الموضوع: لا تفــــــرح

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه أما بعد :-
هذه قصتي :
تعلمون في حال أهلنا في غزة كان الله في عونهم ونصرهم على عدوهم تقريبا في يوم الأحد الموافق 11/1/2009 ذهبت إلى إحدى اللجان وذلك لنصرة أخواننا في غزة وكنت أحمل معي مبلغا من المال وكنت فرحا جدا به وكنت رافعا رأسي وقبل أن أدخل اللجنة وإذا بأم معها طفلها يمشي على جوتي زحليقية ( جوتي أبو عجلات ) وتأخرت كي يتقدموني بأمتار - فدخلنا نفس الغرفة وفجلسوا أمام الموظف وأنا جلسة في الكراسي الجانبية وكنت في أزهى حال وكيف لا وأنا قادم لأعين أخواني هناك وأجاهد بمالي وبمبلغ يفرح القلب ولكن يافرحه ماتمت حدث أمامي أمر جعلني أطأطئ رأسي وأخجل من نفسي وأتمنى أنني لم آتي أو لم أصادف هذه الأم مع طفلها ,
الموقف :
الأم : نبي نتبرع لغزة
الموظف : بإسم من
الأم : بإسم إبني هذا أحمد يريد يتبرع هو بنفسه
( بصراحة سعدت جدا وتمنيت كل أولادنا أحمد - وسألت الله أن يحفظه ويبارك فيه )
الموظف : وكم المبلغ
الأم : كانت إجابتها صاعة علي فلقد كان المبلغ خمسة أضعاف الذي معي
وعلاوةً على ذلك يريد أن يكفل يتيم من أيتام غزة
( الحمدلله أننا في خير = فلينظر الذي يضربون بأهل الخليج هذا المثال - وأسأل الله أن يكونوا جميع أطفالنا مثله )
فتذكرت :

وفي أعظم مضمار سباق شهدته الدنيا, قال عمر رضي الله عنه يوماً: لأسبقن أبا بكر اليوم، فخرج بنصف ماله.
((يا عمر ما تركتَ لأهلك؟))
تركتُ لهم مثله.
فجاء الصديق بماله كله.
((يا أبا بكر ما تركتَ لأهلك؟))
تركتُ لهم الله ورسوله . صحيح سنن أبي داود (1472)، ومشكاة المصابيح (6021).
إنه عمق الإيمان، وصدق اليقين بالله، وإخلاص التوكل عليه، والشعور بجسد الأمة الواحد.
وإلا ما الذي يدفع الصديق أن يخرج بماله كله, وعمر بنصف ماله؟!
وقال الشعبي: "مَن لم يرَ نفسه إلى ثواب الصدقة أحوج من الفقير إلى صدقته, فقد أبطل صدقته، وضرب بها وجهه".
فأنت المحتاج إلى صدقتك, كيف لا؟ وأنت في ظلها يوم القيامة كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، إذاً فاختر لنفسك اليوم ما تستظل بها غداً، ولقد بلغ مِنْ تعلقنا بهذه الدنيا أن لا نفكر بالصدقة إلا بعد فراقها. والوصية لاشك خير, ولكن أين هذا يوم كان صحيحاً معافاً؟
روى ابن ماجه ـ وأصله في الصحيحين ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: نبئني يا رسول الله عن مالي, كيف أتصدق فيه؟ قال: ((نعم والله لتنبأن، أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تأمل العيش وتخاف الفقر، ولا تُمْهِل حتى إذا بلغت نفسك هاهنا قلت: ما لي لفلان ومالي لفلان. وهو لهم وإن كرهت)) .
قال عبد العزيز بن عمير: "الصلاة تبلغك نصف الطريق، والصوم يبلغك باب الملك، والصدقة تدخلك عليه".
وقال ابن أبي الجعد: "إن الصدقة تدفع سبعين باباً من السوء".
واسمع إلى هذا المثل العجيب الذي قصه الله سبحانه في كتابه عن صاحب الجنة وأبنائه, حين كان يؤدي حق الله فيها ويتصدق شكراً لله على ما وهبه, فلما مات كان من خبر أبنائه ما قص الله.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: إِنَّا بَلَوْنَـٰهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَـٰبَ ٱلْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلاَ يَسْتَثْنُونَ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَٱلصَّرِيمِ فَتَنَادَوْاْ مُصْبِحِينَ أَنِ ٱغْدُواْ عَلَىٰ حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَـٰرِمِينَ فَٱنطَلَقُواْ وَهُمْ يَتَخَـٰفَتُونَ أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا ٱلْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مّسْكِينٌ وَغَدَوْاْ عَلَىٰ حَرْدٍ قَـٰدِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُواْ إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبّحُونَ قَالُواْ سُبْحَـٰنَ رَبّنَا إِنَّا كُنَّا ظَـٰلِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَـٰوَمُونَ قَالُواْ يٰوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَـٰغِينَ عَسَىٰ رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مّنْهَا إِنَّا إِلَىٰ رَبّنَا رٰغِبُونَ كَذَلِكَ ٱلْعَذَابُ وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ [ن:17-33].


إن الصدقة شعار المتقين، ولواء الصالحين المصلحين, زكاة للنفوس، ونماء في المال، وطهرة للبدن، مرضاة للرب، بها تدفع عن الأمة البلايا والرزايا، تطهّر القلوب من أدران التعلق بهذه الدنيا وأوضارها وشهواتها وملذاتها.
خُذْ مِنْ أَمْوٰلِهِمْ صَدَقَةً تُطَهّرُهُمْ وَتُزَكّيهِمْ بِهَا وَصَلّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [التوبة:103].


والحمدلله أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله فتح باب للتبرع ويمكنك التبرع عن طريق الأنترنت وأنت جالس في بيتك تتبرع .
وأخيرا يا أحبتي لاتفرح بصدقتك فقد يكون هناك من هو أكثر منك عطاءا
وكذلك لاتحزن على قلة ما أعطيت لأنك إنما تعطي لوجه الله - والله يضاعف لمن يشاء

كتبه الفقير لله
برجس الدوسري

---

gh jtJJJJJJvp