الفراغ, خضرة
حين يبدأ زمن الشتاء .ترتعش أطراف المساء ويلبس الليل عباءته الرمادية يحتوي بظلاله تلال اليأس ويمرحل خطانا في ألوان القرمزية .
في تلك الآونة رست مراكبي قرب بوابة الياسمين تسامرت مع نفسي كنت وحيدا وكان المساء حزين هبت النسمات قصمت ظهر الشجيرات وهبت نسائم لست أعرف من أين حركت الفراشات رقصت من حولي رمقتها بنظرة عتاب ثم غادرت دون استئذان ثم اشتدت الريح قربي كان همسها عنيفا مزقت الصمت تلاعبت بأغصان الياسمين ثم ارتعشت وريقات الياسمين تناثرت الزهيرات لملمت بعضا منها وكان بعضا مني يتمزق لم تحمل الرائحة الأصيلة ثم بحثت عن شيء لم أجد في ثناياها سوى قليلا من الذكريات
الريح تعصف بأفكاري تلعب بأحلامي تداعب أجفاني بمسميات النوم ثم أفقت من جلوسي على ندى من قطرات مطر المطر الذي تحب ثم بحثت عنها في مجالاته لم أجد أي شيء ثم تناثرت القطرات من حولي كالفراشات داعبتني مرة أخرى كما يداعب عاشق خصلات شعر ثم استدار القمر ليهدي ضوءه أو ليلعن أنه قد يغار. ثم يمضي وقته ويذهب بي نحو الصباح
في حضرة المطر ترتسم اللوحات على صفحات الأرض وعلى الطرقات على مدارات الوقت وتملئ أقواس قزح ألوان الضياء ويرتب المساء هيكله ويمد للعاشقين السراب.
كنت وحيدا رغم الضجة ورغم ازدحام الأنفاس كنت وحيدا في حضرة الغياب الكبير ثم عاد الليل ليرخي سدوله ويغلق ستائره لم تخضع عيني لسلاطين النوم كانت ليلة استثنائية كما انها استثنائية وكان الأرق سيد الأحوال في كل لحظة يداعب ظلها الخيال في كل أنة ريح تعبر أطرافي النسمات
تللك الليلة لم تشأ أن توقضني حاولت أنا ايقاظها حاولت من شدة شوقي أختطفت ضوءا من أعمدة الفضاء لأسترق النظرات كانت حالمة كفراشة وملكة فوق عرش النساء ولم أنم حتى أطمأننت عليها وأسدلت على عيني الستار غادرت في الحال الى أزمنتي السرمديه فلعلي أصحو على صوتها الدافيء لينقلني الى الزمن الآبد الذي أريد . ثم اخطتفني النوم لحيظات نحو الصباح . لم افق حينها الا على حشرجات صوت . كان صوتا بعيدا صوت يحاول أن يدنو مني وأخاله يناديني أحمـ . اح.مـ. يكرر الأسم التفت . كان طيرا من حمام عله يحمل الأخبار يقهر المسافات ثم ينظر نحوي ينتظرني كاد ينطق قالها نـا ثم دنا أكثر ثم قال نـا ثم ابتعد أحسست برائحة العطر تفوح من بين أجنحته لم ينقذ غيبوتي ثم شهق الصبح وبانت أنوار الصباح الله الله على طقوس الصباح . لحظة اللقيا عندما نبدأ رحلتنا زادنا القهوة وفيروز وأمنيات وهمسات ثم ترتاح قوافلنا لترسو على شواطئ لبحار قد عاشت بنا منذ ألوف الأزمنة .وللحديث بين يدي الوقت بقيه
( بقلمي)
,pd]i td pqvm hgtvhy