الصــــــــــــــــــــوم المــــــــقــــــــبـــــــــول
سنتحدث عن شهر رمضان الذى قال عنه المولى عز وجل فى كتابة الكريم*--شهر رمضان الذى انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه--*
وقال ايضا جل ثناؤه *--يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون--*
ومن احسن ما قرأ عن الصوم ما كتبه الامام ابو حامد الغزالى الملقب ب-حجة الاسلام-
ففى فصل بعنوان -فى اسرار الصوم وشروطه الباطنة-قال
اعلم ان الصوم ثلاث درجات-صوم العموم-وصوم الخصوص -وصوم خصوص الخصوص-
اما صوم العموم فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة
واما صوم الخصوص فهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الاثام
-وهو صوم الصالحين-
واما صوم خصوص الخصوص فصوم القلب عن الهمم الدنية والافكار الدنيوية وكفه عما سوى الله عز وجل بالكلية.ويحصل الفطر فى هذا الصوم بالفكر فيما سوى الله واليوم الاخر وبالفكر فى الدنيا وهذه رتبة الانبياء والصديقين والمقربين ولك ان تحكم -يا عزيزى القارىء-كم من المسلمين يصومون كل نوع من هذه الانواع والان نسأل السؤال المهم ما القول فى الصائم الذى يقتصر على كف شهوة البطن والفرج ويترك العنان لباقى الجوارح
بعض الفقهاء يقولون ان صومه صحيح.
لكن الغزالى يقول ان هؤلاء هم فقهاء الظاهر فاما علماء الاخرة فيعنون بالصحة-القبول-
وبالقبول الوصول الى المقصود ويفهمون ان المقصود من الصوم هو الاقتداء بالملائكة فى الكف عن الشهوات بحسب الامكانوالانسان رتبته فوق رتبة البهائم لقدرته بنور العقل على كسر الشهوات ودون رتبة الملائكة لاستيلاء الشهوات عليه فكلما انهمك فى الشهوات انحط الى رتبة البهائم وكلما قمع الشهوات التحق بافق الملائكة والملائكة مقربون الى الله عز وجل والذى يقتدى بهم يقرب الى الله عز وجل كقربهم
واذا كان هذا سر الصوم فأى جدوى لتاخير اكلة وجمع اكلتين عند الافطار مع الانهماك فى الشهوات الاخرى طوال اليوم لو كان له جدوى ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم--كم من صائم ليس له من صيامه الا الجوع والعطش--
وقد قال لبعض العلماء كم من صائم مفطر وكم من مفطر صائم
والصائم المفطر هو الذى يجوع ويعطش ويطلق جوارحه للاثام
والمفطر الصائم هو الذى يأكل ويشرب ويحفظ جوارحه من الاثام
وقد اعطى الغزالى تشبيها لهاتين الحالتين
ان مثل من كف عن الاكل والجماع وافطر بمخالطة الاثام كمن توضأ فمسح على اعضاءه ثلاث مرات-دون ان يغسلها- فقد وافق العدد الا انه ترك المهم وهو-الغسل-فصلاته مردودة عليه
ومثل من افطر بالاكل وصام بجوارحه عن المكاره كمن غسل اعضاؤه مرة واحدة فصلاته مقبولة ان شاء الله لاحكامه الاصل وان ترك الفضل ومثل من جمع بينهما كمن غسل كل عضو ثلاث مرات فجمع بين الاصل والفضل وهو الكمــــــــــــــال
hgwJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJ,l hglJJJJJJJJrJJJJJJJJfJJJJJJJJJ,g