المليون», الشللية, السايت, الزائدة, الشعبية, يكشف, «شاعر
«شاعر المليون» يكشف الشللية السائدة في الساحة الشعبية
البرنامج يختصر المسافات لشعراء رفضتهم وسائل الإعلام
الشعراء المشاركون في حلقة الثلاثاء الماضي ينتظرون تقييم لجنة التحكيم وتصويت المشاهدين («الشرق الاوسط»)
أبوظبي: سلمان الدوسري
في واحدة من أقوى حلقات البرنامج الجماهيري شاعر المليون، كشفت الحلقة الخامسة عن الشللية التي تسود الساحة الشعرية الخليجية، واختفاء الشعراء المتميزين أمام آخرين يبرزون لأسباب أخرى لا علاقة للشعر بها، وهو ما سجلته هذه الحلقة من شاعر المليون عندما حضر أكثر من شاعر كان أداؤهم أكثر من رائع، في الوقت الذي كشف هؤلاء الشعراء أن الساحة الشعرية رفضتهم وغيبتهم طويلا، لعدم وجود علاقات لهم مع مسيري هذه الوسائل الإعلامية، قبل أن يظهروا في برنامج شاعر المليون.
وفوجئ الجمهور بالشاعرين عبد الله السميري وفالح المطيري يقدمان قصائد متميزة، لكنهما أشارا إلى رفض وسائل الإعلام ومنظمي الأمسيات الشعرية استضافتهما، بل ان الشاعر السميري قال انه سجل قصائد في عدد من الفضائيات المتخصصة وكذلك في التلفزيون السعودي، إلا أن كل تلك القصائد لم تعرض أبدا، مشيرا إلى أنه وبمجرد مشاركته في شاعر المليون بدأت القنوات في بث قصائده من دون أن يعلم.
ولعل ما يحسب لبرنامج شاعر المليون أنه عندما يختار الشعراء المشاركين في المرحلة الأولى، وهم ثمانية وأربعون مشاركاً، لا تتدخل المجاملة إطلاقا في هذا الاختيار، وهو ما يسجل لصالح البرنامج حيث يكون الحسم والاختيار للقصيدة بغض النظر عن اسم الشاعر، وهو ما انعكس جليا على مستوى البرنامج باكتشافه لشعراء لم يكونوا معروفين في الساحة الشعبية.
كما شهدت هذه الحلقة استبعاد لجنة التحكيم لشاعر اماراتي من ضمن الشعراء الثمانية المشاركين، علما أنها ليست المرة الأولى التي تستبعد اللجنة شعراء من الامارات، وهو ما يؤكد مصداقية البرنامج وعدم مجاملته للشعراء المشاركين من الامارات البلد المنظم للبرنامج، لكن هذا لا يعفي بعضا من أعضاء اللجنة من المجاملة الواضحة عند تقييم الشعراء أمام الجمهور، في الوقت الذي تختلف آراؤهم خلف الجدران عندما تأتي مسألة التصويت للشعراء، حيث يعطون آراءهم الحقيقية التي تختلف بالتأكيد عن تلك التي طرحوها أمام الجمهور.
واستمر التناقض الكبير بين أعضاء اللجنة في هذه الحلقة أيضا، فعندما أتت مشاركة الشاعر الاماراتي محمد بن شيخة قيمت اللجنة أداءه بالضعيف والقصيدة بغير المناسبة، وقال عنها الاماراتي سلطان العميمي انها قصيدة عادية، كان الوحيد الذي كان له رأي مغاير عضو اللجنة (السعودي) تركي المريخي، الذي أصر على مجاملة الشاعر والتأكيد على أن قصيدته جميلة ورائعة، غني عن القول أن اللجنة استبعدت الشاعر بن شيخة، الذي قيم أحد أعضاء اللجنة التحكيمية قصيدته بأنها رائعة!!.
القصيدة الدينية كانت هي الأخرى حاضرة بقوة في هذه الحلقة حيث أشير لها في أكثر من موقع، ودافع عدد من الشعراء في قصائدهم عن المتدينين وأنهم لا يمثلون الارهاب، ووجدوا تفاعلاً من الجمهور على هذا الطرح طويلا.
وبعد أن قدمت الحلقة الماضية من البرنامج شاعرا فلسطينيا، جاء الدور على بلد شاعر المليون هذه المرة، عندما أتى الشاعر محمد بن يسلم من موريتانيا، وإذا كان الشاعر الفلسطيني قد استبعد من المرحلة الأولى بأمر لجنة التحكيم، فإن بن يسلم سينتظر خلال هذا الأسبوع نتيجة التصويت قبل اتخاذ القرار بالبقاء أو الاستبعاد.
ويمكن القول ان تنافسا كبيرا أشعلته الحلقة الخامسة بين الشعراء الثمانية، الذين تم اختيارهم عن طريق القرعة بالحلقة الماضية، وهم محمد مبارك بن شيخة (الإمارات)، إبراهيم خليل العنيزي (السعودية)، فالح الدهمان الظفيري (السعودية)، محمد يسلم (موريتانيا)، مشعل النون الرشيدي (الكويت)، عبد الله السميري العتيبي (السعودية)، جابر البطحي (الكويت)، خليل الشبرمي التميمي (قطر).
كما شهدت الحلقة الإعلان عن تأهل اثنين من متسابقي الحلقة الماضية عبر تصويت الجمهور، وهما عايض بن غيدة القحطاني (قطر)، وبدر الصبيحي الخالدي (السعودية).
استهلت الحلقة بالمتسابق إبراهيم خليل العنزي من السعودية، والذي ألقى قصيدة بعنوان «التئتئة»، ونالت إعجاب الحاضرين وقال عنها الدكتور غسان الحسن: إن نوعها جديد وموضوعها فريد واحتوت على جماليات كثيرة إضافة إلى أن الشاعر جعل من «اللدغة» موضوعاً للجمال ، كما استخدم الشاعر كلمات خدمت القافية، وأشاد حمد السعيد بجمال النص، وقال سلطان العميمي: إن القصيدة مليئة بالرومانسية وتخاطب الطفولة المنسية، إضافة إلى أن الشاعر استطاع توظيف مفردات جميلة تدور في فلك الحواس البشرية.
وألقى المتسابق جابر بن غازي المطيري (الكويت) قصيدة غزل في وطنه، قال عنها سلطان العميمي: إنها من أجمل قصائد المسابقة وتحمل فلسفة خاصة بالمتسابق، ومُحكمة البناء وبها وعي واضح، وأضاف الدكتور غسان الحسن، أن مستوى القصيدة جيد وفيها خيال مركب يصل لمرحلة الترميز الجزئي، والذي طغى على كلية الموضوع، كما أن القصيدة عالية الشاعرية.
المتسابق الثالث في الحلقة كان من الكويت أيضا، مشعل النون الرشيدي، والذي ألقى قصيدة بعنوان «أبشرح الموضوع»، قال عنها سلطان العميمي: إنها قصيدة جميلة بعيدة عن التكلف وبها صور تلائم غرض الافتخار بالوطن، كما أن القصيدة مُعطرة بالشعر، وأشاد الدكتور غسان الحسن، بمطلع القصيدة، والشاعرية المتوسطة في أوسطها حيث احتوى كل بيت على لمحة من الشاعرية، ثم تناوله للوطنية في نهاية القصيدة.
ثم ألقى المتسابق عبد الله فيحان السميري(السعودية)، قصيدة تفاعل معها الجمهور، ووصف بدر صفوق صاحبها بالفحل المتمكن، واتفق معه الدكتور غسان الحسن على تمكن الشاعر وقدرته على التأليف والأداء خاصة أن القصيدة منبرية، وإجادة المتسابق اللعب على التناقضات الموجودة في زماننا غير أن القصيدة غير ثابتة المستوى.
وألقى المتسابق فالح بن دهمان الظفيري (السعودية) قصيدة بعنوان «خارج السرب»، تفاعل معها كثيرا حتى رمى عقاله وغترته أثناء إلقاء القصيدة، وقال عنها تركي المريخي: إنها احتوت على بعض القوافي المشددة والساكنة، وأكد سلطان العميمي على رُقي النص واستحقاقه للتميز، كما يحمل فلسفة شعرية خطيرة، وأشاد العميمي، بقمة الصفاء الذهني والشاعرية.
وتناول المتسابق الإماراتي محمد مبارك بن شيخة، غرض الفخر والمديح للوطن، في قصيدته التي قال عنها الدكتور غسان الحسن: إن لغتها ضعيفة وقليلة الشاعرية، وأكد حمد السعيد على بداية القصيدة بثلاث أفكار، في حين وصف سلطان العميمي القصيدة بالعادية التي لا تمثل مستوى الشاعر الحقيقي، كما أن نصها مباشر من دون ابتكارات شعرية، وقال بدر صفوق: إن الشاعر التقط ما تيسر له من الوهلة الأولى، وكان الوحيد الذي أعجبته القصيدة تركي المريخي الذي أشاد بجمال القصيدة في مدح دولة الإمارات، مؤكدا أن القصيدة رائعة وجميلة.
وألقى المتسابق الموريتاني الوحيد بالمسابقة محمد بن يسلم، قصيدة بعنوان «احتراقات وطن»، قال فيها سلطان العميمي: إن النص تغلب عليه الرمزية، مع محاولة الشاعر في النصف الثاني للقصيدة كسر هذه الرمزية من خلال تطرقه للأمور السياسية، أما تركي المريخي فقد قال: إن النص يعكس ثقافة الشاعر من مخزونه اللغوي.
واختتمت الحلقة بالمتسابق خليل الشبرمي التميمي (قطر)، والذي ألقى قصيدة بعنوان «سليل المجد» في مدح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وعلق سلطان العميمي على وجود ظاهرتين بالنص، الأولى تمثلت في التكرار والجرس الموسيقي للألفاظ وامتلاك الشاعر لصوت جميل في تكوين هذا الجرس، أما الظاهرة الثانية، فهي استدعاء للتاريخ البطولي الإسلامي والعربي، وكذلك استدعاء للموروث الاجتماعي. وفي نهاية الحلقة أعلنت اللجنة قرارها بتأهل المتسابق خليل الشبرمي التميمي (قطر)، وجابر غازي البطحي (الكويت)، كما أعلنت اللجنة استبعاد المتسابق محمد بن شيخة (الإمارات)، في حين يدخل بقية المتسابقين، مرحلة التصويت والتي تعلن نتائجها الأسبوع المقبل.
المصدر صحيفة الشرق الاوسط لهذا اليوم الجمعه 16 محرم
«ahuv hglgd,k» d;at hgaggdm hgshz]m td hgshpm hgaufdm