السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي بحاول اساعدك قدر المستطاع
ولكن بحاول افهم أكثر
ارجوا معذرتي
لك كل تقدير
|
موضوع, أطلعة, الليث, حلو،, صعب
أتمنى منكم مساعدتي في الحصول على موضوع بعنوان
((دور الصحافة))
أتمنى منك أخوتي وأخواتي أعضاء مياسة الكرام أن تساعدوني في الحصول على هذا االموضوع وأن يكون
دسماً وبعدد من الأوراق لا بأس به حتى أستطيع أن ألخص منه مفهومي له وأضع رأيي به حتى أستطيع
مناقشة الأستاذ الفاضل الذي يعطي لنا هذه المادة.
أنا في أمس الحاجة للحصول على هذا الموضوع.
وهو دور من أدوار الصحافة,, المتعددة كأنها السلطة الرابعة وما إذا كانت تحقيقية أو أنها تعليمية أو دور التجهيل فيها أو تسيسها الكثير من أدوار الصحافة
وأنا كلي طمع في الحصول منكم على المساعدة بعد الله عز وجل.
أشكركم أخوكم المحب يتمنى من الله أن يجزي كل من اهتم وهب للمساعدة كل خير,, عني وعن كل
من أراد المساعدة.
ملاحظة أعيد وأقول في أمس الحاجة له "رح أبكي بعد شوية."
خخخخخخخخخ
يلا سلاااااااااااااااام انا أنتظر
أه على فكرة لم أحدد الموعد الموعد قريب جداً في تسليم التقرير. أو ورقة العمل. وعلي أن أجهزها
قبل العيد لتكون جاهزة وأستطيع مناقشتها في أول محاضرة لي بعد العيد
يلا سلاااااااااامlshu]m gHo,;l hglpf l,q,u pg,K lld. fs wuf H'gum lk ],k lshu]j;l>
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي بحاول اساعدك قدر المستطاع
ولكن بحاول افهم أكثر
ارجوا معذرتي
لك كل تقدير
أخوي والله موضوعك صعب علي
ولكن الله يوفقك دنيا واخره
ان شاء الله الاعضاء مايقصرون معك
فيهم الخير والله
هند الوفاء: أختي الكريمة أشكرك جداً على اهتمامك الرائع هذا لكي مني كل تقدير واحترام حقاً سيدتي
أنا انتظر مساعدتك.
ابوراوية: أخي الكريم أشكرك على تعاونك الذي يدل على معدنك الطيب شكراً لك وانا كلي ثقة في أن كل من لديه القدرة على المساعدة لن يقصر وإلا ما كنت لأضع طلبي هنا
لأنكم حقاً أهلي
سلااااااااام
مالي في الصحافه شي
بس ماراح اقصــــر وياااااكــــ بالدعاااااااااء
الله يوفقكـــ
وتحصل الي تبي وتكوووووووووون افضل واحد
تقبل مروري
شكراً جداً يالكي من طيبة القلب حقاً انتي إنسانة.
أشكرك على على هذه الروح الطيبة منكي
أتمنى من الكل أن يحاول المساعدة
سلااااااااام
ابشر بدووورلك وبجيبلك واذا ماقدرت انشالله اعضاء المنتدى
يساعدووونك
شوف اخوي الغالي انا سويت بحث سريع جدآآآ
وهذ الناتج انشالله يعجبوووك
واذا كانو قصار تقدر تجمع بينهم كلهم وبشطارتك تخليهم موضوع واحد
دور الصحافة الفاعل
جريدة الوحدة 19\4\2005
كان هناك صمت كبير عن سرقة مقابر عازار شمال عمريت, مقابل جزيرة أرواد والتي يعتقد أنها مقابر الأرواديين القدامى، ومنذ عشر سنوات تحولت إلى مكب لنفايات المدينة حيث تراكم فيها خلال هذه الفترة أربعون ألف شاحنة ( زبالة), وصارت مرتعاً للصوص الآثار الذين يقومون بسبر المنطقة بإجراء حفر مربعة في المنطقة الرملية أبعادها حوالي المتر المكعب، وعندما يكتشفون مقبرة يأتون بالتراكسات لتدمير سقفها الذي يشبه القبة، ثم يسحبون التوابيت الفخارية المودعة داخل أماكنها المخصصة, يقتحمون حرمة الموتى, يكسرون توابيتهم, ثم ينهبون اللقى داخل التوابيت, وهي عادة هدايا أصدقاء المتوفى من ذهب ومدامع زجاجية, وخواتم, وأوراق ذهبية توضع على العينين, وأحياناً يرى الهيكل العظمي, أو بقايا الثياب, وفي حالات نادرة مومياء بالتأثيرات الفرعونية.
