الموضوع: مــوقــف الاختصـــام

مــوقــف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد عليه افضل الصلاة والتسليم وعلى آله وصحبه أجمعين .

اخوتي واخواتي بالله .

اليوم نتكلم عن موقف الاختصام


* قال الله تعالى : { ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ** .

قال ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية : يخاصم الصادق الكاذب . والمظلوم الظالم . والمهتدي الضال . والضعيف المستكبر .

وروى الامام احمد عن عبد الله بن الزبير عن أبيه الزبير رضي الله عنهما قال: { لما نزلت هذه السورة على رسول الله صلى الله عليه وسلم : { انك ميت وانهم ميتون * ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ** .

قال الزبير رضي الله عنه : أي رسول الله أيكرر علينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواطر الذنوب ؟

فقال صلى الله عليه وآله وسلم : (( نعــم : ليكررن عليكم حتى يؤدي الى كل ذي حق حقه )) .

قال الزبير رضي الله عنه : والله ان الأمر لشديد **

* رواه الترمذي وقال : حسـن صحيح

وروى الامام أحمد عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أول خصمين: أي : أول متخاصمين ـ يوم القيامة جاران ))

* قال الله تعالى : { ولو ترى اذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم الى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مءمنين * قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد اذ جائكم بل كنتم مجرمين* وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر اليل والنهار اذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا" وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون الا ما كانوا يعملون ** .

فالمستضعفون ـ وهم الأتباع ـ والمستكبرون ـ هم المتبوعون ـ في الضلال : يقفون عند ربهم ويتراجعون القول فيما بينهم بالخصام والجدل العنيف وكل منهم يلقي التبعة على غيره ويدفع الملامة عن نفسه .

يقول الأتباع الضعفاء للمتبوعين المستكبرين : لولا أنتم تدعوننا الى الكفر وتضللوننا بزخارف الأقوال : لكنا مؤمنين بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وآله وسلم لكن أنتم صددتمونا عن الحق وزينتم لنا الباطل .

فيقول المستكبرون عن الايمان والهدى للمستضعفين : أنحن صددناكم عن الهدى الذي جاءت به الرسل واضحا" جليا" ثتبتا" بالبراهين والأدلة ؟ بل كنتم مجرمين لاختياركم وايثاركم الضلال على الهدى وقبولكم للضلال واعراضكم عن الهدى الذي جاءكم فما نحن كفرناكم بل أنتم كفرتم بارادتكم .

فيقول المستضعفين للمستكبرين : بل مكركم بنا في الليل والنهار على وجه الاستمرار ـ أي : ما كان اجرامنا من جهتنا بل من جهة مكركم الدائب ليلا" نهارا" ـ وحملكم ايانا على الكفر بالله تعالى واتخاذ الأنداد والباسكم أمتعة التضليل والتسويل حتى كفرتمونا .

- وحينذاك كل من الطرفين أسر الندامة ـ أي : اضمرها .

أي صاروا كلهم نادمين على ما فعلوا :

ندم البغاة ولات ساعة مندم والغي مرتع منتهاه وخيم

قال الحافظ ابن كثير وقد روى ابن منده في كتاب : ( الروح ) عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : ( يختصم الناس يوم القيامة حتى الجسد مع الروح. ** الحديث

* قال الله تعالى : { يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون ** .


وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


أخوكم بالله فارس الكلمات

---

lJJ,rJJt hghojwJJJhl