حشري, شجرة
[frame="6 80"]
بدأ فنان العرب محمد عبده رحلته الفنية منذ وقت مبكر جدا مع بداية الستينات الميلادية , وربما يكون عام 1961م هو العام الذي شهد بداية محمد عبده مع عالم الغناء كان وقتها في سن مبكرة جدا , حيث لم يبلغ من العمر اربعة عشر عاما وهو طالب في المعهد الصناعي بجدة , وبعد ان تخرج منه عام 1963م جاء اسم محمد عبده ضمن أفراد بعثة سعودية متجهة الى ايطاليا لدراسة السفن , حينها دخل إلى الغناء من أوسع الأبواب بعد طرقه باب الاذاعة السعودية بجدة آنذاك , لذلك تحولت الرحلة من روما إلى بيروت , أي من بناء السفن إلى الفن الغنائي , وذلك بواسطة مدير الاذاعة السعودية في جدة آنذاك ( عباس فائق غزاوي ) حيث أنه كان من ضمن مكتشفي صوت محمد عبده عندما غنى في الاذاعة في برنامج ( بابا عباس ) عام 1960م , وبارك هذا الاكتشاف الشاعر السعودي المعروف ( طاهر زمخشري ) , حيث سافر محمد عبده من جده إلى بيروت برفقة الغزاوي وزمخشري , وهناك تم التعرف على الملحن السوري ( محمد محسن ) الذي أخذ من الزمخشري كلمات ( خاصمت عيني من سنين ) ليغني محمد عبده أغنية خاصة به بعد أن غنى الكثير من أغاني من سبقوه ومنها أغنية ( قالوها في الحارة الدنيا غدارة ) , وعند العودة دخل محمد عبده إلى الغناء بقوه وتعرف على العديد من الشعراء امثال الاستاذ الكبير ابراهيم خفاجي الذي كان له تأثيرا واضحا على حياة محمد عبده الفنية , وهناك من الملحنين الموسيقار طارق عبدالحكيم الذي أبدى اعجابه بصوت محمد عبده , وقدم له لحنا رائعا من كلمات الشاعر المعروف ( ناصر بن جريد ) بعنوان ( سكة التايهين ) التي قدمها محمد عبده عام 1966م , ونزلت الى اسواق الاسطوانات. ووجد محمد عبده نفسه في حاجة الى القيام بالتلحين لنفسه , رغم الحان طارق عبدالحكيم وعمر كدرس التى صقلت موهبته لكنه خاض التجربة وكانت اغنية ( خلاص ضاعت أمانينا مدام الحلو ناسينا ) قدمها محمد عبده على العود والايقاع دون أي توزيع موسيقي , وكان نجاح هذا اللحن تشجيعا لمحمد عبده على خوض التلحين الذاتي أكثر وأكثر , قام بتلحين كلمات صديق العمر ( ابراهيم خفاجي ) وهي اغنية ( الرمش الطويل ) عام 1967م , يومها وزعت هذه الاسطوانة بعدد ثلاثين ألف نسخة , معنى ذلك نجاح محمد عبده وانتشاره فنيا في جميع ارجاء السعودية كلها بمختلف مناطقها , وفي دول الخليج المجاورة , ووصل صدى هذه الأغنية الى لبنان , حتى أن مسارح بيروت والمناطق السياحية بها أصبحت تقدم هذه الأغنية بمختلف الاصوات في صيف عام 1968 و1969م , لذلك جاء نجاح محمد عبده الأول له بألحانه , بعد الرمش الطويل جاءت رائعة ( طارق عبدالحكيم ) وهي ( لنا الله ) من كلمات الشاعر الكبير ( ابراهيم خفاجي ) عام 1967م بعد نجاح الرمش الطويل. وكان مسرح التلفزيون في جدة والرياض هو المكان اللائق لتقديم الجديد بعد مسرح الاذاعة قبل بدء الارسال التلفزيوني عام 1965م , حيث تم تعاون محمد عبده مع الأمير ( عبدالله الفيصل ) في رائعتهم التي بعنوان ( هلا يبو شعر ثاير ) من الحان محمد عبده , وما كادت تبدأ فترة السبعينات الا ومحمد عبده ينهي بكل نجاح المرحلة الأولى في تاريخ الأغنية السعودية الحديثة المرتبطة بمحمد عبده , كما ارتبطت بعدد آخر من الأسماء مثل ( طارق عبدالحكيم ) و ( عبدالله محمد ) و ( فوزي محسون ) و ( طلال مداح ) لقيامهم بتطوير الفن السعودي , ومحمد عبده تخرج من هذه المدرسة استاذا ليصبح مثلهم أحد رواد الأغنية السعودية , حيث شهدت فترة السبعينات العديد من النجاحات في مسارح عدد من البلاد مثل ( الكويت , قطر , لبنان , الامارات , مصر ) حيث الانطلاقة الاكبر ليصبح محمد عبده سفيرا للأغنية السعودية , وتطور الحال إلى أن أصبح سفيرا للأغنية الخليجية ثم للجزيرة العربية كلها , بعد تطرقه ألوانا غنائية من مختلف مناطق المملكة والخليج العربي والجزيرة العربية ككل , حتى أصبح يلقب محمد عبده باسم ( مطرب الجزيرة العربية ) أو ( فنان الجزيرة العربية ) , هذا اللقب لم يأت من فراغ مطلقا كون محمد عبده تعرف أولا على الأمير الشاعر ( خالد الفيصل ) وقدم له قصائد نبطية قوية مثل ( يا صاح , أيوه , سافر وترجع , وغيرها ) , دخل محمد عبده معها ألوانا أخرى مثل السامري في ايقاعات رائعة جدا , هذه الألوان الصعبة من كلمات ايضا انتشرت في كل مكان خارج نطاق الجزيرة العربية بعد أن انتشرت داخلها. بعد ذلك جاءت رائعة ( ابعاد ) , وتعاون مع الشاعر الكويتي الكبير ( فائق عبدالجليل – فك الله أسره ) والحان كويتية ايضا من الملحن الكبير ( يوسف المهنا ) , لتخرج محمد عبده من نطاق العالم العربي , فقام مطرب ايراني بترجمة معاني هذه الأغنية بنفس اللحن وقدمها بصوته, وقام آخر هندي بترجمتها ايضا , بالاضافة الى فرفة عربية قامت بغناء هذه الأغنية مثل ( عائلة البندري ) , ناهيك عن الفرق الغربية في اليونان وتركيا وعدد من دول اوروبا الذين قاموا بغناء اغنية ( ابعاد ). نعم , ابعاد اغنية عالمية , وفوق ذلك كافة الجاليات غير العربية المقيمة في الخليج قد تعرفت على محمد عبده بهذه الأغنية وأخذت بعد ذلك كافة الاشرطة الخاصة به , ليتم نشرها في بلادها رغم عدم معرفتها للغة العربية , لكن أغاني محمد عبده انتشرت في كثير من البلاد في المشرق والمغرب. وهناك حادثة أخرى حدثت في اليمن عام 1976م , حين سافر محمد عبده إلى صنعاء للمشاركة مع جمهوره في اليمن في احتفالات اليوم الوطني , حيث قدم الفنان اليمني المعروف ( محمد مرشد ناجي ) لحنا للأغنية الرائعة ( ضناني الشوق ) , ومن كلمات الشاعر ( مهدي حمدون ) , حينها قام محمد عبده بتوزيع هذه الأغنية موسيقيا بمختلف الآلات الحديثة , عندها نصحه محمد مرشد ناجي بعدم المخاطرة , حيث أن الجمهور اليمني لا يتقبل الادوات الموسيقية الأخرى , فقط العود والايقاع في لحن مثل هذا , لكن محمد عبده أصر على دخول هذه التجربة وتكللت بالنجاح الكبير , حتى أن أحد المسؤولين في اليمن أوضح بأنه لم يكن يعتقد أن يأتي فنا من خارج اليمن , يُقنع الجمهور اليمني بهذه الآلات الحديثة , وخاصة أن الجمهور اليمني جمهور متذوق للفن العربي بدرجة أولى , ولكن محمد عبده غنى هذا اللحن الصعب فعلا. وفي مناسبة جديرة بالذكر أيضا , كانت هناك حفلة في صيف القاهرة , وكان من المفترض أن يغني محمد عبده قبل فقرة الفنانة الكبيرة ( وردة الجزائرية ) , وقد قام متعهد الحفل آنذاك ( جلال معوّض ) بتقديم النصائح للفنانة وردة بالغناء قبل محمد عبده , لكنها لم تستمع إلى تلك النصيحة , وقالت بأن لها جمهورها وعشاقها , وبعد انتهاء فقرة محمد عبده , همّ الناس بالخروج وغادرت الجماهير بكثافة , ودخلت الفنانة وردة على المسرح واستقبلها جمهور ضئيل , لذلك لم تغن وردة سوى أغنية واحدة , غادرت بعدها مكان الحفل , ثم سافرت إلى اوروبا , وقطعت علاقتها فورا بالمتعهد ( جلال معوّض ) , رغم أنه قام بتقديم النصح لها. لذلك استحق محمد عبده لقب مطرب وفنان الجزيرة العربية , وهكذا انتهت فترة السبعينات بكل هذه النجاحات المتواصلة , في وقت كان العمالقة في مصر يقدمون روائعهم مثل ( أم كلثوم وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ ). قبل انتهاء فترة السبعينات الميلادية , قام الفنان محمد عبده بخوض تجربة الأغنية الطويلة مع مهندس الكلمة الأمير ( بدر بن عبدالمحسن ) وذلك في أغنية ( فمان الله ) او ( الرسايل ) التي قدمها على مسارح القاهرة صيف عام 1974م , ثم قدمها على مسرح التلفزيون بالرياض في عيد فطر عام 1394هـ , وحققت هذه الأغنية نجاحا منقطع النظير , مما شجع الفنان محمد عبده إلى غناء اغنية ( خطأ ) , وهي ايضا من كلمات البدر , الذي أوضح للصحافة بأن لهذه الأغنية أنصارا مؤيدين , والعكس من معارضين , وقد أبدى الفنان طلال مداح ( يرحمه الله ) انتقاده حول هذه الأغنية من حيث أن هذه المقدمة الموسيقية طويلة جدا , وأفاد بعض النقاد الفنيين بأن المقدمة الموسيقية كانت مجالا لفرد العضلات من قبل الموزع الموسيقي الموسيقار ( عبدالعظيم حليم – يرحمه الله ) قائد فرقة النيل الموسيقية , التي كان محمد عبده متعاونا معاها في القاهرة آنذاك , ومحمد عبده أوضح أن هذه الأغنية وهي ( خطأ ) سبقت وقتها , ولم تقدم في الوقت المناسب لها , رغم كل ذلك حققت هذه الأغنية نجاحا جيدا خاصة وأن محمد عبده أعاد ( هلا يبو شعر ثاير ) و ( سكة التايهين ) و ( مافي داعي ) بتوزيع جديد في فترة السبعينات , بعد ذلك قدم الرائعة ( شفت خلي ) من كلمات الغريب ومن الحان محمد عبده نفسه , وهي أغنية ما بين الطويلة والوسط , والتي أعادها فنان العرب خلال مهرجان جدة 2000 العام الماضي. وعودة إلى أواخر السبعينات , الملحن ( سامي احسان ) وتعاون جديد مع محمد عبده وأغنية بعنوان ( سهر ) و ( قلب تلوعه ) والرائعة ( انت محبوبي ) ثم ( مالي ومال الناس ) التي انتشرت بين الناس بطريقة غريبة. وبعد ذلك شهدت تلك الفترة تعاونات مع الملحن الموسيقار السعودي ( محمد شفيق ) وذلك من خلال أغنية ( يقول المعتني – آه وآهين ) , لذلك أنهى محمد عبده فترة السبعينات بالأغنية القصيرة وبألحان ليست له , بعد أن قدم افضل باكورة ألحانه في أغاني عديدة مثل ( فمان الله , شفت خلي , خطأ , هيّا معي , ردي سلامي , أيوه ) وغيرها. [/frame]
sdvm tkhk hguvf (( pwvd ldhhhhsi tr' ))