بسم الله الرحمن الرحيم
من رمضان الى رمضان
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه
قال تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}البقرة-185
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رَغِمَ أَنفُ رجل دخل عليه رمضان، ثم انسلخ قبل أن يغفر له" .
ما بين رمضان إلى رمضان تغيب هذه الأحاديث و الآيات ثم تعود لتذكرنا برمضان وفضله
وكأننا ننسى أو نتناسى ذلك الفضل بين رمضان و رمضان !
فهل نحن ننسى أم نتناسى أم هو التأثير المؤقت للحدث ؟
في ظني أنه الخيار الأخير, اي أن تأثير رمضان علينا مؤقت,
فان كان كذلك هو الحال فالسؤال التالي يكون:
لماذا؟
لماذا تأثير رمضان علينا مؤقت ؟
وهل من سبيل الى ربط رمضان السنة هذه برمضان السنة المقبلة ؟
لعله من الطبيعي أننا لو أردنا بحث علاقة شيء بآخر لنظرنا في كيفية تعامل طرف مع الآخر
فتعالوا نتفحص كيفية تعاملنا مع هذا الشهر الكريم.
في حديثنا الدارج نقول ( جاءنا رمضان )
والحقيقة قد تكون كذلك ولكنني أرانا نحن من يجيء الى رمضان واسمحوا لي أن اشرح ذلك.
فقد جرت العادة ان المحتاج هو من ياتي لمن يملك الحاجة
ونحن في الحقيقة من يحتاج رمضان لا هو من يحتاجنا , ونحن من يرغب في عطاياه لا هو
ونحن من ينتظره وليس هو من ينتظرنا ,
لذلك في ظني ان نصحح اول تعاملنا مع رمضان
فنحن طلاّبه ومبتغيه والساعين له , فنحن من جاء رمضان وليس رمضان من جاءنا !
والآن اسأل نفسي:
هل من المعقول وبعد كل هذا السعي (لمدة 365 يوما) وبعد ان اجد مبتغاي اتعامل معه وكأنني في غنى عنه ؟
هل من المعقول ان القاه ثم اقضي وقتي مع غيره ؟
و من يفعل ذلك سوى جاهل أو مغرور أو غافل ؟
أمر الآخر:
يأتي رمضان وينقضي ثم يعود وهو لا يتغير
وناتي نحن لرمضان وقد زاد العمر 365 يوما , وخلالها زادت اعمالنا سلبا او ايجابا ,
وزاد الإيمان أو نقص , وتغيرت القلوب وعلاقتها بخالقها قربا او بعدا ,
والتصقنا بسنة الحبيب او انسلخنا منها,
بل وزادت التجاعيد في الوجوه والشيب في الرأس والضعف في النظر
أو زالت الطفولة وحل الشباب يتبعه مشيب .
كل ذلك ونحن على أمل بطول العيش وفسحة الفرصة وامتداد العمر , وعلى امل عودة رمضان آخر ؟!
والعاقل هو من قال هذا رمضان فمرحبا , هذا رمضان اهلا وسهلا , هذا رمضان وهذه فرصتي التي قد لا تتكرر.
أي عمل قد يكون مناسبا لرمضان؟
لو تخيلنا اننا قد لا نلقاه مرة اخرى, فقد نتوه ونضيع ولا نلقاه,
نعم في كل سنة هناك رمضان ولكن هل هناك نفس الصائمين في كل رمضان ؟
قد تأتي ايام الصيام فلا نعرفها لمرض في القلب يغيّب معناه واهميته ؟
فليس الموت بطلوع الروح هو المانع الأوحد للصيام !
هذا هو رمضان فماذا نحن فاعلون؟
كان رمضان دائما نقطة تحول
ومن لا يعرف ذلك فهذا رمضان امامه ومعه فرصة العمر , فهلاّ تعرفنا عليه ؟
ولماذا كان هذا الشهردائما نقطة تحول ؟
ثم هلاّ جعلناه نقطة تحول لنا ؟
وليس هناك من سبيل للتعرف على أي شيء سوى بالبحث والإطلاع وازالة الجهل وزيادة المعرفة,
فليس من المقبول ان تأتي احدا ثم تتجاهله , وليس من المتوقع ان تتعامل وبالشكل الصحيح مع من تجهل .
اعرف رمضان . هذا هو العمل المناسب في هذه الأيام المعدودة ,
فوالله لو عرفت رمضان لعرفت كيف تربط بينه وبين رمضان القادم ,
ولو عرفته لعرفت رب رمضان , يعني اعرف رمضان لتعرف ربك .
اعرف رمضان حتى يكون تأثيره عليك بمقدار معرفتك به , اعرف رمضان حتى لا يكون تأثيره عليك مؤقت.
رمضان كريم فلا تبخل به على نفسك
اللهم بلغنا رمضان
اللهم بلغنا فضله
اللهم آمين