يوميات عانس في نظر المجتمع
استيقظت صباحا على رنين المنبه نهضت فزعة انظر الى الساعة حيث اعتادت يدي ان تدوس زر الغفوة فأغفو واستيقظ متأخرة عن الدوام
نظرت الى الساعة الحمدلله لازال الوقت مبكر
قفزت الىمرآتي نظرت الى وجهي تأملته لا زلت ابدو اصغر من سني بكثير ! اين التجاعيد انني لا اراها لا زال وجهي مشرقا
طرقت امي الباب ودلفت الى الغرفة لتتأكد من استيقاظي جلست على طرف السرير وهي تتأملني ثم قالت :
-الله يستر عليك يا بنتي
نظرت الى امي وانا اخشى من الاسطوانة المعهودة
-الحمدلله انا مستورة يا امي سشبشش
- الله يرزقك ابن الحلال اللي يستر عليك
- انا مستورة يا امي الحمدلله وما بحتاج حدا يستر علي الله ساترني
- والله خايفة عليك يا بنتي !
- من شو خايفة العريس مصيره بيجي
- انتي مش صغيرة وكل البنات اللي بسنك تزوجوا وصار عندهم اولاد
- الله يهنيهم يا امي كله نصيب .
خرجت والدتي من الغرفة وانا مذهولة نظرت الى المرآة ولقد رأيت ما لم اره من قبل ما هذه التجاعيد التي تملأ وجهي ولماذا ابدو هكذا كبيرة كعجوز اكل الدهر عليها وشرب !.
ترقرقت في عيناي عبرة ابت ان تكمل رحلتها, فكرت ما الذي تريده والدتي مني؟! هل احضر العريس بيدي وهل لو كان الامر بهذه البساطة هل بقيت فتاة بدون زواج ! عجبا لامر امي .
انطلقت الى عملي وقد استنفذت كل طاقاتي النفسية لابدأ يومي بحماس وبافكار ايجابية .
دلفت الى مقر العمل واذ بزميلتي تجري باتجاهي مستبشرة
- ابشري يا سهاد جبتلك عريس
احسست بمعنوياتي تهبط كالزئبق
- فكرتك بدك تبشريني بترقية ولا زيادة راتب
- ما تكابري يمكن هالمرة قمحة
ابتسمت بسخرية يملؤها الشعور بالالم اذ اصبح موضوع العريس القادم لتفحص البضاعة موضوع مرير بالنسبة لي واحراج لي امام عائلتي
في مساء اليوم الثاني وبعد ان اخبرت والدتي بشأن الخطاب وقد كادت تطير فرحا ولم تترك زاوية بالبيت الا وقد اشبعتها فركا وتنظيفا و لم تترك شيئا يمكن تقديمه للضيوف الا وقامت بتحضيره وانا انظر اليها بعين الشفقة
- قومي يا حبيبتي يا سهاد زبطي حالك البسي احسن لبس وحطي شوية مكياج قومي برضاي عليكي يا بنتي
ذهبت وانا اتمنى الصراخ بكل قوة آآه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه
اقبل
ت النساء ومعهن العريس المنتظر جلست والدتي ووالدي مع الضيوف احضرت القهوة وانا اكاد اذوب خجلا .
نظرت الي النساء نظرة خاطفة وكذلك العريس ثم بدأت والدة العريس بسؤالي عن دراستي وتحادث نفسها ما شاء الله ما شاء الله
حدثت المرأة بما سمعته عني وعن اخلاقي وتربيتي وكأنها تداري خجلا ما
وكانت النساء ينظرن الى بعضهن بامتعاض .
اربكني هذا الموقف وقد بت اعرفه وافهمه وخالجتني رغبة عارمة بالبكاء
غادرت النساء المنزل وقد زهد والدي بسؤال العريس اي اسئلة وكأن المطلوب منه القبول بي فقط
ودعت النساء وقد وقعت كلمة في أذني وقع الرصاص حيث قالت احداهن وهي تظنني لا اسمعها ( ايش تعمل الماشطة بالوجه العكر ) وترد عليها الأخرى بمثل آخر (الحلو حلو لو قام من النوم .) ولم استطع سماع بقية الحديث ولكني اعرف تتمته
ذهبت الى غرفتي وبكيت ما شاء الله لي ان ابكي اذ شعرت بكرامتي تتكسر على اعتاب بشر لا ترحم ولا تراعي مشاعري كانسانة فان لم يمنحني الله الجمال الباهر فقد منحني العفة والاخلاق والعلم والكثير من الصفات التي تفتقدها الكثيرات
جففت دموعي وعاهدت نفسي الا اضعها في هذا الموقف مرة اخرى ,لن اهين نفسي لاعراف المجتمع البالية ,لست كما يقولون بل انني درة ما يعرف قيمتها الا القليل ,ومن نالني نال الحظ والنعيم, نظرت الى وجهي في المرآة ووجدته كوجه طفلة صغيرة نضرا نابضا بالحيوية لا تشوهه التجاعيد .
هل ترونني اواسي نفسي ام هي هذه الحقيقة ؟
d,ldhj uhks td k/v hgl[jlu