المجتمع, السعودي, زاوية, سعودية, غلطة نوف
:
في قصر يقبع على شفا بدران، وهي واحدة من أعلى تلال العاصمة الأردنية عمان كان متواجدا فريق العمل التلفزيوني السعودي "غلطة نوف"، الذي يتوقع مخرجه خالد الدخيل وبطلته الفنانة ميسا المغربي أن يثير ضجة كبيرة في المجتمع السعودي. وعلى مدار 30 حلقة في شهر رمضان المقبل سيتابع المشاهد السعودي والعربي كيف غدر ابن العم بابنة عمه "نوف"، وتركها تصارع حملها الذي ينظر إليه المجتمع على أنه "سفاح"، وأنها زانية فيما تراه هي زواجا شرعيا. ما يميز العمل -وفق مخرجه الدخيل- أنه يخرج ثقافة سوداء منتشرة في المجتمع السعودي من السر إلى العلن ليفضحها، ويحاول تخليص المجتمع منها، وذلك من خلال هذه الدراما التي تقسو فيها العادات والتقاليد على "نوف" البريئة، وتتحول بسببها إلى امرأة متوحشة. تدور أحداث المسلسل حول "نوف"، وهي فتاة سعودية تعشق ابن عمها حتى الموت، ومستعدة لعمل أي شيء مقابل أن يلتفت إليها ، ويختارها شريكة لما تبقى لهما من العمر. تقول الفنانة ميسة المغربي التي تؤدي دور "نوف" "إن غلطتها أنها أحبت ابن عمها الذي تعيش معه في منزل عمها بعد أن فقدت والديها في سن مبكرة، إلا أنه لا يبادلها ذات المشاعر؛ كونه يفكر بالهجرة إلى الخارج والزواج من أجنبية. ولأن العرف الاجتماعي يفرض نفسه في المجتمع السعودي ، يجبر ابن العم الذي تحبه نوف على أن "يملك عليها" أي يكتب كتابه عليها - يتزوجها دون إعلان وزفاف-، وهو الأمر الذي يدفعه إلى التعجيل في تحقيق غايته وهي الهجرة والهروب من الثقافة الاجتماعية المنغلقة التي تحيطه. لكن قبل إتمام مراسيم العرس، يقترب ابن العم الذي يقوم بدوره الفنان السعودي عبد الرحيم الحسين من "نوف"، ولأنه حلم حياتها، تسلم له نفسها على أساس أنه أصبح زوجها شرعا، وأن ما تبقى لإعلانه رسميا هو العرس الذي لم يتبقَ عليه سوى أسابيع، ولكن الزوج يهاجر ويترك "نوف" تصارع حملها الذي ينظر إليه المجتمع على أنه "سفاح"، على اعتبار أن شرعيته يجب أن تكتمل بإعلان زفافهما. ومن هنا، تقول المغربي التي تعرف أنها تؤدي دورا أشبه بالمهمة الانتحارية "تبدأ معاناة نوف مع نفسها ومع المجتمع المحيط بها، وفي المقابل تتوحش أيضا في ردة الفعل التي سيحاسبها عليها المجتمع حسابا عسيرا". من يلعب بالنار؟ وفي سؤال للمخرج الدخيل والفنانة المغربية والفنانة السعودية مريم الغامدي ألا تعتقدون أنكم تلعبون بالنار؟ أجاب الدخيل "الذي يلعب بالنار في المجتمع السعودي خاصة والعربي عامة هو ذلك الذي يتطاول على الدين وحدوده، والعادات المستمدة من روحه وأخلاقه". وتابع موضحا "ما نقدمه في مسلسل "غلطة نوف" هو ثقافة تنويرية تواجه تلك الثقافة السوداء، التي لا تمت للدين بصلة وتمتد أصولها إلى الجاهلية التي حارب الإسلام ظلماتها". ويُبيِّن الدخيل أن هذا العمل يسلط الضوء على صورة من صور المعاناة التي تعيشها المرأة السعودية والمتمثلة في قصة نوف، التي أصبحت زوجة لابن عمها شرعا، ولكن بخذلان ابن عمها لها والسفر قبل إتمام مراسيم الزواج جلعها في نظر المجتمع زانية. الفنانة ميسة، قالت "إنها مؤمنة أنها في مهمة انتحارية تنويرية، هدفها وضع حد لفوضى التعامل مع المرأة كشريك كامل للرجل في التفكير والإبداع"، مشيرة إلى أن المرأة في نظر المغربي ليست "كمالة عدد"، وإنما شريك كامل للرجل، ولعل هذه النظرة التي تترجمها في أعمالها الدراميا التي أثارت الجدل أيضا في المجتمعات الخليجية، هي السر في أن أكثر معجبيها إناث وليس رجالا. من جهتها أكدت الفنانة الغامدي أن صرخات المرأة السعودية التي نطلقها في الأعمال الدرامية تتماهى مع الدين والعادات المستمدة منه، ولذلك فالمعارضون لهذه الصرخات معظمهم من أصحاب الثقافة التي أنتجت بيئة التطرف والذين لا يؤمنون بالمرأة ككيان إنساني يشاركهم في بناء المجتمعات السليمة والصحية القائمة على التفكير والتدبير. وتؤكد الغامدي التي تؤدي دور زوجة عم نوف المقعدة على كرسي متحرك، أن العمل لا يقتصر في معالجة غلطة نوف فقط وإنما أكثر من قضية تخص المرأة، التي منها عقوق أبنائها لها كـ"أُم".
][ ودي ][
hgulg hgsu,]d "yg'm k,t" "su,]dm" dvhih hgl[jlu .hkdm!