المَطَرُ, عَادَ
[align=center]عَادَ المَطَرُ / وَلَمْ تَعُدْ !
--------------------------------------------------------------------------------
رَائحةُ الخَشبِ الذي اغْتَسَلَ بـ المَطَرِ تُغْريني لـ ارْتِكابِ هُطولٍ آخرْ
أكْثرُ إغراءً !
وَزُرقةُ السّماءِ التي تَتدرّجُ لـ الرّماديّةِ إثرَ تَكتّلِ السّحُبْ
وتِلكَ القَطراتُ تَنْخُرُ رَأسي
طَالبةً الإنْتِماء / الإحْتِواء .
وَلكن /
سَـ أُتابِعُ السّيرَ شَوقاً تَحْتَ أَنقاضِ الذّكْريات
سـ أصْنعُ تاريخاً آخر / طُفولةٌ أُخرى أكثرُ بَراءة
مُجَرّدةٌ من الغَرق !!
والمَوتُ اخْتِناقاً من تَفاهاتِ الكِبارْ
مَا زَالتْ آثارُ قَدَميْها الصّغيرتينِ باقيةٌ في أزِقّةِ حيّنا القديمِ المَهْجور !
وما زَالتِ ابْتِساماتُ تِلكَ الشّقِيّة مُعلّقةٌ على جُدرانِ جُمْجمتي
مَعَ صوتِ الرّعدِ ؛ أسْمعُ صَرَخاتها [ اتْرُكها إنّها لُعْبتي ]
معَ ضَوءِ البَرق ؛ أرَى طَيْفُها يُشاغبُني ويَسرقُ خُلوتي
والطّينُ قَبْلَ اقْترابي يَتشَكلُ أهْراماً وقِلاعا !!
يَسْترْجِعُ الذّكرى نَشْوةً / ومِنْ ثُمّ يَتحَجّرُ ضَياعا
وبـ انْكِسار : مُذّ رَحلْتُما والحُزنُ ينْقَضّ اتّساعا
وشُقوقُ الجُدْرانِ تَتَنَهّدْ :
- أيا طُهراً كُنتُ أعانقُ أصْداءَ ضِحْكتها
الفراغُ تَهَيْمنَ وتَمرّدْ
وأصْواتُ الإشْباحِ عَرّتْني مِن أُغنياتٍ كَانتْ تُرَدّدُها مُتّكئةً على جَسَدي ؛
الله لا يِحْرِمني منَك يَا مَطَرْ حُزني وضِمايْ
ضِمّني واطْفي حَنينٍ ما طَفاهْ رَملٍ وَمايْ
تِدْري إنّك يا حبيبي حِلمي وسَعدي وهَنايْ
تِدْري إنّك يا حَياتي بـ نُومي وبـ صَحْوي مَعايْ
وَظِلّ تِلكَ السّدْرة رآني وانْبَهَرْ :
- أيْنَ الشّمسُ يا أيّها القَمر ؟!
- قَدْ أمرَ القَدَرْ هَل مِنْ مَفَرْ ؟.
يا ظِلّ الشّجَرةِ هِيَ رَحَلَتْ رُوحي مِنْ جَسدي قَدِ انْفَصَلتْ
لا تَبْكي / لا تُبكيني فـ أنا عَصّارةُ دَمعٍ مُذْ رَحَلتْ
أشّجاني انِحناءُ الظّل وأرْهَقني الإنْهِيار
وزهورٌ بـ جَانِبهِ سَمِعَتْ هذا الحِوار !
ذَبُلَتْ / وتَجَرّدَتْ مِن عِطْرها واسْتَقالتْ
وازْدادَ المَطرُ تَضامُناً واتّحادا
واقْتَحَمَ الفَقدُ أَوْرِدتي وشَراييني
كُلّ بُقعةٍ في حَيّنا القَديمْ / قَلْبي اليَتيمْ
تُنَادي اسْمَها وَتَقْرأُ على رُوحها تِلاواتُ السّلامْ !
آيا طِفْلةً تَسيرُ كُلّ ليْلةٍ عَلى أرْصِفةِ ذاكِرتي
و تَلْعبُ بـ خِصْلاتِ شَعرها في فِناءِ خيالاتي
اسْعِفيني ؛ فـ النّزفُ يَقْطرُ إثْرَ سَهمٍ منْ جَوى !!
هَذا الفُراقْ نَارُ احْتِراقْ في فُؤادي قَدْ كَوى
كَمْ تَمَنّيتُ الخُلودْ
وأصَابعِنا مُتَشابِكةٌ كـ قُبْلةٍ سـ تَنفَجِرُ دَماراً إذا انْتَهتْ
آيا صَمْتُ الليلِ وحَديثهُ الهَاديء
آيا قِطْعةُ حُلمٍ انْطَلَقتْ من فَصْل الرّبيعِ
وَوصَلت لـ الشّتاءِ تَبْحثُ عنْ وِعاءٍ دافيء !
عودي لـ بَساتينِ الحَيْ / فـ المَطرُ لا يُغْني مِن شَوق
عودي لـ التّاريخْ فـ أنا ما زِلتُ مُنتظراً ؛ لَمْ أكبَر بعد !
عودي / نَلْعبُ بـ الطّينِ وَنَبْني قَلباً يَحوينا
عودي وَغَنّي لـ الجِدار كَيْ تمْلأي شُقوقِها بـ الحَياة
عودي لـ نَجْلسَ تَحتَ الظّل
نأكلُ كَعكاً نَشربُ ماءً نَصرخُ فَرَحاً إنّ العيدَ جَاءَ وهَلّ
عودي وأيْقِظي الزّهورَ مِنَ السّباتْ
عودي فـ الجَماداتُ هُنا أمْواتْ
عُودِي لِي أَنا !
عُودِي لِي أَنا !
عُودِي لِي أَنا !
عُودِي لِي أَنا !
مما اعجبني
ونقلته لكم [/align]
F uQh]Q hglQ'QvE L ,QgQlX jQuE]X D !