مختارات الجواب الكافي ص 130
من عقوبة المعاصي انها تصغر النفس وتقمعها وتدسيها وتحقرها حتى تصير اصغر من كل شي
واحقره كما ان الطاعه تنميها وتزكيها وتكبرها
قال تعالى(قد أفلح من زكاها ,وخاب من دساها)والمعنى قد افلح من كبرها واعلاها بطاعة
الله واظهرها وقد خسر من اخفاها وحقرها وصغرها بمعصية الله
مختارات الجواب الكافي ص 131
من عقوبة المعاصي
ان العاصي دائما في اسر شيطانه وسجن شهواته وقيود هواه فهو اسير مسجون مقيد
ولا اسير اسواء من اسير اعدى عدو له ولاسجن اضيق من سجن الهوى ولاقيد اصعب من قيد
الشهوه فكيف يسيرالى الله والدار الاخره وقلب ماسور مسجون مقيد ؟
كيف يخطو خطوه واحده ؟
مختارات الجواب الكافي ص142-143
ومن عقوبة المعاصي انها تجريء على العبد مالم يكن يجتريء عليه من اصناف المخلوقات
فتجريء الشياطين بلأذى والأغواء والوسوسه والتخويف والتغرير وانسائه مامصلحته في
ذكره ومضرته في نسيانه فتجتري عليه الشياطين حتى تؤزه الى معصية الله ازا وتجري عليه
شياطين الأنس بما تقدر عليه من الأذى في غيبته وحظوره وتجريء عليه اهله وخدمه
وأولاده وجيرانه حتى الحيوان البهيم قال بعض السلف :أني لأعصي الله فأعرف ذلك
في خلق امرأتي ودابتي وكذلك تجريء عليه أولياء الأمر بالعقوبه التي أن اعدو فيها اقامو
عليه الحدود وتجريء عليه نفسه فتستأسد عليه وتصعب عليه ,فلو اراد لخير لم تطاوعه
ولم تنقد له بل تسوقه الى مافيه هلاكه شاء أم أبى؟
مختارات الجواب الكافي ص 152
فأنظر الأن فيك
إلى التقاء الجيشين وأصطدام العسكرين وكيف يدال لك مرة ,ويدال عليك أخرى ؟
أقبل ملك الكفره بجنوده وعساكره فوجد القلب في حصنه جالسا على كرسي مملكته ,امره نافذ
في أعوانه وجنده قد احاطو به ,يقاتلون عنه ويدافعون عن حوزته فلم يمكنهم الهجوم عليه
الا بمخامرة بعض امرائه وجنده عليه فسأل عن أخص الجند به واقربهم منه منزله ؟
فقيل له النفس ,فقال لأعوانه :ادخلو عليها من مرادها ,وانظروا مواقع محبتها وماهو محبوبها
فعدوها به ومنواها اياه ,وانقشوا صابرة المحبوب فيها في يقضتها ومنامها ,فإذا اطمأنت
اليه وسكنت عنده فطرحوا عليها كلاليب الشهوه وخطاطيفها ,ثم جروها بها اليكم فأذا خامرت على القلب وصارت معكم عليه ملكتم ثغر العين والأذن واللسان والفم واليد والرجل ,
فرابطو على هذه الثغور كل المرابطه ,فمتى دخلتم منها إلى القلب فهو قتيل أو أسير ,او جريح
مثخن بالجراحات ,ولاتخلو هذه الثغور ولاتمكنو سرية تدخل منها الى القلب فتخرجكم منه
أن غلبتم فاجتهدوا في اضعاف السريه ووهنها ,حتى لاتصل الى القلب ,فإن وصلت أليه
وصلت ضعيفه لاتغني عنه شيئا
مختارات الجواب الكافي ص 164-165
وقال بعض السلف :إذا اذا اصبح ابن ادم ابتدره الملك والشيطان فإن ذكر الله وكبره طرد
الملك الشيطان وتولاه الملك ,وأن افتتح بغير ذلك ذهب الملك عنه وتولاه الشيطان
ولايزال الملك يقرب من العبد حتى يصير الحكم والطاعه والغلبة له فتتولاه الملائكه في حياته
وموته وعند مبعثه قال تعالى(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة
ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا
وفي الأخرة )وإذا تولاه الملك تولاه انصح الخلق له وأنفعهم وأبرهم به فثبته وعلمه وقوى جنانه وأيده قال تعالى (إذا يوحي ربك ألى الملائكة أني معكم ,فثبتوا الذين أمنوأ)
ويثبته بالقول الثابت
فليس شيء أنفع للعبد من صحبة الملك له ,وهو وليه في يقظته ومنامه وحياته وعند موته
وفي قبره ,ومؤنسه في وحشته وصاحبه في خلوته ومحدثه في سره ويحارب عنه عدوه
ويدافع عنه ويعينه عليه ويعده بالخير,,ويبشره به ويحثه على التصديق بالحق ,كما جاء في الأثر الذي يروي ’’للملك بقلب أدم لمة وللشيطان لمة,فلمة الملك أيعاد بالخير وتصديق
بالوعد ولمة الشيطان أيعاد بالشر وتكذيب بالحق’’