بتاريخ 19/4/2005 نشرت مقالة في جريدة الوحدة عن سرقة مقابر عازار, وعن توابيت اكتشفها اللصوص في اليوم الأول ثم رآها حارس جوال وأتى بالمنقبين الذين أبلغوا عنها، لكن اللصوص أتوا ليلاً ليحطموها وينهبوا مافي داخلها، واسترعت المقالة انتباه المكتب الصحفي بالمحافظة, ثم السيد المحافظ وصولاً إلى الشرطة والأمن, ووزارة الثقافة, وكبقعة الزيت أخذت تنتشر, وقام التلفزيون العربي السوري بالتصوير للمواقع المنهوبة وأجروا مقابلة مع المنقبين, ثم انتقل للحديث مع المدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف هاتفياُ أثناء البث على المواطنين, بعدها كتب رئيس مكتب الثورة في طرطوس مقالة في جريدة الثورة حول الموضوع واسعة ومفصلة , ثم قام بعض الشبان المتطوعين - الذين تابعوا الموضوع من البداية - بمقابلة السيد وزير الثقافة مصطحبين معهم حاسوباً محمولاً عليه صور مقابر عازار, ازدادت دهشة الوزير لمرأى صور المقابر المنهوبة, وحفر السبر التي خلفها لصوص الآثار, وجرأتهم الوقحة واللامتناهية, وأصدر السيد الوزير تعليماته بشكل فوري لتسوير المنطقة وإنارتها بالبراجاكتورات, وزيادة عدد العمال العاملين في التنقيب, وزيادة الأجور المخصصة لهم ( كان أجرة العامل 175 ل.س يومياً ), كما وجَّه لوجود حراس دائمين بالتعاون مع المحافظة, والشرطة, والأمن، حضر المقابلة المدير العام لهيئة الآثار.
أما اللصوص وقبل كتابة المقابلة الصحفية فكان بعضهم يتجول بحرية أمام المنقبين مستعرضين متحدثين, ويقومون ليلاً بأعمالهم بسرعة أكبر وإمكانيات أكبر من المنقبين؛ وكأنهم يتسابقون معهم؛ لكن الضجة التي أعقبت الإعلام الصحافي ثم التلفزيوني جعلتهم يتوقفون, ولفت ذلك الاهتمام الإعلامي نظر المسؤولين على كافة المستويات في القطر.
ما أريد قوله بهذه المقالة : إن للصحافة دوراً فاعلاً في التغيير وكشف السرقات والفساد عندما تتاح لها الحرية في العمل, و عندما ترفع الحصانة عن أولئك الذين يسرقون الوطن متسترين بمواقع معينة.
إن فسحات الحرية المعطاة للصحافة تجعلها تكشف الفساد وتردع أولئك الذين ينهبون خيرات الوطن, وتأمرهم بالتوقف؛ لربما تصحو ضمائرهم, أو ينالوا جزاء ما ارتكبوه .
كم نحتاج من المقالات والكتابات الحرة والجريئة التي تشير بأصابع الاتهام إلى أولئك الذين يقومون بسرقة آثارنا وأقوات شعبنا, ويرتكبون الخطأ لأنهم اعتادوا أن يعرقلوا كل عمل لا يدفع عليه مقابل, وبدل كلمة الرشاوى تستخدم كلمة ثمن فنجان قهوة, و إلا كيف نرى موظفاً مسؤولاً ومؤتمنا يمتلك المليارات من الليرات السورية بعد سنوات من وظيفته, وهذا المبلغ يعادل راتبه لآلاف السنيين ، بينما الكثير من الموظفين الشرفاء يكافحون من أجل لقمة العيش.
د.محمد الحاج صالح
وهذا الثاني
مجتمع مدني: دور الصحافة الحرة في التأثير على الرأي العام
جاسم الصغير
تعد علاقة الصحافة بالرأي العام من العلاقات الصميمة التي تترجم مدى الترابط الجدلي والتفاعل بينهما وبالطبع أن الحديث عن هذه الصلة وبالتالي تأثير أحدهما في الآخر، فالصحافة وهي من المجالات التي شهدت تطوراً هائلاً خاصة في القرن العشرين فعند ظهور التكنولوجيا والتي استفادت منها الصحافة
بكل تأكيد وأيضاً مدى انتشار القراءة والكتابة بين شرائح المجتمع الأمر الذي عزز انتشار الصحافة بكل أنواعها في العالم أجمع. إن الصحافة متغير مهم جداً وله العديد من الإيجابيات على المستوى الإعلامي والاجتماعي فالصحافة كما يعرفها الأستاذ أديب مروة: ((بأنها فن تسجيل الوقائع اليومية بدقة وانتظام وذوق سليم مع الاستجابة لرغبات الرأي العام وتوجيهه والاهتمام بالجماعات البشرية وتناقل أخبارها ووصف نشاطها ثم تسليتها وتزجية أوقات فراغها وكل هذا فالصحافة هي مرآة تنعكس عليها صورة الجماعة وآرائها وخواطرها))، إن الصحافة رسالة مشرفة في المجتمع وهذا الأمر يتطلب أن يكون للالتزام الاجتماعي والأخلاقي ركن أساسي من الأركان التي تقوم عليها أمر الذي يعني أنها وسيط بين عدة تشكيلات سواء كانت اجتماعية أو سياسية .
من المعروف أن أي مجتمع متحضر تكون هناك عدة مؤسسات تشرف على تسيير الشؤون السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها وهذا الأمر يتطلب أن يكون هناك من يستطيع أن ينقل للمجتمع والنشاطات التي تقوم بها مؤسسات هامة جداً مثل الحكومة ومن رؤية واقعية للأمور يحدث أن تكون هناك في بعض الأحيان ما يستدعي أن يطلع الشعب والمجتمع على بعض الإجراءات التي تقدم عليها الحكومة أو بعض من ينتسبون اليها، هنا يأتي دور الصحافة في تزويد الشعب بالحقائق والمعلومات كي يتم أن يكون هناك رأي عام ضاغط وفاعل أي سيمائيات استبداد يمكن ان تبدر من بعض المتنفذين إن حصلت وبالتأكيد . إن هذا الكلام لا يعني أن تكون العلاقة بين الحكومة والصحافة عدائية بل على العكس هي علاقة مستقلة ولكنها رقابية لأن الصحافة جزء من الإعلام وهو السلطة الرابعة كما ينبغي أن يكون وهذا ما يحدث في أغلب دول العالم المتحضرة والتي قطعت أشواطاً طويلة وكبيرة في هذا المضمار ، ومن هنا (إن للصحافة أهدافاً عديدة تتمثل في الأخبار والإعلام والشرح والتفسير والتعقب والإرشاد والتنوير والتوجيه وتلبية رغبات الجمهور وحاجاته والتسلية والإمتاع).
لذلك أن من متطلبات خلق رأي عام فاعل يتمثل في وجود صحافة حرة تستطيع أن تقوم بواجب تنوير المجتمع بشأن الأحداث التي تحصل أو تجري في المجتمع وتزويده بكل الحقائق التي توصلت إليها وهذا هو أساس الشرف الذي يجب أن تعمل بموجبه الصحافة وأن تبتعد عن أجواء المحاباة أو التبعية لاية سلطة كانت لأنها إن دخلت في هذه الزاوية وتفقد استقلاليتها الذي هو أساس عملها الذي تقوم عليه .
إن الصحافة الحرة عمود أو حجر زاوية في أي رأي عام ينتظر منه أن يكون فاعلاً والصحافة تستطيع عبر تبنيها سياسة شفافة وحضارية تكون قادرة على خلق اتجاهات في المجتمع بشأن قضايا أو قضاياها هامة ومن هنا أن تكون الصحافة مستقلة وفاعلة وحرة وأيضاً عبر الإلمام بكل التقنيات التي توصل إليها العلم الحديث لذلك أن الرأي العام الذي هو أحد دعامات المجتمع الذي ينتهج منهجا ديمقراطيا وفي هذا النظام الديمقراطي الذي يتيح حرية التعبير عن الرأي أو الاحتجاج ضد إجراءات معينة قد تبرر من الحد مؤسسة فالرأي العام في أي مجتمع ديمقراطي قد يتنوع في عدة اتجاهات وهذا أمر طبيعي لمجتمع يسير وفق آلية الديمقراطية والذي يعد التنوع أحد سماته الأساسية وهو علامة أو دلالة من دلالات عدم حصول حالة تشنج أو تمرد وغير محمودة العواقب . إن من تجليات المجتمعات التي يكون فيها الرأي العام فاعل نرى أن الحكومات في هذه البلدان المتقدمة تضع حسابات شديدة لآراء هذا الرأي العام أو ضد ردود الفعل فترى مثلاً استطلاعات الرأي المستمرة والتي تحصل في المجتمع سواء في الحالات الطبيعية أو عند حصول ممارسة أو تحول سياسي كالانتخابات أو الاستفسار وغيرها فترى أحياناً أن الرأي العام الفاعل يستطيع أن يسقط وزارة أو استحداث قانون أو تغيير أو التقاء بعض القوانين بل أنه حصل في أحدى الدول الأوروبية التي جرى فيها استفتاء لتوحيد العملة الأوروبية في إطار السوق الأوروبية المشتركة تم رفض هذا الامر بتوحيد العملة وبالتالي لم يقر القرار وبتأثير الرأي العام الفاعل والواعي و بناءً على آراء المجتمع هناك وبفعل رأي عام فاعل استطاع أن يفرض آرائه وهذا من دلائل قوة واتجاهات الرأي العام هناك تقليد سياسي وثقافي في الصحافة البريطانية في احدى الحقب وكانت صيغة الاحتجاج تتخذ من مقولة ظهرت في رواية (1984) للروائي جورج اورويل التي وردت على لسان احد ابطال الرواية والتي كانت ترمز للطاغية حيث كان يخاطب الشعب حين كان يريد اشعارهم بسلطته وكان يخاطبهم (الاخ الاكبر يراقبكم) وهي صيغة رمزية عن تحكم هذا الطاغية بمصير الشعب والمجتمع حيث عمد هذا الطاغية الى محاصرة الشعب بكل انواع الضغوط النفسية والطبيعية فعمل على جعل لكل فرد من شعبه سواء كان ذكرا اوانثى رقما خاصا به ويظهر بين الحين والاخر في شاشات كبيرة موزعة في كل البلاد تظهر فيها صورته ويشعرهم بوجوده بل الاكثر من ذلك هو منعه تعاطي الحب بين الشعب بين رجاله ونسائه حتى لايشعروا بكينونتهم ومع هذا هرب اثنان من شعبه الى غابات بعيدة من المدن حتى يمارسا عاطفتهم التي شعرا فيها كلاهما تجاه الاخر ولكن مع هذا شعر هذا الطاغية بذلك واحس بالهلع لادراكه ان الشعور بالحب سيقودهم الى الشعور بالحرية من ذلك فأوعز لاجهزته بالقبض عليهما ومعاقبتهما على تعاطيهم الحب لانه شيء محرم في مملكته فخرج الاخ الاكبر في شاشته ليقول الاخ الاكبر يراقبكم فاصبحت هذه المقولة هي الصيغة الاحتجاجية للمثقفين والصحفيين الملتزمين فكريا في حالة بروز نزعة للتسلط او الاستبداد من السلطة حتى ان كانت عن الطريق البرلماني في محاولة تمرير قانون او قرار لا يحوز على موافقة الاغلبية وممثلي الشعب فتمنح السلطة سلطات استثنائية لكي تمرر هذا القانون فان حدث هذا يهب مثقفي الشعب في كل قناة ثقافية واعلامية بان يصدروا بيانات فكرية وصحفية يستلهمون فيه هذه المقولة حيث تعنون كل البيانات بعبارة (الاخ الاكبر يراقبكم) كناية واستعارة على ان السلطة بدأت تتجه نحو الاستبداد او الغاء الاخر وهكذا اصبح الادب والفن والصحافة اداة من ادوات الوعي والتنوير ، فإذاً أن الصلة بين الصحافة والرأي العام صلة وثيقةومن هنا أهمية رعاية هذه الصلة ، ومن هنا أيضاً ومن منطلق ماسبق أشدد على مسألة بناء صحافة ورأي عام فاعل في عراقنا الديمقراطي الذي ينتهج الآن نهج بناء مؤسساته الديمقراطية الدائمة ويختار نظام الحياة العصري القائم على الاطرالمؤسساتية والابتعاد عن الاستبداد والفردية التي ميزت التاريخ العراقي في السابق والذي جر انتكاسات كبيرة جداً على شعبنا ومجتمعنا العراقي الأمر الذي ينبغي أن يعالج في هذه المرحلة المعاصرة بأن نعد الخطط البناءة التي تعتمد على معطيات واقعية وحضارية كي يمكن أن يكون هناك بناء ديمقراطي حقيقي ورفد هذا البناء أن تكون هناك مؤسسات بحثية تعتمد معايير علمية وفق سمات العصر وأن تتبلور بصورة جدية في أذهان القائمين على عملية بناء الأساس الذي ستقوم عليه الصحافة الحرة والرأي العام الفاعل وأن يتم الاستفادة من تجارب الأمم الأخرى التي قطعت بوناً شاسعاً وكبيراً في هذا المجال ولأن العالم في تفاعل جدلي متواصل . إن المجتمع الذي نرى فيه صحفاً عديدة تصدر وتعبر أو تنقل ما يدور في المجتمع من أحداث أو نشاطات هو مجتمع منفتح على سمات ومتغيرات العصر وأنه في إطار متبلور فيه تقاليد سياسية واجتماعية وغيرها وأنه يسير في الطريق الصحيح وأن رعاية هذه السمات تساعد على خلق مجتمع متضامن وحضاري ، وأعتقد أن رعاية بناء
الذات للفرد والمجتمع تستحق كل الاحترام والسهر على تنفيذها ومتابعتها ومنها بالطبع الاهتمام بالصحافة الحرة والرأي العام الفاعل ولها الأولوية في ذلك.
وهذ الثالث
دور الصحافة الإسلامية في العصر الحديث بقلم - د: جمعة علي الخولي
8/13/2006
تعتمد شتى المذاهب والفلسفات المعاصرة على الدعاية كوسيلة لنشرها والترويج لها، وبدون تلك الدعاية لا يمكن أن تنهض فكرة أو يسمع لها صوت .
والصحافة أداة من أدوات الدعاية، وأهم وسائلها في خدمة الأفكار المختلفة وإقرارها في أعماق الناس، ولذلك كان مداها في نشر الدعوات بعيداً.
ومنذ بدأ الإسلام، والكُتاب دائبون على مد رواقه بالقلم في الكتب والصحف وقد جاء في السنة تمجيد لهذا الجهد. قال عليه الصلاة والسلام: (يوزن يوم القيامة مداد العلماء بدم الشهداء فيرجح مداد العلماء ).
ولهذا الدور المعروف للصحافة اتخذها أرباب المذاهب الأرضية كلسان ينطق لها، ويعمل على نصرتها والحديث عنها، حتى أضحى للباطل صوت كاد يشوش على صوت الحق في كثير من المواطن، واستطاع أصحاب الدعوات المشوهة أن يحصلوا على نصر كبير لأنهم زوروا وزوقوا كثيراً، وفتنوا في عرض ما عندهم على أوسع نطاق في العالم كله، مستترين وراء دعاوى الإصلاح الكاذبة، والوعود المخبثة الناعمة، ومسموح الرهبان.
