شخص عادي
هل عبر ذهنك ذات يوم وأنت تحلم بتحقيق نجاح أو تميز معين مثل هذه الفكرة: كيف تريدي يا (أنا) أن اصبح ناجحاً ومميزاً وأنا (المسكين) الذي نشأ في بيئة عادية وبين أبوين عاديين, ودرس في مدرسة عادية ومن ثم لم يكمل دراسته الجامعية أو أكملها في جامعة عادية, لم أنجز أي شيء مهم في حياتي, بل كل ما فعلته كان عادياً ولذا فمن البديهي أن أكون شخص (عادي)!.
تخامر مثل هذه الفكرة الكثير منا بشكل واعي أو لا واعي. وبناءاً عليها نتخذ قراراً بالإحجام والتراجع عن خوض مشروع جديد أو وضع حلم كبير وتحقيقه والاستمتاع بإنجازه. وسوءاً كنت تتذكر هذا أو لا تتذكره فلابد أن تقي عقلك من خطر مثل هذه الأفكار المسؤولة عن جيش من الشباب التعيس والمحبط.
ما دفعني لأن اكتب هذه الكلمات هو دراسة مدهشة اطلعت عليها مؤخراً إذ أثار الباحثون الفكرة القديمة المغروسة في أعماقنا وتعلّمها الأجيال لبعضها البعض. وهي أن العبقري عادةً ما يبدي صفات العبقرية منذ طفولته. فالعباقرة مميزون منذ نعومة أظفارهم, ومن لم يبدي علامات النجابة منذ صغره فليحمد الله على ما بقي له من عقله, وليغط في نوم عميق فلا أمل له في أي تميز أو إبداع!!. قامت هذه الدراسة بالتنقيب وراء طفولة سبعة من عباقرة القرن العشرين, ومنهم غاندي أينشتاين وبيكاسو وغيرهم. ووصلت إلى أن ستة منهم وصلوا إلى سن العشرين من عمرهم دون أن يبدوا أي علامة على أنهم سيصبحون من مبدعي هذا الزمان أو عباقرته, كما أشاروا إلى أن أينشتاين مثلاً تأخر في النطق في طفولته, وأن غاندي كان شاباً لا مبال في مقتبل حياته.
لكن الباحثين تركوا لنا الوصفة السحرية ومفتاح لغز نجاح هؤلاء المبدعين إنها القناعة المفرطة لدى كل واحد منهم بأن ما سيجنيه ويحققه مرتبط تماماً بكمية الجهد الذي يبذله, وساعات العمل الذي يصرفها في سبيل تحقيق ما يصبوا إليه لم يكن أحد منهم كسولاً أو متخاذلاً أو يائسا كما أن لا أحد منهم أستيقظ ذات صباح ليجد نفسه عبقرياً تتزين الصحف بذكر منجزاته تذكروا الكلمة الرائعة التي نقلت عن (أديسون) صاحب الألف اختراع: (العبقرية 1% موهبة و 99% عرق جبين). نعم عرق جبين.
aow uh]d