أُوتِيَ, خَيْراً, يُؤْتَ, فَقَدْ, كَثِيراً
[align=center]أقوال أهل العلم في معنى الحكمة :
1. قال الامام ابن كثير رحمه الله ( تفسير ابن كثير ج1/ص323 )
وقوله ( يؤتى الحكمة من يشاء ) قال علي بن أبي طلحة عن بن عباس يعني المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه ومحكمة ومتشابهة ومقدمه ومؤخره وحلاله وحرامه وأمثاله وروى جويبر عن الضحاك عن بن عباس مرفوعا الحكمة القرآن يعني تفسيره قال بن عباس فانه قد قرأه البر والفاجر رواه بن مردويه وقال بن أبي نجيح عن مجاهد يعني بالحكمة الاصابة في القول وقال ليث بن أبي سليم عن مجاهد ( يؤتى الحكمة من يشاء ) ليست بالنبوة ولكنه العلم والفقه والقرآن وقال أبو العالية الحكمة خشية الله فان خشية الله رأس كل حكمة وقد روى بن مردويه من طريق بقية عن عثمان بن زفر الجهني عن أبي عمار الأسدي عن بن مسعود مرفوعا رأس الحكمة مخافة الله وقال أبو العالية في رواية عنه الحكمة الكتاب والفهم وقال إبراهيم النخعي الحكمة الفهم وقال أبو مالك الحكمة السنة وقال بن وهب عن مالك قال زيد بن أسلم الحكمة العقل قال مالك وإنه ليقع في قلبي أن الحكمة هو الفقه في دين الله وأمر يدخله الله في القلوب من رحمته وفضله ومما يبين ذلك أنك تجد الرجل عاقلا في أمر الدنيا إذا نظر فيها وتجد آخر ضعيفا في أمر دنياه عالما بأمر دينه بصيرا به يؤتيه الله إياه ويحرمه هذا فالحكمة الفقه في دين الله وقال السدي الحكمة النبوة والصحيح أن الحكمة كما قاله الجمهور لا تختص بالنبوة بل هي أعم منها وأعلاها النبوة والرسالة أخص ولكن لا تباع الأنبياء حظ من الخير على سبيل التبع كما جاء في بعض الأحاديث من حفظ القرآن فقد أدرجت النبوة بين كتفيه غير أنه لا يوحي إليه رواه وكيع بن الجراح في تفسيره عن إسماعيل بن رافع عن رجل لم يسمه عن عبد الله بن عمر وقوله وقال الإمام أحمد بسنده عن بن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لا حسد إلا في اثنتين رجل أتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها وهكذا رواه البخاري ومسلم
2. وقال الشيخ السعدي رحمه الله ( تفسير السعدي ج1/ص115)
( يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب ) لما ذكر أحوال المنفقين للأموال وأن الله أعطاهم ومن عليهم بالأموال التي يدركون بها النفقات في الطرق الخيرية وينالون بها المقامات السنية ذكر ما هو أفضل من ذلك وهو أنه يعطي الحكمة من يشاء من عباده ومن أراد بهم خيرا من خلقه والحكمة هي العلوم النافعة والمعارف الصائبة والعقول المسددة والألباب الرزينة وإصابة الصواب في الأقوال والأفعال وهذا أفضل العطايا وأجل الهبات ولهذا قال ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا لأنه خرج من ظلمة الجهالات إلى نور الهدى ومن حمق الانحراف في الأقوال والأفعال إلى إصابة الصواب فيها وحصول السداد ولأنه كمل نفسه بهذا الخير العظيم واستعد لنفع الخلق أعظم نفع في دينهم ودنياهم وجميع الأمور لا تصلح إلا بالحكمة التي هي وضع الأشياء في مواضعها وتنزيل الأمور منازلها والإقدام في محل الإقدام والإحجام في موضع الإحجام ولكن ما يتذكر هذا الأمر العظيم وما يعرف قدر هذا العطاء الجسيم إلا أولوا الألباب وهم أهل العقول الوافية والأحلام الكاملة فهم الذين يعرفون النافع فيعملونه والضار فيتركونه وهذان الأمران وهما بذل النفقات المالية وبذل الحكمة العلمية أفضل ما تقرب به المتقربون إلى الله وأعلى ما وصلوا به إلى أجل الكرامات وهما اللذان ذكرهما النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يعلمها الناس
3. وقال الامام الطبري ( تفسير الطبري ج1/ص557 )
ثم اختلف أهل التأويل في معنى الحكمة التي ذكرها الله في هذا الموضع فقال بعضهم هي السنة
ذكر من قال ذلك حدثنا بشر بن معاذ قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة والحكمة أي السنة
وقال بعضهم الحكمة هي المعرفة بالدين والفقه فيه
ذكر من قال ذلك حدثني يونس قال أخبرنا بن وهب قال قلت لمالك ما الحكمة قال المعرفة بالدين والفقه في الدين والاتباع له
حدثني يونس قال أخبرنا بن وهب قال قال بن زيد في قوله والحكمة قال الحكمة الدين الذي لا يعرفونه إلا به صلى الله عليه وسلم يعلمهم إياها
قال والحكمة العقل في الدين وقرأ ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا
وقال لعيسى ( ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة وإلانجيل )
قال : وقرأ بن زيد ( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها )
قال : لم ينتفع بالآيات حيث لم تكن معها حكمة
قال : والحكمة شيء يجعله الله في القلب ينور له به
والصواب من القول عندنا في الحكمة أنها العلم بأحكام الله التي لا يدرك علمها إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم والمعرفة بها وما دل عليه ذلك من نظائره
وهو عندي مأخوذ من الحكم الذي بمعنى الفصل
4. وقال الإمام القرطبي رحمه الله ( تفسير القرطبي ج3/ص330 )
قوله تعالى ( يؤتى الحكمة من يشاء ) أي يعطيها لمن يشاء من عباده واختلف العلماء في الحكمة هنا فقال السدي هي النبوة بن عباس هي المعرفة بالقرآن فقهه ونسخه ومحكمه ومتشابهه وغريبه ومقدمه ومؤخره وقال قتادة ومجاهد الحكمة هي الفقه في القرآن وقال مجاهد الإصابة في القول والفعل وقال بن زيد الحكمة العقل في الدين وقال مالك بن أنس الحكمة المعرفة بدين الله والفقه فيه والاتباع له وروى عنه بن القاسم أنه قال الحكمة التفكر في أمر الله والاتباع له وقال أيضا الحكمة طاعة الله والفقه في الدين والعمل به وقال الربيع بن أنس الحكمة الخشية وقال إبراهيم النخعي الحكمة الفهم في القرآن وقاله زيد بن أسلم وقال الحسن الحكمة الورع قلت وهذه الأقوال كلها ما عدا قول السدي والربيع والحسن قريب بعضها من بعض لأن الحكمة مصدر من الأحكام وهو الإتقان في قول أو فعل فكل ما ذكر فهو نوع من الحكمة التي هي الجنس فكتاب الله حكمة وسنة نبيه حكمة وكل ما ذكر من التفضيل فهو حكمة وأصل الحكمة ما يمتنع به من السفه فقيل للعلم حكمة لأنه يمتنع به وبه يعلم الإمتناع من السفه وهو كل فعل قبيح وكذا القرآن والعقل والفهم وفي البخاري ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) وقال هنا ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) وكرر ذكر الحكمة ولم يضمرها اعتناء بها وتنبيها على شرفها وفضلها حسب ما تقدم بيانه عند قوله تعالى فبدل الذين ظلموا قولا ذكر الدارمي أبو محمد في مسنده حدثنا مروان بن محمد حدثنا رفدة الغساني قال أخبرنا ثابت بن عجلان الأنصاري قال كان يقال إن الله ليريد العذاب بأهل الأرض فإذا سمع تعليم المعلم الصبيان الحكمة صرف ذلك عنهم قال مروان يعنى بالحكمة القرآن قوله تعالى ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب ) يقال إن من أعطي الحكمة والقرآن فقد أعطي أفضل ما أعطي من جمع علم كتب الأولين
5. وقال الإمام ابن حجر رحمه الله ( فتح الباري ج7/ص205 )
قوله تعالى ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) وأصح ما قيل في الحكمة انها وضع الشيء في محله أو الفهم في كتاب الله فعلى التفسير الثاني قد توجد الحكمة دون الإيمان وقد لا توجد وعلى الأول فقد يتلازمان لأن الإيمان يدل على الحكمة
م ن ق و ل[/align]
,QlQk dEcXjQ hgXpA;XlQmQ tQrQ]X HE,jAdQ oQdXvhW ;QeAdvhW