اسمح لي أن أرفع القبعة لهكذا قلم
مقال جميل جدا وخطوط يجب أن توقف عندها
تم إعتماد الموضوع
وسيكون لي عودة أخرى بإذن الله
\\
عمر الشمري
|
الرؤية
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على سيدنا محمد وأل محمد
/
\
/
ذات يوم مررت برجل لم انتبه له جيدا ولكني رأيته يشرب بيده الشمال فمن باب النصح اقتربت منه وأخبرته ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهانا ان نأكل أو ان نشرب باليد اليسرى فلم أنته من كلامي إلا ورأيت ذلك الرجل يرفع عاتقه الأيمن ليتبين لي انه مقطوع اليد اليمنى
كم شعرت بالحرج الشديد حتى أني لم استطع ان أتفوه أو أعتذر بأي كلام أو ان ابرر ووددت لو ان الأرض انشقت وابتلعتني حين رأيته هادئا دمث الخلق, كان رده في تعابير ملامحه السمحة
من المحرج لنا ان نقع في مثل هذه المواقف. التي ربما تكون فيها تصرفاتنا وانفعالاتنا أسرع من وضوح الصورة فتسبق ردود الأفعال لدينا التثبت من حقيقة الأمر، ولربما بسبب ذلك نقع في الحرج مع أنفسنا ومع غيرنا.
كان ذلك مثالا على أننا كثيرا ما نفقد رؤيتنا بعين بصيرة, وتتشتت أمامنا كل معرفتنا ودرايتنا, وتجعلنا بعض المواقف صغارا في أعيننا التي طالما أكبرنا أنفسنا فيها, تعلمت من ذلك الموقف أن ألسنتنا تسبق تفكيرنا غالبا فنضع أنفسنا في أماكن الجهل بذلك.
كم في حياتنا من القرارات التي افتقدنا فيها وضوح الرؤية, وكم تعجلنا في إصدار أحكامنا على كثير من الأمور التي واجهتنا وتواجهننا في شتى أمور حياتنا, وكم فقدنا توازننا بضعف تبصرنا في الأشياء, وكم أشعرتناّ ثقتنا العمياء في أنفسنا أننا نبصر حتى في الظلام.
كم من الأشياء خسرناها بتعجلنا في رد فعلنا الخاطئ بسبب الضباب فيما نرى.
كان ربنا عز وجل لطيفا بنا وحكيما حين أُمرنا بأن نتبين في كل أمر أو خبر يأتينا منقولا أو نشاهده بلا وضوح أو نسمعه بلا نقاء, أو رؤية عميقة والتبين هو خلاصة التأكد والفصل بحقيقة, أو بهتان الأمر وكذبه، قال تعالى ((يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)) الحجرات (آية:6).
من ذلك دلت الآية على أهمية وضوح الرؤية, والتبين في كل أمر قد يكون عاقبته الخطأ عند تصديقه أو الظن به الندم والخسارة. ولو راجعنا يومياتنا فيما نسمع أو نشاهد أو نقرأ لوجدنا الكثير من انعدام الرؤية الصحيحة, ولوجدنا كثيرا من الناس يتخبط في أحاديثه, ويتردد في أقواله كل ذلك بسبب عدم وضوح الرؤية. هذا على مستوى الأشخاص والأفراد وحتى المجتمعات فما بالك بمواقف دول هنا وهناك فقدت الرؤية الحقيقية واختلفت نظراتها نحو الحقيقة الكامنة وتبدلت لديها مواطن الحق والصدق بتضاريس الجهل والتعجل والافتراء. هكذا يصنع انعدام الرؤية انعداما في التوازن وهكذا تصنع الرؤية الحقيقية البينة ثباتا في الرأي والموقف وفي رد الفعل والله المستعان.
/
\
/
وتقبلوا فائق التحيات
> : ( ,q,p hgvcdm ) : >
اسمح لي أن أرفع القبعة لهكذا قلم
مقال جميل جدا وخطوط يجب أن توقف عندها
تم إعتماد الموضوع
وسيكون لي عودة أخرى بإذن الله
\\
عمر الشمري
موضوع أكثر من راااااائع
بارك الله فيك
والله يعطيك العافية
يسلموووووووووووووووووووووووو
« الى متى المجاملات في المنتديات ( دعوة صريحه للمناقشه ) | لماااذاا » |
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع |