يعطيك العافيه
سلمت يداك
تحياتي
|
يعطيك العافيه
سلمت يداك
تحياتي
[align=center]الحلقه الحادي عشر
بعد شهرين.
كان آلان ينطلق بسيارته فى شوارع نيويورك من حانه الى أخرى .
وغرق حتى النخاع فى الخمر والمجون والمخدرات فى محاوله يائسه لنسيان المأساه التى مرت به
أما النوم . فهو عدوه الأول
فكلما أغمض عينيه .يرى مصرعها من جديد
ولم يعد الى وطنه حتى لا يذكره أى شئ بها
أصبحت الحياه بالنسبة اليه جحيما بعد أن رأى أشد وجوهها قبحا
كان يقود السياره بجنون ويسير فى أشد شوارع نيويورك خطوره
وكأنما يقدم دعوه صريحه لملك الموت ليقبض روحه ويحيلها الى رماد كما استحالت سلمى
.لكن أمنيته لم تتحقق
وفى احدى الليالى
كان يسير بالسياره على غير هدى ومعه احدى فتيات الليل
فجأه لمح شيئا جعله يتوقف ويعود للخلف
توقف أمام مبنى كبيرونزل من السياره وحاول اقتحام المبنى وهو فى حالة سكر شديد.
حاولت الفتاه منعه .لكنه دفعها بعنف فسقطت على الأرض
اقتحم الباب الخارجى وتجاوز الحديقه الصغيره حتى وصل الى الباب الداخلى
حاول الحارس الشاب منعه لكنه دفعه ودخل وهو يصرخ :
أنتم يامن تبيعون الوهم للبشر يامن ترسلونهم الى الجنه المزعومه .
لقد ماتت سلمى. لقد ماتت سلمى.
ظل يصرخ .حتى جاء رجل كهل يلبس منامه وساعد الحارس على ادخاله الى مكتب كبير
كان يترنح بشده وهو يصرخ : سلمى حبيبتى .
هل وجدتى الجنه
.وأخذ يقذف بأى شئ تصل اليه يداه
والحارس والرجل لا يستطيعان السيطرة عليه
حتى كادت يده أن تصل الى المصحف لكن يد الرجل أوقفته بقسوه وهو يقول : كفى
توقف آلان قليلا
نظر الرجل الى الحارس : حسن ساعدنى لننقله للحمام
أدخلاه الحمام وهو يهذى
ملء الرجل حوض الإستحمام بالماء.وغطس رأسه عدة مرات
.حتى بدأ يفيق .ويهدأ
نظر الرجل الى الحارس : حسن .
أحضر ابريقا كبيرا من القهوه المركزه ولا تدع أحدا يدخل علينا
نظر اليه حسن بتردد من لا يريد الإنصراف
فقال له : اذهب أنت .أستطيع تدبر أمرى
جلس آلان فى مكتب الشيخ أسامه مدير المركز الإسلامى بنيويورك
جلس شاردا وحول رقبته المنشفه
كان يتأمل الكتاب المقدس الموضوع على المكتب بعنايه
لكنه لم يمد يده اليه
وتذكر يوم أن حاول أن يمسك كتاب سلمى المقدس بدافع الفضول .
لكن يدها كانت الأسبق اليه فأخذته ووضعته فى درج المكتب بعنايه
استفاق من ذكرياته على صوت الرجل وهو يقدم له كوب القهوه : تفضل سيد آلان
آلان : أتعرفنى
الرجل ببساطه : بالطبع .آلان ديزيه
بطل فرنسا للتنس خمسة أعوام على التوالى
ثم هز رأسه بأسف : ياللخساره
.سيحزن طارق كثيرا اذا رآك على هذه الحاله
آلان بتساؤل : طارق؟
الشيخ أسامه : ابنى الصغيرفى الثانية عشر .
