سوسو
الف شكر لك على هذه القصه الرائعه
وجزاك الله الخير ان شاء الله
وشكرا لاضافتها هنا
|
بسم الله الرحمن الرحيم
عِبآدُ اللهُ
سلآمُ اللهُ عليكُم
تَم دَمج مُشآركَة[مات وهوا يسمع صوت الحور عين] للأخت سوسو
معَ
مُشآركَة[قصص التائبين الى الله] للأخت لحن الحَيآةٍ
واللهُ نسأل ،، أن ينتفع كُل مُسلمٍ وكُل مُسلِمةٍ بهذا العَمل الجَمآعِى ،، آمينْ
جزاكُمآ اللهُ خيرآ أخت لحنْ / أخت سُوسُو
واللهُ المُوَفق
ورمضآنٌ كَريمٌ
والسلآمٌ،،
سوسو
الف شكر لك على هذه القصه الرائعه
وجزاك الله الخير ان شاء الله
وشكرا لاضافتها هنا
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
الف شكر لك اخى المبتسم على الاضافه الرائعه يعطيك الف عافيه ان شاء الله
وان شاء الله ينتفع بها كل مسلم وكل مسلمه
جبتلك معى اليوم قصه توبه وياريت تعجبكم وناخد العظه منها
للدكتور . محمد العريفي صلِّ قبل أن يُصلّى عليك كنت تاركاً للصلاة كلهم نصحوني أبي أخوتي لا أعبأ بأحد رنّ هاتفي يوماً فإذا شيخ كبير يبكي ويقول : أحمد ؟ نعم ! أحسن الله عزاءك في خالد وجدنا ميتاً على فراشه صرخت : خالد ؟! كان معي البارحة بكى وقال : سنصلي عليه في الجامع الكبير أغلقت الهاتف وبكيت : خالد ! كيف يموت وهو شاب ! أحسست أن الموت يسخر من سؤالي دخلت المسجد باكياً لأول مرة أصلي على ميت بحثت عن خالد فإذا هو ملفوف بخرقة أمام الصفوف لا يتحرك صرخت لما رأيته أخذ الناس يتلفتون غطيت وجهي بغترتي وخفضت رأسي حاولت أن أتجلد جرّني أبي إلى جانبه وهمس في أذني : صلِّ قبل أن يُصلى عليك !! فكأنما أطلق ناراً لا كلاماً أخذت أنتفض
وأنظر إلى خالد لو قام من الموت ترى ماذا سيتمنى ! سيجارة ؟ صديقة ؟ سفر ؟ أغنية !! تخيلت نفسي مكانه وتذكرت ( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ) انصرفنا للمقبرة أنزلناه في قبره أخذت أفكر : إذا سئل عن عمله ؟ ماذا سيقول : عشرون أغنية ! وستون فلماً ! وآلاف السجائر ! بكيت كثيراً لا صلاة تشفع ولا عمل ينفع لم أستطع أن أتحرك انتظرني أبي كثيراً فتركت خالداً في قبره ومضيت أمشي وهو يسمع قرع نعالي
كان يظن أن السعادة في
تتبع الفتيات وفي كل يوم له فريسة يكثر السفر للخارج ولم يكن موظفاً فكان يسرق ويستلف وينفق في لهوه وطربه كان حالي شبيهاً بحاله لكني - والله يشهد - أقل منه فجوراً هاتفني يوماً وطلب إيصاله للمطار ركب سيارتي وكان مبتهجاً يلوّح بتذاكره تعجبت من لباسه وقصة شعره فسألته : إلى أين قال : . قلت : أعوذ بالله !! قال : لو جربتها ما صبرت عنها قلت : تسافر وحدك ! قال : نعم لأفعل ما أشاء قلت : والمصاريف ؟ قال : دبّرتها سكتنا كان بالمسجل شريط " عن التوبة " فشغلته فصاح بي لإطفائه فقلت : انتهت ( سواليفنا ) خلنا نسمع ثم سافر وافعل ما شئت فسكت تحدّث الشيخ عن التوبة وقصص التائبين فهدأ صاحبي وبدأ يردد : أستغفر الله ثم زادت الموعظة فبكى ومزّق تذاكره وقال : أرجعني للبيت وصلنا بيته بتأثر شديد نزل قائلاً : السلام عليكم بعدما كان يقول : بآآآآي ثم سافر لمكة وعاد بعدها وهو من الصالحين لم أره إلا مصلياً أو ذاكراً وينصحني دائماً بالتوبة والاستقامة مرض أخوه بمدينة أخرى فسافر إليه وبعد أيام كانت المفاجأة ! اتصل بي أخوه وقال : أحسن الله عزاءك في فلان صلّى المغرب البارحة ثم اتكأ على سارية في المسجد يذكر الله فلما جئنا لصلاة العشاء وجدناه ميتاً
أما زوجها فقد جاوز الأربعين
مدمن خمر يسكر فيضربها هي وبناتها ويطردهم جيرانهم يشفقون عليهم ويتوسلون إليه ليفتح لهم يسهر ليله سكراً وتسهر هي بكاءً ودعاء كان سيء الطباع سكن بجانبهم شاب صالح فجاء لزيارة هذا السكير فخرج إليه يترنّح فإذا شاب ملتحٍ وجهه يشع نوراً فصاح به : ماذا تريد ؟ قال : جئتك زائراً ! فصرخ : لعنة الله عليك يا كلب هذا وقت زيارة ! وبصق في وجهه مسح صاحبنا البصاق وقال : عفواً آتيك في وقت آخر مضى الشاب وهو يدعو ويجتهد ثم جاءه زائراً فكانت النتيجة كسابقتها حتى جاء مرة فخرج الرجل مخموراً وقال : ألم أطردك لماذا تصر على المجيء ؟ فقال : أحبك وأريد الجلوس معك فخجل وقال : أنا سكران قال : لا بأس اجلس معك وأنت سكران دخل الشاب وتكلم عن عظمة الله والجنة والنار بشّره بأن الله يحب التوابين كان الرجل يدافع عبراته ثم ودعه الشاب ومضى ثم جاء فوجده سكراناً فحدثه أيضاً بالجنة والشوق إليها وأهدى إليه زجاجة عطر فاخر ومضى حاول أن يراه في المسجد فلم يأت فعاد إليه فوجده في سكر شديد فحدثه فأخذ الرجل يبكي ويقول : لن يغفر الله لي أبداً أنا حيوان سكّير لن يقبلني الله أطرد بناتي وأهين زوجتي وأفضح نفسي وجعل ينتحب فانتهز الشاب الفرصة وقال : أنا ذاهب للعمرة مع مشايخ ، فرافقنا فقال : وأنا مدمن !! قال : لا عليك هم يحبونك مثلي ثم أحضر الشاب ملابس إحرام من سيارته وقال : اغتسل والبس إحرامك فأخذها ودخل يغتسل والشاب يستعجله حتى لا يعود في كلامه خرج يحمل حقيبته ولم ينس أن يدسّ فيها خمراً انطلقت السيارة بالسكير والشاب واثنين من الصالحين تحدثوا عن التوبة والرجل لا يحفظ الفاتحة فعلموه اقتربوا من مكة ليلاً فإذا الرجل تفوح منه رائحة الخمر فتوقفوا ليناموا فقال السكير : أنا أقود السيارة وأنتم ناموا !! فردّوه بلطف ونزلوا وأعدوا فراشه وهو ينظر إليهم حتى نام فاستيقظ فجأة فإذا هم يصلون أخذ يتساءل : يقومون ويبكون وأنا نائم سكران أُذّن للفجر فأيقظوه وصلّوا ثم أحضروا الإفطار وكانوا يخدمونه كأنه أميرهم ثم انطلقوا بدأ قلبه يرقّ واشتاق للبيت الحرام دخلوا الحرم فبدأ ينتفض سارع الخطى أقبل إلى الكعبة ووقف يبكي : يا رب ارحمني إن طردتني فلمن التجأ ! لا تردني خائباً خافوا عليه الأرض تهتز من بكائه مضت خمس أيام بصلاة ودعاء وفي طريق عودتهم فتح حقيبته وسكب الخمر وهو يبكي وصل بيته بكت زوجته وبناته رجل في الأربعين وُلِد من جديد استقام على الصلاة لحيته خالطها البياض ثم أصبح مؤذناً ومع القراءة بين الآذان والإقامة حفظ القرآن
قال د. عبدالله : دُعيت لمؤتمر طبي بأمريكا
فخطر لي أن أحضره بملابسي العادية ثوب وغترة وصلت إلى هناك دخلت الصالة فرأيت طبيباً عربياً فجلست بجانبه فقال : بدّل هذه الملابس ( لا تفشلنا أما الأجانب ) فسكتُّ بدأ المؤتمر مضت ساعتان دخلت صلاة الظهر فاستأذنت وقمت وصليت كان مظهري ملفتاً للنظر ثم دخلت صلاة العصر فقمت أصلي فشعرت بشخص يصلي بجانبي ويبكي فلما انتهيت فإذا صاحبي الذي انتقد لباسي يمسح دموعه ويقول : هذه أول صلاة منذ أربعين سنة !! فدهشت ! فقال : جئت أمريكا منذ أربعين سنة وأحمل الجنسية الأمريكية ولكني لم أركع لله ركعة ولما رأيتك تصلي الظهر تذكرت الإسلام الذي نسيته وقلت : إذا قام هذا الشاب ليصلي ثانية فسأصلي معه فجزاك الله خيراً ومضت ثلاثة أيام والمؤتمر بحوث لأطباء تمنيت أن أحدهم عن الإسلام لكنهم مشغولون وفي الحفل الختامي سألوني لِمَ لَمْ تلبس لباس الأطباء ؟ فشكرت اهتمامهم وقلت : هذه ملابسنا ولست في مستشفى ، ثم أردت أن انتهز الفرصة لدعوتهم فأشار المدير أن وقتي انتهى فخطر لي أن أضع علامة استفهام وأجلس فقلت : مؤتمر يكلف الملايين لبحث ما بداخل الجسم فهذا الجسم لماذا خُلق أصلاً ؟!! ثم ابتسمت ونزلت فلاحظ المدير دهشتهم فأشار أن استمر فتحدثت عن الإسلام وحقيقة الحياة والغاية من الخلق ونهاية الدنيا فلما انتهيت قامت أربع طبيبات وأعلنّ رغبتهن في الدخول في الإسلام
قال لي : سافرت إلى هناك للعلاج
وكانت سارة ممرضة المختبر في المستشفى كلهم يعرفونها يرَون تبرجها ويشمون عطرها رأتني فتناولت ملفي وتبسّمت خفضت رأسي ، قالت : أهلين فلان سلامات ؟ سكتّ أنهيت التحليل وخرجت متأسفاً لتبرجها وجرأتها أدركت أنها خطوة من خطوات الشيطان قال لي الشيطان : أعطها رقمك فإذا اتصلت بك انصحها !! ما أروع أفكارك يا إبليس ! أنصحها دقائق ثم أهوي معها في حفرة الشيطان قرّرت أن أهديها كتاباً مؤثراً فكتبت بمقدمته : " أختي !! حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من نساء كاسيات عاريات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها نساء يلبسن لباس إغراء ويضعن غطاء فاتناً والمرأة المتعطرة التي تعرض ريحها شبيهة بالزانية التي تعرض جسدها فهل تخسرين الجنة بسبب زينة يستمتع بها غيرك ؟! الأمر خطير لا يمرّ بهذه السهولة " ذهبت للمستشفى دخلت المختبر لم أجدها لحظات وأقبلت إليّ : أهلين كيف حالك قلت : الحمد لله تفضلي وناولتها الكتاب هزت رأسها شاكرة فاستأذنت ومضيت سمعت بعض من رآني يردّد : جزاك الله خيراً بعدها جئت لإكمال التحاليل فاستلقيت على سرير المختبر جاءني ممرّض ! تعجبت أين سارة !! وبجانبنا ستار ويفصلنا عن قسم النساء أول ما ذكرت اسمي سمعتها تقول من وراء الستار : جزاك الله خيراً ، ثم مرّت بنا فإذا الحجاب يغطي زينتها لا تبرّج ولا عطور ، وعمل مع النساء فقط
وأخيراً هل طرقت الباب !!