وكانت النتيجة أن تقدم الباطل وأوغل واستعلنت الصليبية والصهيونية، وراجت الشيوعية وغيرها من المذاهب الهدامة.
لكن ليكن معلوماً أن ما حققه هؤلاء وأولئك لا يعود إلى جودة فيما عندهم ، ولا إلى أصالة في بضاعتهم، وإنما يعود ذلك إلى نشاط أهل الباطل في عرض مفترياتهم ، وخذلان أهل الحق في تبليغ رسالتهم .
الغزو الفكري
وإذا كانت جبهات الصراع بيننا وبين الاستعمار قديماً ميدانها الأرض، وأدواتها الغزو المسلح الذي زلزل جوانب العالم الإسلامي بوحشية لم تر الدنيا لها مثيلاً فإن هذه الجبهات تغيرت الآن إلى معركة فكر، وأصبح ميدانها هو عقول أبناء أمتنا ومشاعرهم وأفكارهم، وأدواتها هي وسائل النشر من صحافة وإذاعة وتوجيه.
ولذلك فإن أساليبنا في مجاهدة هذا الغزو الثقافي الجديد يجب أن تعتمد على سلاح من نوع سلاحه، يحيط بكل مداخله ومساربه ، فإن الفكرة لا تحارب إلا بالفكرة، ثم إن هذه الأساليب لا بد من مجاهدين أكفاء يلقونه في كل مظان نشاطه وتضليله، في المدرسة والجامعة، في المصنع والمعمل، في المقهى والنادي وغير ذلك من مجالات العمل والنشاط.
وغني عن البيان أن عصرنا كثر زوره، وقل صدقه، ونشط أعداء الدعوة الإسلامية في حملة مسعورة ضد الإسلام لتشويه وجهه، وتطارد دعاته، وتهدف إلى استئصال جذوره.
ومن ثم كان لزاماً على أجهزة الدعوة الإسلامية أن تستيقظ على عجل قبل أن يجرفها الباطل وكلمة صادقة مؤمنة عن طريق صحافة إسلامية راشدة كفيلة بفضح الكذب والبهتان، والإتيان على أساسهما من القواعد، كما قال سبحانه: ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ) ( الأنبياء : 18) .
الكلمة الطيبة
إذا فسح المجال أمام الكلمة الطيبة، تنشرها أقلام صادقة نزيهة، بأيد متوضئة مخلصة، فإن الكلمة الخبيثة الشريرة يفضح أمرها، ويتوارى أهلها، قال سبحانه: (ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ، ومثل كلمة خبيثة مشجرة خبيثة من فوق الأرض ما لها من قرارٍ ، يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشـاء ) ( إبراهيم 24-27) .
رسالة الصحافة
إن الصحافة رسالة يرتبط فيها منهج العمل والكفاح بفلسفة محددة مدروسة ومكتوبة، فتناجز غيرها الرأي بالرأي، والفكر بالفكر، والفلسفة المادية للتاريخ برسالة الإسلام الحية الخالدة فالدعوة الصحيحة لا تجد سبيلها إلى القلوب إلاّ بالأسلوب القادر على حمل رسالتها إلى الأعماق
ولا يشك عارف في أن الصحافة الإسلامية- حتى الآن - عاجزة عن الوصول إلى هذا الهدف وهكذا يضيع مضمون الإسلام الصحيح في لجاجة الدعوة الرديئة.
ولقد كانت الأمة الإسلامية رائدة عصرها يوم كان القرآن الكريم يشكل صحافتها وإذاعتها ومحور حركتها به تخاطب، وعلى أساس من هدية تسالم وتحارب وتقطع وتصل
كانت بيوتهم خليات نحل تدوي بآياته وعظاته ، فاستنارت بهديه القلوب، وعمرت بآياته البيوت، وسادت بأحكامه الأمة ،
أما الآن فقد ظهرت ( التلفاز ) في البيت على حساب صوت القرآن ووقته في كثير من الأحيان، وندر وجود المصحف على المكتب في المنزل على حين ثقل بمجلات الجنس، وصحافة (المودة ) والتحلل، فنضبت معاني الإيمان والرجولة في النفوس، وأضحى إنسان الإسلام اليوم تافها ضائعاً بالنسبة إلى أبيه الأول، وسلفه العظيم في صدر الإسلام ، وأدى ضعف الشخصية عنده ان يستقدم فنوناً من تقليد المنتصرين في الشرق والغرب، الأمر الذي جع المجتمع الإسلامي خليطاً من المضحكات والمبكيات يندى له الجبين .
إنني أرنوا ببصري إلى تخرجه يومياً من جرائد ومجلات في مختلف العلوم والفنون ثم أتساءل: أين تقف الصحافة الإسلامية وسط هذا الركام الذي لا حد له وما الذي قامت به نحو قهر الإلحاد ، ورد الشكوك، وتثبيت الإيمان ؟
وقد يعاجلني بعضهم بقوله : لعلك نسيت المجلات والصحف الإسلامية الشهرية والأسبوعية التي تصدر تباعاً من جهات شتى ؟
وأبادر القول: بأن مثل هذه الصحف والمجلات، مع ما تقوم به من جهد يشكرهم عليه الله والعباد إلى أنني لا أتصور الصحافة الإسلامية تلك التي تصدر جامعة لبعض المقالات التي تعالج جوانب العبادة والحكام الشرعية فقط مع أهمية هذا اللون من الصحافة وضرورته .
إلاّ أنني أتصور صحافة إسلامية شاملة تبرز على العقل الإنساني في كل صباح، وبكل لغة، كما يبرز ضوء الفجر فيبدد ما أمامه من ظلام وقتام
صحافة تنسق جهودها، وتتعاون في إبراز رسالتها في وقت اختفت فيه الحواجز الفاصلة وتقاربت المسافات المتباعدة، واصبح الاتصال وتبادل المعرف بين الشعوب والأمم أمراً يعتمد على الصحافة في كثير من الأحيان.
صحافة تتصدر الساحة الثقافية، وتسطع على العقل الإنساني من جميع المجالات بحيث يجد أمامه - مثلاً - مجموعة من الصحف والمجلات الشرعية التي تتخصص في إبراز محاسن الإسلام ونظمه.
وثانية كونية: ترسم آيات الله في الآفاق كما يرسم الشاعر المفتون بالطبيعة الحدائق الناضرة، والأقمار الساطعة .
وثالثة نسائية: تشرح العطاء القرآني للمرة، والتكريم الإسلامي لها، وتفتح النوايا الخبيثة التي تخاصم نظام الأسرة العتيد، وما شرعه الدين للبيت من تعاليم تتصل بالقوامة والأمومة والتربية والتوجيه الخاص والعام .
ورابعة تاريخية: تتحدث عن أمجاد المسلمين، وسيرة سلفهم الصالح، وتحسن الانتقاع بثمرات السابقين الذين عاشوا مع الزمن يدافعون عن الإسلام ، ويحرسون أركانه .
وخامسة أدبية: تحرس لغة القرآن وتزكي العاطفة الإنسانية نحو دينها وكتابها، وتربطها بربها وعباداته .
ثم ، وهذه يومية تتابع أخبار المسلمين في شتى أقطار العالم، وتتابع شؤونهم بالتحقيق والاستطلاع بسرعة، وفي حينها فإذا وقع ضيم هنا، او حيف هناك نبهت إلى الخطر، وحمت من السوء.
إن الصحافة عموماً تقدمت ملموساً في العصور المتأخرة، حتى أصبح الخبز يبرز على صفحات الجرائد ساعات صدوره وتتسابق أجهزة الإعلام على نشره وتوصيله إلى القارئ بسرعة فائقة فلماذا لا تلاحق الصحافة الإسلامية هذا الخطو الواسع، وتسقط الزيف الموجود، بحقائقها، وبياناتها، وإحصاءاتها؟
تعتيم إعلامي عجيب
إن الملحوظ أن أخبار المسلمين يلفها صمت عجيب، قد يكون مقصوداً، حتى لا نكاد نسمع عن إخواننا في الأقطار البعيدة عنا شيئاً، كأنهم يعيشون على كوكب غير كوكبنا إن المسلمين يذبحون في تايلاند، وإريتريا، والفليبين، والكاميرون وغيرها من المناطق الشيوعية والصليبية واليهودية
فأين الأخبار الحقيقية عما يجري لهم هناك ؟
لقد ذبح علماء المسلمين رمياً بالرصاص لما عارضوا تشريعات الأسرة الجديدة التي سوت بين الرجل والمرأة في الميراث
كما احتجاجا قرأه المسلمون أو سمعوه
على حين طنطنت الصحافة كثيراً يوم سجن المطران كابوتشي في سجون إسرائيل ما أرخصك أيها الدم المسلم وما أقل من يتكلم بلسانك ؟!
فأين الصحافة الإسلامية التي تراقب أحوال المسلمين الداخلية في كل مكان وتعرضها على الرأي العام العالمي ليرى ويسمع مدى ما يعانية المسلمون تحت وطأة الحكم غير الإسلامي؟
أخشى أن يكون تخلف الصحافة الإسلامية انعكاساً لتخلف المسلمين في المجالات الأخرى.ز صحيح هناك صحف إسلامية تتحدث ، وتذكر، وتنقل هذا أمر معروف ومقدور ومأجور إن شاء الله.
لكنه لا يغطي أرض الواقع ، ثم إنها تتحدث لي ولك كمسلم فقط أو كعربي فقط، نحن الذين نتألم لما يعانيه إخواننا.
الصحافة التي نريد
ونحن نريد صحافة تتحدث بكل لسان، وتغزو كل مكان ، معها التحقيق والصورة والاستطلاع لتفضح الغرب والشرق في عقر داره، وتكشف يده الملطخة بالدماء وما سبق، يستدعي من العاملين في الصحافة الإسلامية ما يلي :
* علماً: يشرحون به حقائق الإسلام، ويفندون ما يروج ضده من أباطيل :
* واستقلالاً: يمنعهم من الوقوع تحت تأثير الأجهزة الشرعية، ولا يربطهم بعجلات السلطة التنفيذية في بلادهم فيتصرفون في شؤون الدعوة بعيداً عن شهوات الحكم وأهوائه.
* وإخلاصاً : يبعدهم عن التجارة والجري وراء المجد الشخصي والكسب المادي، وينأى بهم عن المراء والجدال ، وتمزيق وحدة المسلمين.
والمطلوب الآن أن تنتفض الصحافة الإسلامية انتفاضة الحياة، وتشرع في خدمة الإسلام والمسلمين الخدمة الملائمة لهذا العصر والقلم لا بد أن يؤدي حق الإسلام عليه في ذكاء وحصافة ومقدرة، فأمامه عبث هائل من صحافات شتى تريد طمس معالم الحق، وتدويخ أمته .
أمانة الكلمة
وكلمة أخيرة لهؤلاء المنتفعين الذين يبيعون أقلامهم بثمن رخيص أو عرض من الدنيا قليل، فيسيرون في ركب المنحرفين ، ويزورون الحقائق، ويخضعون لأوامر السلطة ونواهيها في الحق والباطل على سواء .
نقول لهؤلاء: إن الكلمة أمانة سوف نسأل عنها أمام الله عز وجل،
( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ( ق18). وسواء كانت الكلمة مكتوبة أو منطوقة في المسؤولية، بل قد تكون الكلمة المكتوبة أخطر لسعة انتشارها، وطول عمرها من الكلمة المنطوقة، ومن ثم نصبح جريرتها في الإثم أكبر .
ومن مشاهد ليلة الإسراء، مشهد قوم تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد كلما قرضت عادت كما كانت، ولما سأل عليه الصلاة والسلام أمين الوحي عنهم قال: ( هؤلاء هم خطباء الفتنة ) الذين يلبسون الحق بالباطل، ويزيفون الحقائق، ويسيرون في ركب النفاق .
« هكذا قد أكون | الصناعة الوطنية » |
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع |