الأمة, السابقة, القرون
أخذ الأمة مأخذ القرون السابقة
بقلم أ.د خليل إبراهيم ملّا خاطر العزّامي
ومن علامات الساعة التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وظهرت، وما زالت مستمرة إلى زماننا: أخذ الأمة مأخذ القرون السابقة ـ من اليهود والنصارى، وغيرهم واتّباعهم وتقليدهم، حتى لو دخل اليهوديُّ أو النصرانيُّ في جُحر ضبٍّ لا نجمع المسلم حتى يكون في حجم الضب، ويدخل في ذلك الجحر، إتباعاً وتقليداً لأولئك الكفار.
وهذا الإتباع يكون في مختلف مناحي الحياة، من العقائد، حتى العادات والتقاليد.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي مأخذ القرون قبلها، شبراً بشبر، وذراعاً بذراع) فقيل له: يا رسول الله، كفارس والروم؟ قال: ( ومن الناس إلا أولئك) رواه البخاري[1].
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبرٍ، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا في جحر ضبٍ لاتبعتموهم ) قلنا: يا رسول الله، آليهود والنصارى؟ قال : " فمن " متفق عليه[2]. وقد ورد نحو هذا الحديث عن عدد من الصحابة رضي الله عنه.
إن احتفال بعض المسلمين بعيد الحب لهو أكبر دليل على صدق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من تقليد المسلمين للنصارى في آخر الزمان
وذكر الشبر والذراع وجُحر الضب: دلالة على شدة الاتباع لهم، والاقتفاء بهم، والنهج على مسلكهم، والمشتكى إلى الله تعالى.
ومن شدة الاتباع والاقتفاء، أن يفعل أفراد من هذه الأمة ما حصل في الأمة السابقة، حتى لو كان غاية القبح والرذيلة، ويوضح ذلك:
عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لتركبون سنن من كان قبلكم، شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، وباعاً بباع، حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضبٍّ لدخلتم، وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه ) رواه الحاكم وصححه وأقره الذهبي، ورواه البزار برجال ثقات[3]. وهذه مشاهدات اليوم عند المسلمين، سواء في الأخلاق أو في المعاملة أو في البيوت أو في اللباس إلخ بل حتى في المعتقدات والآراء، والمشتكى إلى الله تعالى.
المصدر:كتاب مختصر أشراط الساعة بقلم الدكتور خليل إبراهيم ملّا خاطر العزّامي أستاذ الحديث وعلومه بجامعة طيبة بالمدينة المنورة
Ho` hgHlm lHo` hgrv,k hgshfrm