عيش السعداء
بسم الله الرحمن الرحيم
الله خلق الناس من صنف واحد ولكن قسمهم حسب أعمالهم وأطباعهم فمنهم البخيل ومنهم الكريم
ومنهم الشقي ومنهم السعيد ومنهم المحافظ على أوامر الله ومنهم العاصي لأوامر الله وجميع هؤلاء
الناس يبحثون عن السعادة سواء أكانوا طلابا أو موظفين أو تجارا حتى الذين يعصون الله بسماع
الأغاني أو غيرها من المعاصي إنما يفعلون ذلك لأجل السعادة والذي يفعل المعاصي لا يجد السعادة أبدا
فتجده ضاحكا حتى يحسبه الناس أنه من أسعد الناس لكن لو نظرت إلى قلبه فهو حزين مهموم لا يجد
طعم السعادة لكن هناك صنف من الناس أنعم الله عليهم بالسعادة
ياترى من هؤلاء الناس؟
(ذهب أحد الدعاة إلى بريطانيا للعلاج قال: أدخلت إلى مستشفى من أكبر المستشفيات هناك لا يدخله إلا
كبير أو وزير قال: فلما دخل علي الطبيب ورأى مظهري سألني أنت مسلم قلت له نعم الحمد لله فقال لي
أنا عندي مشكلة تؤرقني منذ زمن هل يمكن أن تساعدني في حلها قلت له نعم فقال أنا عندي أموال
كثيرة ووظيفة مرموقة وشهادة عالية وقد جربت جميع المتع شربت الخمور المتنوعة وواقعت الزنا
وسافرت إلى بلاد كثيرة ومع ذلك لا أزال اشعر بضيق دائم وملل من هذه المتع حتى عرضت
نفسي على عدة أطباء نفسيين وفكرت في الإنتحار عدة مرات لعلي أجد حياة أخرى ليس فيها مثل هذا
الملل ثم سألني هل تشعر أنت بمثل هذا الملل فقلت له لا والله أنا في سعادة دائمة وسوف أدلك على حل
هذه المشكلة ولكن أجبني عما أسألك قال لي ماذا تريد قلت له أنت إذا أردت أن تمتع عينيك ماذا تفعل؟
فقال أنظر إلى إمرأة حسناء أو إلى منظر جميل قلت له حسنا إذا أردت أن تمتع أذنيك فماذا تفعل؟ فقال
أستمع إلى موسيقى هادئة قلت له حسنا فإذا أردت أن تمتع أنفك فماذا تفعل؟فقال أشم عطرا أو أذهب
إلى الحديقة قلت له حسنا فإذا أردت ان تمتع عينيك لماذا لا تستمع إلى موسيقى فعجب مني وقال
لايمكن لأن هذه متعة خاصة بالأذن فقلت له فإذا أردت أن تمتع أنفك لماذا لاتنظر إلى منظر جميل فعجب
مني أكثر وقال لايمكن لأن هذه متعة خاصة بالعين ولا يمكن أن يتمتع بها الأنف فقلت له حسنا وصلت
إلى ماأريده منك أنت تحس بهذا الضيق والملل في عينيك قال لا ، قلت له تحس به في أذنك في أنفك في
فمك قال لا قلت له أين تحس به قال أحس به في قلبي في صدري قلت له أنت تحس بهذا الضيق في قلبك
والقلب له متعة خاصة لايمكن أن يتمتع بغيرها ولابد أن تعرف ماهي المتعة التي تمتع القلب لأنك
بسماعك للموسيقى وشربك للخمر ونظرك وزناك لست تمتع قلبك إنما تمتع هذه الأعضاء، فعجب طبيب
وقال صحيح فكيف أمتع قلبي قلت بأن تشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتسجد بين يدي
خالقك وتشكو بثك وهمك إليه فإنك بذلك تعيش في راحة واطمئنان وسعادة، فهز الطبيب رأسه وقال
أعطني كتبا عن الإسلام وادعو لي وسوف أسلم ولعله يكون أسلم بعد ذلك)
قد يقول البعض منكم أني مسلم والضيق الذي في صدري لا يوصلني إلى الإنتحار
لكن الذي أريده من هذه القصة عندما تشعر بضيق في صدرك تذكر ذنوبك الذي فعلتها وتب منها واقلع
عنها ولا تعود إليها مرة أخرى ولا تحاول أن تجد السعادة بسماع الأغاني أو غيرها من المعاصي
وصدقني لن تجد السعادة إلا بطاعة الله إذا شعرت بضيق الجأ الى الله وادعوه أن يفرج الضيق الذي في صدرك
أتمنى للجميع حياة سعيدة
uda hgsu]hx