أنا وأمي
لا أعرف كيف أبدأ ما سأخبركم عنه الآن؟!
لا تتعجبوا مما سأقول!!
عندما كنت في عمر الزهور، كنت دائمة الشجار مع أمي، أشعر وكأنها من عالم آخر لا تفهمني - حتى أنها لا تحاول ذلك،
وفي يومٍ من الأيام وعندما كنت أراجع دروسي وأنا في أولى ثانوي وإذا بها تدخل عليّ غرفتي، رفعت رأسي لأرى من الذي دخل!!
نظرت إليها نظرة استغراب ودهشة وهي تسحب كرسياً لتجلس أمامي، زادت دهشتي من موقفها فليس من عادتها أن تفعل ذلك!!
بادرتها قائلة: خيراً ما المطلوب مني؟ هل من خطب؟!
أجابتني قائلة: وما الغريب في الأمر أريد أن أتحدث معك!!
قلت لها: ليس لدي وقت للكلام معك!! فأنا كما ترين أراجع دروسي فالامتحانات على الأبواب وأحب أن هيئ نفسي لذلك.
قالت ولكنك مجتهدة ومتفوقة دائماً، قلت لها ولكن الأمر لا يسلم، من فضلك اتركيني وحدي.
خرجت من الغرفة هي تكاد لا تصدق ما سمعت مني، وضعت الكتاب على المكتب سألت نفسي لماذا فعلت ذلك لماذا تفوهت بتلك الكلمات لم أجد إجابة!! تركت الموضوع برمته وألقيت به خلفي.
وبعد أيام وقبل الاختبارات تكرر الموقف مرة أخرى وكنت في قمة غضبي، قلت لها: لو لم تخرجي سأخرج أنا وأترك لك المكان.
قالت لي: بصوت حنون تخنقه العبرة، ما حصل مني؟ ولماذا أنت غاضبة؟ انحدرت دمعة على وجنتي
لا حظتها أمي!! وبسرعة البرق قامت وضمتني إلى صدرها بقوة فيها حنان حاولت الانفكاك عنها لكنها لم تسمح لي وضغطت عليّ أكثر حتى استسلمت لها، بعدها لم أتمالك نفسي وأجهشت بالبكاء. لمست شعري وربتت على ظهري حتى تساقط دمعي على كتفها، تركتني حتى هدأت واستنفذت أمطار دموعي. شعرت حينها أني هدأت، أجلستني على ركبتها وسألتني هل لي أن أعرف سبب تصرفاتك وبكائك الآن؟
قلت لها: لا شيء. ألحت في السؤال.
أخبرتها أني غاضبة منها!! سألتني لماذا؟
قلت لها: لأنك نهرتني وصديقتي متواجدة عندي للاستذكار.
قربتني منها أكثر وضمتني بقوة حتى شعرت بنبض قلبها تزاحم نبضات قلبي. قالت لي: آسفه لم أقصد إهانتك وسأعتذر لك أمام صديقتك، انتفضت من حضنها وقلت لها كيف لك أن تعتذري لي وأنا ابنتك!! فأنت أمي وأكبر من الاعتذار. ولكن الموقف آلمني وخجلت من صديقتي ومنذ ذلك الوقت وأنا وهي صديقتان حميمتان حتى توفاها الله في المستشفى وكنت بقربها
خلاصة:
تعلمت كثيراً من هذا الموقف وحاولت تجنب ما حصل لي مع أمي حتى لا يتكرر الموقف مع أولادي
Hkh ,Hld