وصية الأسبوع : لا تباغضوا ولا تحاسدوا
عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:لاَ تَبَاغَضُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا ، وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ.
أخرجه مالك \"الموطأ\" 2639 . و\"الحُمَيدي\" 1183 و\"البُخَارِي\" 8/23(6065) (الأدب المفرد) 398. و\"أبو داود\" 4910 والتِّرْمِذِيّ\" 1935 .انظر حديث رقم : 4072 في صحيح الجامع .
قال ابن عبد البر في \" التمهيد \" : ( وفي هذا الحديث من الفقه أنَّه لا يحلُّ التباغض لأنَّ التباغض مفسدة للدين حالقة له ولهذا أمر- صلَّى الله عليه وسلم - بالتواد والتحاب حتى قال تهادوا تحابوا ). انتهى كلامه .
وقال الإمام النووي في شرحه على مسلم : ( قال العلماء في هذا الحديث تحريم الهجر بين المسلمين أكثر من ثلاث ليال وإباحتها في الثلاث الأول بنص الحديث والثاني بمفهومه قالوا : وإنما عفي عنها في الثلاث لأن الآدمي مجبول على الغضب وسوء الخلق ونحو ذلك فعفى عن الهجرة في الثلاثة ليذهب ذلك العارض ) . انتهى كلامه .
قال النووي رحمه الله تعالى في كتابه ( رياض الصالحين ): باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر .
التباغض بالقلوب، والتقاطع بالأفعال والأقوال أيضاً، والتدابر بالأفعال أيضا، أما التباغض بالقلوب فأن يبغض الإنسان أخاه المؤمن، وهذا أعني بغض المؤمن حرام، لأي شيء تبغضه ؟ ! قد يقول أبغضه لأنه يعصي الله عز وجل فنقول: وإذا عصى الله لا تبغضه بغضاً مطلقاً الذي أبغضه بغضاً مطلقاً على حال هو الكافر لأنه ليس فيه خير، أما المؤمن وإن عصى وإن أصر على معصية يجب أن تحبه على ما معه من الإيمان وأن تكرهه على ما معه من الفسق والعصيان .
قال الله تعالى (( إنما المؤمنون أخوة )) 0 الحجرات 10.
وقال جل من قائل أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )) المائدة/ 54.
وقال تعالى ((محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ))0 الفتح / 29.
وقال: النبي صلى الله عليه وسلم : \" إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم [رواه مسلم.
ويتضح من هذا الحديث الشريف أن هناك ارتباطا بين التباغض والتحاسد فالتحاسد هو أن يحسد الإنسان شخصا آخر على ما أنعم الله عليه به, وأن يتمني زوال نعمته ولا يمكن أن يتمني الإنسان زوال نعمة شخص يحبه وبالتالي فهو يبغضه, إذ يتمني له الشر أو زوال النعمة وهاتان الخصلتان ليستا من الإيمان في شيء, فالمؤمن يحب الخير للآخرين كما يحبه لنفسه لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
فالذي يبغض الناس ويحقد عليهم إيمانه ناقص وحسناته تتآكل بفعل حسده للآخرين الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب فهو في النهاية يلحق الأذى بنفسه, ويحرمها من ثواب ما قدمه من عمل صالح في مجالات أخري فلم لا يرتقي الإنسان بنفسه, وينتزع الحقد والبغضاء من قلبه .
فالمسلم الحقُّ يجب أن يكون سليم الصدر، لا يحقد على أحد، ولا يتمنَّى ضررًا لأحد، وأن يبيت وليس في نفسه لأحدٍ من المسلمين غشًّا ولا حسدًا، فهذه طريق الجنة.
ومن وسائل الإسلام أيضًا في التحذير من ضغائن الصدور، وفي الحثِّ على سلامتها أن المتخاصميْن لا تُرفع لهم أعمال إلاَّ أن يتصالحوا؛ لذلك قال r: \"ثَلاثَةٌ لا تُرْفَعُ صَلاتُهُمْ فَوْقَ رُءُوسِهِمْ شِبْرًا: رَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ، وَأَخَوَانِ مُتَصَارِمَانِ . ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب من أمّ قومًا وهم له كارهون (971) عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وقال الألباني: ضعيف بهذا اللفظ، وحسن بلفظ: \"العبد الآبق\" مكان \"أخوان متصارمان\". وابن حبان (1757)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.
والشحناء التي كرهها الإسلام، وكره ما يدفع إليها، أو ينشأ عنها هي التي تنشب من أَجْلِ الدنيا وأهوائها، أمَّا البغضُ لله، والغضبُ للحقِّ، والثورة للشرف فشأنٌ آخر؛ بل إنَّ من أماراتِ الإيمان الصحيح والإخلاصِ لله وحده - بُغْضَ مَنْ يفسقون عن أمر الله، أو يعتدون على حدوده، قال r: \"مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ\" أبو داود: كتاب السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه (4681) عن أبي أمامة ، وقال الألباني: صحيح. انظر: السلسلة الصحيحة (380)، والترمذي (2521.
قيل : يا رسول الله ! أي الناس أفضل ؟ قال : \" كل مخموم القلب ، صدوق اللسان \" ؛ قالوا : صدوق اللسان نعرفه ؛ فما مخموم القلب ؟ - قال : التقي النقي؛لا إثم فيه،ولا بغض،ولا غـل،ولا حسد . سند صحيح - ابن ماجه 4216.
قال الشاعر :
جار الزمان عليهم فى تقلبه * * * حتى تبدلت الأخلاق والشيم
دبَّ التباغض يمشى في أحشائهم مرضا* * * به انبرت أعظمٌ منهم وجَفَّ دم
فأصبح الذل يمشى بين أظهرهم * * * مشتى الأمير وهم من حوله خدم
فالتباغض والتدابر والتهاجر يفسد الود وينافر بين القلوب , وأما التحاسد فهو داء عضال, وشر وبيل يضر بصاحبه قبل أن يضر بالآخرين , وأول خطيئة كانت في الوجود هي خطيئة الحسد حيث حسد إبليس آدم وأبي أن يسجد له فحمله الحسد على المعصية , وكان سبباً في طرده من رحمة الله تعالى , كما أن أول جريمة حدثت على ظهر الأرض كانت بسبب الحسد حينما حسد قابيل أخاه هابيل , ولقد نهى الإسلام عن الحسد وحذر منه لما له من خطر على الدين , قال تعالى ذماً لأهل الكفر والضلال {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (109) سورة البقرة.
والمسلم يستعيذ بالله من شر الحسد, قال تعالى: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} (5) سورة الفلق.
وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس لا يزال فيهم الخير والصلاح ما لم ينتشر بينهم الحسد والبغضاء.
عَنْ ضَمُرَةَ بن ثَعْلَبَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:\"لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا لَمْ يَتَحَاسَدُوا\". أخرجه الطبراني (8/309 ، رقم 8157) . قال الهيثمى (8/78) : رجاله ثقات, السلسلة الصحيحة 9/172.
وروى الشيخان عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تباغضوا، ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد اللَّه إخوانًا».[البخاري حديث 6076، ومسلم حديث 2559].
والحاسد يضر نفسه قبل أن يضر غيره فيظل في عذاب دائم وفي ألم مستمر وفي حزن متواصل,وهو صاحب قلب ميت ونفس خبيثة , وقديما قيل : \" لا راحة مع الحسد \" .
ولقد انتشر هذا الداء بين الناس اليوم , ولا يكاد يخلو جسد من حسد , بل وأصبح الناس – ولا حول ولا قوة إلا بالله - لا يحسدون الأحياء فقط, بل وصل الحسد إلى الأموات, فيقولون كان مشهد فلان ( أي جنازته ) كيت وكيت , وصلى عليه فلان وفلان , وترك كذا وكذا , قال الشاعر :
همْ يحسدوني على موتي فوا أسفاً * * * حتى على الموتِ لا أخلو مِنَ الحسدِ
وهذا كله من ضعف الإيمان, ومن عدم الرضا واليقين بما وهب الرحمن المنان .
قال الشافعي رحمه الله تعالى :
وداريت كل الناس لكن حاسدي *** مداراته عزَّت وعزَّ منالها
وكيف يداري المرء حاسد نعمةٍ *** إذا كان لا يرضيه إلا زوالها ؟
وذكرت كتب السنة هذه القصة الرائعة في فضل سلامة الصدر ونبذ التحاسد والتباغض , عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ:بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، تَنْطُِفُ لِحْيَتُهُ مَاءً مِنْ وَضُوئِهِ ، مُعَلِّقٌ نَعْلَيْهِ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ مَرْتَبَتِهِ الأُولَى ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ مَرْتَبَتِهِ الأُولَى ، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، تَبِعَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، فَقَالَ : إِنِّي لاَحَيْتُ أَبِي ، فَأَقْسَمْتُ أَنْ لاَ أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلاَثَ لَيَالٍ ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْو ِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَحِلَّ يَمِينِي فَعَلْتَ ، فَقَالَ : نَعَمْ، قَالَ أَنَسٌ : فَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يُحَدِّثُ : أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ لَيْلَةً ، أَوْ ثَلاَثَ لَيَالٍ ، فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ بِشَيْءٍ ، غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا انْقَلَبَ عَلَى فِرَاشِهِ ذَكَرَ اللهَ وَكَبَّرَ ، حَتَّى يَقُومَ لِصَلاَةِ الْفَجْرِ ، فَيُسْبِغُ الْوُضُوءَ ، قَالَ عَبْدُ اللهِ : غَيْرَ أَنِّي لاَ أَسْمَعُهُ يَقُولُ إِلاَّ خَيْرًا ، فَلَمَّا مَضَتِ الثَلاَثُ لَيَالٍ كِدْتُ أَحْتَقِرُ عَمَلَهُ ، قُلْتُ : يَا عَبْدَ اللهِ ، إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ وَالِدِي غَضَبٌ وَلاَ هَجْرَةٌ ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول لك ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، فِي ثَلاَثِ مَجَالِسَ: يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَطَلَعْتَ أَنْتَ تِلْكَ الثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، فَأَرَدْتُ آوِي إِلَيْكَ ، فَأَنْظُرَ عَمَلَكَ ، فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَبِيرَ عَمَلٍ ، فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَ : مَا هُوَ إِلاَّ مَا رَأَيْتَ ، فَانْصَرَفْتُ عَنْهُ ، فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي ، فَقَالَ : مَا هُوَ إِلاَّ مَا رَأَيْتَ ، غَيْرَ أَنِّي لاَ أَجِدُ فِي نَفْسِي غِلاًّ لأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَلاَ أَحْسُدُهُ عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو : هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ ، وَهِيَ الَّتِي لاَ نُطِيقُ.
أخرجه أحمد 3/166(12727) وقال محققه شعيب الأرناؤط : إسناده صحيح على شرط الشيخين , ورواه الترمذي ( 3694 ) و\"النَّسائي\" ، في \"عمل اليوم والليلة\" 863 , والطبراني والحاكم في المستدرك ( 3/73 ) وصححه ووافقه الذهبي .
روى الترمذي عن الزبير بن العوام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «دَبَّ إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد، والبغضاء هي الحالقة، لا أقول تَحْلِقُ الشعر ولكن تحلق الدين». [صحيح الترمذي 2038 وصحيح الجامع (3361) صحيح لغيره).قال المباركفوري : \" تَحْلِق الدِّين أي َتَسْتَأْصِلهُ كَمَا يَسْتَأْصِل الْمُوسَى الشَّعْر\" عون المعبود 9/297.
وروى النسائي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يجتمعان في قلب عبدٍ: الإيمان والحسد». [صحيح النسائي 2912] .
ذكر عكرمة هذه القصة التي تبين أن الحسد من الممكن أن يقلب الحقائق ويصير الحق باطلاً والباطل حقاً، قال: كانت القضاة ثلاثة - يعني: في بني إسرائيل - فمات واحد فجعل الآخر مكانه، فقضوا ما شاء الله أن يقضوا فبعث الله ملكا على فرس فمر على رجل يسقي بقرة معها عجل، فدعا الملك العجل فتبع العجل الفرس، فجاء صاحبه ليرده فقال: يا عبد الله ! عجلي وابن بقرتي، فقال الملك: بل هو عجلي وابن فرسي، فخاصمه حتى أعيا، فقال: القاضي بيني وبينك.
قال: لقد رضيت، فارتفعا إلى أحد القضاة، فتكلم صاحب العجل فقال له: مر بي على فرس فدعا عجلي فتبعه فأبى أن يرده، قال: ومع الملك ثلاث درات لم ير الناس مثلها، فأعطى القاضي درة، وقال: اقض لي، فقال: كيف يسوغ هذا؟ فقال: نرسل العجل خلف الفرس والبقرة فأيهما تبعها فهو ابنها، ففعل ذلك فتبع الفرس فقضى له.
فقال صاحب العجل: لا أرضى، بيني وبينك القاضي الآخر، ففعلا مثل ذلك، ثم أتيا الثالث فقصا عليه قصتهما، وناوله الملك الدرة الثالثة فلم يأخذها، وقال: لا أقضي بينكما اليوم، فقالا: ولم لا تقضي بيننا؟ فقال: لأني حائض، فقال الملك: سبحان الله !! رجل يحيض !؟.فقال القاضي: سبحان الله ! وهل تنتج الفرس عجلا؟ فقضى لصاحب البقرة.فقال الملك: إنكم إنما ابتليتم، وقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك. ( ابن كثير : البداية والنهاية 9/ 274) .
قال رجل لشريح القاضي: إني لأحسدك على ما أرى من صبرك على الخصوم ووقوفك على غامض الحكم. فقال: ما نفعك الله بذلك ولاضرني.
وقال علي : لا راحة لحسود ، ولا إخاء لملول .والحسود لا يسود.
قال بعض الحكماء : ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد .
وقال بعضهم : لله درُّ الحسدِ ما أعدلَه ، بدأ بصاحبهِ فقتلَه .
قال الشاعر :
يا حاسداً لي على نعمتي * * * أتدري على من أسأتَ الأدبْ
أسأتَ على الله في فعلهِ * * * لأنكَ لم ترضَ لي ما قسمْ
فأخزاكَ ربي بأنْ زادني* * * وسدَّ عليكَ وجوهَ الطلبْ
قال معاوية لابنه : يا بني ، إياك والحسد ، فإنه يتبين فيك قبل أن يتبين في عدوك .
قال الكميت الأسدي:
إن يحسدونني فإني غير لائمهم * * * قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا
فدام لي ولهم ما بي وما بهم * * * ومات أكثرنا غيظاً بما يجد
أنا الذي يجدوني في صدورهم * * * لا أرتقي صدراً منها ولا أرِدُ
وقانا الله وإياكم من شر التباغض والتدابر والتقاطع , ومن شر الحسد والحاسدين والحقد والحاقدين, وطهر قلوب المؤمنين , وجعلهم أخوة في الله متحابين متآلفين.
,wdm hgHsf,u : gh jfhyq,h ,gh jphs],h