الملاحظات
صفحة 4 من 9 الأولىالأولى ... 23456 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 87

الموضوع: آن الآوان ان نفضح تلك الشخصيات الخبيثة

  1. #31 رد: آن الآوان ان نفضح تلك الشخصيات الخبيثة 
    المشاركات
    12,791

    \
    /
    \
    /

    ====================


    إنّهُ محمود أبو ريّة .
    ====================

    ذلكَ المصريُّ الكاتبُ في مجلّةِ الرسالةِ ، والذي بدأ حياتهُ مُتسكّعاً على شيخِ الأدبِ وإمامهِ : مُصطفى صادق الرافعيِّ ، يقتاتُ على فتاتِ مائدتهِ ، ويستطعمهُ الفائدةَ ويستجديهِ المسائلَ ، ويغترفُ بقايا معينهِ ، حتّى أدّاهُ ذلكَ إلى أنْ صارَ شيئاً يُشارُ إليهِ بالبنانِ ! .
    ====================

    ثُمَّ دخلَ عالمَ التصنيفِ ، وكانَ مُبتدأُ أمرهِ تلخيصَ الكُتبِ واختصارها ، فاختصرَ منها جملةً ككتابِ " المثلِ السائرِ " و " ديوانِ المعاني " واختارَ نُخبةً من أخبارِ " الأغاني " وغيرِها ، حتّى انتهى إلى التأليفِ والتصنيفِ الخاصِّ بهِ .

    ====================

    وكانَ من أمرهِ أنْ سوّدَ – سوّدَ اللهُ وجههُ وقد فعلَ – مجموعةً من الصفحاتِ بكتابٍ غايةٍ في السوءِ والغلِّ ، ألا وهو كتابهُ " أضواءٌ على السنّةِ المُحمّديّةِ " ، هاجمَ فيهِ السنّةَ النبويّةَ ، وخلصَ إلى أنّها غيرُ ملزمةٍ لأحدٍ في العملِ بها ، وتطاولَ كذلكَ على الصحابةِ الكِرامِ ، وخصَّ من كتابهِ جزءً كبيراً في الهجومِ على الصحابيِّ الفقيهِ الإمامِ الربّانيِّ : أبي هريرةَ – رضيَ اللهُ عنهُ - ، وكتبَ فيهِ ما لم يكتبهُ كثيرٌ من علوجِ المُستشرقينَ ولا ضُلاّلِ الروافضِ من الهجومِ على الصحابةِ ، ولم يبقَ وصفٌ من صفاتِ السوءِ والدناءةِ إلا حطّهُ على أبي هريرةَ – رضيَ اللهُ عنهُ - ، وكانَ من جملتها اتهامهُ بالكذبِ صراحةً ، وبوضعِ الحديثِ واختلاقهِ .
    ====================

    وقد استقى كتابهُ السالفَ من مجموعةٍ من المراجعِ ، وكانَ على رأسِها كتابٌ لأحدِ علماءِ الرافضةِ ، وهو الشيخُ : عبدُ الحسينِ شرفُ الدّينِ ، وكتابهُ هو " أبو هريرةَ " ، وفي هذا الكتابِ خلصَ المؤلّفُ الرافضيِّ – عاملهُ اللهُ بما يستحقُّ – إلى أنَّ أبا هريرةَ – رضيَ اللهُ عنهُ – كانَ منافقاً كافراً ! ، ألا لعنةُ اللهِ على الظالمينَ .

    وأمّا الفيصلُ الذي كانَ يُحاكمُ السنّةَ الصحيحةَ إليهِ في كتابهِ ، فهو العقلُ ، فالعقلُ – كما زعمَ – هو الحاكمُ والميزانُ العدلُ في نقدِ السنّةِ ، وبيانِ صحيحِها من سقيمِها .
    ====================

    وقد أحسنَ العلاّمةُ الشيخُ : مُصطفى السباعيُّ – برّدَ اللهُ مضجعهُ – في وصفِ أبي ريّةَ وكِتابهِ هذا ، عندما قالَ : " هذا هو أبو ريّةَ على حقيقتهِ ، جاهلٌ يبتغي الشُهرةَ في أوساطِ العلماءِ ، وفاجرٌ يبتغى الشهرةَ بإثارةِ أهلِ الخيرِ ، ولعمري إنَّ أشقى النّاسِ من ابتغى الشهرةَ عندَ المنحرفينَ والموتورينَ بلعنةِ اللهِ والملائكةِ والنّاسِ أجمعينَ " .
    ====================


    إنَّ من أعجبَ العجبِ أن يشتهرَ كتابُ أبي ريّةَ ، فيصلَ إلى جميعِ جامعاتِ أوروبّا وأمريكا ، وتنتهي طبعتهُ الأولى ثُمَّ الثانيةِ في فترةٍ وجيزةٍ جدّاً ، ثُمَّ يموتُ الرّجلُ ، ولا تجدُ لهُ ترجمةً واحدةً ولو يسيرةً في كتبِ التراجمِ ! ، وقد نقّبتُ فيها ، وبحثتُ واستعنتُ بأهلِ الخبرةِ والبحثِ ، فلم أقفْ لهُ على أثرٍ في كتبِ التراجمِ مُطلقاً ، فانظرْ كيفَ عاملهُ اللهُ بنقيضِ قصدهِ ! ، وأخملَ ذكرهُ بعدَ إمعانهِ في طلبِ الشّهرةِ والبحثِ عن المنزلةِ والمكانةِ ! .

    ولم يكتفِ بهذا الكتابِ فقط ، بل زادَ إلى كنانتهِ سهماً آخرَ من سِهامِ الجهلِ والضلالِ ، عبرَ كِتابهِ " دينُ اللهِ واحدٌ " ، والذي خلصَ فيهِ إلى دخولِ اليهودِ والنّصارى للجنّةِ مع المُسلمينَ ، وأنَّ الإيمانَ باللهِ تعالى ووجودهِ – وحسب – كافٍ في النّجاةِ من النّارِ والدخولِ إلى الجنّةِ .

    كلُّ ذلكَ لم يُغنِ عنهُ شيئاً ! ، بل كانَ عليهِ وبالاً وسوءاً ، ووقعتِ الواقعةُ التي فضحتْ قصدهُ وكشفتْ خبيئهُ .

    إنّها لحظةُ الموتِ وسكراتِهِ ، حيثُ لا يخفى شيءٌ من الحالِ ، وصدقَ الإمامُ أحمدُ – أعلى اللهُ درجتهُ في الجنّةِ - : " قولوا لأهلِ البدعِ بيننا وبينكم الجنائزُ " .

    فكانتْ هذه خاتمتهُ ونهايةَ أمرهِ في الدّنيا :

    سمعتُ من شيخي العلاّمةِ : مُحمّدِ بنِ مُحمّدٍ المُختارِ الشنقيطيِّ – متّعهُ اللهُ بالعافيةِ – في مجالسَ مُتعدّدةٍ ، أنَّ أبا ريّةَ عندما كانَ في وقتِ النزعِ الأخيرِ ، وساعةِ الاحتضارِ ، حضرهُ نفرٌ من النّاسِ ، ورأوهُ وقد اسودَّ وجههُ – والعياذُ باللهِ – وكان يصرخُ مرعوباً فزِعاً بصوتٍ عالٍ ، وهو يقولُ : آه ! ، آه ! ، أبا هريرةَ أبا هريرةَ ، حتّى ماتَ على تلكَ الحالِ .

    اللهمَّ إنّا نعوذُ بكَ من الخذلانِ والضلالِ .

    إنَّ اللهَ ليغارُ على أوليائهِ .

    ومن حاربهُ في أوليائهِ ، أو بارزهُ فيهم ، فإنَّ أجلَ اللهِ لهُ بالمرصادِ ، والخاتمةُ السيئةُ لمن هذا حالهُ أقربُ من شِسْعِ نعلهِ ، فمن أطلقَ لسانهُ في أولياءِ اللهِ وأصفياءهِ ، فإنَّ جُندَ اللهِ من الأقدارِ مُجهّزةٌ ، وطوارقُ الشرِّ لهُ بالمرصادِ ، هذا في الدّنيا ، وأمّا في الآخرةِ فلا يعلمُ أمرَ ذلكَ إلا اللهُ سُبحانهُ وتعالى .
    ====================

    هذه بعضُ مصائرِ العقلانيينَ ، فهل من مُعتبرٍ ! .

    واللهِ إنَّ حياتهم حيرةٌ وقلقٌ وتخبّطٌ ، لا يعلمونَ من الحقِّ إلا قليلاً ، وبقيّةُ دينِهم يحتذونَ فيهِ من غلبَ وبزَّ .

    هذه أسفارهم ومقالاتُهم ، هل تجدونَ فيها نوراً من أنوارِ الكتابِ والسنّةِ عليها ؟ ، واللهِ إنّها ظلماتٌ بعضُها فوقَ بعضٍ ، تُقسّي القلبَ ، وتُغضبُ الرّبَّ ، وتفتحُ أبواباً كانتْ موصدةً تؤدّي إلى الزندقةِ والضلالِ .

    تبّاً لمن كانتِ الشريعةُ خصمهُ ، وسُحقاً لمن حاربَ اللهَ في كتابهِ ، وبُعداً لمن نابذَ النبيَّ الكريمَ – صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ – في سنّتهِ وهديهِ .
    ====================

    من سيماهم تعرفونهم ، فهل هؤلاءِ سيماهم وصفاتُهم هي من سماتِ أهلِ الخيرِ والصلاحِ ؟ ، هل هم من أربابِ المساجدِ والصلواتِ وقيامِ الليلِ والبرِّ والصدقةِ والعفافِ والصلةِ ؟ ، هذا هو دينُ اللهِ تعالى ، علمٌ وعملٌ ، وأمّا دعواتُ هؤلاءِ الممسوخينَ فهي التمرّدُ على الدينِ باسمِ القراءةِ الجديدةِ للتراثِ ، وتارةً باسمِ التفكيكِ للمنهجِ السلفيِّ ، وأخرى باسمِ الفهمِ الجديدِ للدّينِ .
    ====================

    هذه بعضُ القصصِ التي وقعتْ لهم ، لتعلموا كيفَ يُقاسونَ ويُعانونَ ، ومن أصدقُ من اللهِ قيلاً : (( ومن أعرضَ عن ذكري فإنَّ لهُ معيشةً ضنكاً ، ونحشرهُ يومَ القيامةِ أعمى ، قالَ ربِّ لمَ حشرتني أعمى وقد كنتُ بصيراً ، قالَ كذلكَ أتتكَ آياتُنا فنسيتَها ، وكذلكَ اليومَ تُنسى )) .
    ====================

    ملاحظةٌ : إذا وقفَ أحدُكم على ترجمةٍ لأبي ريّةَ ولو مُقتضبةٍ ، فلْيراسلني - كرماً منهُ وتفضّلاً - على بريدي ، فقد أضناني البحثُ ولم أجدْ شيئاً ، ووجدتُ قديماً ترجمةً لكاتبِ اسمهُ : جمال محمود أبو ريّة ، لهُ مجموعةٌ من المؤلّفاتِ في قصصِ الأطفالِ ، ولا أدري هل هو ابنهُ ، أم تشابهٌ في الأسماءِ ؟ ، فمن كانَ عندهُ بقيّةٌ من خبرٍ ، أو أثارةٌ من علمٍ فلْيُغثنا .
    ====================

    دمتم بخيرٍ وانتظرونا فى سقوط رمز اخر بمشيئة الله


    ======







    رد مع اقتباس  

  2. #32 رد: آن الآوان ان نفضح تلك الشخصيات الخبيثة 
    المشاركات
    12,791
    سلامة موسى

    ترجمته([1]) :

    قال الزركلي في الأعلام عنه: سلامة موسى القبطي المصري: كاتب مضطرب الاتجاه والتفكير . ولد عام 1304هـ في قرية كفر العفي بقرب الزقازيق. وتعلم بالزقازيق وباريس ولندن. ودعا إلى الفرعونية. وشارك في تأسيس حزب اشتراكي، لم يلبث أن حله الإنجليز واعتقلوه وسجنوه مدة. وجحد الديانات في شبابه وعاد إلى الكنيسة في سن الأربعين، وأصدر مجلة "المستقبل" قبل الحرب العامة الأولى وتعطلت بسبب الحرب. وعمل في التدريس، ثم رأس تحرير مجلة الهلال وكل شيء، حتى عام 1927، وقام بحملة على الصحافة اللبنانية بمصر، فنشرت دار الهلال رسائل بخطه تثبت أنه كان عيناً عليها لحكومة صدقي .

    وصنف وترجم ما يزيد على 40 كتاباً ، طبعت كلها. منها: "حرية الفكر وأبطالها في التاريخ" و"نظرية التطور وأصل الإنسان" و"غاندي والحركة الهندية" و"أشهر قصص الحب التاريخية" و"التجديد في الأدب الإنجليزي الحديث" و"اليوم والغد" مقالات من إنشائه. و"التثقيف الذاتي" و"فن الحياة" و"العقل الباطن أو مكنونات النفس" و"المرأة ليست لعبة الرجل" و"تاريخ الفنون وأشهر الصور".

    وجمع الناشرون مقالات له، بعضها مترجم، في كتب منها "اليوم والغد" و"مختارات سلامة موسى" و"في الحياة والأدب" .

    وكتب في مجلات وصحف متعددة لم يكن يستقر في الانقطاع إلى إحداها، إلى أن مات عام 1378هـ في أحد مستشفيات القاهرة. وكان كثير

    التجني على كتب التراث العربي، يناصر بدعة الكتابة بالحرف اللاتيني([2]).

    ملخص فكره:

    تدور أفكار النصراني سلامة موسى حول نشر الاشتراكية والعلمانية في بلاد المسلمين؛ كشأن صاحبيه فرح أنطون وشبلي شميّل ، إلا أنه فاقهم في ذلك؛ بحكم كونه مصري النشأة، مما جعله أجرأ منهم في نشر انحرافاته، وأكثر إنتاجاً.

    ولقد تميز سلامة موسى عن صاحبيه –أيضاً- بتطرفه في الدعوة إلى تحرير المرأة، وتسهيل السبل أمامها للسفور والتبرج.







    رد مع اقتباس  

  3. #33 رد: آن الآوان ان نفضح تلك الشخصيات الخبيثة 
    المشاركات
    12,791

    انحرافاته:

    1- نصرانيته؛ فهو أحد أقباط مصر.

    2- بغضه للإسلام وأهله، ومحاولة تزهيد الشباب عن التمسك به، وتصويره بأقبح الصور

    يقول الهالك عن أمنياته وهو في سن الستين :

    (لن أكف عن تأليف الكتب المقلقة، مثل: نظرية التطور، أو حرية الفكر. خمائر صغيرة أبعثها في أنحاء الوادي وغيره إلى الأقطار العربية؛ كي أزعزع التقاليد السوداء، وأحرق العفن الذي تركته على العقول المطموسة) (تربية سلامة موسى، ص 291).

    ويقول: (ربما كان الأزهر أكبر ما عاق تفكيري الحر) (المرجع السابق، ص 338).

    و(نادى بأن تتكاتف الجمعيات الخيرية القبطية لمواجهة أعدائها)! (العلمانية وطلائعها ، ص175-176).

    3-دعوته إلى العلمانية في بلاد المسلمين؛ فهو أحد طلائعها.

    يقول: (إذا خرج الدين من دائرة علاقة الإنسان بالكون، وأخذ يقرر أصول المعاملة بين الناس، من تجارة وزواج وامتلاك وحكومة ونحو ذلك، فإنه عندئذٍ يقرر الموت لكل من يؤمن به) (مقدمة السبرمان، ضمن المؤلفات الكاملة لسلامة موسى 1/23).

    ويقول : (الرابطة الدينية وقاحة. فإننا أبناء القرن العشرين أكبر من أن نعتمد على الدين جامعة تربطنا) (اليوم والغد، ضمن المؤلفات الكاملة لسلامة موسى، (1/661).

    -يقول فتحي القاسمي: (ما انفك سلامة موسى يدافع عن مشروعه العلماني على امتداد خمسة عقود من الزمن) (العلمانية ، ص305)

    -ويقول : (كان كتابه "مقدمة السبرمان" 1910م دعوة مبكرة للعلمنة -التي تواتر ذكرها فيه مراراً- ) (السابق، ص178)

    -ويقول عنه أيضاً-: (كان يطمح إلى بناء مجتمع علماني) (السابق، ص217-218).

    4-دعوته إلى الاشتراكية:

    حيث (كان طبعه لكتاب "الاشتراكية" بمصر 1913م دعوة ملحة من أجل قيام مجتمع اشتراكي فكراً وممارسة) (السابق، 178).

    يقول سلامة: (إني أعتقد بالمستقبل الاشتراكي للعالم كما لمصر، وأعمل له) (تربية سلامة، ص 319).

    ويقول : (ليس في العالم من تأثرت به وتربيت عليه مثل كارل ماركس) (السابق، ص 313).

    -ويقول عنه موسى صبري: (هو في مقدمة العقول التي دعت إلى الفكر الاشتراكي في مصر) (أبي، لرؤف سلامة موسى، ص25،26).

    -ويقول القاسمي في كتابه (العلمانية وطلائعها في مصر):

    (لقد استمر سلامة موسى يدعو إلى الاشتراكية على امتداد نصف قرن) (ص 253) .

    وقال عنه –أيضاً-: (أُشْرب قلبه حب الاشتراكية والمبادئ التي نادى بها ماركس) (السابق، ص172)

    وألف في ذلك كتاباً بعنوان (الاشتراكية) –كما سبق-.

    5-دعوته إلى وحدة الأديان: وهذه الفكرة من أخطر الأفكار وأخبثها في صرف المسلمين عن دينهم، أو ترويج الكفر بينهم ورضاهم به، وخلط الحق بالباطل([3]).

    وقد غلف الهالك دعوته تلك بالترويج لفكرة (الإنسانية) التي اقتبسها من إخوانه نصارى الغرب ؛ لتمرير فكرة (وحدة الأديان) بين المسلمين.









    رد مع اقتباس  

  4. #34 رد: آن الآوان ان نفضح تلك الشخصيات الخبيثة 
    المشاركات
    12,791
    يقول فتحي القاسمي: (كان سلامة موسى قد تربى منذ شبابه على حب الإنسانية، وظل تعلقه شديداً بآراء "نيتشه" الذي مجَّد قوة الإنسان، واعتبر سلامة موسى ثاني من عرّف بآراء "نيتشه" في الشرق، وذلك منذ سنة 1909م. وقد كان إفراطه في الاعتداد بالإنسان، والإيمان بتفوقه شديداً لما كان طالباً بلندن، وهو ما حفزه على تأليف باكورة إنتاجه "مقدمة السبرمان" الذي بدا فيه نيتشياً إلى النخاع) (العلمانية ص239).

    -ويقول سلامة عن نفسه: (إني أؤمن بالمسيحية والإسلام واليهودية) (تربية سلامة موسى، ص 317).

    ويقول : (إن جميع الأديان سواء، حيث إنها تنشد الحياة الطيبة) (السابق، ص254).


    وقال معلقاً على أبيات الملحد ابن عربي:

    وقد صار قلبي قابلاً كل صورة فمرعىً لغزلان ودَير لرهبـان

    وبيــت لأوثان وكعبة طائف وألواح توراة ومصحف قـرآن

    أدين بدين الحـب أنى توجهت ركائبه فالحـب ديـني وإيماني

    (من الحسن أن تذاع مثل هذه الأبيات الذهبية وتُعلق في بيوتنا على الجدران)!! (السابق، ص 258).

    6-دعوته إلى تحرير المرأة: (حيث كان من المعجبين بمظاهر تحرر المرأة الفرنسية، وخصوصاً الإنجليزية، وكان من المتأثرين بالحركة النسائية في العالم) (العلمانية، ص 260).

    و(كان متحمساً للاختلاط بين الجنسين، ومعتبراً التحرر الجنسي عند الفرنسيين –مثلاً- سعادة) (السابق، ص 263)

    7-دعوته إلى (الدارونية) : ثم التدرج منها –كما فعل أصحابه- إلى تطور الأديان؛ لمحاولة صرف المسلمين عند دينهم.

    -يقول سلامة موسى عن نظرية دارون بأنها : (غرست في نفسي مزاج الكفاح ؛ لأنها تصدت للعقائد والتقاليد) !! (تربية سلامة موسى، ص176)

    -ويقول : (التطور ناموس عام يشمل جميع الجهود الإنسانية الأدبية والمادية والاجتماعية لا تستثني في ذلك الأديان والمذاهب) (مختارات سلامة موسى، ص59).

    -بل وصل به تطرفه في الدعوة إلى نظرية دارون إلى أن قال بأن على : (أبناء الشعوب العربية أن يجعلوا من التطور عقيدة، بل عقيدة دينية، إذا كفر بها إنسان فإنه لن يعاقب على كفره بجهنم بعد الموت، ولكنه يعاقب بالموت أو الفقر والذل وهو حي في هذا العالم)! (الإنسان قمة التطور، سلامة موسى، ص 137).

    -وقد (أصدر كتابه "نشوء فكرة الله" 1912م لبيان أن التوحيد سابق للأديان السماوية !! وقد اعتمد في ذلك على آراء "جرانت إلين") (العلمانية، ص178).

    8-دعوة المسلمين إلى الامتزاج بأوروبا والغرب، موهماً إياهم بأن ذلك السبيل الوحيد للنجاح والفلاح، يقول سلامة:

    (الرابطة الحقيقية التي تثبت على قاعدة وترسخ ولا تتزعزع، هي رابطة الحضارة والثقافة، هي رابطتنا بأوربا التي أخذنا عنها حضارتنا الراهنة، ومنها تثقفنا ثقافتنا الجديدة) (اليوم والغد، ضمن المؤلفات الكاملة لسلامة موسى(1/662).

    9-دعوته إلى محاربة اللغة العربية والانتقال عنها إلى اللاتينية!، يقول الهالك : (لن يكون في بلادنا نهضة علمية، ولن ترقى الصناعة إلا حين تتخذ الحروف اللاتينية أي لن تستعرب العلوم إلا إذا "استلتن" الهجاء العربي) (البلاغة العصرية واللغة العربية، سلامة موسى ، ص165).

    هذه أبرز انحرافات النصراني القبطي سلامة موسى على عجل، تكشف مدى مساهمته في حمل لواء التغريب في بلاد المسلمين، حيث ضلل الكثيرين من أبناء الإسلام ممن رأوا فيه (طليعة) حضارية ! وعقلاً متقدماً ، فتربوا على أفكاره وتراثه ، فكان لهم المرشد إلى الشر،ومن هؤلاء علي سبيل المثال نجيب محفوظ صاحب الروايات الوضيعة
    أسأل الله أن يبصر المسلمين بأعدائهم ، وأن يُحبط كيد اليهود والنصارى، وينصر دينه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
    --------------------------

    ([1]) نقلاً عن الأعلام للزركلي (بتصرف يسير)، والعلمانية وطلائعها في مصر، لفتحي القاسمي (ص 170 وما بعدها).

    ([2]) أحمد أبو كف، في مجلة الكتاب العربي : العدد 28 وإبراهيم التيوتي، في جريدة العلم بالرباط 15/8/1958 والعهد الجديد 13/8/58 والأهرام 10/8/58.

    ([3]) انظر لمعرفة خطر هذه الفكرة الكفرية: كتاب (الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان) للشيخ بكر أبو زيد –وفقه الله-.


    ======






    رد مع اقتباس  

  5. #35 رد: آن الآوان ان نفضح تلك الشخصيات الخبيثة 
    المشاركات
    12,791

    الغاية تبرر الوسيلة

    ( 1 )

    مكيافيلي ؟


    هو « نيقولا ميكافيلي » إيطالي، ولد في «فلورنسا » وعاش ما بين عام (1469- 1527م). كان أبوه محاميًا متوسط الحال. حصل على وظيفة صغيرة في حكومة «فلورنسا » سنة (1498م). ثم ترقى وتقلب في وظائف بعثات دبلوماسية ذات أهمية للحكومة، ثم أصبح المستشار الثاني للجمهورية. وعندما استولت أسرة «مديتشي » على الحكم سنة (1512م) سجن لأنه كان معارضًا لهم، ثم نُفي في العام التالي، وسمح له بأن يحيا حياة التقاعد في الريف قرب «فلورنسا ». وتفرّغ للكتابة والتأليف، أشهر مؤلفاته :

    1 – كتاب «الأمير » وقد أصدره سنة (1513م) وأهداه إلى «لورنزو » وكان هدفه أن يسترضي به «الميديتشيين ». دعا فيه إلى قيام دولة إيطالية موحدة بحاكم قوي، دون اعتبار القيم الخلقية، ولكنه لم ينجح في استرضائهم .

    2 – كتاب «المطارحات » وهو أكبر من كتاب الأمير .

    3 –
    كتاب «فن الحرب » أصدره سنة (1520م) تحدث فيه عن الجيش الضروري لمثل الحكم الذي وصفه في كتابه «الأمير ».

    4 –
    كتاب في تاريخ فلورنسا، حلل فيه تطور المدينة حتى سنة (1492م) وله بعض الروايات .

    أثرت آراؤه وأفكاره التي بثها في كتبه في العلم السياسي. وتجمعها الفكرة التي أمست من قواعد السياسة في معظم دول العالم العلمانية، وهي «الغاية تبرر الوسيلة ».





    ( 2 )

    ما يهمنا مناقشته من آرائه وأفكاره :

    عُني «ميكافيلي » بأن يكشف من التاريخ القديم ومن الأحداث المعاصرة له: كيف تُنال الإمارات، وكيف يُحتفظ بها، وكيف تُفقد ([1]) .

    وانتهى إلى رأي في السياسة يتلخص كما سبق بالعبارة التالية: «الغاية تبرر الوسيلة » مهما كانت هذه الوسيلة منافية للدين والأخلاق .

    وقد استند في رأيه هذا إلى الواقع المنحرف للأكثرية من الناس، لا إلى مبادئ الحق والعدل والخير والفضيلة .

    رأى أن أكثر الحكام لم يكونوا شرعيين، ولم يكونوا متلزمين المبادئ الأخلاقية الفاضلة، وبذلك استطاعوا أن يصلوا إلى الحكم، وأن يضمنوا استقرار الحكم في أيديهم إلى حين.

    بخلاف الحكام الشرعيين، والذين كانوا يلتزمون المبادئ الأخلاقية الفاضلة المستندة إلى الحق والعدل والخير، فإنهم لم يحققوا لأنفسهم النجاح المطلوب، ولا المحافظة على الحكم، كمحافظة الساسة الخائنين الغدارين المرائين المنافقين الكذابين .

    حتى البابوات فقد رأى أنهم قد كانوا في الكثير من الحالات يضمنون الانتخاب لنفسهم بوسائل فاسدة، لا تتفق مع الفضائل الخلقية .

    وأنكر «ميكافيلي » في كتابه « الأمير » بصراحة تامة الأخلاق المعترف بصحتها، فيما يختص بسلوك الحكام، فالحاكم يهلك إذا كان سلوكه متقيدًا دائمًا بالأخلاق الفاضلة، لذلك يجب أن يكون ماكرًا مكر الذئب، ضاريًا ضراوة الأسد .

    وفي الفصل الثامن من كتابه «الأمير » ذكر أنه ينبغي للأمير أن يحافظ على العهد حين يعود ذلك عليه بالفائدة فقط. أما إذا كانت المحافظة على العهد لا تعود عليه بالفائدة فيجب عليه حينئذٍ أن يكون غدارًا .







    رد مع اقتباس  

  6. #36 رد: آن الآوان ان نفضح تلك الشخصيات الخبيثة 
    المشاركات
    12,791

    ويقول :

    « بيد أنه من الضروري أن يكون الأمير قادرًا على إخفاء هذه الشخصية ([2]). وأن يكون دعيًا كبيرًا، ومرائيًا عظيمًا، والناس يصلون في السذاجة وفي الاستعداد للخضوع للضراوات الحاضرة، إلى الحد الذي يجعل ذلك الذي يخدع يجد دائمًا أولئك الذين يتركون أنفسهم ينخدعون. وسأنوه فقط بمثل حديث واحد، فالإسكندر السادس لم يفعل شيئًا إلا أن يخدع الناس، ولم يخطر بباله أن يفعل شيئًا آخر، ووجد الفرصة لذلك، ولم يكن من هو أقدر منه على إعطاء التأكيدات، وتوثيق الأشياء بأغلظ الإيمان، ولم يكن أحد يرعى ذلك أقل منه، ومع ذلك فقد نجح في خُدعاته، إذ كان يعرف هذه الأمور معرفة طيبة
    ».

    واستنتج «ميكافيلي » من هذا أنه لا يلزم الأمير أن يكون متحليًا بفضائل الأخلاق المتعارف عليها، ولكن يجب عليه أن يتظاهر بأنه يتصف بها. وينبغي له أن يبدو فوق كل شيء متدينًا ([3]) .

    وفلسفة «ميكافيلي » تعتمد على دراسة النجاحات البشرية في وصول الناس إلى غاياتهم، ولو كانت هذه النجاحات هي من قبيل نجاحات الأشرار. وما دامت أمثلة الآثمين الناجحين أكثر عددًا من أمثلة القديسيين الناجحين، وكانت وسائل الآثمين وسائل آثمة منافية لفضائل الأخلاق، فإن الغاية في السياسة تبرر الوسائل المنافية لفضائل الأخلاق، من أجل تحقيق النجاح المطلوب، ومن أجل الوصول إلى الغاية المقصودة، وهي الظفر بالحكم والاستئثار به .

    فآراء «ميكافيلي » في تبرير الوسائل المنافية لفضائل الأخلاق تدور حول السياسة، وأخلاق الحكام، وذوي السلطة .

    وأخذ معظم أرباب السياسة في الشرق والغرب، بهذا الاتجاه الميكافيلي وفق أقصى صوره المنحرفة .

    وهذا الاتجاه المنحرف الشاذ، المعاكس لاتجاه الكمال الإنساني، إذا أُخذ على إطلاقه، هو طريق كل المنحرفين الظالمين المجرمين المفسدين في الأرض، قبل مكيافيلي وبعده في السياسة، وفي غيرها .

    وأخذ هذا الاتجاه المستهين بفضائل الأخلاق الإنسانية لتحقيق غايات الأفراد والجماعات، يسودُ سلوك الناس في الشرق والغرب، ويغزو الأجيال في كل الأمم والشعوب، حتى غدا شمول الانحراف في الأخلاق نذير دمار عام شامل لكل الشعوب التي أخذت تنعدم فيها فضائل الأخلاق الفردية والجماعية .

    وقد مال الفيلسوف الإنجليزي الملحد «برتراند رسل » إلى تأييد أفكار «مكيافيلي »
    فقال:

    « وفلسفته السياسية علمية تجريبية، مؤسسة على خبرته الخاصة بالشؤون العامة، ومعنية بتقديم الوسائل على الغايات المحدودة، بغض النظر عن التساؤل عن ضرورة النظر في كون الغايات حسنة أو سيئة، وعندما يسمح لنفسه أحيانًا بأن يشير إلى الغايات التي يرومها، فإنها تكون بحيث تستطيع جميعنا أن نطريها، وكثير من القدح المألوف اللاحق باسمه يرجع إلى استنكار المنافقين الذين يكرهون الإقرار بفعل الشر » ([4]) .







    رد مع اقتباس  

  7. #37 رد: آن الآوان ان نفضح تلك الشخصيات الخبيثة 
    المشاركات
    12,791

    ( 3 )

    كشف الزيف :

    الكاشف الأول: يرجع الخطأ في الفكرة الباطلة التي انتهى إليها «مكيافيلي » في السياسة، إلى اعتبار النسبة الغالبة من السلوك الإنساني هي المقياس الذي يبرر به السلوك، وإلى إهمال جانب الحق والعدل والخير، وإغضاء النظر عن الشر الذي يشتمل عليه السلوك، وإلى اعتبار سلوك مع الناس ذوي المشاعر والآلام والحقوق المساوية لحقوق صاحب السلوك، كسلوكه مع الأشياء غير ذات الحياة ([5]) .

    مع أنّ الواجب يقضي بأن تراعى حقوق الناس ومشاعرهم الإنسانية، ومنها آلامهم.

    إنه إذا كانت الوسيلة المفضلة لخرق جبل في أماكن خالية من السكان هي أن نفجر في مكان الخرق المطلوب متفجرات قوية، لأن ذلك أسرع وأسهل، وأقل تكلفة، فهل يصح قياسًا عليه أن يكون مثل هذا التفجير هو الوسيلة المفضلة لفتح طريق داخل مدينة مليئة بالعمارات السكنية، وآهلة بالسكان، دون مراعاة للواجب الذي تفرضه حقوق الناس، ودون اكتراث بالشر الذي ينجم عن هذا العمل، ودون اعتبار لآلام الناس الذين يتعرضون لشرور هذا التفجير ؟

    وهل يصح أن يعتبر ذلك أمرًا علميًا وتجريبيًا محققًا للمطلوب بأسرع وقت، وأسهل عمل، وأقل تكلفة، كما زعم «برتراند رسل » إذْ أيد آراء «مكيافيلي » بأنها عملية وتجريبية، مؤسسة على خبرته الخاصة بالشؤون العامة .

    إن أسس سلوك الإنسان مع الناس ومع الأحياء، غير أسس سلوك الإنسان مع الأشياء غير الحية، التي ليس لها أفكار ولا مشاعر وآلام ولذات ومطالب حياة .

    والمنهج العلمي الذي يطبق على الأشياء غير الحية، لا يصح تطبيقه من كل الوجوه على الأحياء، وعلى الناس بشكل خاص، لأن الأحياء بوجه عام لها حقوق تجب مراعاتها، ولأن الناس بوجه خاص لهم حقوق زائدة على حقوق الأحياء الأخرى، فيجب وضع هذه الحقوق في الاعتبار لدى اتخاذ مناهج علمية تطبق على الأحياء عمومًا، وعلى الناس خصوصًا.

    الكاشف الثاني : إن اعتبار تفوق المستهينين بفضائل الأخلاق، والمرتكبين لرذائلها، في الوصول إلى الحكم وفي تثبيته، على المتلزمين بفضائل الأخلاق المجتنبين لرذائلها، هو المبرر العلمي لاتخاذ وسائل غير أخلاقية من أجل الوصول إلى الحكم وتثبيته، مطابق تمامًا لاعتبار وسائل الغش، والخديعة، واللصوصية، وأكل أموال الناس بالباطل، هي الوسائل المفضلة للوصول إلى الثراء الفاحش، والاستمتاع بلذات الحياة، وتدعيم الرأسمالية المفرطة .

    فهل هذا مقبول من وجهة نظر الآخذين بآراء «ميكافيلي » من الشيوعيين والاشتراكيين؟






    رد مع اقتباس  

  8. #38 رد: آن الآوان ان نفضح تلك الشخصيات الخبيثة 
    المشاركات
    12,791
    ومطابق تمامًا لاعتبار وسائل القتل الجماعي، وسلب أموال الأغنياء، وإقامة الثورات المدمرة، واستعباد الشعوب، من أجل وصول الأحزاب الشيوعية والاشتراكية إلى السلطة، واستئثارها بكل شيء، وتسلطها على كل شيء، بما في ذلك الحريات الإنسانية، والحقوق الإنسانية الأخرى .

    فهل هذا مقبول من وجهة نظر الآخذين بآراء «ميكافيلي » من الرأسماليين والديمقراطيين؟

    إذا كان الأول غير مقبول أخلاقيًا لدى الشيوعيين والاشتراكيين، وكان الثاني غير مقبول أخلاقيًا لدى الرأسماليين والديمقراطيين، مع أن الأول والثاني كليهما يمكن تبريرهما بأن الغاية تبرر الوسيلة، وفق مذهب «ميكافيلي » المتبع لدى المذهبين المتناقضين في العالم: «الرأسمالية وديمقراطياتها – والشيوعية وديكتاتوريتها ».

    فإن الحكم المنطقي يقضي بداهة بأن كلا من الرأسماليين المكيافيليين، والشيوعيين الميكافيليين، متناقضون مع أنفسهم .

    وذلك لأن الرذائل الخلقية التي تقتضيها المكيافيلية مقبولة عند كل من الفريقين ومرفوضة معًا .

    إنها مقبولة إذا كانوا يمارسونها هم ضد غيرهم، ومرفوضة إذا كان غيرهم يمارسها ضدهم. وهذا تناقض منطقي بدهي، لا يلتزم به من يحاكم الأمور بعقله، ولكن يكابر فيه من يحاكم الأمور بأهوائه وشهواته ومصالحه الخاصة، كلما كان له هوى أو شهوة أو مصلحة، لا تقام عليها حجج علمية ضد الآخرين الذين لهم أيضًا أهواء أو شهوات أو مصالح خاصة تقف في الطرف المقابل .

    ويكفي هذا التناقض مع الذات لإسقاط «المكيافيلية ». إذ التناقض في أي مذهب، أو أية فكرة، هو من أقوى البراهين لإبطال المذهب أو الفكرة ونقضهما .

    الكاشف الثالث : يتساءل كل من له عقل، بل كل من لديه مقدار يسير منه، عن التفسير المنطقي لهذا الرأي المنحرف الذي يعتبر عنه بأن الغاية تبرر الوسيلة، والذي لا يستطيع إنسان في الدنيا أن يقبله على إطلاقه، مهما بلغت به الجريمة، ومهما بلغ به الشذوذ الفكري والنفسي .

    من المعروف في الحياة أن لكل إنسان، ولكل مجموعة بشرية، مطالب نفسية، وحاجات جسدية، وأنه لابد لتحقيق أي مطلب من مطالب النفس، وأية حاجة من حاجات الجسد، من اتخاذ وسيلة إلى ذلك .

    فهل يصح في عقل أي إنسان عاقل اتخاذ أية وسيلة في الدنيا، مهما كان شأنها عظيمًا، لأية حاجة مهما كان شأنها حقيرًا تافهًا ؟






    رد مع اقتباس  

  9. #39 رد: آن الآوان ان نفضح تلك الشخصيات الخبيثة 
    المشاركات
    12,791

    وحينما يروج صغار العقول أو المجرمون آراء «مكيافيلي » هذه التي تقول: «إن الغاية تبرر الوسيلة، ويدعون هذا الكلام يسير على إطلاقه، دون قيود المنطق السليم، والحق الثابت، والفضيلة المثلى، فإنهم لابد أن يتصرفوا في حياتهم تصرف المجانين، أو يكونوا شياطين مجرمين، يخادعون الناس بهذه الآراء التي يطلقون عليها زورًا وتزييفًا اسم «نظرية » ليفعلوا كل جريمة، دون أن يسميهم الناس مجرمين .

    لقد ستروا أنفسهم المجرمة بطلاء مما أسموه «نظرية مكيافيلي ».

    وفي محاكمة هذا الكلام الفاسد، إذا أخذ على إطلاقه، لابد أن نضع على سبيل التطبيق الفلسفي مجموعة من مطالب النفس، وحاجات الجسد، ونفرض أنها غايات، ثم نضع في مقابل ذلك مجموعة مما يمكن أن يكون وسائل لهذه الغايات، ونفرض أنها وسائل .

    إنه من البدهي عند ذلك أن تبدو لنا أمثلة تطبيقية غريبة ومضحكة جدًا، أخف منها ما يجري داخل مستشفيات الأمراض العقلية .

    إنه يلزم من تعميم الفكرة المكيافيلية، أن لا يكون من المستغرب أن يحرق المكيافيلي مجموعة من أوراق النقد ذات الأرقام العالية، والقيمة الكبيرة، ليغلي عليها ما يصلح فيه كأسًا من الشاي، أو فنجانًا من القهوة، فغايته التي هي شرب الشاي أو القهوة، تبرر له وسيلة إحراق الأوراق النقدية الكبيرة، وخسارة الألوف، مقابل شراب لا يساوي بضعة فلوس.

    ويلزم من هذا المذهب أن لا يرى الميكافيليون مانعًا من إلقاء مخطوطات علمية عظيمة نادرة، في نهر كبير، لتكون بمثابة جسر مؤقت تعبرُ عليه جيوش الغزاة .

    وليس من المهم بعد ذلك أن تخسر الإنسانية ذخائر المنجزات العلمية والفكرية الحضارية، التي خلفتها القرون الأولى، فالغاية تبرر الوسيلة .

    وأن لا يروا مانعًا من تجويع الألوف من البشر، وسرقة خيراتهم، ليستمتع مجرم واحد بمظاهر الترف والرفاهية، فالغاية تبرر الوسيلة .

    وأن لا يروا مانعًا من أن يقطع إنسان يد آخر، ليجعل من عظم ساعدها عصبًا لمكنسته. وأن يسلخ جلد إنسان حي ليصنع منه طبلاً أو دفًا، يتسلى بالنقر عليه في جلسات السمر. وأن يحرق مدينة كاملة ليتمتع بمشاهدة لهيب نار عظمى عن بعد، ثم يدين بها براء ويعاقبهم بهذه الجريمة النكراء، كما فعل «نيرون » إمبراطور روما. وأن يقذف إلى حلبة المصارعة وحشًا ضاربًا جائعًا، وإنسانًا بريئًا ليتمتع بمشاهدة ظفر الغالب منهما ومصرع المغلوب، وقد مارست روما في أوج سلطان إمبراطوريتها من ذلك الشيء الكثير .

    كل هذا ونظائره ينبغي أن يكون مقبولاً لدى «المكيافيليين » لأن الغاية تبرر الوسيلة.

    أليست هذه الأعمال الجنونية أو الإجرامية وسائل لغايات؟ فإذا كانت الغايات مطلقًا تبرر أية وسيلة دون قيد أو شرط، فما أجدر الميكافيلي الذي يأخذ بهذه الفكرة الفاسدة، أن ينحدر إلى أخس مرتبة يمكن أن تتصور في الوجود، ويرد إلى أسفل سافلين .

    وينبغي عندئذ أن يخلع الثوب الإنساني الذي فضله الخالق به، ويلبس ثوب أخس الأحياء شراسة ودناءة .







    رد مع اقتباس  

  10. #40 رد: آن الآوان ان نفضح تلك الشخصيات الخبيثة 
    المشاركات
    12,791
    ( 4 )

    المكيافيلية اليهودية :

    إذا كانت الميكافيلية العامة تقول: « إن الغاية تبرر الوسيلة » في شؤون السياسة فقط، دون أن نضع لفكرتها هذه أي قيد من قيود المنطق السديد، والحق الثابت، والخير الجلي، والفضيلة والجمال، فإن الميكافيلية اليهودية تأخذ بهذه الفكرة نفسها، في مختلف الشؤون السياسية، والمالية، والعلمية، والدينية، وغيرها من الشؤون التي تحقق لليهودي غاية من غاياته مهما كانت حقيرة. ولو كانت الوسيلة إلى تحقيقها إهدار أي حق لفرد أو جماعة أو أمة، باستثناء اليهود، ولو كانت الوسيلة ارتكاب أية رذيلة خلقية، أو جريمة قذرة، أو نشــــر الكفـر بالله، وبث الإلحادية في شعوب الأرض. والمكيافيلية الشيوعية بنت الميكافيلية اليهودية.

    ( 5 )

    موقف الإسلام بين الوسائل والغايات :

    لكن الإسلام يتربع على قمة المجد في مراعاة الحق والعدل والخير والفضيلة والجمال.

    وهو يأمر المسلمين بالتزام ما أمر الله به، ويكلفهـــم أن يراعـــوا ذلك مع الناس جميعًا، دون تفريق بين الأفراد، وبين الأمم والشعوب، سواء منهم من دان بالإسلام ومن لم يدن به.

    وموقف الإسلام بين الوسائل والغايات تحدده أروع مبادئ تلتزم بالحق والعدل والخير والفضيلة، ولا تقترب من أضدادها وتلتزم بكل ما أمر الله به من خير، ونهى عنه من شرّ.

    وتفسح صدرها لاتخاذ بعض الوسائل التي يوجب المنطق السليم اتخاذها، ارتكابًا لأخف الضررين، ووسيلة لدفع أشدهما، وذلك حينما يتعذر اتخاذ وسيلة أخرى لا ضرر فيها مطلقًا .

    وقاعدة الإسلام في ذلك تحددها البنود التالية :

    البند الأول:
    يجب أولا أن تكون غايات الإنسان في حياته مقيدة بما أذن الله به في شريعته لعباده .

    فما كل غاية تبدو للإنسان يجوز له أن يجعلها إحدى غاياته، ما لم تكن غاية مأذونًا بها شرعًا .

    البند الثاني : يجب ثانيًا أن يكون سعي الإنسان إلى غاياته المأذون بها شرعًا، ضمن الوسائل التي ليس فيها إهدار لحق أو عدل أو فضيلة أو واجب، وليس فيها ارتكاب لمحرم من المحرمات الشرعية، وليس فيها إسراف ولا تبذير وبذل ذي قيمة عالية وسيلة لتحقيق ذي قيمة حقيرة .






    رد مع اقتباس  

صفحة 4 من 9 الأولىالأولى ... 23456 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. من اي الشخصيات انت؟
    بواسطة الم الحب في المنتدى نعتذر تم إغلاق عيادة الدكتور وليد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-Apr-2010, 04:48 AM
  2. آن الأوان إن نـ ع ــترف بما نشعر به آن الأوان
    بواسطة دفنت قلبي في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 03-Jan-2008, 06:16 PM
  3. منتدى الترحيب بكبار الشخصيات
    بواسطة الباسل2007 في المنتدى هنا البداية الترحيب بالاعضاء
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 17-Oct-2007, 10:01 PM
  4. صونى مشاعرك يا اختي الحبيبة
    بواسطة ميرو2010 في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 20-Jun-2007, 05:46 PM
  5. إليك أختي الحبيبة
    بواسطة رهف الروح في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 16-Oct-2006, 06:32 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •