.:. أيتهآ الــ غ ـآليهـ ع ــلى قــلبيـ .:.
:
دوماً أقف أمآ أسطركـِ بــ ح ــيرهـ . .
لآ أع ــرفـ مآذآ أقولـ . .
كلـ الــ ح ــروف تـــ ــهــ ــربـ خ ــجلاً . .
:
لكـِ منيـ . . إكليل منـ الورد . .
:
فآئق تــ ق ــديريـ وإح ــترآميـ . .
|
المسنين
اليوم لن أذهب للخلف , و لا لسنواتٍ ولّت , و لن أتحدّث عن سخافات الأمس و يومياتي التعيسة و ثقافتي الفارغة , و لن آتي على سيرة الكيوي و الأدلجة , فأنا أتحدّث من المستقبل , أيّام قادمة نسيتُ فيها الكثير من الأمور , و استجدّ عليّ الكثير أيضاً ممّا لم أظنّني سأعرفه يوماً , و لربّما في هذا الزمن أكون وزير الاعلام , و ليس أيّ وزير , بل أول وزير سعودي يستقيل من منصبه !
أظنّني سأكون تخرجتُ من جامعتي , و غصتُ في الكتب حتى ظننتُ أنّني بلغتُ الشبر الأخير من العلم , و رفعتُ رأسي و أنا لا أتحدّث لأحدٍ إلاّ بصوتٍ يفوح بالحكمة المطويّة بالغرور
لا , لا , بل ربّما كنتُ " شايب " بريء كما أنا الآن , أجهل كلّ شيء و لا أعرف شيء , أكون قد توقفتُ عن دراسة المتوسّطة الليلي , و لم أفلح في شيء , و تزوجتُ بفتاة لا يحبّها أحد , حتى والديها زوجانيها و لا أشدّ منهما رغبةً بالفكاك منها , و أنجبتُ منها الأبناء و البنات , و علمتهم حكمتي و سقيتهم من مناهل العلم التي شربتُ منها , و أتيتُ لهم بمجلات ميكي و كتب مدينة البطّ , و بالتأكيد سأقلّهم إلى مدارسهم يوميّاً بنفس السيارة التي كافحتُ بها في شبابي " دردعتي الحبيبة " , و عندما يغضبني أحد أبنائي سأقول له : أيّها المؤدلج , اسكت , لا ترفع صوتك في وجه أبيك
و عندما يسألني عن معنى مؤدلج لن أخبره فأنا ما زلتُ أجهل معناها !
ليس لديّ تاريخ ممتع لأرويه لأبنائي , لكنّني سأحفظ من كتب التاريخ ما يعينني على روايته لهم و سأتقمّص شخصية أحد العظماء الذين أفنوا حياتهم من أجل من لا يقدّرها , من أجل لا شيء , و سيسامحوني عندما يعلمون أنّي كذبتُ عليهم لألمّع نفسي قليلاً , فأنا مفلس , لا شيء لديّ لأرويه !
و لن أجعلهم يلعبون البلاي ستيشن الذي اشتريته منذ زمن , أخاف أن يتعطّل بأيديهم المشاكسة ثمّ لا أجد ما يذكّرني بسُخف الماضي !
ثمّ سيكبر أبنائي , و هم يرددون ثرثرتي , و يتحدثون بأحاديثي , حقيقة لا أعلم إن كانوا سيكنّون لي الاحترام و الحب , أم يظهرون الاحترام و يضمرون لي أمراً أستبعده بحسن النوايا , ربّما لن تروق لهم المباديء التي ربيتهم عليها , و عندما يخرجون إلى العالم لا يجدون في أيديهم ما يقاتلون به , سيلومونني في أنفسهم , ويحك يا أبتاه , يا من زينت لنا الدنيا بمصابيح , تظنّ الدنيا كحارتكم و أعمدة الإنارة !
سيكرهون ثرثرتي , و لن تروق لهم قصصي عندما يكبرون , و أنا سأنزوي في ركنٍ قصيّ أكتب سواليفي و أحاديثي , و لا أحد حولي لأبعث بصوتي الحياة في السكون الميت الذي يضجّ بوحدته الموحشة !
ستتذمّر مني زوجاتهم و سيتذمرون منّي , و سيجردون بيتي من روحي , و سيرمونني في دار المسنين أسامر أترابي هناك , و أشكو الحال , ثمّ سأنسى مأساتي , و أعيد سوالف الماضي و الحاضر و الأمس القريب , و سأقطع لحظات الملل بكتابة الأسى , و سأترك لكلّ منهم رسالة يقرأها عقب موتي , سأحدّثه بها عن الملل الذي لم أعرفه , و عن لذّة الوحدة , و عن شعور الفكاك من المُلحقات , و عن اليوم القصير الذي لا يكفي لكتابة سالفة , و عن الفراغ الذي يولّد الأفكار و أحاديث النفس , و عن الأمل الذي يميت السطحية !
سأحدثهم بأحاديث لم تطرأ عليّ عندما كنتُ معهم , فمشاغبتهم و فوضويتهم شغلتني عن أمور كنتُ بأمسّ الحاجة إليها , سأحدثهم عن فراغي لاحتياجاتهم , و فراغهم إلى إزعاجي , و سأحدّثهم ألاّ يبكوا لموتي , و ألاّ يجهدوا أرواحهم في الحزن , و ألاّ يُقيموا من أجلي العزاء , فقد أنفقتُ حياتي فيما أحبّ فلا حاجة لهم فيما لم يحبّوه , و ليوفّروا السواد ليومٍ قد يأتي , فلا حاجة لاستهلاكه على روحٍ لا تقدّسه !
موضوع أعجبني فحبيت تشاركوني قرائتة,,kihdm td ]hv hglskdk !!
.:. أيتهآ الــ غ ـآليهـ ع ــلى قــلبيـ .:.
:
دوماً أقف أمآ أسطركـِ بــ ح ــيرهـ . .
لآ أع ــرفـ مآذآ أقولـ . .
كلـ الــ ح ــروف تـــ ــهــ ــربـ خ ــجلاً . .
:
لكـِ منيـ . . إكليل منـ الورد . .
:
فآئق تــ ق ــديريـ وإح ــترآميـ . .
سلمت يمناك على موضوعك الرائع
موضوع رائع . متل روعتك [ عزيزتي ]
ويستحق القراءه . كالعاده مواضيعك وأختيارك
فى منتهى الروعه والجمال
تحياتي وتقديرى
أسعدتم مسا / صباحاا
وأسعدني تواجدكم ومروركم الطيب,,,,
وأخجلتوني بكلامكم فهذا بيتي الثاني,,,
ولا أجد إلا راحتي,,,مـــودتــي
« كيف سيستقبلون خبر رحيلي ؟ | مـــوعد مع الفــــرح. » |
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع |