الذكريات
العلاقات الانسانية عالم كبير وواسع, يربط الناس ببعضهم بمشاعر
وأحاسيس تحكم عملية التواصل.
ومهما تنوعت هذه المشاعر يبقى هناك احساس واسلوب هو اهم ما يجمع
بين اثنين الا هو (الاحترام).
فاية علاقة انسانية لابد ان تبنى على الاحترام
فلا يوجد حب بدون احترام ولا معنى لصداقة بدون احترام
ولا يكون هناك تواصل سليم بين اثنين الا على جسر الاحترام.
ولا ينحصر الاحترام على اسلوب التعامل والتخاطب
بل يتخطى. ذلك فقد نحترم اشخاصاً لم نعد نراهم ولا نتعامل معهم
ويكون ذلك باحترام ما كان بيننا في الزمن الماضي الذي جمعنا بهم
فلا نفشي لهم سراً ولا نشوه صورهم في اعيننا.
ولا نصدق واشياً يسعى بيننا, فنحاكم غائباً كان من حقه الدفاع عن نفسه.
هناك صنف غريب من البشر
اذا ما افترق عن آخرين جمعته بهم علاقة ثرية بالثقة والخصوصية.
راح يشوّه كل شيء, وكانه يستكثر على نفسه وعلى الاخرين بقاء
الذكريات الحلوة, فيبدأ بعرض ما كان من خصوصيات
واسرار في مزاد علني, ويتفنن في ايذاء سيرة غيره وينسى محاسن
الطرف الاخر ولا يذكر له سوى اخطائه
وكأنه وحش كاسر لا يجد ما يفترسه فانقض على الذكريات ينهشها
ويقتل الحنين الساكن فيها!!
ولا ادري لماذا يفعل ذلك?! اهو ينتقم لنفسه ام من نفسه?!
وما سبب هذا الانتقام الغامض?!
ولماذا يحب الانسان ان يرى على يديه دماء من احبوه ووثقوا به?!
قد تقضي الاقدار بالفراق فيمضي كل شخص في درب مبتعداً
عن رفيقه يعاني آلام الفراق
لكن حين يرحل حاملاً ذكرى طيبة تاركاً اثراً جميلاً في قلب غيره تقل قسوة تلك الالام.
فينظر كل منا الى علاقاته التي انتهت بفراق مع الاخرين
ويراجع ما تركه من اثر طيب وذكرى جميلة حية في ذاكرة الطرف
الاخر حتى يعرف كم شخصاً سيقول حين يذكره:
(ذكره الله بالخير ووفق له كل الخير).
وكم شخصاً سيدعو عليه حين يذكره قائلاً:
(الله لا يعيده ولا يعيد ايامه)!!
وقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــفـــــــ ـــــــــــــة .
ان من حق الاخرين علينا حين نفارقهم ان نقول لهم وداعاً
كما من حقنا ان نظل نحيا في قلوبهم ذكرى طيبة يسكن زواياها الحنين والاحترام.
هناك جرائم قتل متعددة قد نجد لها عذراً كالقتل الخطأ او القتل دفاعاً عن النفس
او حتى القتل بالاهمال
لكن ترى بم سنبرر جريمة من يقتل عمداً مع سبق الاصرار والترصد?
بم سنعذر من يقتل الذكريات الحلوة متعمداً مختاراً?
لا اعتقد ان هناك عذراً لمن لا تسكن نفسه الا حين يحرق
كل شيء وفي اخدود الانتقام!!!
نظل نحبهم قبل الرحيل وبعد الرحيل وعند اللقاء
,,, دمتم بخير ,,,
صـــقر آل مُـرَّة ،،
hg`;vdhj ghjksn