امتحان, القرآن, الكريم, عجائب
القلوب التي في الصدور
"أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ " الحج, الآية 46.
" قلوب يعقلون بها "
قلب (لسان العرب)
القَلْبُ: تَحْويلُ الشيءِ عن وجهه. قَلَبه يَقْلِـبُه قَلْباً، وأَقْلَبه، الأَخيرةُ عن اللحياني، وهي ضعيفة.
وقد انْقَلَب، وقَلَبَ الشيءَ، وقَلَّبه: حَوَّله ظَهْراً لبَطْنٍ.
وتَقَلَّبَ الشيءُ ظهراً لبَطْنٍ، كالـحَيَّةِ تَتَقَلَّبُ على الرَّمْضاءِ.
وقَلَبْتُ الشيءَ فانْقَلَبَ أَي انْكَبَّ، وقَلَّبْتُه بيدي تَقْلِـيباً، وكلام مَقْلوبٌ، وقد قَلَبْتُه فانْقَلَب، وقَلَّبْتُه فَتَقَلَّب.والقَلْبُ أَيضاً: صَرْفُكَ إِنْساناً، تَقْلِـبُه عن وَجْهه الذي يُريده.
وقَلَّبَ الأُمورَ: بَحَثَها، ونَظَر في عَواقبها.
وفي التنزيل العزيز: وقَلَّبُوا لك الأُمور؛ وكُلُّه مَثَلٌ بما تَقَدَّم.
وتَقَلَّبَ في الأُمور وفي البلاد: تَصَرَّف فيها كيف شاءَ.
وفي التنزيل العزيز: فلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبهم في البلاد. معناه: فلا يَغْرُرْكَ سَلامَتُهم في تَصَرُّفِهم فيها، فإِنَّ عاقبة أَمْرهم الهلاكُ.
قلب (المقاييس)
القاف واللام والباء أصلانِ صحيحان: أحدهما يدلّ على خالِص شَيءٍ وشَريفِه، والآخَرُ على رَدِّ شيءٍ من جهةٍ إلى جهة.فالأوَّل القَلْبُ: قلب الإنسان وغيره، *سمِّي لأنَّه أخْلصُ شيء فيه وأرفَعُه.
وخالِصُ كلِّ شيءٍ وأشرفُه قَلْبُه.
وعليه ترى أن قلب الإنسان ( Heart أو Cardio ) وهو تلك المضخة الدموية سمي قلبا لأنه يصرف الدم في الجسم ويرده من جهة إلى جهة.
ولكن هل هذا القلب الذي يعقل ؟
لنرى
" الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ "
صدر (لسان العرب)
الصَّدْر: أَعلى مقدَّم كل شيء وأَوَّله، حتى إِنهم ليقولون: صَدْر النهار والليل، وصَدْر الشتاء والصيف وما أَشبه ذلك مذكّراً؛ فأَما قول الأَعشى: وتَشْرَقُ بالقَوْل الذي قد أَذَعْتَه، كما شَرِقَتْ صَدْر القَناة من الدَّمِ قال ابن سيده: فإِن شئت قلت أَنث لأَنه أَراد القناة، وإِن شئت قلت إِن صَدْر القَناة قَناة؛ وعليه قوله: مَشَيْنَ كما اهْتَزَّت رِماح، تَسَفَّهَتْ أَعالِيها مَرُّ الرِّياح النَّواسِم والصَّدْر: واحد الصُّدُور، وهو مذكر، وإِنما أَنثه الأَعشى في قوله كما شَرِقَتْ صَدْر القَناة على المعنى، لأَن صَدْر القَناة من القَناة، وهو كقولهم: ذهبت بعض أَصابعه لأَنهم يؤنِّثُون الاسم المضاف إِلى المؤنث، وصَدْر القناة: أَعلاها.
وصَدْر الأَمر: أَوّله.
وصَدْر كل شيء: أَوّله.
صدر (المقاييس)
الصاد والدال والرَّاء أصلان صحيحان، أحدُهما يدلُّ على خلاف الوِرْد، والآخر صَدْر الإنسان وغيره.فالأوّلُ قولُهم: صَدَرَ عن الماءِ، وصَدَرَ عن البِلاد، إذا كان وَرَدَها ثمَّ شَخَصَ عنها.وقال الأَحْمَر: يقال صَدَرْتُ عن البِلادِ صَدَراً، وهو الاسم، فإن أردْتَ المصدر جزمت الدَّال.
وأنشد:
صَدْرَ المطيَّة حتَّى تعرِفَ السَّدَفا
صَدْر المطية مصدر.وأمَّا الآخر فالصَّدر للإنسان، والجمع صُدور، قال الله تعالى: ولَكِنْ تَعْمَى القُلُوبُ الَّتِي في الصُّدور [الحج 46]، ثم يشتقُّ منه. فالصِّدار: ثوبٌ يُغطِّي الرَّأس والصَّدْر.
والصِّدَار سِمةٌ على صدر البعير.
والتَّصدير: حبل يُصدَّر به البعير لئلاَّ يُرَدَّ حِمْلُهُ إلى خَلْفه.
والمُصَّدر الأَسَد، سُمِّيَ بذلك لقوّة صَدْرِهِ.
والمصدور الذي يشتكى صَدْرَهُ.
ولا شك أن صدر الإنسان الذي يعرف بالانكليزية Chest سمي بذلك لأن هواء التنفس يصدر منه وذلك لأهمية وضرورة ذلك.
ولكن مع جواز إطلاق كلمة " الصدر" على كل محل لصدور شيء عنه, وعن أعلى مقدم كل شيء وأعلاه, فلا شك أن دماغ الإنسان Brain يستحق تلك التسمية بجدارة, لما يصدر عنه من أوامر وقرارات فكرية وعصبية مهمة وحيوية جدا وهو أيضا مقدم الجسم وأعلاه, فهو صدر بلا أدنى شك حسب اللسان العربي المبين.
ومن العجيب أن القرآن الكريم يعتبر القلب مكانا للإحساس العاطفي والتفكير العقلاني وهذا ما يؤكده العلم الحديث عن الجهاز العصبي المركزي الذي يتمثل بالدماغ. والذي يعبر عن عدة مستويات قلبية وكل قسم منه يعتبر مستو قلبيا معينا له من الوظائف والأعمال التي تتسم بتصريف الأعمال العصبية وبحث الأمور والنظر في عواقبها ويمتلك القيادة الخاصة به, وهو يصرف الرسائل العصبية من جهة إلى جهة أخرى مقلبا إياها حسب إقتضاء الأمور. ولما كان الجهاز العصبي المركزي له قيادة الجسم العليا ورأس الأمر فهو خالص أمر الإنسان وأشرفه, فحق في اللسان العربي المبين أيضا أن يكون قلبا عن جدارة وذلك كانت تسمية العزيز الجبار العالم الحكيم الخبير.
"وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ " سورة الأعراف الآية 179 .
" قلوب لا يفقهون بها"
" وانزل الذين ظاهروهم من اهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتاسرون فريقا " سورة الأحزاب الآية 26 .
وما يدهش حقا ويجعلك تتعجب من الدقة القرآنية هو الآيات التالية :
"اذ جاؤوكم من فوقكم ومن اسفل منكم واذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا" سورة الأحزاب, الآية 10
" وانذرهم يوم الازفة اذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع " سورة غافر الآية 18
فما هذا المستوى القلبي الذي يبلغ الحناجر؟.
لا بد أنه النخاع المستطيل Medulla oblongata . والذي هو أهبط قسم من جذع الدماغ Brain stem .
الرقم 11 يظهر منطقة النخاع المستطيل Medulla oblongata ويري أنها تبلغ منطقة الحنجرة تشريحيا.
وتعبر الآية عن تعطيل العمليات العقلية والشعورية في ذلك الموقف العصيب جدا, ولم يبق غير القلب (أي Medulla oblongata ) الذي يتحكم بوظائف الحياة الأساسية كالتنفس وضغط الدم, وهذا الدماغ (أي النخاع المستطيل) ليس أكثر من مجموعة أدوات تنظيمية مبرمجة تحافظ على استمرارية قيام الجسم بوظائفه الإحيائية والاستجابة بطريقة تضمن البقاء. فنرى أن للقلب عدة مستويات كل منها
يصرف ويتحكم بعدد هائل من الوظائف, ويحول الأوامر والإشارات من جهة إلى جهة حسب الوارد والصادر, ولا شك أن عند هذه المرحلة العصيبة جدا والتي تصورها الآية الكريمة, فإن الإنسان يصل إلى مرحلة قيادة Medulla oblongata, وهذا والله لغاية في الدقة العلمية.
م
ن
ق
و
ل
للأمـــــانة
lk u[hzf hgfdhk hgugld td hgrvNk hg;vdl: "hgrg,f hgjd td hgw],v"