جزاكـ الله كل خير
|
{وعباد الرجمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالو سلاماً}
يعطينا الحق-تبارك و تعالى- صورة للعبودية الحقة , ونموذجاً للذين اتبعوا المنهج , كأنه – سبحانه و تعالى – يقول لنا : دعكم من الذين أعرضوا عن منهج الله و كذبوا رسوله ,
وانظروا إلى أوصاف عبادى الذين آمنوا بى , ونفذوا أحكامى , وصدقوا رسولى.
نقول : عباد و عبيد. و التحقيق أن (عبيد) جمع لعبد.
.وأن (عباد) جمع لعابد
مثل : رجال جمع راجل : { واذن فى الناس باحج يأتوك رجالاً}
إذن : عبيد غير عباد .
وسبق أن تحدثنا عن الفرق بين العبيد و العباد ,
فكلنا عبيد لله تعالى : المؤمن و الكافر , والطائع و العاصى ,
فما دام يطرأ عليه فى حياته ما لا يستطيع أن يدفعه مع أنه يكرهه فهو مقهور
,
فالعبد الكافر الذى تمرد على الإيمان بالله , وتمرد على تصديق الرسول , وتمرد على أحكام الله فلم يعمل بها . فهل بعد أن ألف التمرد يستطيع أن يتمرد على المرض إن أصابه ؟
أو يستطيع التمرد على الموت إن حل بساحته ؟
إذن : فأنت عبد رغماً عنك ,
وكلنا عبيد فيما نحن مقهورون عليه , ثم لنا بعد ذلك مساحة من الأختيار .
أما المؤمن فقد خرج عن اختياره الذى منحه الله فى أن يؤمن أو يكفر , و تنازل عنه لمراد ربه , فاستحق أن يكون من عباد الله {وعباد الرحمن (63)} <الفرقان>
فنحن وإن كنا عبيداً فنحن سادة لأننا عبيد الرحمن لذلك كانت حيثية تكريم الله لرسوله (صلى الله و عليه وسلم) فى الإسراء هى عبوديته لله تعالى , حيث قال : {سبحان الذى أسرى بعبده(1)}<الإسراء>
فالعبودية هى علة الارتقاء.
فلما أخلص رسول الله العبودية لله نال هذا القرب الذى لم يسبقه إليه بشر .
لذلك وصف الملائكة بأنهم {عباد مكرمون}
وباستقراء الآيات لم نجد سوى آية واحدة تخالف فى ظاهر الأمر هذا المعنى الذى قلناه فى معنى العباد , وهى قوله تعالى فى الكلام عن الآخرة : { أأنتم أضللتم عبادى هؤلاء} فقال للضالين (عبادى) وهى لا تقال إلا للطائعين , لماذا ؟
قالوا : لأن فى القيامة لا اختتيار لأحد ,
فالجميع فى القيامة عباد , حيث انتفى الاختيار الذى يميزهم .
و العلماء يقولون : إن العباد تؤخذ منها العبادية , وأن العبيد تؤخذ منها العبودية :
العباديةفى العباد أن يطيع العابد أمر الله , وينتهى عن نواهيه طمعاً فى ثوابه فى الآخرة , وخوفاً من عقابه فيها ,
إذن : جاءت العبادية لأخذ ثواب الآخرة وتجنب عقابها .
أما العبودية فلا تنظر إلى الآخرة , إنما إلى أن الله تعالى تقدم بإحسانه على عبيده إيجاداً من عدم , وإمداداً من عدم , وتربية وتسخيراً للكون ,
فالله يستحق بما قدم من إحسان أن يطاع بصرف النظر عن الجزاء فى الآخرة ثواباً أو عقاباً .
أما العبودية فهى : ألأ ينظر العبد إلى ما قدم من إحسان , ولا ما آخر من ثواب وعقاب , وإنما ينظر إلى أن جلال الله يستحق أن يطاع , وإن لم يسبق له الإحسان , وإن لم يأت بعد ذلك ثواب وعقاب .
وإن كانت العبودية مكروهة فى البشر كما قال أحد الساسة : متى استعبدتم الناس , وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟
ذلك لأن العبودية للبشر يأخذ السيد خير عبده ,
أما العبودية لله تالى فعز وشرف , حيث يأخذ العبد خير سيده , فهى عبودية سيادة , لا عبودية قهر .
فحين تؤمن بالله يعطيك الله الزمام :
يقول لك : إن أرت أن أذكرك فاذكرنى ,
وفى الحديث القدسى : (( من ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى , ومن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم )) وإن كان – سبحانه وتعالى – يستدعيك إلى خمس صلوات فى اليوم و الليلة , فما ذلك إلا لتأنس بربك , لكن أنت حر تأتيه فى أى وقت تشاء من غير موعد , وأنت تستطيع أن تحدد بدء المقابلة ونهايتها وموضوعها إلخ , فزمام الأمر فى يدك .
وقد تعلم سيدنا رسول الله خلق الله , فكان إذا وضع يده فى يد أح الصحابة ييسلم عليه لا ينزع يده منه حتى يكون هو الذى ينزع يده من يد رسول الله , وهذا أدب من أدب الحق – تبارك وتعالى –
إذن : فالعبودية لله تعالى عبودية للرحمن , لا عبودية لجبار .
وأول ما نلحظ فى هذه الآية أنه تعالى أضاف العباد إلى الرحمن , حتى لا يظن أن العبودية لله ذلة , وأن القرآن كلام رب وضع بميزان ,
ثم يذكر – سبحانه وتعالى – صفات هؤلاء العباد ,
صفاتهم فى ذواتهم ,
وصفاتهم مع مجتمعهم ,
وصفاتهم مع ربهم ,
وصفاتهم فى الاررتقاء بالمجتمع إلى الطهر و النقاء .
منقولlk il ?
جزاكـ الله كل خير
جزاكـ الله كل خير
:
:
باارك الله فيك
جزاك الله خير
الله يجزاكِ الجنه
جزاك الله خير في خاطري
« تعالوا نتعلم كيف نحب | اقوال طيبه في ذم الغيبه((((((((( » |