يحب التنس كثيرا.يضع صورتك فى ألبوم مع لندل وأجاسى وسامبراس
آلان : هل يلعب التنس
قال الشيخ أسامه وهو يتجه الى درج مكتبه ويخرج منه صوره :
حصل على كأس مدرسته.وبعض الجوائز الأخرى
تناول آلان الصوره ونظر الى الصبى الجميل الذى يحمل كأس ويبتسم بسعاده
وقال : عيناه تشبهان عينا سلمى
نظر اليه الشيخ بإشفاق وقال فى نفسه : انه يرى سلمى فى كل شئ حوله
أغمض آلان عينيه بحزن وهو يقول : فيهما نفس البراءه والطهاره
قال الشيخ : أخبرنى .لم أتيت الى هنا فى هذه الساعه من الليل
قال : لا أعرف بالضبط
بدا مشوش تماما وعينيه زائغه وحزينه
لقد.لقد أردت أن أجد اجابه
الشيخ : اسأل ما شئت
آلان : هل هل وجدت سلمى النعيم الأبدى
فوجئ الشيخ بالسؤال : ماذا
آلان : الجنه .جنة الخالدين .هل وجدتها
فكر الشيخ قليلا ثم قال : لا أدرى
آلان : اذا كنت لا تدرى .فمن يجيبنىاذا
قال الشيخ : حقا لا أدرى.فأنا حتى لا أعرف من هى سلمى؟
استمع الشيخ الى قصة سلمى باهتمام.وعندما انتهى آلان
سأله بدهشه : هل كنت تبكى سلمى كل هذا الوقت
تعالى معى .أريد أن أريك شيئا.
اصطحبه الى القاعه الكبيره .
فتح الباب وأضاء النور وقال : انظر .هذا معرض للصور الفوتوغرافيه
انه يحكى للبشر أحوال المسلمين فى كل بلاد الدنيا
تجول آلان فى أرجاء المعرض وأخذ يتأمل الصور بإمعان
كانت مقسمه الى مجموعات كتب تحتها عناوين وتحت العناوين كتبت أرقام القتلى بالمئات والآلاف
المسلمون فى فلسطين.
المسلمون فى الشيشان
المسلمون فى إندونيسيافى الفلبينفى البوسنهفى العراق.
توقف قليلا أمام صور العراق وأخذ يفكر
لأول مره يدرك حجم المأساه عن قرب
قبل الآن كان ينظر للأمر من بعيد
وفى نشرات الأخبار كان يسمع أخبارهم
وكأنه يسمع خبرا عن احدى فصائل الحيوانات المهدده بالإنقراض
لم يكن عقله يدرك وقتها أن هؤلاء بشر مثله يتألمون
ولديهم أطفال وزوجات وناس يحبونهم ويتعذبون لفقدهم
تذكر لحظتها المجاهد الذى قابله فى العراق .أبو زينب
لم يدرى ماذا يقول.فالأمر أكبر من أى كلام
قال الشيخ أسامه بمراره شديده : أنت تبكى انسانه واحده
وأنا أبكى أمه بأثرها
أسبل آلان جفنيه فى ألم وهم بالخروج .
.لكنه تذكر شيئا فالتفت الى الشيخ وقال : لم تجب على سؤالى
هل وجدت سلمى الجنه.
النعيم الأبدى
قال الشيخ بعد تفكير : سأجيبك اذا ما جاوبتنى .
هل تؤمن بوجود النعيم الأبدى
صمت آلان قليلا .ثم قال بحيره شديده :
فى الماضى .لم أكن أصدق .بل كنت رافضا للفكره كلها
لكن الآن.!!!!! لم أعد متأكدا
الشيخ : حسنا سأجيبك
اذا لم تكن تؤمن بالنعيم الأبدى.ولا وجود للجنه فى عقلك
فإن سلمى ليست هناكوهذا هو ما يسبب لك كل هذا الألم والعذاب
لقد عاشت حياتها تمنح الآخرين السعاده ولم تنعم بها
بالعكس .لم تجن الا الشقاء
ثم ماتت موته مروعه وتحولت الى رماد .وهذه هى النهايه
أغلق آلان عينيه بألم شديدوظهر على وجهه التأثر
لكنه قال: ومن وجهه نظر سلمى؟
أعنى من وجهه نظركم؟
الشيخ : من وجهه نظرنا أن كل هؤلاء البشر.
آلاف ملايين. لم يموتوا هباءا وأنهم سوف ينالون مكافأتهم
هناك فى النعيم الأبدى.فى الجنه كل على قدر اخلاصه وعمله
وصبره على ما أصابه من شقاء فى الدنيا
.
مضى آلان وقتا طويلا هائما على وجهه يفكر فى كلمات الشيخ أسامه ويسترجع كل ما مر به
وترك حياة المجون والمخدرات التى لم تستطع اطفاء النيران المستعره فى قلبه
وبعد عدة أسابيع .عاد الى الشيخ أسامه وطلب منه طلبا غريبا
آلان : هل تحتاج الى مدرب تنس محترف لطارق
توطدت صداقه متينه بين آلان والصبى الجميل طارق الذى أحبه حبا كبيرا
أما آلان .فقد كانت أكثر اللحظات التى يشعر فيها بالراحه
عندما يكون مع طارق الذى يذكره دوما بسلمى
يوما .سأله طارق على استحياء : آلان.آلماذا.لا تصبح مسلما؟
آلان : هل تود أن أكون مسلما
طارق بلهفه : نعم .أتمنى ذلك بشده
آلان : لماذا
خفض طارق عينيه وقال بتردد : لأننى أحبك كثيرا .ولا أريدك أن.أنتدخل النار
ثم قال برجاء : أرجوك كن مسلما.ليس من أجلى
.بل من أجل سلمى
حتى يجمعك الله بها فى الجنه
نظر آلان بمنتهى الحب الى عينى طارق اللتان تحملان صدق وبراءة الدنيا
ولأول مره منذ زمن طويل يبتسم
>يتبع>>>>>>>>>>>>> [/align]
[align=center]الحلقه الثانيه عشر
دق الجرس فى منزل السيد فرانسوا ديزيه
فتحت السيده ديزيه الباب وأخذت تتأمل الطارق لثوانى
ثم صرخت صرخه مدويه
آلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ا ن
ثم ارتمت على الأرض فاقده الوعى
جزع آلان بشده وحملها بسرعه لأقرب أريكه
جاء الأب مسرعا على صوتها .وأخذ يتأمل ذلك القادم بذهول شديد
بدأت الأم تستفيق من اغماءتها تدريجيا وهى لا تكاد تصدق ما يحدث
كانت تبكى وتنتحب وتتحسس وجهه بحب وهى تقول : آلان حبيبى أنت هنا حقا
.لا.هذا حلم بالتأكيد
لا شك أننى أحلم
بدأ الوضع يهدأ تدريجيا. وبدأ آلان يسمع من والديه :
ظننا أنك قضيت نحبك فى العراق قتلك الإرهابيون
آلان بحيره : لكن لكن .من أخبركم بذلك
لا أفهم؟
الأب : صديقى الجنرال. حضر الى هنا وقدم تعازيه
وأخبرنى أن الجنرال ديفيد هاريس أكد له مصرعك بعد أن رآك الكلونيل سميث تسقط أمامه برصاص الإرهابيين ولم يستطع انقاذك منهم
)أخذ آلان يسترجع ما حدث له فى العراق وتذكركلمات المجاهد أبو زينب (نيران صديقه
ولأول مره يلاحظ أنهم لم يحاولوا حتى انقاذه عندما أصيب رغم أنه لم يبتعد كثيرا عن السياره
لماذا أنت صامت هكذا ؟
أيقظته كلمات والده من ذكرياته
آلان : ههنعم.آلا أدرى ما أقول .
الأب : ما الذى حدث هناك ؟
صمت آلان ولم يجيب
الأم وهى تنتحب : لقد كان الأمر شديد القسوه .لم أشعر بألم كهذا فى حياتى كلها .لقد أقمنا لك جنازه كبيره
ودفنا تابوت وضعنا فيه الزهور والميداليات وذكرياتك الجميله
دمعت عينا آلان عندما تذكر أنه كان من الممكن أن يكون فى هذا التابوت
احتضن أمه بشده وسالت دموعه الغزيره :
سامحينى يا أمى لن أسبب لكى أى ألم بعد الآن .لقد عدت من أجلك
تحسست وجهه بحنان وهى تقول : آلان حبيبى .لقد تغيرت كثيرا .لم أعرفك من البدايه
ما هذه اللحيه والنظاره
أين خصلات شعرك الناعم التى كانت تتراقص على جبينك
ما هذه القسوه ؟
أربع سنوات ولا أعلم عنك شيئا
ولا حتى تليفون
كان الأب يتأمله مليا وفى عينيه نظره مستريبه .
أخذت تتحول تدريجيا الى الغضب قال وهو يضغط أسنانه
لقد فعلتها
نظر اليه آلان وهو يمسح دموعه التى يراها والديه لأول مره فى حياتهما وهز رأسه بالإيجاب
تركه الأب بغضب وذهب الى غرفته
دخلت الأم غرفة ابنها الذى كان يجلس على الأرض مسندا ظهره للحائط
.مغمضا عينيه و محتضنا مصحفه بعد أن أنهى قراءة ورده القرآنى اليومى
جلست بجانبه على الأرض وقالت : آلان
قال برفق دون أن يفتح عينيه : أبو بكر يا أمى. أبو بكر
قالت : هذا الإسم لا أعرفه انه ثقيل على لسانى ولا أعرف كيف أنطقه
أحب آلان كثيرا لقد اخترته بنفسى وانت وليد
فتح عينيه وابتسم بحنان : قولى ما شئت يا أمى فأنا أحب منك كل شئ
الأم بحنان حزين : آلان لقد تغيرت كثيرا.انك حبيس غرفتك منذ مده طويله .
وأنت الذى لم تكن تطيق الجلوس فى المنزل أكثر من ساعه .حتى أن والدك أطلق عليك . الصقر الشارد
تنهد بعمق وقال : لقد أدركت أننى أخسر كثيرا بالبعد عنك يا أمى
الأم : يؤلمنى كثيرا انك وحيد تماما يا عزيزى
آلان الذى لم يكن يستطيع الحياه يوم واحد بدون رفقة فتاه و
قطعت كلامها عندما أشاح بوجهه وأغلق عينيه بألم واشمئزاز
قال بحسره : آآآآآآه يا أمى.لو تعرفين كم أنا نادم على تلك الأيامأتمنى من كل قلبى أن يغفر لى الله ما قد سلف
قالت بحب : آلان .عزيزى.أريدك أن تستمع الى كلامى
يجب أن تذهب الى طبيب نفسى
آلان بدهشه : لماذا يا أمى
الأم : انك لا تنام يا عزيزى .واذا نمت قليلا أسمع صراخك الأليم انك تتألم
يا آلان.وأنا لا أتحمل أن أراك هكذا
آلان : لا تقلقى يا أمى .أنا بخير.لقد تقبلت الأمر وتعايشت معه
ربما تكون هذه هى احدى الضرائب التى يجب أن أدفعها لأكفر بها عما فعلته فى الماضى
تنهدت الأم باستسلام .ثم قالت بعد صمت :
آلان والدك يحتاجك معه فى العمل .يجب أن تذهب اليه
آلان : لكنه يرفض ذلك بشده .انه غاضب يا أمى
الأم : لا تلومه يا عزيزى .سوف يأخذ وقتا طويلا ليتقبل ذلك التغيير الذى حدث لك
انه بحاجه اليك .فلا تخذله
>يتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>>[/align]
[align=center]الحلقه الثالثه عشر
الأب دون أن يرفع عينيه : ما الذى أتى بك
أبو بكر : أتيت لأ
دخل أبو بكر مكتب والده المنهمك دائما فى عمله والقى عليه التحيه
ساعدك
الأب باحتقار : لست بحاجه لمثلك ليساعدنى
أبو بكر : كنت فى الماضى تتمنى ذلك فماذا حدث
أصبحت مسلم
اسمى
لكنى مازلت نفس الإنسان
أحمل نفس العقل .نفس القلب نفس الدماءأنا ابنك
فما الذى تغير
الأب بغضب : ارحل من هنا
أبو بكر : لقد أتيت من أجلك يا أبى .وها أنت تطردنى
الأب : فى الماضى كان وجودك هنا ممكنا لكن الآن . أصبح مستحيل
أبو بكر بغضب : لماذا
لأننى مسلم وشركائك الذين فرضوا عليك شراكـ
قاطعه بغضب وبصوت منخفض : اخفض صوتك .
مازلت كما أنت .لم تتغير.أحمق .متهور .
ترى الأمور بعينيك أنت فقط
قال بسخريه :
عجبا لقد عشت زمنا طويلا وأنا أعتقد أن فرانسوا ديزيه لا يخشى انسانالكن بعد رحلتى الأخيره
بدأت أرى أشياء كثيره لم أكن أراها من قبل
لقد نضجت يا أبى .لم أعد ذلك الفتى المدلل.ولا الصقر الشارد كما كنت تدعونى
أصبحت رجلا وأستطيع تحمل تبعات أفعالى وقراراتى
وأنا هنا من أجلك من أجلك أنت فقط .
فهل ستقبلنى
ستقبلنى
نظر اليه الأب بصمت طويلا .ثم تنهد بعمق وقال :
اذهب الى مكتبك .ولكن .لتأخذ حذرك جيدا
.
دخل دانى الى أحد المكاتب فى شركة ديزيه وتحدث الى السكرتيره :
عفوا.لقد وصلنى ذلك الخطاب من شركات ديزيه
قالت بثقه : تفضل .نائب المدير ينتظرك
دخل فوجد أبو بكر جالس على مكتبه دعاه للجلوس
قال له دانى وهو يتفحصه : آلان !!!!
آلان .صديقى القديم
قال أبو بكر بجديه : لم أرسل لك خطاب رسمى من الشركه لنعيد روابط صداقتنا القديمه.
