بدع غريبة تشوه مؤسسة الزواج
رغم أهمية العنوسة كقضية اجتماعية باتت تشغل قطاعات واسعة من الشباب العربي فإن مؤسسة الزواج بدورها أضحت معرضة للتفكك لا بسبب عزوف الشباب عنها و إنما جراء تكاثر أنماط غريبة من الإرتباط في عديد البلدان العربية مثل زواج المسيار في الخليج العربي و الزواج العرفي في أوساط و فئات مرتبطة عقائديا بمذهب الشيعة على وجه الخصوص إضافة إلى أنواع أخرى من الزواج لا تخطر على بال سنتعرض إليها خلال المقال.
رغم وجود هذه الأصناف من الزواج منذ القديم فإن الظاهرة استفحلت في السنوات الأخيرة في المجتمعات العربية اذ يكفي الإطلاع على عديد المواقع على شبكة الأنترنت أو بعض القنوات الفضائية العربية لملاحظة هذا الأمر فزواج المسيار مثلا انتشر خاصة في المملكة العربية السعودية وهو زواج يكون بحضور شاهدين و تكتب ورقة في الغرض و تبقى المرأة في بيت أهلها و يقيم معها الرجل خلال نهاية الأسبوع او لمدة قصيرة لذا يطلق عليه زواج مسيار لأن الزائر لا يطيل المكوث و الغريب في الأمر أن هذا الزواج أباحه العديد من شيوخ الإفتاء السني الكبار أمثال عبد العزيز بن عبد الله ال الشيخ مفتي عام المملكة السعودية و مفتي جمهورية مصر العربية السابق نصر فريد واصل أيضا يوسف القرضاوي، و زواج المسيار يشبه الى حد بعيد زواج المتعة الذي حرمه السنة و اختلفوا فيه مع الشيعة أما زواج المتعة فهو زواج ليوم أو اثنين أو عشرة بأجر معين ينتهي بنهاية الرغبة في المتعة طبعا رغبة الرجل بحيث يحق له شرعا حسب الشيعة أن يتمتع بما شاء من النساء لمدة محددة و المطلوب منه فقط الإتيان بشاهدين و كتابة مجرد ورقة تقطع بإنتهاء المتعة هذا النوع من الزواج عبارة عن دعارة مقننة و كما أسلفنا الذكر فإن هذا الزواج ينتشرفي أوساط الشيعة من مختلف المناطق الإسلامية ثم هناك أيضا الزواج العرفي أوأشهر هذه الزيجات الغريبة و المتمثل في كتابة ورقة الزواج بين الطرفين بحضور شاهدين على أن تقيم هذه المرة المرأة خلافا لزواج المسيار في غرفة أو ببيت مستقل مع زوجها المزعوم هذه الظاهرة موجودة خاصة في مصر التي ما انفك يظهر فيها نوع آخر من الزواج أشد غرابة و هو زواج الدم و الذي يتم عبر جرح الطرفين المرأة و الرجل من اليد ثم توضع أيديهما فوق بعضهما لتختلط دمائهما و يكونا بذلك قد تزوجا.
هناك أيضا زواج الأنترنت ويتم بين الشاب و الفتاة من خلال غرف الحوار و الدردشة التي تتيحها
عديد المواقع على شبكة الأنترنت وزواج الفرند و الذي ظهر في صفوف الشباب المسلم في البلدان الغربية و تتنازل بموجبه المرأة عن حقها في النفقة و السكن و تظل في بيت أهلها وهو بمثابة البديل عن علاقات الصداقة بين الجنسين أيضا هناك زواج المصياف و يتم بين رجل سائح و امراة أو العكس و ينتهي بنهاية وقت المصيف ثم زواج الوشم حيث يذهب العروسان إلى مركز الوشم ويرسما رسما معينا على جسميهما يمثل عقد زواج بينهما إضافة إلى زواج الهبة من خلال عبارة فقط تقولها الفتاة و هي وهبت لك نفسي ليتم الزواج إلى جانب ذلك هناك زواج الكاسيت حيث يتم تسجيل حوار بين المرأة و الرجل وفيه يزوج الطرفان بعضهما ثم يمارسا حقوقهما كزوجين.
في الحقيقة أشكال الزيجات هذه لا يمكن حصرها في فئة أو شريحة أو طبقة معينة إاذ تنتشر بين الشباب و الكهول وبين الأغنياء و الفقراء على حد السواء لكن يمكن الاتيان على بعض أسبابها فزواج المسيار مثلا ينتشر خاصة لدى المتزوجين من منطقة الخليج فبدل أن يتزوج الرجل رسميا بثانية يلتجأ إلى زواج المسيار وهو عبارة عن متعة وقتية لا تكلفه شيئا أو على الأقل لا تلزمه بشيء تجاه الزوجة الثانية وقد أثبت استطلاع للرأي أن 58.75 بالمائة يعتبرون سبب ظهور هذا الزواج هو الهروب من تبعات الزواج العادي وواجباته أما الزواج العرفي فينتشر خاصة بين الشباب الذي تمنعه أوضاعه المادية المتردية من الزواج على سنة الله و رسوله كما ينتشر في بعض الأوساط الغنية أو الشخصيات المعروفة رغبة في سرية الزواج أما بقية الزيجات فغالب الظن أنها بدع غربية تأثر بها شبابنا بطريقة أو بأخرى.
إذن الدافع المادي هو الذي يحرك بعض الفئات الغنية للتزوج من ثانية و ثالثة وربما رابعة بطريقة تعفي الرجل من تحمل أعباء الزواج الرسمي، كما أن الظروف المادية الصعبة هي التي تمنع الشباب في الغالب من الزواج العادي يضاف إلى ذلك ما ينتشر في أوساط الناس هذه السنوات من ثقافة دينية تبيح هذه الأشكال الغريبة من الزواج علما وأن الفضائيات العربية باتت مصدرا رئيسيا لترويج مثل هذه الثقافة الدينية المعادية لحقوق المرأة و المسيئة لمكانتها في المجتمع.
هذه الأنواع من الارتباطات الزواجية جميعها سرية لا يتم فيها إشهار الزواج كما أنها غريبة عن تقاليدنا ومألوفنا الاجتماعي فضلا عن مساسها بحقوق المرأة واعتدائها الفادح على .
مساسها بحقوق المرأة واعتدائها الفادح على كرامتها الإنسانية وهاضمة أيضا لحقوق الأطفال وهادمة للكيان الأسري و الغريب في الأمر أن أشكال الزواج هذه لها من يبررها خاصة الفقهاء أو أصحاب الفتاوى الصفراء والذين يتحملون بذلك مسؤولية كبرى بخلق تبريرات تسهل للشباب القيام بمثل هذه الممارسات التي ثبت انعكاسها السلبي على الأسرة في مجتمعاتنا العربية و الإسلامية لذا على رجال الدين تطوير رؤيتهم في هذه المسألة المستندة للدين أيضا مطلوب من وسائل الإعلام التنبيه لمخاطر هذه الأشكال من الزيجات إذ أن الأعمال التلفزية والسينمائية من مسلسلات وأفلام و التي في الحقيقة عالجت هذا الأمر لا يمكن أن تحقق وحدها الأهداف إذ يجب أن تتظافر كل الجهود حتى ننقذ ما يمكن إنقاذه خاصة في البلدان التي لم تنتشر فيها هذه الزيجات مثل تونس رغم أنه لا يمكن القطع بعدم وجودها إذ بدأت تظهر بوادرها نتيجة التأثر بما هو حاصل في بعض المجتمعات بالدول العربية والإسلامية الأخر
f]u yvdfm ja,i lcssm hg.,h[