منتخب الأحلام إلى النهائي المنتظر أمام إسبانيا
أصبح لاعبو الولايات المتحدة على بعد 40 دقيقة من استعادة سمعة "منتخب الأحلام" بعد تأهلهم إلى المباراة النهائية لمسابقة كرة السلة ضمن دورة الألعاب الأولمبية، للمرة الرابعة عشرة من أصل 16 مشاركة، إثر فوزهم على المنتخب الأرجنتيني حامل اللقب (101-81) في الدور نصف النهائي يوم الجمعة في بكين.
ويلتقي المنتخب الأميركي في المباراة النهائية يوم الأحد نظيره الإسباني بطل العالم، الذي حجز مقعده في المباراة للمرة الثانية في تاريخه، بفوزه على نظيره الليتواني وبصعوبة (91-86).
وستكون مباراة اليوم الختامي إعادة لنهائي أولمبياد لوس أنجلوس 1984، عندما فاز الأميركيون (96-65)، كما ستكون إعادة لمباراة المنتخبين في الدور الأول من الأولمبياد الحالي عندما تغلب رجال المدرب مايك كرشيشفسكي على أبطال العالم بفارق نقطة.
وسترتدي مباراة الأحد أيضاً طابعا ثأريا للأميركيين الذين يبحثون عن لقبهم الثالث عشر، لأن المنتخب الأرجنتيني كان أطاح بهم من الدور نصف النهائي لأولمبياد أثينا قبل أربعة أعوام، بالفوز عليهم (89-81) في طريقه للظفر باللقب على حساب نظيره الايطالي، فيما اكتفى المنتخب الأميركي بالمركز الثالث.
تقدم أميركي مريح في الربع الأول
وجاءت المباراة الأولى قوية في بدايتها، خصوصاً تحت السلتين بعدما أشرك مدرب الأرجنتين أوسكار هرنانديز ثنائي الدوري الأميركي لويس سكولا (هيوستن روكتس) وفابريتسيو أوبرتو (سان انطونيو سبيرز) تحت السلة، مقابل وجود لاعب ارتكاز أميركي وحيد هو لاعب أورلاندو ماجيك دوايت هاوارد ثم لاعب تورونتو رابتورز كريس بوش، بهدف اللعب بتشكيلة سريعة، ونجحت إستراتيجية المدرب كرشيشفسكي لأن منتخبه نجح في توسيع الفارق بسرعة إلى 17 نقطة (21-4) بفضل كوبي براينت بشكل خاص، مستفيدا من تسرع الأرجنتينيين وتجدد إصابة نجمهم مانو جينوبيلي لاعب سان أنطونيو الذي خرج من الملعب في منتصف هذا الربع بسبب أوجاع في كاحله، كان قد عانى منها أيضاً قبل انطلاق الأولمبياد.
وأنهى المنتخب الأميركي الربع الأول وهو متقدم بفارق 19 نقطة (30-12) بعدما نجح في 7 محاولات من أصل 9 داخل القوس وفي أربع من أصل 7 من خارجه.
صحوة أرجنتينية
وبدأ المنتخب الأرجنتيني يجد طريقه إلى السلة تدريجياً في الربع الثاني بفضل لاعب شيكاغو بولز أندريس نوسيوني والبديل باولو كوينتيروس لاعب سرقسطة الإسباني، فقلص الفارق إلى 12 نقطة (25-37) مع انتصاف هذا الربع ثم إلى ست نقاط (40-46) بعد دخول سكولا على خط التسجيل قبل أن يستقر الفارق عند تسع نقاط (40-49) في نهاية الشوط بعد ثلاث رميات حرة من نجم دنفر ناغتس كارميلو أنطوني.
الأميركيون يستعيدون زمام المباراة
وعاد المنتخب الأميركي ليضرب بقوة في الربع الثالث كما فعل في الأول، فابتعد عن منافسه بفارق 13 نقطة (53-40) ثم 14 نقطة (67-51) و18 نقطة (73-55) رغم الجهود المميزة التي كان يقوم بها سكولا، قبل أن يدخل الطرفان إلى الربع الأخير والأميركيون في المقدمة بفارق 14 نقطة (78-64) بعدما نجح كارلوس ديلفينو لاعب تورونتو رابتورز في تقليص الفارق بسلة ثلاثية في آخر 45 ثانية.
وشهد انطلاق الربع الأخير حرب ثلاثيات من الطرفين، تبعها سلسلة سلات استعراضية من "الماركة الأميركية المسجلة" دون أن يطرأ أي تعديل يذكر على الفارق الذي يفصل الطرفين والذي كان 14 نقطة (88-73) مع انتصافه قبل أن ينهار المنتخب الأرجنتيني ويسمح لمنافسه بتجاوز حاجز المئة للمرة الخامسة بعد الأولى أمام الصين (101-70) والثانية أمام إسبانيا (119-82) والثالثة في مواجهة ألمانيا (106-57) ومن ثم أمام أستراليا في ربع النهائي (116-85)، ويرفع الفارق إلى 22 نقطة (101-81).
وكان أنطوني أفضل مسجلي المنتخب الأميركي برصيد 21 نقطة، وأضاف ليبرون جيمس 15 وكل من دواين وايد وكوبي براينت 12 نقطة، فيما تألق سكولا من الجهة الأرجنتينية بتسجيله 26 نقطة مع 11 متابعة وكان ديلفينو ثاني أفضل مسجل برصيد 19 نقطة مع 8 متابعات.
الإسبان أبطال العالم إلى النهائي
وأكد المنتخب الإسباني بطل العالم أنه أصبح الرقم الصعب في كرة السلة العالمية، بعدما حجز مقعده في المباراة النهائية لدورة الألعاب الأولمبية بفوزه على نظيره الليتواني (91-86) .
والملفت أن المنتخب الإسباني نجح في التأهل إلى النهائي الثالث له على التوالي في ثلاث بطولات كبرى، بعدما فاز بلقب مونديال اليابان عام 2006 بتغلبه الكبير على اليونان، ثم خسر نهائي بطولة أوروبا العام الماضي في مدريد أمام روسيا بفارق نقطة واحدة.
وجدد باو غاسول وزملاؤه في المنتخب الإسباني فوزهم على نظرائهم الليتوانيين بعد أن كانوا تغلبوا عليهم (89-67) في ربع نهائي مونديال اليابان، إلا أن فوز بطل العالم لم يكن بسهولة المواجهة الأخيرة بينهما، لأن الليتوانيين قدموا مباراة كبيرة وتقدموا لفترات طويلة قبل أن يخسروا بطاقة النهائي الأول لهم في الثواني الأخيرة، ليكتفي المنتخب الأوروبي الشرقي، الفائز بلقب القارة العجوز أعوام 1937 و1939 و2003، مجدداً بالمنافسة على البرونزية التي نالها أعوام 1992 في برشلونة و1996 في أتلانتا و2000 في سيدني.
سيطرة متبادلة في الربعين الأولين
جاء الربع الأول متقارباً جداً مع أفضلية نسبية لإسبانيا التي تقدمت منذ البداية بفضل نجم ليكرز باو غاسول ولاعب بورتلاند ترايل بلايزرز رودي فرنانديز، إلا أنها لم تبتعد كثيراً لأن لاعبي ليتوانيا نجحوا في تقليص الفارق في كل مناسبة، حتى نجحوا في التقدم لأول مرة (17-15) بعد ثلاثية من ريمانتاس كوكيناس، لكن لاعب تورونتو رابتورز السابق خورخي غارباخوزا رد بسلة من المسافة ذاتها ليتقدم منتخب بلاده مجدداً (18-17) ثم (21-19) في نهاية هذا الربع الذي تميز خلاله الليتوانيون داخل "المنطقة الملونة" بنجاحهم في سبع محاولات من أصل تسع.
ومع بداية الربع الثاني نجح المنتخب الإسباني في فرض نفسه تدريجياً بفضل لاعب ارتكاز ميلووكي باكس مارك غاسول، الشقيق الأصغر لباو، وأليكس مومبرو لاعب ريال مدريد اللذين نجحا في اللعب تحت السلة الليتوانية والتسبب بالمشاكل لكسيستوف لافرينوفيتش ليصبح الفارق 8 نقاط (28-20)، إلا إن الليتوانيين لجئوا بعدها إلى سلاح التسديدات البعيدة فقلصوا الفارق (28-30) ثم تقدموا (31-30) و(34-32) و(37-34) بعد أربع ثلاثيات متتالية ثم وسعوا الفارق إلى سبع نقاط (42-36) بعدما نجحوا بتسديدة إضافية من خارج القوس، قبل أن تستقر النتيجة عند (42-40) بعدما نجح الشاب ريكارد روبيو في الحصول على خطأ في الثانية الأخيرة فترجم الرميتين الحرتين بنجاح.
الخبرة الإسبانية ترجح الكفة رغم التكافؤ
فشل أي من المنتخبين في فرض نفسه مجدداً في الربع الثالث، وكانت النتيجة متقاربة بحيث لم يبتعد أي منهما عن الآخر بفارق أكثر من ثلاث نقاط إلا في الثواني الأولى، عندما وسع المنتخب الليتواني الفارق إلى خمس نقاط (47-42)، لكن الإسبان نجحوا مجدداً في تقليص الفارق إلى نقطة واحدة (51-52) قبل أربع دقائق على نهاية هذا الربع ثم (53-54) قبل أن يعادلوا النتيجة (62-62) في آخر 10 ثوان بعد كرة استعراضية من باو غاسول، حصل على أثرها على خطأ وترجم الرمية الحرة بنجاح.
لكن كسيستوف لافرينوفيتش نجح في الثانيتين الأخيرتين في إضافة ثلاثية جديدة (9 من أصل 21) إلى سجل منتخب بلاده وحصل معها على رمية حرة ترجمها بنجاح لتكون ليتوانيا في المقدمة (66-62) قبل دخول الطرفين إلى ربع الأخير.
وبدا المنتخب الإسباني في بداية الربع الحاسم اكثر تنظيما من الناحية الدفاعية ما سمح له بتقليص الفارق ثم معادلة الأرقام (71-71) بسلة من فيليبي رييس، ثم تقدم لأول منذ الدقيقة السابعة للربع الثاني (73-71) بعد دفاع مركز اتبعه هجمة مرتدة سريعة نفذها "الطائر" فرنانديز بطريقة استعراضية، ثم وسع الفارق (79-74) عبر باو غاسول مستفيداً من خطأ غير رياضي ارتكبه لاعب دنفر ناغتس ليناس كليزا.
وكان هذا الخطأ نقطة تحول في اللقاء، لأن أبطال العالم عرفوا كيف يحافظون على التقدم الذي حققوه حتى نهايته رغم محاولات الليتوانيين الذين اقتربوا من منافسيهم (81-84) في آخر 50 ثانية دون أن ينجحوا في التفوق على باو غاسول وزملائه.
وكان باو غاسول أفضل لاعبي إسبانيا بتسجيله 19 نقطة مع خمس متابعات، وأضاف فرنانديز 18 نقطة مع أربع متابعات ورييس 13 نقطة مع أربع متابعات، فيما كان سيماس ياسايتس والقائد ساروناس ياسكيفيتيوش الأفضل في صفوف ليتوانيا، بتسجيل الأول 19 نقطة (5 ثلاثيات) مع 8 متابعات والثاني 19 نقطة أيضاً مع ست تمريرات حاسمة.
وكان نصيب كل من روبرتاس يافتوكاس 15 نقطة ولافرينوفيتش 13 نقطة، 12 منها من خارج القوس (4 ثلاثيات).