مـَطـَريِـةْ, شَاعرُ المنفَى
تهتَريْ السمَاءُ لحرفِه ، وتُمطرُ بغزارةِ الجنُونْ
حينَ يهطُلْ لاَ ينعتُ الحرفَ حرفاً ولاَ الكلمةُ كلمِة
يستقطبُ مناراتِ السَحابْ لتحمَلْ مضمُونَ القلمْ فتنشُره للهَواء ، للمَاء ، للحياَة ، للتَمرد
يُرتبُ الفكرةَ بحرفنةِ الضيَاء ، يرسلُهاَ بعيدةً تلكُمُ القمةْ
بعفَويِةْ النسِيمْ يمسحُ علقمَ الصخَب ويُعيدَ تشكيلَ الطينْ بيديِه المتجَعَدة
يغسُلُ العارَ بمَاءْ السنَابِل
يهوىَ السقًوطَ خلفَ الظلاَم
منْ أقوالِة : سأنشغل، لبعض الوقت، بدفن كرامة أمّة كاملة لا تزال جثتها مرمية على رصيف شارع (الفيديو كليب) !
شَاعرُ استشعَرْ الجمَال ، وسكنَ فيْ قصرِ الابدَاعْ ، ولحنَ نغمَ الحرفْ
أرضحَ المعنىَ لهُ ، فتمردَ الثائرونَ حولهَ
لمْ تكنْ لهُ قضيِةْ بقدرْ ماكانَ هوَ قضية نفسهْ
استطَاعَ التعبيرَ عنْ عطشَ كُل عربيْ برشفةٍ من حريرْ في أرضٍ قاحلةَ لم يهطل عليهَا " مطَر " منذُ زمنْ
شَاعرُ لا يعيشُ في زمنْ عصرهْ ولا ينتميْ لهؤلاءْ الشعراءْ
حينَ أردفَ قائلاً :
لعنتُ كل شاعرْ
يغازلُ الشفاه والأثداء والضفائر
في زمن الكلاب والمخافرْ
ولايرى فوهة بندقيةٍ
حين يرى الشفاه مستجيرهْ !
ولا يرى رمانةً ناسفةً
حين يرى الأثداء مستديرهْ !
ولايرى مشنقةً حين يرى الضفيرهْ !
يُوصفُ بالمُخاطرةْ واعتمَار قلنسُوةْ المجازفَة لانهُ قالَ ذاتَ احباَط :
آه ياعصرَ القصاصْ
بلطةُ الجزّارِ لا يذبحُها قطرُ النـدى
لا مناصْ
آن لي أن أتركَ الحبرَ
وأن أكتبَ شعري بالرّصاصْ !
شَاعرنُا مُتهمٌ بالحريِة ومريِضٌ بالقلَم
جس الطبيب خافقي
وقال لي :
هل هاهنا الألم ؟
قلت له : نعم
فشق بالمشرط جيب معطفي
وأخرج القلم !
هز الطبيب رأسه . وابتسم
وقال لي :
ليس سوى قلم !!!
فقلت : لا يا سيدي
هذا يدُ . وفم !
رصاصة . ودم !
وتهمة سافرة . تمشي بلا قدم !
حَاربَ مقصَ الرقيِبْ ليعيشَ مقصوصَاً خارجَ وطنِه وليسَ مقصُوصاً من قلُوب النَاس
أود أن أرفع رأسي عالياً
لكنني
أخاف أن يحذفه الرقيب !!
هُو قمةً بينَ مجموعةِ منْ اسودِ اللغَة
ومنْ هذاَ المُتصفح سأنثُر لقلوبكمْ تصعلُكاتْ حرفِ هذا الشاعرْ
لتحبُونهُ بطريقتكمْ وبأيِ شكلٍ تُريدونْ
اغمدواُ اجفانكمْ ذاتَ غفوةَ ، وانصتُوا لعزفِ المطَر
وتُطلقُونَ العنَانَ لأرواحكِم تهيِمْ بينَ الارجاءْ المعمُورةْ
ghtAjJQhjX lJQ'JQvdAJmX > " aQhuvE hglktQn "