً للإسراف أو الخيلاء.
3- على المسلم والمسلمة أن يتجنبا الاختلاط بين الرجال والنساء عند التسوق، وعلى المسلمة خصوصاً أن تبتعد عن مظاهر التبرج والسفور.
4- علينا أن نحرص على اغتنام الأوقات بالطاعات حتى لا يتحقق فينا قول جبريل عليه السلام (من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله). والذي أتبعه النبي عليه الصلاة والسلام بقوله (آمين).
12- كنوز الحسنات عند رب الأرض والسماوات :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ألا أُنبئكم بخير أعمالِكم ، وأزكاها عند مليكِكم ، وأرفعِها في درجاتِكم، وخيرٍ لكم من إنفاق الذهب والورِق ، وخيرٍ لكم من أن تلقوا عدوكم ، فتضربوا أعناقهم ، ويضربوا أعناقكم ؟ )) قالوا : بلى. قال : (( ذكر الله )) .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( من قال ، إذا أصبح : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير عشر مرَّات ، كتب الله له بكلِّ واحدة قالها عشر حسنات ، وحطَّ الله عنه بها عشر سيئات ، ورفعه الله بها عشر درجات ، وكنَّ له كعشر رقاب ، وكنَّ له مسلحة من أول النَّهار إلى آخره ، ولم يعمل يومئذ عمل يقهرهن ، فإن قال حين يمسي فمثل ذلك )) وفي حديث : (( وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي ، وإن قالها إذا أمسى ، كان له مثل ذلك حتى يصبح )) .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( من قرأ آية الكرسي دبر كلِّ صلاة مكتوبة ، لم يحل بينه وبين دخول الجنَّة إلا الموت )) .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( من قرأ ( قل هو الله أحد ) عشر مرات ، بنى الله له بيتاً في الجنَّة )) .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( سيد الاستغفار أن يقول : اللهم أنت ربي ، لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شرِّ ما صنعت ، أبوء (اعترف) لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي ، اغفر لي ، فإنَّه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، من قالها من النَّهار، موقناً بها ، فمات من يومه قبل أن يمسي ، فهو من أهل الجنَّة ، ومن قالها من الليل ، وهو موقنٌ بها ، فمات قبل أن يصبح ، فهو من أهل الجنَّة )) .
وقال صلى الله عليه وسلم ، عن لا حول ولا قوة إلا بالله : (( كنز من كنوز الجنَّة )) .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( من قال سبحان الله العظيم ، غُرست له نخلة في الجنَّة )) .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( من قال : سبحان الله وبحمده ، في يوم، مائة مرَّة ، حُطَّت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر )).
وقال صلى الله عليه وسلم : (( من صلى عليّ حين يصبح عشراً ، وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة )) .
13- آداب رمضانية :
للصيام آداب لا يتم الإبهار ولا يكمل إلا بأدائها، وهي على قسمين واجبة ومستحبة، فمن الآداب الواجبة :
1- أن يتجنب الصائم الكذب، لأنه محرم في كل وقت وهو في أوقات الصيام أشد تحريماً لقوله عليه الصلاة والسلام (إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) رواه البخاري ومسلم.
2- أن يجتنب الصائم الغيبة والنميمة؛ والغيبة: أن يذكر المسلم أخاه بما يكره في غَيبته، والنميمة: هي نقل كلام مذموم من شخص إلى شخص آخر ليفسد بينهما، وهي من كبائر الذنوب لقول النبي عليه الصلاة والسلام (لا يدخل الجنة نمّام) رواه البخاري ومسلم.
3- أن يجتنب الصائم الغش في جميع المعاملات المالية والتجارية، وكذلك الغش في المناصحة والمشورة، فإن الغش من كبائر الذنوب لقول النبي عليه الصلاة والسلام (من غشنا فليس مِنّا) رواه مسلم.
4- اجتناب شهادة الزور لقول النبي صلى الله عليه وسلم (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري.
ومن الآداب المستحبة للصائم:
تأخير السحور، تعجيل الفطر، حفظ اللسان عن فضول الكلام من الفحش والسباب وغض البصر عن النظر إلى المحرمات.
14- العزم على الاستقامة :
إنَّ العبد إن فُتِح له باب من أبواب العمل الصالح فإنه ينبغي عليه أن لا يدعه ، بل يداوم عليه ، وباب الخير نعمة ، شكرها المداومة عليها ، وقد كان هذا دأب النبي صلى الله عليه وسلم ، في جميع أعماله الصالحة، تصفه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فتقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته. وروت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قَلَّ )) . بل كان صلى الله عليه وسلم لشدة مداومته على العبادات إذا عمل عملاً - ولو كان من المستحبات - لا يتركه ، ولو حصل له عارض منعه من أدائه ، قضاه بعد زوال المانع ، قالت رضي الله عنها : كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها ، وكان إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام الليل صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة.
وحثَّ النبي صلى الله عليه وسلم من فاته شيء من عمل صالح أن يقضيه ، فقال : (( من فاته شيء من ورده من الليل ، فقرأه ما بين صلاة الفجر إلى الظهر فكأنما قرأه من ليله )) .
وها أنت - يا أخي - قد وقفك الله تعالى لفعل الطاعات في شهر رمضان، فلا تحرم نفسك الأجر بالانقطاع عنها بعد رمضان، فاتق الله حيث ما كنت. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
H.iJJJhv , vdJhpJdJk ggwhzldk hgrhzldk