ليباركك اللله مشرفتنا الغالية
|
أهداف, القرآنيّ, القَصَص
--------------------------------------------------------------------------------
إن الهدف الأول من القصص القرآني لا يتجاوز المحور الأعظم لأهداف القرآن الكريم , ألا وهو كونه هداية للناس أجمعين فالقصة القرآنية تمثل جزءاً كبيراً من القرآن الكريم , وهي تتحد مع ما سواها مصدرًا وموضوعًا وغايةً, ولـكـن إذا ما أردنا شيئاً من التـفـصيـل فإننا نستطيع أن نجمل أهداف القصص القرآني في النقاط التالية وذلك من خلال ما أشارت إليه آيات القرآن الكريم متفرقة في معرض حديثها عن قـَصص متعددة :
1- تثبيت قلب النبي صلّى الله عليه وسلم , قال تعالى: [ وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ] {سورة هود: 120} ففي أخبار المرسلين وتكذيب أقوامهم تسلية وتصبيـر لقلب النبي صلّى الله عليه وسلم ـ وللمؤمنين والدعاة من بعده ـ على ما يلقاه من أذى المشركين وتكذيبهم , كما قال تعالى: [ قد نعلم إنه ليَحْـزُنُـك الذي يقولون ] إلى آخر الآية [ ولقد كُذِبتْ رسلٌ مِن قبْـلِك فصبروا على ما كُذبوا وأُوذوا حتى أتاهم نصرُنا ولا مبدِّلَ لكلماتِ اللهِ ولقد جاءَكَ من نبأِ المرسلين ] {الأنعام: 33ـ 34}.
2- إثبات صدق النبي صلّى الله عليه وسلم في رسالته ؛ لأن دعوة الأنبياء واحدة ومنهجهم واحد , وبالتالي فإن النبي صلّى الله عليه وسلم كما قال جل شأنه : [ قل ما كنتُ بِـدْعًا من الرسل ] {سورة الأحقاف: 9} وقال أيضاً: [ وما أرسلنا مِن قبلِك إلاّ رجالا نوحي إليهم فاسْـألـوا أهلَ الذكرِ إن كنتم لا تعلمون ] { سورة النمل: 43}. ومن وجه آخر ؛ حيث ينبئ النبي صلّى الله عليه وسلم بأخبار الأمم السابقة والقرون الساحقة مما لا يعلمه أحد من كتاب العرب فضلا عن أميٍّ مثلِهِ ( صلّى الله عليه وسلم ) وهذا ما أشار إليه الحق سبحانه وتعالى حين قال: - وهو يعرض قصص الأنبياء الواردة في {سورة هود -عليه السلام-: 11 } - [ تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنتَ تعلمُها أنت ولا قومُـك من قبلِ هذا ] , وأيضاً حين قال سبحانه وتعالى مخاطباً نبيه صلّى الله عليه وسلم في {سورة القصص: 44-46 } بعد عرض شيق وطويل لنبأ موسى وفرعون ـ : ( وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ{44} وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُوناً فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ{45} وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )
3- الإعتبار والإتعاظ من خلال النظر في سنة الله النافذة في هذا الكون , فالعاقبة دائما للمتقين , والبوار والخزي دائماً على الظالمين , وما أكثر الآيات التي تأمرنا بالسير في الأرض للنظر والإعتبار من عواقب وآثار الماضين , وفي هذا يقول سبحانه: [ لقد كان في قـَصَصِهم عبرةٌ لأولي الألبابِ ] {سورة يوسف: 111} ومعنى العبرة: هو التأمل والإتعاظ والإعتبار بأن نقيسَ أنفسنا على السابقين ممن قصَّ الله علينا نبأهم بالحق , فـنعلمَ أنَّ سنة الله ماضية فينا كما خلت في الذين من قبلنا , إن خيراً فخير وإن شراً فشر
4- تصحيح العقائد الفاسدة وتثبيت العقائد الصحيحة - ومحورها أمران : الإيمان بالله وحده, والإيمان بالبعث بعد الموت - , وهذا ظاهر من خلال دعوات الرسل والأنبياء جميعاً لأقوامهم .
.
5- تقويم الخلق والسلوك الفردي والجماعي , وتحقيق خلافة الإنسان في الأرض, وهذا ظاهر من خلال معالجة كل نبي لصفة معينة في قومه ـ عدا الكفر ـ كان يسعى لإصلاحها ؛ فالقصص يصوِّرُ ـ مثلاً ـ شناعة ما كان عليه قوم لوط وما كان عليه أهل مَدين وما كان عليه الطغاة والمفسدون من ظلم وجور ومنع للفقراء وتصوِّر أيضاً شناعة الحسد الذي حمل أحد ابني آدم على قتل أخيه وشناعة طبائع اليهود. وفي جانب آخر تصور ما كان عليه الأنبياء والصالحون من صبر وعدل وعطاء وكيف حقق سيدنا سليمان عليه السلام وغيره الخلافة في الأرض على أساس من العدل والخلق والاستقامة.
6- وثمة أهداف أخرى كثيرة لمن تأملها من أولي الألباب , مثل التوكل على الله , لاسيما بالنسبة للدعاة والمصلحين , وانتهاج الأسوة الحسنة في الأنبياء, والتجمل بمكارم الأخلاق , وتعلم آداب الحوار , والجدال بالحسنى , وأساليب الدعوة إلى الله تعالى , وكيف يدخل الداعية إلى قلوب المدعوين , ومعرفة طبائع الناس عامةً عند كفرهم وإيمانهم , وطبائع أقوام بعينهم مثل بني إسرائيل , وكيفية التعامل معها , وتشخيص أمراض المنحرفين والمعاندين , وكيفية معالجتها , وغير ذلك .
- هذا ما يتعلق بأهداف القصص القرآني عموماً , أما إنْ أردنا تفصيلاً أكثر فإننا سنجد أنفسنا أمام بحر لا ساحل له ولا قرار, حيث إنَّ المتدبر لقصص القرآن الكريم واجدٌ في كل قصة , بل في كل آية ، وفي كل كلمة والتـفاتة قرآنية , ومن الأهداف والعبر والإشارات واللطائف ما تعجز عنه الألسن ولا تبلغ مداه الأفهام, وصدق الله العظيم إذ يقول ـ مبيناً تلك الأهداف العظيمة من القصص ـ : [ لقد كان في قـَصَصِهم عبرةٌ لأولي الألباب ما كان حديثا يُفترَى ولكنْ تصديقَ الذي بين يديه وتفصيلَ كلِّ شيءٍ وهدًى ورحمة لقوم يؤمنون ] {سورة يوسف: 111}. وتأمَّلْ كيف جاء لفظ [عبرةٌ] منكرًا ليفيد الشمول والعموم ؛ ففي قصصهم عبرة عن كل شيء, وفي كل شيء من قصصهم عبرة ولكنْ مَن يستخرجُ تلك الدرر والجواهر؟!! إلا من آتاه الله عقلا نيرًا وقلبًا مبصرًا ولذلك جعل العبرة في الآية السابقة قاصرة على » أولي الألباب « [ إنَّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيدٌ ] { سورة ق: 50\37}. والله تعالى أجل وأعلم
Hi]ht hgrQwQw hgrvNkd~
التعديل الأخير تم بواسطة الريحــــانة ; 02-Mar-2008 الساعة 10:43 PM
ليباركك اللله مشرفتنا الغالية
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»ضي الأمل«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
أسعدني وشرفني تواجدك أخية
في متصفحي لاعدمت هذاالتواصل
دمتي رائعة
التعديل الأخير تم بواسطة الريحــــانة ; 02-Mar-2008 الساعة 10:41 PM
جزاكى الله كل خير
.
حيث إنَّ المتدبر لقصص القرآن الكريم واجدٌ في كل قصة , بل في كل آية ، وفي كل كلمة والتـفاتة قرآنية , ومن الأهداف والعبر والإشارات واللطائف ما تعجز عنه الألسن ولا تبلغ مداه الأفهام, وصدق الله العظيم إذ يقول ـ مبيناً تلك الأهداف العظيمة من القصص ـ : [ لقد كان في قـَصَصِهم عبرةٌ لأولي الألباب ما كان حديثا يُفترَى ولكنْ تصديقَ الذي بين يديه وتفصيلَ كلِّ شيءٍ وهدًى ورحمة لقوم يؤمنون ]
جزاك الله خير الجزاء
يعطيك العافية
وجزاك الله الف
خير
« علامات الوقف في القرءان ** | وحي الله إلى النحل آية قرآنية وحقيقة علمية » |
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع |