أوباما, الاوسط, الشرق, الفلسطينيه, سيـاسة
إن المواقف السياسية لأي رئيس أمريكي تختلف عن مواقفه بعد فوزه حيث يتعرض طوال
حملته لضغوطات اللوبي المختلفة
فهو يبني مواقفه بناء على ما يريده اللوبي الأكثر تأثيرا على حملته
لذلك عندما ينجح المرشح فإن مواقفه لا تتأثر باللوبي وحده و لكن حينئذ تضاف إليها مصالح
الولايات المتحدة كما ير1ها فريق إدارته واتجاهات الكونجرس
و بعض الاعتبارات التي تتحكم في كل من الحزبين سواء كان اتجاهات محافظة أو محافظة
جديدة في الحزب الجمهوري أو اتجاهات ليبرالية كما في الحزب الديمقراطي
و هذا المزيج من اللوبي و المصالح القومية و الأعتبارات هي التي تتحكم في صناعة القرار
السياسي الأمريكي.
وبالرغم من حالة التعقيد التي يمكن بها توقع السياسات الخارجية لأوباما نظرا للتعديلات
المتكررة التي أدخلها على طقم مستشاريه
خاصة أن فريق أوباما تجنب الحديث بلهجة واضحة عن مفردات هذه السياسة و لكنه تحدث عن
قواعد عامة تحكم هذه السياسات
و خاصة ما يتعلق بأولوية الدبلوماسية عل القوة و لكننا بعد اختياره الأخير لعدد من مستشاريه
يمكن رصد بعض التوقعات.
ففي يوم الاثنين الماضي بعد اختيار الرئيس المنتخب باراك أوباما لمجموعة من معاونيه في
الأمن القومي
و يقصد بهم وزراء الخارجية و الدفاع و الداخلية و مستشار الأمن القومي اتضحت إلى حد ما
توجهات أوباما أوسطيا.
وأعلن أوباما في مؤتمر صحفي تعيين منافسته السابقة هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية
وطلب من روبرت جيتس الاستمرار كوزير الدفاع كما عين جنرال البحرية المتقاعد جيمس جونز
في منصب مستشار الأمن القومي
وجانيت نابوليتانو حاكمة أريزونا في منصب وزيرة الأمن الداخلي وعين أوباما مسئول وزارة العدل
السابق اريك هولدر وزيرا للعدل وسوزان رايس و هي مستشار في السياسة الخارجية
في حملته الانتخابية سفيرة للأمم المتحدة وهو منصب سيرفعه إلى مستوى وزاري.
وقال أوباما : جمعت هذا الفريق لأنني مؤمن قوي بالشخصيات القوية و الآراء القوية. واعتقد أن
هذه هي الطريقة التي يتم بها اتخاذ أفضل القرارات.
و أضاف أوباما سأكون مسئولا عن الرؤية التي ينفذها هذا الفريق و أتوقع منهم أن ينفذوا تلك
الرؤية بمجرد اتخاذ القرارات وكما قال هاري ترومان المسؤولية ستكون لدي.
ويبقى السؤال الأول المتعلق بهيلاري كلينتون كوزيرة مقبلة للخارجية الأمريكية هل يمكن
اعتبار آراءها بمثابة مؤشر على اتجاهات السياسة الخارجية في المرحلة المقبلة؟
هذا سيتوقف على مدى تحكم أوباما في توجهات كلينتون المعروف عنها شخصيتها القوية فقد كانت كلينتون في حملتها الانتخابية
تميل إلى التحدث بنبرة أكثر شدة فمثلا قالت أنها ستمحو إيران إذا ما هاجمت إسرائيل.
وانتقدت دعوة أوباما لإجراء تعامل مباشر على المستوى الرئاسي مع خصوم مثل إيران وكوريا
الشمالية
ووصفت تلك الدعوة بأنها ساذجة.
و ربما من أجل ذلك جاءت تصريحات أوباما في مؤتمره الصحفي الذي أعلن فيه عن كلينتون
كوزيرة للخارجية حيث قلل فيها من أهمية هذه الاختلافات قائلا
انه يتقاسم وكلينتون رؤية واحدة للسياسة الخارجية الأمريكية وما كانا ليوحدا صفوفهما لو كانا
لا يؤمنان بان بإمكانهما العمل سويا.
sdJhsm H,fhlh Hj[hi hgavr hgh,s' ,hgrqdjdk hgtgs'dkdi K ,hguvhrdi