برنامج للحب والسعادة
يقول الطهطاوى فى كتابه "المرشد الأمين للبنات والبنين "
" معرفة ارضاء أحد الزوجين للآخر فن نفيس ، وإن كان صعباً فى حد ذاته . لأنه يستدعى كمال التربية ، والإنصاف بالعدل ، وقوة العقل ، وذكاء الفطنة واعتياد كل من الزوج والزوجة على تحسين أحوال المنزل المشترك بينهما وتربيته وتنظيفه بقدر مايمكن ، ومعرفة الاعتناء بالوسائل التى تستدعيها " الصداقة " بين الزوجين لاشتراكها فى المنفعة العمومية ، وينبغى أن يكون الحب الموجود فى قلبى والرجل والمرأة بعضهما لبعض ، عبارة عن وداد خالص ، والمحبة هنا مشوبة بالصداقة هى التى ينتج عنها بين الرجل وأهله كمال الاتحاد والائتلاف فى جميع الحركات والسكنات ، والأحوال والأطوار ، مع ما ينشأ من ذلك من تقوية الجذب والمسامرة والمحادثة ، والتبسم وإظهار التلطف والعطف ، مع كل ما يترك فى النفس من تأكيد المحبة فتستحيل إلى عشق الشمائل " أى الصفات " المعنوية التى تبقى فى المرأة دائماً وأبدا . فتبقى على ماهى عليه بعد الجمال الظاهرى ، حيث يرى الزوج زوجته بالعين التى رآها بها يوم عرسها . فالإنسان الصادق فى حب من يهواه يصاحب الأصل . ويرى إبقاء ما كان على ماكان ، فكل ماانمحى خارج العيان فهو موجود فى الأذهان " .
" وكما أن الرجل الكامل يرى زوجته بعين الإجلال والاحترام ، فكذلك الزوجة الكاملة المحبة لزوجها لاترى فى الدنيا رجلاً يساوى زوجها ، وربما أحبته حبين حباً لذاته ، وحباً لحقوق الزوجية ، فهذه هى المحبة الرشيدة ، فمن ذلك يكون معلوماً أن الوسيلة الوحيدة فى استدامة الود بين الزوجين ولو بعد فقدان المحاسن والإجلال بين النساء والرجال .
وعلى الزوجين أن يجتهدا فى حبهما لبعضهما البعض حباً تاماً ، وألا يذم أحدهما الآخر فى غيبته وألا يغضبا فى وقت واحد ، وألا يتحدث أحداهما إلى الآخر بصوت عال . وأن يخضع كلا منهما لإرادة الآخر : الرجل بالحب ، والمرأة بالطاعة ، وألا يلوم أحدهما الآخر على زلة لم يتأكد وجودها فيه ، وألا يلوم أحدهما الآخر على خطأ ماض . وألا يضطر أحدهما الآخر إلى تكرار الطلب فى حاجة ، وألا يفارق أحدهما الآخر ولو يوماً واحدا ، من دون أن يودعه بكلمة من كلمات المحبة ، كى يتذكره بها مدة الغياب ، وألا يلتقيا دون ترحيب ، وألا يدعا الشمس تغرب على غضب أو زلة ، وألا يدعا زلة ارتكباها تمضى دون إقرار بها ، وطلب السماح عنها ، وألا يبكيا على مافات ، بل يرضيان بما وجد ، وأن يجعلا الصدق دأبهما فى معاملة أحدهما الآخر " .
fvkhl[ ggpf ,hgsuh]m