جحا يبيع الهواء
من جملة كرامات الشيخ بيعه الهواء الى الفلاحين ، ففي احدى السنين ذهب إماما الى احدى القرى ، و عندما قارب رمضان الختام فكر الفلاحون في عمل وسيلة لعدم اعطاء الشيخ عوائده من الحنطة اعتذارا بقلة المحصول .
فغضب الشيخ من ذلك ، وفي زمن الحصاد بينما الحب على البيادر قال لهم : مادام الأمر كذلك فأنا لا أعطيكم هواء تذرون به بيادركم فأوجدوا أنتم مايكفيكم من الهواء لتذرية البيادر . ثم أتى بحصيرة كبيرة و وضعها على تل مطل على البيادر و جلس يراقب أعمالهم .
و اتفق أن مضت عدة أيام انقطع فيها الهواء عن البيادر ، وشاهد الفلاحون غيوما ثقيلة تملأ الجو . فحاروا في أمرهم ، فقال أحدهم : يا شيخ أنا أ‘عطيك عوائدك ضعفي ما أخذته في العام الماضي إذا أوجدت لي الهواء .
فصعد الشيخ الى التل و نقب الحصير بإصبعه ، ووجه الثقب إلى بيادر ذلك الرجل ، و قال له : اذهب إلى بيادرك ، فلم يكد يبلغها حتى وجد الهواء يهب فأخذ يذري حبوبه حتى أكمل الأكداس كلها ووضع الحبوب في الجوالق و أخذها الى مستودع داره .
فعندما رأى جيرانه ذلك حضروا إلى مكان بيادرهم فلم يجدوا للهواء أثرا ، فقال أحد الفلاحون لآخر : لاتتعب سدى . اذهب إلى الشيخ و عاهده على أن تعطيه حقه و ابتع منه الهواء .
فذهب ففتح له ثقبا بالحصير فقضى هذا شغله أيضا .
ولما رأى الفلاحون ذلك جمعوا على الشيخ و ابتاعوا منه الهواء بعد أن وعدوه بأنهم يعطونه حقه و زيادة فقال لهم : أيها الفلاحون اياكم أن تغشوا شيخكم و تقولوا في بالكم انا نرجع بقولنا بعد أن نتمم أشغالنا ، فإن الحق تعالى يذهب بيادركم هباء و لايبقى في أيديكم شيئا منها .
و بعد أن أخذ عليهم العهود و المواثيق قام وثقب لكل بيدر من بيادرهم ثقبا في الحصير ، و أقبلوا على تذرية بيادرهم و أعطوه حقه مضاعفا و سر الشيخ سرورا عظيما .
وبعد أن حمل حقه خرج مع القرويين الى خارج القرية حيث أدبوا له مأدبة الوداع و دعا لهم بخير ، ثم قال لهم : ان من لايدفع الحق لصاحبه يأخذ له الله حقه مضاعفا .
و يقال : ان مقاطعة الهواء مازالت جارية في تلك القرية حتى هذه الأيام .
[ph dfdu hgi,hx