نحن في زمن كثرت فيه فتن الأبصار والأسماع والفاحشة والمال الحرام حتى كأننا في الزمان الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم : (( فإن وراءكم أيام الصبر ، الصبر فيهن كقبض على الجمر للعامل فيهن أجر خمسين منكم )) فيعظم أجر للمؤمن آخر الزمان لأنه غريب بين العصاة يأكلون الربا ولا يأكل ويسمعون الغناء ولا يسمع وينظرون إلى المحرّمات ولا ينظر ويشربون الخمر ولا يشرب وقد قال صلى الله عليه وسلم : (( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء )) وقال : (( لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم )) وقال صلى الله عليه وسلم : (( يقول الله : " وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمَنين إذا أمِنَني في الدنيا أخفته يوم القيامة وإذا خافني في الدنيا أمّنته يوم القيامة " )) فمن كان خائفاً في الدنيا معظّماً لجلال الله أمِنَ يوم القيامة وفرح بلقاء الله أما من عصى وهمّه شهوة بطنه وفرجه فهو في خوف وفزع في الآخرة فتوكل على الله وتوكلي قبل أن يغلق الباب ويحضر الحساب ولا تغتر بكثرة المتساقطين ولا ندرة الثابتين فإنك على الحق المبين
بارك الله فيكى لحن
امير الظلام
الف شكر لك
بارك الله لاختى سوسو ايضا على مجهوده هنا
شكر لك اخى المبتسم على الاضافه يعطيك العافية
الف الف شــــــكر ليكي يا لــــحن على القصص ونرجو الاخد منها العظة والعبرة
وانا ان شاء الله راح اجبلكم قصه ترقبوني.
جزاك الله الخير ان شاء الله اختى سوسو
وننتظر قصتك القادمه
تحياتى لكى
الحمد لله المعطي والمانع
قال الزوج هذه الكلمات من أعماق قلبه وهو يرفع
بصره إلى السماء ، متأملاً في نجومها المتلألئة
وهي تسبح في بحر كثيف من السواد الداكن
كان الفرح ينمو ويكبر في ذلك القلب المرهف كزهرة
تفتحت أكمامها مع بداية الربيع وكان الكون كل
من حوله يبدو - في عينيه - باسماً أنيساً ملؤه المحبة
والفرح والأمل وكان يشعر وكأن الدنيا بأسرها تزف
إليه التهاني مع كل نسمة للأثير في تلك الليلة الجميلة
كيف لا؟ وقد سمع ذلك الخبر الذي كان ينتظره منذ سنين
ينتظره وقلبه مفعم بالأمل والرجاء واليقين.
مبارك إن شاء الله زوجتك حامل
كان هذا هو الخبر وكانت تلك هي الكلمات .
أما المشاعر فكان لا يعلم وصفاً لحالها إلا الله.
وعاد الزوج إلى البيت وفتح كتاب الله الكريم
على الآيات التي كان كثيراً ما يقرؤها ودمعة وحيدة حرى
تترقرق في عينيه
وبدأ يقرأ.؛﴿ ((كّهيعص * ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا *
إذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِياً * قَالَ رَبِّ إنِّي وهَنَ العَظْمُ مِنِّي
واشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً ولَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِياً * وإنِّي خِفْتُ
المَوَالِيَ مِن ورَائِي وكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ولِياً *
يَرِثُنِي ويَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ واجْعَلْهُ رَبِّ رَضِياً)) ﴾
ولكن الدموع كانت في هذه المرة تنهمر من عينيه سيلاً مدراراً
يغسل وجنتيه الوضيئتين ويخضب لحيته الكثيفة وفى يوم الجمعة
عندما ذهب إلى المسجد أشرق وجهه بالبشر والحبور
وامتلأ صدره بالثقة والأمل وهو يسمع الخطيب يتحدث عن
الأولاد والبنين ، ويهدر بصوته قائلاً : وكيف لا تفرح أيها الأب
بفلذة كبدك وتعتني به . وهو امتداد لسجودك وركوعك وتسبيحك
وتهليلك وهو قطعة من جسدك تمشى أمامك على الأرض
وخرج من المسجد ولسان حاله يقول: سأعتني به إن شاء الله .
وسأعمل على أن يكون امتداداً حقيقياً مباركاً لركوعي وسجودي
وتسبيحي وتهليلي بإذن الله رب العالمين .
ومرت الأيام . وكان يتردد - أثناءها - بشكل دوري على المستشفى
مع زوجه لإجراء الفحوص الطبية المعتادة
إلى أن جاء يوم
هذا هراء غير معقول!!
كان الزوج يقول هذه الكلمات للطبيب - في ذلك اليوم -
والنيران تتأجج في قلبه ويزيد أوارها أنين زوجه
المسكينة التي أذهلها هول الموقف فلم تجد تعبيراً عما
في فؤادها المشتعل أصدق من الدموع
- هذا ليس هراء يا سيدي وهذه هي الصورة أمامك.
إن هذا الشيء الذي يسكن رحم زوجك الفاضلة ليس
جنيناً أنا لم أر في حياتي مثل هذا إنه إنه يا سيدي
شيء أو مخلوق لا يعلم طبيعته إلا الله !!إ. ونظر الزوج
إلى الصورة مرة أخرى
ثم أشاح بوجهه
فقد كانت الصورة التي أجريت لرحم زوجته غريبة
حقاً ففي وسط الصورة
وحيث كان يفترض أن تظهر ملامح الجنين المعروفة
لم يكن يبدو سوى كتلة ملتفة من اللحم دون أية أطراف أو معالم
كانت الصورة - كما قدر الجميع- لمخلوق لم ير إنسان له مثيلاً على الإطلاق
غير أن أحداً لم يستطع أن ينطق بكلمة واحدة في ذلك الموقف الرهيب
وانقضت دقائق ثقيلة من الصمت كأنها دهر
تماسك بعدها الزوج المجروح وقال موجها حديثه للطبيب:
- والعمل؟. أقصد ماذا تقترح أن نفعل الآن أيها الطبيب ؟.
- في الحقيقة أعتقد أن الأمر الوحيد الذي يمكن عمله الآن هو هو الإجهاض.
- ماذا؟ الإجهاض
- أعتقد أنه لا مفر من ذلك يا سيدي على الإطلاق
ربما يكون ذلك مؤلماً بعض الشيء
إلا أنني أظن أن الألم سيكون مضاعفا وطويلاً
بعد ذلك إذا لم نتدارك الأمر الآن
وأعتقد أنكم تفهمون تماماً ما أعنيه
قالها الطبيب وهو ينظر إلى نظرات الزوجين التي تلاقت
في حوار صامت قصير ولسان حالهما يقول:
إننا نفهم تماماً ما تعنيه يا سيدي الطبيب
ومرة أخرى
ساد الصمت الثقيل أرجاء الغرفة
لكنه كان في هذه المرة صمتاً له دوي هائل
لم يقطعه غير كلمات الزوج الهادئة الرتيبة:
- حسناً حسناً
سنفكر ملياً في هذا الأمر
وأعتقد أن لدينا متسعاً من الوقت على كل حال شكراً السلام عليكم.
وخرج الزوج
وزوجه التي لم تنطق بحرف واحد طوال الوقت تتكئ على ذراعه
ونظر الطبيب قليلاً إلى الممرضتين اللتين شهدتا المشهد كله
ثم أطرق برأسه
وألقى بيديه في جيوب معطفه وغادر الغرفة هو الأخر
فقد كان الموقف لا يحتمل أي كلام
لم يصل الزوجان إلى البيت إلا وكان الزوج قد فكر ملياً وحسم الأمر
وكان هذا علامة على عودة مؤشر قلب هذا الرجل الكبير للاستقرار
على موجة الإيمان واليقين التي عهدها في نفسه
وعهدها الناس فيه بعد تلك الهزة العنيفة
ومع أول خطوة داخل المنزل قال:
-لقد انتهى الأمر
والأمر لله من قبل ومن بعد على كل حال
ثم أردف موضحاً حين رأى عيون زوجه الدامعة مليئة بالتساؤل والاستفهام:
- لقد نفخت الروح - والله أعلم - في هذا الجنين
فأنت الآن في شهرك السادس
والإجهاض معناه الآن قتل هذا المخلوق المسكين
وهذا مالا نفعله على الإطلاق إن شاء الله
كانت الكلمات تنساب من فمه بهدوء وطمأنينة غريبة
ورغم أن تباشير دمعة حارة كانت تترقرق في عينيه إلا أنه مضى يقول :
- إن الله هو الذي ينفخ من روحه في هذا المخلوق
وهو هو وحده الذي يحق له أن يأخذ ما أعطاه
أما نحن فليس لنا من الأمر شىء غير الدعاء والرجاء.
واستسلمت الزوجة الحزينة أول الأمر
ودونما إدراك منها لطبيعة ذلك الاستسلام
هل كان قناعة منها بكلمات زوجها؟ أم كان رضى بالأمر الواقع؟
أم أن الذهول الذي أصابها منذ اللحظة الأولى كان يلفها
فى حناياها فلا تجد في نفسها قدرة على التفكير واتخاذ القرار؟
والحقيقة أن هذا كان التفسير الحقيقي لموقفها بادىء الأمر
إلا أن مشاعر اليقين والصبر والرجاء والتي كان زوجها
يبثها - دائما - في كل مناسبة
سرعان ما بدأت تتغلغل في أعماق فؤادها الكليم لتملأه شيئاً
فشيئاً أمناً وطمأنينة وسكينة
لم تستطع أن تفسره إلا أنه كان رحمة وعوناً من الله.
وبهذه المشاعر المفعمة بالتعلق بالله الواحد الأحد
واجهت - أكثر من مرة - موقف بعض الممرضات اللواتي
عرضن عليها - خفية ودون علم زوجها - ومن منطلق الإشفاق والرثاء!
مساعدتها في التخلص من حملها العجيب .
مرة بالأدوية والعقاقير
وأخرى بالتعب والإرهاق
وثالثة بطرق أخرى
غير أنها كانت تتذكر في كل مرة كلمات زوجها عن الواهب
الواهب الذي له وحده الحق في أخذ ما وهب
فتقف بكل إصرار في وجه تلك المحاولات التي ظلت تتكرر
حتى الأيام الأخيرة التي سبقت موعد ولادتها
هذه الولادة التي كانت تترقبها جموع العاملين في المستشفى
بعد أن طارت بقصتها الركبان
داخل المستشفى وخارجه
إلى أن جاء ذلك اليوم المشهود
- أنا لا أصدق ما أرى!!
الله أكبر الله أكبر ما أجمل هذه المولودة
بهذه الكلمات الممزوجة بدموع الفرح
كانت تصيح الطبيبة التي أشرفت على ولادة الأم المؤمنة الصبور
وسرى الخبر سريان الكهرباء في أسلاكه بين جموع المرتقبين
وكأن مساً أو عدوى أصابت الجميع ،
فإذا دموع الفرح تنهمر من عيون خليط غريب غير متجانس من البشر
ليغرق الجميع في موجة صاخبة من التهاني والفرح وهم يروون ما حدث:
- لقد كانت مولودة جميلة
فيها شيء واحد غريب
فقد كان شعرها طويلا مسدلاً
ولما كانت متكورة على نفسها في رحم أمها
فقد كان الشعر يغطي جسمها الصغير
الأمر الذي أظهرها في الصورة على ذلك الشكل الغريب
- وفى تلك الأثناء كان الزوج ساجداً في غرفة الانتظار
كان قد سمع بالخبر وعلم بتفاصيله
بل كان قد رأى الطفلة وانطلق بالآذان في أذنها الصغيرة
وحنكها بشيء من التمر اتباعاً لسنة نبيه العظيم
لكنه كان في تلك اللحظات يهيم بقلبه وروحه بعيداً
بعيداً عن كل هؤلاء الناس
حتى أنه ما عاد يسمع شيئاً من كل ذلك الضجيج
كان إحساسه كله يتركز في أن الأمر كله كان امتحاناً لصبره وإيمانه
امتحاناً ليقينه
وكان - وهو ساجد سجدة الشكر - يحس أنه بعون الله نجح في ذلك الامتحان وبدرجة الامتياز
« مالحكمه من قولنا الحمد لله بعد العطاس!!!! | فائدة قرآنية لطيفة جدا » |
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع |