مهم, الحيل, تربية, سيدتي, شخصية
-::الخجل::-
-----------------
مشكلة تجعل الطفل يكبر لكنه لا ينمو
زميلنا الخجول أثار بداخلي النظر إلى مسألة الطفل الخجول
ودراستها فهذا الخجل لابد وأنه ليس وليد اللحظة بل هو نتيجة
ظروف ومشاكل واجهها في طفولته
هناك مظاهر مشتركة بين الأشخاص الخجولين مثل الاضطرابات
الإفرازية في العرق وخاصة في الأطراف
من أكبر أضرار الخجل عند الطفل يحول بينه وبين الاندماج في
الحياة، ويمنعه من التعلم من تجارب الآخرين
الشعور بالنقص أو وجود عاهة في جسم الطفل أو البيئة السيئة
التي يعيش فيها الطفل هذه كلها من أسباب الخجل
تنمية شخصية الطفل وتكوين قدراته بالأخذ والعطاء وإعادة
الثقة إلى نفسه من أهم طرق العلاج للخجل
أذكر أنه خلال دراستي الجامعية كان لي زميل خجول وهادئ جداً، وكنت دائماً أرى بأنه علامة استفهام كبيرة فقد أثار حماسي وفضولي عند معرفة شخصه عكس صديقتي التي كانت وجهة نظرها فيه بأنه سلبي وليس لديه شخصية قوية وهذا الخجل الذي يحيط به ليس من سمات الرجال وكنت دائماً أنهرها عندما تتغامز عليه بالسر ففي هذا الوقت الذي كانت صديقتي ترفض فيه شخصية زميلنا الخجول ولا ترغب في الاحتكاك به وتقول لي إنه بحاجة إلى أصدقاء وزملاء خجولين مثله، كنت أخالفها وجهة النظر هذه وأوضحت لها وجهة نظري في خجل زميلنا وطلبت منها أن نساعده على الاندماج والانسجام بيننا حتى يتخلص من معاناته هذه لكي يصبح مثلنا إنساناً عادياً ومنطلقاً في حياته لأنه بحاجة إلى أصدقاء متفتحين واجتماعيين، ولكن للأسف انتهت سنوات الدراسة الجامعية بسرعة وكلًّ منا انشغل بالامتحانات ومشروع التخرج وتخرجنا وكلٌ راح في حال سبيله لكن الأمر الذي لم يرح عن بالي هو زميلنا الخجول وجدت نفسي أتعاطف معه وأنظر إلى خجله بأنه مأساة كبرى نعم ولا مبالغة في هذا الوصف فقد علمت أنه تأخر في دراسته بعد تخرجنا جميعاً وأثار هذا الخبر حزني وأسفي وأرجعت سبب ذلك الخجل إلى تقصيره في الانسجام بيننا والمشاركة معنا داخل قاعة المحاضرات فهو دائماً صامت في ساعات المحاضرات ولا يتحدث ولا يشاركنا الحوار والمناقشة إلاَّ بعد ضغط شديد من الأستاذ أو الدكتور وحتى وإن بادر في ذلك فهو يبدو متوتراً في حديثه فكم تمنيته أن يكون دائماً ناجحاً وفي كل شيء وما زاد حزني الأعظم عليه أنه أصبح يعمل في مجال بعيد جداً عن المجال الذي كنا ندرس فيه وهكذا كنت دائماً أرى أن الخجل مشكلة تربوية ونفسية تتحول إلى مأساة عندما يكبر وينضج الطفل وأن أسباب هذا الخجل لابد وأنها تعود إلى تراكمات قديمة ناتجة عن أسباب نفسية واجتماعية فعلى الأهل أن يراعوا مثل هذه المشكلة ويبادروا لمعالجتها.
لذا كان موضوع الخجل دائماً محط اهتمامي وقراءتي وبعد دراسة طويلة وعميقة استقصيت فيها عن مظاهر الخجل وأسبابه وكيفية العلاج؟ لأضع بين أيديكم تقريراً مفصلاً عن الخجل لدى الأطفال ومما لا شك فيه أنه المشكلة تبدأ منذ سنوات الطفولة المبكرة وتتفاقم ما لم تواجه بالمتابعة ومحاولة الشفاء منها.
أولاً: مظاهر الخجل:
ذكر اختصاصيو التربية والطفولة بأن هنالك مظاهر مشتركة بين الخجولين مثل الاضطرابات الإفرازية في العرق وخاصة في الأطراف واتساع الأوعية الدموية الذي ينتج عنه احمرار الوجه أو انقباضها والذي ينتج عنه اصفرار في الوجه واضطراب في الكلام والتنفيس حيث تتوتر الحبال الصوتية فيصبح الحديث متقطعاً ويتغير الصوت وأحياناً تخرج أصوات يتعذر سماعها وتوجد مظاهر نفسية مشتركة للخجولين فالواحد منهم إذا ما تعرض لظرف مخجل لا يعرف ولا يرى ولا يلاحظ أي شيء ويتقلص الوعي لديه ويصبح من التعذر عليه حدوث رد فعل فوري ويشعر أنه مشلول تماماً ويبدأ ذكاؤه في التضاؤل أو يعمل بشيء من البلاهة.
ثانياً: أسباب الخجل:
أسباب الخجل عديدة قد ترجع إلى الشعور بالنقص عند الطفل أو لوجود عاهة في جسمه أو نقص فيه أو بسبب البيئة التي ينشأ فيها فعلى سبيل المثال هنالك اعتقاد خاطئ في الأسرة بالخرافات والدجل من أن ابنهم يجب ألاَّ يظهر للناس خوفاً من الحسد والعين أو لتدليل الولد وكأنه بنت وارتداء ملابس للبنات أو لأنه الطفل الوحيد بين أخواته البنات الكثيرات العدد حيث يلقى معاملة ناعمة وهي المعاملة التي لن يجدها الطفل خارج المنزل خاصة مع زملائه لذا يهرب الطفل وينطوي عن زملائه ويشعر بالنقص بالنسبة لهم.
أيضاً من الأسباب التي تؤدي إلى الخجل طريقة الآباء مع أطفالهم حينما يخطؤون حيث يوبخ الأب الطفل ويلومه بقسوة وشدة وكذلك محاولة تصحيح أخطائه أمام الآخرين بأسلوب الزجر القاسي هذا الأسلوب يخلق عند الطفل شعوراً بعدم الثقة في نفسه وشعوراً بالانطواء والخجل والانزواء عن المجتمع وقد يكون خجل الطفل ناتجاً عن تشوهات طفيفة بارزة أو للعوز المادي مثل كون ملابسه رثة من فقر والديه أو لقلة مصروفه اليومي في المدرسة أو لعدم تناسق تقاطيع وجهه أو لضعف قدرته العقلية وتحصيله الدراسي.
ثالثاً: كيفية العلاج من الخجل:
ننوه بداية إلى أن الطفل الخجول بحاجة ماسة إلى تنمية شخصيته وتكوين قدراته بالأخذ والعطاء فهو طفل حساس ويمكن إعادة الثقة إلى نفسه عن طريق تصحيح فكرته عن نفسه وبقبول بعض النقائص التي يعاني منها على أن كل إنسان له نقطة ضعف ولكي يتحقق ذلك لابد أن يشعر الطفل الخجول بالحب والود لكي يتقبل الأسباب الكامنة وراء خجله سواءً أكان المعالج طبيباً نفسياً أم باحثاً اجتماعياً معلماً أم أباً أم أماً وأيضاً على المعالج أن يكتشف في الطفل مواهبه أو النواحي التي يمكنه الافتخار بها والاعتماد عليها في بناء شخصيته واستعادة ثقته بنفسه ومن الضروري عدم دفع الطفل إلى القيام بأعمال مجهدة تفوق قدرته الجسمية أو العقلية أو اللفظية بل لابد من معرفة الشيء الذي في إمكان الطفل الخجول عمله حتى يكسبه شعوراً بالأهمية والتقدير في نفوس الآخرين وفي نظره هو وهذا ينمي شعوره الاجتماعي والبيئي بدلاً من الخجل والانطواء وأخيراً لابد من تهيئة الجو الودي والطمأنينة بينه وبين الأشخاص الكبار الذين يعيش معهم الطفل في الأسرة والمدرسة ليشعر بالأمان الذي يساعده على الإفصاح عما يساوره من شكوك وقلق ومخاوف.
============================
تقبلوا مواضيعي البسيطة
والسلام عليكم
hgo[g ,jHedvi td jvfdm aowdm hg'tg! lil []hW sd]jd!