الأنا المحمودة
--------------------------------------------------------------------------------
هل تعرفون أن ضعف أو قصور توكيد الذات لدى الكثير من الأفراد مرده لغياب الأنا وغلبة الشعور بنحن وأن أول علاج سلوكي يتخذه المعالج لمعالجة هذا الشخص هو تدريبه على إبداء الرأي بحرية وترديد الأنا !
ما هو ضعف توكيد الذات : الميل إلى موافقة الآخرين ومسايرتهم أغلب الأحوال، الإذعان لطلبات الآخرين ورغبتهم ولو على حساب حقوق الشخص وراحته و ضعف القدرة على إظهار المشاعر الداخلية والتعبير عنها و ضعف القدرة على إبداء الرأي ووجهة النظر و الحرص الزائد على مشاعر الآخرين وخشية إزعاجهم و ضعف الحزم في اتخاذ القرارات والمضي فيها و التواضع الزائد عن حده في مواقف لا يناسب فيها ذلك ( الذلة )
أن أمثال هؤلاء كثر في مجتمعاتنا العربية بالأخص وذلك لأن ميراثنا الثقافي يحملنا العديد من المفاهيم المطلقة التي لا نستطيع تعايشها بصدق على أرض الواقع كمثل مفهوم الغرور الذي يساء فهمه بعض الأحيان فأنت قد تجلس معه شخص يتحدث لك عن طاقاته وامكانياته في الكتابة والابداع ويقول لك بنص العبارة أن موهبتي الشعرية جاءت ولله الحمد من خلال قراءتي للشعر أنا أشعر أن الشعر صنع مني مبدعا ربما ينتهي الحوار وتكون أنت قد وصمته بالغرور !! بينما نحن في علم النفس نرى هذه صحة نفسية وحرية انفعالية وقدره على التعبير عن الذات ومعرفتها في سبيل تنميتها
وكذا الخلط بين مفهومي الحياء والخجل فالحياء الذي يوصف شعبة من شعب الايمان لا يعني أن تولد عندك مشكلة الخجل في مواجهة الآخرين وفي التعبير الحر عن رأيك أينما كنت ومع أي طائفة
كم من أم تولد ضعف توكيد الذات عند طفلها دون أن تعلم وهي تكثر من قول لا تقل عيب عيب حين يهم بمخاطبة الكبار بطلاقة ولا أعني الوقاحة .
إن من الأساليب السلوكية العلاجية مبدئيا لعلاج هذا الضعف هو التعود على استخدام ضمير المتكلم (دون مبالغة) مثل "أشعر" بدل قولك "الواحد يشعر 000" ، " أنا لا أرضى ذلك" بدل قولك "الشخص لا يرضى ذلك"
نحتاج نحن حقا في مجتمعاتنا العربية إلى توكيد ذاتنا خاصة وأن كثير منا للتو بدأ يكتشف هذه الذات !
ربما أنا محمودة وربما أنا فرعونية
hgHkh hglpl,]m