فنحن لم نكن أبدا أصدقاء حقيقيين
دانى بتوجس : لماذا اذا
أبو بكر مباشرة : لقد قررت تعيينك فى منصب كبير فى احدى شركات ديزيه
ذهل دانى تماما وقال بارتباك : آلان آ .آأشكرك كثيرا
أبو بكر : أعلم تماما أن العمل فى شركات ديزيه هو حلم حياتك .
ثم أردف بلهجه مختلفه : وهو سبب ما تدعوه بصداقتنا القديمه
بهت دانى وارتبك بشده : لماذالماذا.
أبو بكر : لقد فعلت هذا لسببين : أولا .لأننى مدين لك بالكثير
دانى باندفاع : بكم .آ آ
أبو بكر باستهزاء : انه شئ أغلى بكثير من المال
فأنت أحد الأسباب التى ساعدتنى لأصبح أبو بكر
ومن خلال صداقتنا المزعومه استطعت اختيار طريقى الذى يجب أن أسير فيه
بلع دانى ريقه بصعوبه وهو يستمع فى صمت
أبو بكر : السبب الثانى هو أننى أردت أن أبر بقسم أقسمه انسان عزيز على قلبى يوما ما
دانى : لم أفهم
أبو بكر منهيا الحوار : تفضل .استلم وظيفتك
مد دانى يده ليصافحه .نظر أبو بكر ليده باحتقار شديد.
ثم رفع يده مشيرا الى الباب وقال :
تفضل .استلم وظيفتك
دخل أبو بكر الى مكتب والده الغاضب بناء على استدعائه له
الأب بقلق : لماذا لم تنجز الصفقه التى كلفتك بها
قال بجديه : الشروط ليست فى صالحنا
الأب : الشركاء غاضبون جدا
رفع كتفيه كعادته بلا مبالاه : فليغضبوا انه عمل يا أبى
وهذه شركتك أنت تملك غالبية أسهم الشركه
وانت لا تحب الخساره
الأب : ولأنه عمل فلابد أن تنجز هذه الصفقه كما تعودنا
أبو بكر بهدوء : لقد جاءنى عرض أفضل بكثير
الأب بدهشه : عرض ممن
أبو بكر : من شركه سعوديه
الأب : وما أدراهم أن هناك صفقه
أنت .أليس كذلك
أبو بكر ببساطه : سوف يدفعون مبلغا أكبر بكثير
الأب : هناك أشياء كثيره غير المال
قاطعهما دخول أحد المساهمين بالشركه
الرجل : لماذا لم تتمم الصفقه حتى الآن كما اتفقنا ؟
الأب بارتباك : تأخرنا فى دراسة الشروطسنتصل بالشركه وننجز الصفقه
أبو بكر بتحدى : لا
ينظر اليه الإثنان فى وقت واحد.فيكمل
لقد جاءنى عرض آخر بشروط أفضل بكثير
الرجل بحنق : اننا نتعامل مع هذه الشركه منذ زمن طويل . وهذه الصفقه لن يأخذها غيرهم
أبو بكر ببرود : حسنا فلتقل لهم أن يعدلوا الشروط
الرجل بانفعال : لا .سننجزها بالشروط القديمه
نظر اليه باستفزاز وقال بسخريه : لماذا
لأن ابن عمك أحد المساهمين فى هذه الشركه
الرجل بذهول :
ماذا؟
عقد الأب حاجبيه لكنه لم يتكلم
أكمل فى سخريه أشد : لا تتعجب ؟
فأنا أعرف عنكم كل شئ
أخبر أقاربك أن هذا عمل .واذا لم يتم تعديل الشروط كما قلت .فليودع ابن عمك هذه الصفقه الى الأبد
الرجل بغضب : لا لن تستطيع أن تفعلها أحذرك أن
نظر اليه أبو بكر نظره مخيفه وقال بصرامه شديده :
يجب أن تدرك جيدا مع من تتحدث
أنا انسان غير قابل للتهديد
الصفقه ستذهب للشركه السعوديه
نظر اليه الرجل نظرة وعيد وقال : ستندم كثيرا على اليوم الذى خرجت فيه من العراق سالما
وستندم أكثر لأنك عدت الى هنا
خرج الرجل كالعاصفه.
نظر الأب الى ابنه باعجاب حذر وابتسم بتردد وقال :
لقد فتحت أبواب الجحيم
هز آلان كتفيه بلا مبالاه ومط شفتيه و قال :
لا يهمنى لنعد الى العمل
>يتبع>>>>>>>>>>>>>>[/align]
« ريـــــم انا لك حيـاه وممات | بكاء تحت المطر » |
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع |