الموضوع: الإسلام وديانة الأوثان

الإسلام

أتمنى ان لا أطيل عليكم ولكن لأهمية الموضوع .

وكل عام وانتم بخير مقدماً

((الإسلام وديانة الأوثان))
--------------------------

أن التاريخ البشري منذ خلق الله أدم عليه السلام وهو تاريخ وثنى بمعنى الكلمة . أن فترة إرسال الرسل هي فترة شاذة من القاعدة ، ولكن نكشف عن مضمون هذه العبارة نستدل على ذلك بآيات من كتاب الله الكريم ، ولكن يفهم القارئ المضمون عليه :-
أولا :- أن يتحرر من الفهم السابق لأي مسألة من مسائل التراث الإسلامي . وهذا التحرر لا يتأتى إلا باعتقاد خطأ المسألة قيد البحث ليصل إلى فهم موضوعي للمسألة . وهذا ما دشنه فلاسفة الشك في أوروبا في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر ، وهو ما عرف بعصر التنوير ، بداية برينيه ديكارت ونهاية بماركس وينشه وفرويد . وهذا الشك امتداد طبيعي للإصلاح الدين الذي عرفته أوروبا في القرن السابع عشر على يد المصلح الديني البروتستانتى لوثر.
والجدير بذكره هنا أن مشتقات كلمة عقل في القرآن ذكرت تسعة وأربعين مرة وهو نفس عدد كلمة النور مما يعنى أن العقل مرادف للنور .
الهدف من هذه المقدمة هو أننا نحن مسلمي القرن الحادي والعشرين في حاجة ليس إلى إصلاح ديني كما عرفته أوروبا وإنما نحن في حاجة إلى ثورة دينية تعيد صياغة المفاهيم الإسلامية صياغة علمية ، حتى يتسنى لنا اللحاق بركب التقدم الغربي الذي سبقنا بمئات السنين ، المقام لا يتسع للدخول في جدل مفاهيمي بخصوص قضايا الإسلام والتقدم والحرية والوجود ، ولكن لكي يحيط القارئ علماً بأن المسلمين تجمد العقل عندهم منذ ما يقرب من ألف عام ، فالحضارة الإسلامية بدأت بوادر اضمحلالها منذ القرن الرابع هجري ونحن اليوم في القرن الخامس عشر هجري والعجيب اليوم أن نسمع نحن المسلمين بأن هناك علماء دين مسلمين اعتقد أن كلمة عالم مسلم التي اختلط بمفهوم الواعظ ، فأصبح الواعظ عالم والعالم واعظ ، تحتاج إلى وقفة دقيقة ومراجعة متأنية ومستمرة لقضية المفاهيم فنحن في حاجة إلى ثورة تعيدنا على المفاهيم الحقيقية لديننا الحنيف وعودة على بدء ، فقضية التحرر والحرية فضية جوهرية في حياة الإنسان ، فالحرية عماد كل تقدم وجوهر كل قوة ، وإن التاريخ البشري شاهد على هذه الحرية .
فكل الرسل جاءوا من أجل تحرير الإنسان من عبادة الأوثان إلى عبادة الديان ، وكل دعوة تدعوا إلى الحرية للتخلص من براثن التخلف والجهل والضعف والقهر هي امتداد لدعوة الرسل عليهم السلام ، وقضية الإسلام وعبادة الأوثان ، التي هي عبادة دين الآباء أو الأجداد هي قضية طرحها القرآن الكريم قبل نزول سيدنا آدم إلى الأرض وقبل دخوله الجنة ، فالآيتين الكريمتين (172 ، 173) سورة الأعراف ، تؤكد ما لا يدع مجالاً للشك أن قضية التوحيد والشرك قضيتين متلازمتين طرحت تباعاً في الآية 172 ثم الآية 173 ، حيث جاء في الآية 172 ما يلي:
((وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين)).
جاء في تفسير ابن جرير الطبري أن الله سبحانه وتعالى عندما خلق أدم خلق معه كل ذريته إلى آخر فرد فيها وأشهدهم على نفسه فأقروا بالشهادة أي بوحدانية الله ، وهذا ما أكد عليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حديثه يولد الإنسان على الفطرة (فطرة الإسلام) ولكن أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما نجد أن في الآية الكريمة تحذير بأن يأتوا يوم القيامة وهم مشركين بحجة الغفلة ، هذه الآية طرحت قضية التوحيد والآية التي تليها طرحت قضية الشرك ومضمون الشرك فيها هو عبادة الأبناء لدين الآباء ، ولا ننسى أن الآية اماوي تحدثت عن حضور نفوس ذرية آدم والتي تتكون من الآباء والأبناء في حضرة الخالق عز وجل ، هذه العبادة عبادة الأبناء لدين الآباء مستمرة إلى أن تقوم الساعة بما فيهم المسلمين أنفسهم فليس في الآية أي استثناء ، وهذا ما أكد عليه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عندما يقول لا تتبعن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل ولو دخلوا جحر ضب لدخلتموه .
ما هي هذه السنن التي تحدث عنها الرسول الكريم والمتمثلة في سنة الأولين جاءت في الآية الثانية من سورة الأعراف الآية رقم 173 والتي تقول (أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون) فالآية تتحدث عن تساؤل الأبناء هل يؤخذوا بجريرة الآباء ، الحقيقة أن قضية التوحيد ونقيضه الشرك هو القضية المركزية في القرآن الكريم ، حيث ذكر دين الآباء في القرآن ثلاثة عشر مرة ، وهذا الدين هو دين الأوثان والأصنام وجاءت هذه الآيات كلها مكية باستثناء آية واحدة جاءت في سورة المائدة المدنية الآية رقم 106 لأن مكة كانت معقل الأصنام حيث ورد في الأثر أن الكعبة كان بها يوم فتح مكة ثلاثمائة وخمسة وستون خمساً ، وللتدليل على أن التاريخ البشري إلى أن تقوم الساعة هو تاريخ انحراف عن الوحدانية وأن الاستثناء هو عبادة الله الواحد الاحد ، الآية رقم 22 من سورة الزخرف والتي تقول ((وكذلك ما أرسلنا من قبلك من قرية من نذير إلاّ قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وأنا على آثارهم مقتدون)) .
وبالتالي فغن رسولنا الكريم لن يكون علينا استثناء في رسالته بمعنى أنه جاء لتصحيح الانحراف ، انحراف الناس عن وحدانية الله ولكن هذا الانحراف ما يلبث أن يعود إلى طبيعته ، فهناك العديد من الآيات الكريمة التي لا يتسع المجال لذكرها الآن لتؤكد هذه الحقيقة ومنها الآية التي تقول وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين إلى أخر الآيات الكريمة .
الخلاصة التي أريد أن أصل إليها في هذه الورقة أن المسلمين اليوم يدينون بدين الآباء والأجداد وأنهم يعبدون الأوثان والأصنام والجديد في هذه الأصنام والأوثان أنها أوثان غير مرئية كسابق عهدها ، فهي أصنام شيعية وسنية وخارجية وما يتفرع عنها من أصنام وأوثان ، حيث كشف العدوان الأمريكي على العراق عام 2003 واستخدامهم للورقة الطائفية في هذا البلد المسلم على هول مأساة المسلمين عبدة الأوثان حيث وصلت ذروة الاقتتال الطائفي فيه إلى استخدام المثقاب الكهربائي في ثقب رؤوس المسمين السنة من قبل المسلمين الشيعة وربنا في كتابه الكريم يذرنا من الفتنة في الدين والتشيع والتمزق والمتحزب فهي طوائف ومذاهب سياسية ذات مضمون ديني حيث تذكر المصادر الإسلامية أن أول خلاف وقع بين المسلمين هو خلاف سياسي حدث بعد وفاة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هذا ما ذكره أبو الحسن الأشعري متوفى 330 هجري مؤسس مذهب أهل السنة والجماعة في كتابه الشهير مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين بمقدمة يبرز فيها أن (أو ما حدث من الاختلاف بين المسلمين بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم اختلافهم في الإمامة) إذاً أساس هذه المذاهب والطوائف هو أساس سياسي وليس ديني وهذا ما سيتأكد إذ ما تحدثنا عن مقتل سينا عثمان رضي الله عنه ودور ابن سبأ في هذه الفتنة الشهرية وانقسام المسلمين منها إلى اليوم إلى سنة وشيعة وخوارج ، والمجال لا يسمح بالحديث عن ذلك ربما في فرصة أخرى .
وأختم قولي بقول الله في كتابه الكريم سورة الروم ((فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين ، من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون)).

وآخر دعوانا قول الله أيضاً في كتابه الكريم ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين .

اتمنى الموضوع ينال إعجابكم وأن لا أكون قد اطلت عليكم !

والسلام عليكم

---

hgYsghl ,]dhkm hgH,ehk