لا حول ولا قوة الا بالله
اللهم حسن خاتمتنا
يسلموا اخوي ع الطرح القيم
|
توضع, دفنت, راقص, وهي
الساعة الرابعة عصراً ، الوقت يمضي ، والسائق في الخارج ينتظر .
ألقت العباءة على كتفيها ، وألقت بالغطاء على رأسها .
لا بأس سوف أصلحها في السيارة .
ركبت السيارة ، كشفت الغطاء عن وجهها ، أصلحت من حال عباءتها ، تأكدت من حقيبتها ، الهاتف النقال ، المال ، عطرها لم تنس شيء
انطلقت السيارة بهدوء نحو صالون التجميل ، وتجولت هي بنظرها .
وقفت السيارة ، ارجع إلينا الساعة الثانية عشر .
^,,,,^,,,,^,,,,^
النساء كثير في الداخل ، لا بأس فأنا عميلة دائمة ومميزة ، لابد أن تراعي صاحبة الصالون هذا الأمر وإلا .
استقبال حافل ، تبادلن الابتسامات ، ذهب الخوف ، لن نتأخر كثيراً .
هذا حمام زيتي ، انتظري ساعة .
مجلة أزياء ، عرض لبعض التسريحات ، قلبت الصفحات تنقلت بين المجلات المختلفة.
مضت الساعة ، ارتفع آذان المغرب ، أسلمت نفسها لمصففة الشعر ، جففت شعرها ، غاب الآذان ، ومضت الصلاة .
إزالة الشعر وتنظيف البشرة ، أنصتت لموسيقى هادئة ، تحولت لأخذ حمام مائي .
ارتفع الآذان ، إنها صلاة العشاء ، لم يتبق على الفرح سوى بضع ساعات .
وضعت رأسها بين يديّ المصففة ، اختارت التسريحة ، تناثر الشعر بين يديها ، يودعها وداعاً حزيناً ، ألقت نظرة إلى المرآة لم تعرف نفسها ، ارتسمت ابتسامة على شفتيها ، لن يسبقني أحد .
رسمت وجهها لطخته بالألوان ، تغيرت ملامحها ، نظرت إلى الساعة ، الواحدة ، ألقت العباءة على كتفها ، وبحذر شديد و ضعت الغطاء على رأسها .
ركبت السيارة . إلى المنزل بسرعة لقد تأخرت .
لبست فستانها ، تعرت من حياءها ، بدت بطنها ، وسائر ظهرها ، أنكمش الفستان عن ركبتيها ، دارت حول نفسها ، لن يغلبني أحد .
^,,,,^,,,,^,,,,^
العيون ترقبها ، الكل يتأملها ، نظرات الاعجاب تحيط بها ، تقترب منها .
نظرات السخط تنفر منها ، تغمض عينيها تقززاً من حالها .
السفيهات يلاحقنها بالتعليقات الساخرة .
رقصت على انغام الموسيقى ، اهتز جسدها .
تنوعت الأغاني وتنوع رقصها .
لم يسبقها أحد ، ولم يغلبها أحد .
الكل يتابعها ، الكل يتحدث عنها .
من أين أتت بكل هذا ؟
كيف تعلمت كل هذا ؟ وكيف حفظت كل هذه الأغاني ؟
الكل يعرف الإجابة .
^,,,,^,,,,^,,,,^
توقفت عن الرقص ، سقطت على الأرض ، ارتفع الصراخ ، تدافع النساء إلى المسرح ، نادوها فلم تجب ، حركوها فما تحركت ، ارتفع الصراخ ، حملوها ، أحضروا الماء ، مسحوا وجهها ، بكت الأم والأخوات ، ارتفع العويل ، علا النحيب ، تدخل الأب والأخ ، اختلطت الأمور تحول الفرح إلى حزن ، والضحكات إلى بكاء ، توقف كل شيء .
ألبسوها . غطوا ما ظهر من جسدها .
حضر الطبيب ، أمسك بيدها ، وضع سماعته على صدرها ، أرخى رأسه قليلا ، انطلقت الكلمات من شفتيه لقد ماتت . لقد ماتت .
^,,,,^,,,,^,,,,^
ارتفع النحيب ، جرت الدموع .
ألقت الأم بجسدها على صغيرتها الجميلة ، أخفى الأب وجهه بين يديه ، الأخ يدافع عبراته ، خلاص يا أمي خلاص .
قامت الأم مذهولة ، صرخت ، لقد تحركت ، تحولت الأنظار نحوها ، لقد جنت ، لقد ماتت هكذا قال الطبيب .
أسرع الأب والأخ والأخوات نحو الأم .
المشهد رهيب ، والمنظر مؤلم .
سقطت الأم على الأرض.
الأخوات فقدن السيطرة على مشاعرهن .
والأخ يصرخ . لا . لا . مستحيل .
تجلد الأب ، أمسك بالأخ ، وبلهجة حازمة أخرج الأخوات ، وهن يحملن أمهن .
حضر بعض النسوة من الأسرة .
نظروا إلى الميتة ، ترقرقت الدموع ، وضعت الكبيرة منهن يدها على رأسها ، انطلقت منها كلمة : فضيحة . فضيحة .
أسرعت نحو الأب ، يجب أن تستر عليها ، أحضروا المغسلة هنا ، ادفنوها بين الصلوات ، إنها فضيحة ، ماذا يقول الناس عنا .
أرخى الأب رأسه ، نعم ، نعم . إنا لله وإنا إليه راجعون .
^,,,,^,,,,^,,,,^
جاءت المغسلة ، جهزت سرير الغسل ، وضعت الأكفان والطيب ، جهزت الماء .
أين جثة المتوفاة ؟.
سارت العمة أمامها ، فتحت الباب .
الفتاة على السرير مغطاة بغطاء سميك .
وبجانب السرير وقفت الأم تكفكف دموعها .
أمسكت بورقة الوفاة ، الاسم العمر : ثمانية عشر عام ، سبب الوفاة : سكتة قلبية .
شعرت بالحزن ، نطقت بكلمات المواساة للجميع .
كشفت الغطاء ، تحول الحزن إلى غضب ، لماذ تركتموه على هذا الوضع ، لقد تصلبت أعضائها ، كيف نكفنها .
الحاضرات لم يستطعن الإجابة ، سكتن قليلاً .
زاد حنق المغسلة ، انبعث صوت الأم ممزوجاً بالبكاء .
لم تكن هكذا حينما ماتت ، لقد اتخذت هذا الوضع بعد لحظات من موتها .
لقد سقطت على المسرح وهي ترقص ، حملناها جثة هامدة ، حضر الطبيب ، كتب التقرير ، ايقنت حينها بأنني قد فارقت ابنتي ، ألقيت بجسدها عليها ، رحت أقبلها ، وأبكي ، شعرت بيدها اليمين ترتفع ، ويدها اليسرى تعود وراء ظهرها ، أما قدمها اليسرى فقد تراجعت للوراء ، أرعبني الموقف ، صرخت حينها ثم سقطت على الأرض ، لأجد نفسي في غرفتي ومن حولي بناتي يبكين أختهن ، ويبكين نهايتها المؤلمة .
انتحبت بالبكاء ، أنا السبب أنا من فرط في تربيتها ، أنا من غشها ، ياويلي وياويلها من عذاب الله ياويل أباها وياويلنا جميعاً .
كانت تحب الرقص والغناء ، فماتت ، وستدفن في قبرها يارب ارحمها يارب ارحمني يارب اغفر لها .
محاولات لأعادة جسدها إلى وضعه الطبيعي ، الفشل كان النتيجة .
بذلت المغسلة مجهوداً جباراً في تكفينها .
وفي لحظة هدوء وبعيداً عن العيون ، نقلت الجنازة إلى المقبرة .
وهناك صلى عليها الأب والأخ وبعض المقربين .
نعم لقد دفنت وهي في وضع راقص
قصة رواها الشيخ عباس بتاوي]tkj ,id f,qu vhrw
لا حول ولا قوة الا بالله
اللهم حسن خاتمتنا
يسلموا اخوي ع الطرح القيم
الله يرحم الجميع
يعطيك الف عافيه
.
لاحول ولاقوة الا بالله
مشكور أخوي ع الطرح
لا حول ولا قوة الا بالله
مــشكور أخــوي ع المــوضوع الرائع
« دخــــــل غــــــــــــــرفه اخته فـوجدها؟ | قصة ليلى والذئب كما يرويها حفيد الذئب » |
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع |