********
***************
**************
كان لعبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - مزرعة في المدينة مجاورة لمزرعة يملكها معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - , وفي ذات يوم دخل عمّال مزرعة معاوية إلى مزرعة إبن الزبير , فغضب إبن الزبير وكتب لمعاوية في دمشق , وقد كان بينهما عداوه :
"من عبدالله إبن الزبير إلى معاوية ( إبن هند آكلة الأكباد ) أما بعد
.
( فإن عمالك دخلوا إلى مزرعتي فمرهم بالخروج منها , أو فوالذي لا إله إلا هو ليكوننّ لي معك شأن )"
فوصلت الرسالة لمعاوية وكان من أحلم الناس فقرأها , ثم قال لإبنه يزيد :
"ما رأيك في إبن الزبير أرسل لي يهددني ؟"
فقال له إبنه يزيد : "إرسل له جيشاً أوله عنده وآخره عندك يأتيك برأسه"
فقال معاوية : "بل خيرٌ من ذلك زكاة وأقرب رحما"
فكتب رسالة إلى عبدالله بن الزبير يقول فيها
:
"من معاوية بن أبي سفيان إلى عبدالله بن الزبير (ابن أسماء ذات النطاقين )
أما بعد .
فوالله لو كانت الدنيا بيني وبينك لسلمتها إليك .
ولو كانت مزرعتي من المدينة إلى دمشق لدفعتها إليك .
فإذا وصلك كتابي هذا فخذ مزرعتي إلى مزرعتك وعمالي إلى عمالك .
فإن جنّة الله عرضها السموات والأرض .
فلما قرأ إبن الزبير الرسالة بكى حتى بلها بالدموع ,
وسافر إلى معاوية في دمشق وقبّل رأسه وقال له :
"لا أعدمك الله حلماً أحلك في قريش هذا المحل" .