[frame="8 80"]فقدان في رمضان
وتتضاعف مشاعر الحزن والآسي لدى عشرات الآلاف من أمهات وذوي الأسرى في السجون الإسرائيلية لافتقادهم أبنائهم وأزواجهم في شهر رمضان، الذي يمتاز بمشاعر الألفة والتقارب العائلي لدى المسلمين.
وتقول المسنّة أسماء عريف، الذي تحتجز إسرائيل نجلها الوحيد باسل منذ 8 أعوام، إن شهر رمضان يمر ثقيلاً عليها على النقيض من باقي شهور العام، تاركاً لها الألم المتجدد يومياً على فراق ولدها الأسير وحرمانها من مشاركته إياها أيام الشهر الفضيل.
وفيما يسارع الصائمون إلى الإفطار فور رفع آذان المغرب، تبقي أم باسل جالسةً على مائدة الإفطار في منزلها القديم بحي الزيتون شرقي مدينة غزة تتأمل بدمعة حزينة صورة نجلها المعلقة على الحائط والمحكوم عليه بـ25 عاماً في السجون الإسرائيلية. فتقول بنبرات متقطعة تغلبها المعاناة "هذا العام هو الثامن الذي أفطر فيه بدون باسل، كنت أنتظر أن يعود ليعانقني ويهنئني بالشهر الفضيل، إلا أن رمضان قربت نهايته دون أن يحدث ذلك".
وتضيف "كل يوم على مائدة رمضان يتجمع الجيران والأهل مع كل أبنائهم ليعيشوا معاً أجواء الشهر الكريم ونفحاته أما أنا فأفتقد ولدي الوحيد وأقاسى يومياً حرمان وجوده بجانبي".
وتأمل هذا السيدة مثلها مثل آلاف عائلات الأسرى الفلسطينيين بأن يكون ولدها ضمن صفقة الأسرى التي يجري الحديث عن اقتراب إنجازها بين إسرائيل وحركة حماس.
وأضافت "أتمنى من آسري الجندي الإسرائيلي ألا يفرطوا فيه وان يحافظوا عليه ويتمسكوا بمطالبهم خصوصاً أسماء الأسرى ذوي الأحكام العالية".
صيام شهرين
وبعفوية حزينة، أخذت الطفلة آلاء تقبل وتحتضن باشتياق صورة والدها نافذ حرز وهي تهم بتناول وجبة إفطارها اليومية.
وتقول آلاء (6 سنوات) وعلامات الحسرة بادية على وجهها "مستعدة أن أصوم شهرين متتاليين، على أن أنال قبلة واحدة من والدي".
ولم يقدر لآلاء رؤية والدها، فمنذ أن أبصرت الدنيا وهو قيد الاعتقال، وهي ما زالت تستقبل رمضان وتودعه دون أن تنال تشجيع والدها على تحملها مشاق الصيام في نهار رمضان.
ويقول محمد، شقيق آلاء الأكبر، بينما كان يشد من إزرها: "رمضان ومن بعده العيد مناسبة خاصة لنا، تحمل في العادة البهجة العائلية للناس، أما نحن فنفتقدها بحكم اعتقال والدي".
ويضيف "نتذكر والدنا كل يوم لكن في رمضان نتجمع يومياً على مائدة الإفطار من دونه فنتذكره أكثر، ونتمنى لو كان معنا يشاركنا فرحة الإفطار والسحور".
بذات المشاعر تحاول زوجة الأسير أسامة أبو عصر، بث شيء من الأمل في نفوس أطفالها بقرب يوم يجمعهم مع أبيهم على مائدة إفطار واحدة. فتقول "اضطر للكذب كثيراً على أولادي وأوهمهم أن والدهم سيكون معهم في العيد، لأعود وأمدد المدة لرمضان القادم. لكن ما أخشاه أن يعايشوا مزيدا من شهور رمضان والأعياد بعيداً عن حضن والدهم وبدون فرحة حقيقية".
ويقول رأفت حمدونة مدير مركز "الأسرى للدراسات" الذي يعني بالدفاع عن قضايا الأسرى الفلسطينيين إن شهر رمضان المبارك يمر على الأسرى وأهالي الأسرى بمزيد من الشوق والحنين إلى لقاء يجمع المحبين على مائدة رمضان في بيوتهم وسط أهاليهم، كما يتضاعف القلق من جانب الأهالي على أبناءهم في السجون لما يعانونه من انتهاكات إسرائيلية بحقهم على أكثر من صعيد.
وأشار إلى أن الأسرى يحاولون في شهر رمضان ممارسة طقوس وشعائر رمضان مثلما كانوا يفعلون خارج السجن رغم قلة الإمكان "إلا أن ممارسات إدارة السجن تحول في بعض الأحيان دون ذلك".
[/frame]


LinkBack URL
About LinkBacks






